لا تفكر بالمنتجات المستوردة باهظة الثمن إذ يمكن أن تساعدك بعض المنتجات الغذائية الموجودة في السوبر ماركت في التقليل من خطر الإصابة بالسرطان وخفض الكوليسترول في الدم والتخلص من دهون الجسم وأكثر من ذلك.
قد تحتوي الفواكه الرائعة المستوردة مثل الجوافة والمانغوستين والأساي والغوجي مستويات عالية من مضادات الأكسدة والفيتامينات، لكن بينت الأبحاث الحديثة أن التفاح العادي والعنب والفواكه الأخرى التي تملأ قوائم التسوق الخاصة بنا أسبوعياً تحتوي العديد من الفوائد الصحية المدهشة؛ بالرغم من ذلك فإن لفت الانتباه إلى فوائد الثمار المستوردة الغنية بالطاقة ليس أمراً خاطئاً. قد تكون بعض أفضل الأشياء التي تجدها في قسم المنتجات هي التي كنت تتناولها طوال الوقت.
تابع القراءة لترى مدى جودة هذه المواد الغذائية في عربة التسوق لصحتك.
الكريب فروت: محطم السكري
يمكن أن تؤدي إضافة الكريب فروت إلى نظامك الغذائي للتقليل من خطر مقاومة الجسم للأنسولين الذي يعتبر مقدمة للإصابة بمرض السكري من النمط الثاني؛ وفقاً لدراسة أجرتها عيادة سكريبس في لا جولا في كاليفورنيا عندما يتناول الأشخاص ذوو الوزن الزائد جرعة واحدة من نصف حبة كريب فروت أو عندما يشربون عصير الكريب فروت أو عند تناول حبوب الكريب فروت أو تناول الدواء البديل مرة واحدة في اليوم قبل وجبة الطعام لمدة 12 أسبوعا، أولئك الذين تناولوا الكريب فروت في أحد أشكاله انخفضت لديهم مستويات الأنسولين (المستويات الأعلى هي علامة على مرض السكري من النوع 2). و أكثر من ذلك فإن من تناول الكريب فروت خسر من وزنه حوالي 3.5 رطل في المتوسط خلال الدراسة أكثر من مجموعة الدواء البديل. يعتقد العلماء أن أحد مضادات الأكسدة الموجودة في الكريب فروت والتي يطلق عليها النارينجين Naringenin هي المسؤولة عن ميزاتها الواقية. (ولكن إذا كنت تتناول أي أدوية يجب أن تستشر طبيبك أولاً لأن الكريب فروت يمكن أن يتفاعل مع العديد من الأدوية المختلفة).
ليس هذا فقط كل ما هو جيد بالنسبة للنارينجين إذ أنه يمنع أيضاً التكيسات الكلوية. الناس الذين يرثون مرض تعدد الكييسات الكلوية غالبا ما يعانون من ارتفاع ضغط الدم بسبب الفشل الكلوي و يمكن أحيانا أن يضطر المصاب إلى البدء بعملية غسيل الكلى؛ لسوء الحظ لا يوجد الكثير من العلاجات المعروفة لهذا الاضطراب.
تشير دراسة جديدة في مجلة علم الصيدلة البريطانية إلى أن النارينجين قد يكون فعالاً في إيقاف تشكل التكيسات التي تحدث عند ظهور هذا المرض، وبينما تم إجراء البحث على الفئران يأمل الباحثون أن تؤدي زيادة دراسة المادة الكيميائية إلى إيجاد أدوية جديدة لعلاج أو منع هذا المرض. خلال الوقت الحالي لن يؤذيك تناول النارينجين الموجود في كل ثمار الحمضيات ولو كان بمستويات أقل من الكريب فروت.
قد يكون الكريب فروت مفيداً أيضاً لأمراضك إذ وجدت الأبحاث أن المواد الكيميائية النباتية الأخرى (المغذيات النباتية) الموجودة فيه قد تحميك من سرطان القولون.
التوت البري الأزرق: مذيب الدهون
يساعد التوت الأزرق في الحفاظ على الصحة ووفقاً لدراسة جديدة في مجلة Molecular Nutrition and Food Research. وجد الباحثون أن مركباً يسمى بتيروستيلبين Pterostilbene يعمل مع فيتامين D عند الفئران لتعزيز نظام المناعة ومكافحة الالتهابات؛ ولكن من غير المؤكد ما إذا كان سيظهر نفس التأثير عند البشر.
لكن التوت الأزرق البري له آثار صحية مثبتة على البشر حيث بينت دراسة أولية أن حبات التوت التي تكون بحجم اللقمة الواحدة قد تحد من كمية الدهون (الأنسجة الدهنية) التي يشكلها الجسم، وفقاً لدراسة أجريت في أغسطس 2012 من جامعة تكساس النسائية. ووجد الباحثون أن مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري خفضت عدد الخلايا الدهنية في الفئران بنسبة تصل إلى 73 في المئة.
يمكن أن يساعدك التوت الأزرق في إنقاص الوزن عن طريق إرضاء ولعك بالحلويات بعدد قليل من السعرات الحرارية – فقط 44 سعرة- تتناولها في نصف كوب من التوت البري. كما أنها قد تبقي ذهنك متقداً؛ فقد بينت الأبحاث السابقة علاقة التوت الأزرق بتحسين الذاكرة والتعلم إذ يرجع الفضل في ذلك ولو جزئياً إلى التأثيرات المضادة للالتهابات التي يتميز بها اللأنثوسيانين Anthocyanin – وهي مضادات الأكسدة التي تعطي الثمرة مظهرها الأرجواني الزاهي.
التفاح: محارب الكوليسترول
من الحقائق المعروفة أن تفاحة واحدة في اليوم قد تبقي الطبيب بعيدا – وخاصة طبيب القلب. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة ولاية فلوريدا تبين أنه عند تناول النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 45 و 65 عاماً كوباً من التفاح المجفف يومياً لمدة عام لوحظ وجود انخفاض في متوسط الكوليسترول LDL “الضار” بنسبة 23 بالمئة والأفضل من ذلك لوحظ ارتفاع نسبة الكوليسترول الحميد “الجيد” لدى النساء بنحو 4 في المئة ، وخسرت النساء أيضاً 3.3 رطل في المتوسط؛ قد تأتي الفائدة الصحية للقلب من بكتين Pectin التفاح (نوع من الألياف) والبوليفينول Polyphenols (مجموعة من مضادات الأكسدة).
كما وجدت أبحاث أخرى أن التفاح يحمي أيضاً من الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) وقد يكون السبب ارتفاع مستوى مضادات الأكسدة الفلافونويدية Flavonoid.
اليوسفي أو المندرين: أسياد التمثيل الغذائي
وفقا لبحث من جامعة أونتاريو الغربية والذي تم نشره في مجلة داء السكري The journal Diabetes– قد يحمي الفلافونويد (نوع من مضادات الأكسدة) الموجود في هذا النوع من الحمضيات الجسم من ثالوث الأمراض المعروفة باسم متلازمة التمثيل الغذائي – مرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية والسكري من النوع 2 – عندما أطعم الباحثون الفئران طعاماً ضمن نظامٍ غذائي “غربي” نموذجي (غني بالدهون والسكر المكرر) وتم استُكماله بإضافة مادة اليوسفي المضادة للتأكسد النوبييلتين Nobiletin؛ تبين أن الفئران لم تشهد أي زيادة في الكوليسترول أو الدهون الثلاثية أو الأنسولين أو نسبة السكر في الدم ولكن الفئران التي لم تحصل على النوبييلتين ارتفعت فيها نسبة المواد المذكورة.
وقد وجدت دراسات أخرى طويلة المدى أن المركب يمنع تصلب الشرايين حيث أن تصلب الشرايين يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وفقاً لدراسة بريطانية يساعد تناول اليوسفي الجسم في مقاومة السرطان خاصةً إذا أكلت القشرة؛ لأن القشرة تحتوي على مركب يدعى سسالفيسترول Salvestrol Q40 ويقوم هذا المركب بإيقاف نشاط الأنزيم الذي يُحفز نمو الخلايا السرطانية، جرب إضافة نكهة اليوسفي إلى الشاي أو قم برشها فوق أطباق السلطة لتحصل على نكهة الحمضيات.
الفراولة (الفريز) : مكافح السرطان
بينت دراسة صغيرة صادرة عن مركز السرطان الشامل بجامعة ولاية أوهايو في كولومبوس بالإضافة إلى مجموعة من الباحثين في الصين أن إضافة شرائح الفراولة إلى وجبة الحبوب الصباحية أو اللبن قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان المريء (بدعم من هيئة الفراولة في كاليفورنيا). عندما تناول 36 شخصاً يعانون من آفاتٍ في المري أوقية من الفراولة المجففة قبل تناول وجبة الطعام وذلك بشكل يومي لمدة ستة أشهر لوحظ انخفاض بمعدل 80% في شدة الآفات.
لم يتأكد الباحثون بعد أي من الفيتامينات أو المعادن أو العناصر الغذائية الأخرى الموجودة في التوت هي التي تمتلك هذه الميزات العلاجية لكنهم يخططون لبحث إمكانية أن يتم اعتبار الفراولة كإضافة للعلاج أو كعلاجٍ بديلٍ للأدوية التي تستخدم في معالجة السرطان. كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا في ديفيس أن الاستهلاك المنتظم للفراولة يمكن أن يساهم في مقاومة الآثار الالتهابية وتخثر بالدم نتيجة تناول وجبة غنية بالدهون وعالية الكربوهيدرات مما يقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذا الفراولة تعتني بقلبك أيضاً.
الخوخ المجفف: مقوي العظام
قد تساعد الفاكهة التي كانت تُعرف سابقاً باسم الخوخ في الحفاظ على قوة العظام. عندما تناولت النساء بعد انقطاع الطمث ما يقرب من نصف كوب من الخوخ المجفف لمدة ثلاثة أشهر ازدادت لديهن مستويات الهرمونات المرتبطة بتكوين العظام؛ وفقا لبحث من جامعة ولاية أوكلاهوما في ستيلووتر وكذلك حسب دراسةٍ أجرتها مجلة Journal of Nutrition عام 2010 فإن الفئران البالغة والمسنة التي تمت تغذيتها على نظام غذائي يحتوي على الخوخ المجفف لم تبدي انخفاضاً في كمية الفاقد من كثافة العظم فحسب بل اكتسبت أيضاً كتلة عظمية.
يقول الباحثون قد يكون للخوخ المجفف تأثير على الهرمونات التي تمنع تدهور العظام بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين Estrogen. يشتهر الخوخ المجفف والمعروف بفوائده الصحية الهضمية – وقدرته على تحريك الأمعاء – باحتوائه على مصادر جيدة من البوتاسيوم الذي يساهم في خفض ضغط الدم وكذلك يحتوي على الألياف الغنية بالكوليسترول الجيد مما يجعله وجبة خفيفة صحية للقلب.
التوت البري الأحمر : منقذ الابتسامة ويحمي الأسنان
فكر في ما يستطيع فعله التوت البري الأحمر عندما يتعلق الأمر بهذه الفاكهة الحامضة؛ تُوقف المواد المضادة للأكسدة التي تسمى برانثوسيانيدين Proanthocyanidins في التوت البري الأحمر نشاط البكتيريا التي تسبب نخر الأسنان (ولكن حذار من الإفراط بتناول صلصة التوت البري الهلامية السكرية والتي يمكن أن تسبب الضرر لأسنانك أكثر مما تنفعها – ابحث عن التوت البري الأحمر الطازج واصنع بدقة المذاق الحلو الذي تستمتع به بدلاً من ذلك).
كما أن مضادات الميكروبات الموجودة في التوت البري الأحمر والتي تمنع البكتيريا من التشبث بالأسنان هي نفسها يمكن أن تعمل ضمن المثانة وتسهم في منع الإصابة بالتهابات المسالك البولية؛ وقد يحمي التوت البري معدتك من القرحة نتيجةً لتأثيره على بكتيريا H. pylori التي تسبب حدوث التقرحات.
العنب: مثبط الالتهاب
أفاد علماء من جامعة نورث كارولينا في جرينسبورو بأن تناول العنب الغني بالبوليفينول Polyphenol – وخاصة العنب الأحمر – يمكن أن يقلل من الالتهابات التي تؤدي في مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية ، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم؛ قد تسهم الثمار في مقاومة الالتهاب بعدة طرق حيث يمكن أن تعمل كمضادات للأكسدة وتقلل من إجهاد الخلية وتقييد عمل المركبات المعززة للالتهابات المسماة السيتوكينات Cytokines.
يحتوي العنب أيضاً على الريسفيراترول Resveratrol المركب شديد الأهمية والذي تم توضيح علاقته – عند استخدامه بجرعات كبيرة- بصحة القلب والوقاية من سرطان الرئة وسرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطانات.
العنب الأحمر: مُعزز المناعة
يمكن أن يعطي العنب الأحمر – مثل التوت البري الأزرق- بعض الدعم لجهاز المناعة لديك وذلك بفضل مركب الريسفيراترول Resveratrol وذلك وفقاً لدراسة جديدة في مجلة Molecular Nutrition and Food Research. قد يكون مركب الريسفيراترول الذي يوجد أيضاً في النبيذ الأحمر هو السبب في أن النبيذ الأحمر أثبت أنه له آثار إيجابية على الصحة.
أثبتت دراسة أجريت عام 1999 في مجلة ” journal Circulation” أن العنب الأحمر يقلل أيضاً من مستويات الكوليسترول المنخفض الكثافة (LDL) الذي يُعتبر الكوليسترول “الضار” ويرفع مستويات الكوليسترول المفيد “الجيد”.