أرز الخميرة الحمراء: الفوائد والآثار الجانبية والجرعة الموصى بها

لم يظهر على رفوف الصيدليات إلا خلال العقود القليلة السابقة، ولكن أرز الخميرة الحمراء اشتُهر منذ آلاف السِّنين بخصائصه الطبية الفعَّالة، وكأحد أفضل العلاجات الطبيعية لمستويات الكوليسترول المرتفعة، إذ يعدُّ أرز الخميرة الحمراء أحد المكملات الغذائية الطبيعية القليلة التي تحتوي على المكونات النَّشطة المتطابقة فعلياً مع تلك الموجودة في الأدوية الطبية.

إنَّ فوائد أرز الخميرة الحمراء تتعدى مجرد تصحيحه لمستويات الكوليسترول، فقد أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أنَّه من الممكن أن يفيد في حالة الالتهاب، ومتلازمة الأيض، ومستويات السكر في الدَّم، وغيرها الكثير.

إليكم الفوائد والآثار الجانبية والجرعة الموصة بها لأرز الخميرة الحمراء.

ما هو أرز الخميرة الحمراء؟

طبابة نت - أرز الخميرة الحمراء، الفوائد والآثار الجانبية

أرز الخميرة الحمراء هو نوعٌ من الأرز المخمَّر الذي ينتُج عن استخدام نوعٍ معينٍ من العفن.

لقد استُخدم في الأدوية الصينية التقليدية لقرونٍ بسبب خصائصه القوية المُعزِّزة للصحة، فهو يحتوي على مركب الموناكولين K “monacolin K”، وهو نفس المركب النَّشط الموجود في الأدوية الطبية التي تُوصف لتخفيض مستويات الكوليسترول، مثل دواء لوفاستاتين “lovastatin”، ولهذا السَّبب يُستخدم غالباً كبديلٍ اقتصاديٍّ للأدوية الغالية الثَّمن، ليُساعد على تخفيض مستويات الكوليسترول، ودعم صحة القلب، وأظهرت أيضاً الأبحاث أنَّ له العديد من الآثار المفيدة الأخرى، والتي تتراوح من تقليل نمو الخلايا السَّرطانية إلى تحسين مستويات السكر والأنسولين في الدَّم.

في يومنا هذا يُباع أرز الخميرة الحمراء كمكملٍ غذائيٍّ لا يحتاج لوصفةٍ طبية، ويسوَّق له كمكملٍ يساعد في السَّيطرة على الكوليسترول وكمُحسِّنٍ للصحة العامة.

ملخص: ينتُج أرز الخميرة الحمراء من خلال تخمير الأرز بواسطة نوعٍ معينٍ من العفن. يحتوي أرز الخميرة الحمراء على نفس المكون النَّشط الموجود في الأدوية الطبية المُخفِّضة للكوليسترول، وخضع أيضاً لدراسات تُظهر احتوائه على فوائد أخرى.

الفوائد والآثار الجانبية لأرز الخميرة الحمراء

يمكن أن يُحسِّن صحة القلب   

تعدُّ أمراض القلب من الحالات الخطرة التي تُؤثِّر على حياة الملايين، وتُشير التَّقديرات إلى أنَّها تمثل 31.5% من حالات الوفاة حول العالم.

ارتفاع الكوليسترول، هو أحد العوامل الخطرة الرئيسية المُسببة لأمراض القلب، إذ يمكن أن يتسبب بتضيُّق الشرايين وتصلُّبها، مما يؤدي لارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو بالسكتات الدماغية.

يشتهر أرز الخميرة الحمراء باستعماله كعلاجٍ طبيعيٍّ يُساعد على تخفيض مستويات الكوليسترول وتحسين صحة القلب، وآثاره الجانبية العكسية تكون في الغالب أقل من الآثار السلبية الناجمة عن الأدوية الطبية المُستخدمة لعلاج ارتفاع مستويات الكوليسترول.

أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على 25 شخصاً، أنَّ أرز الخميرة الحمراء خفَّض إجمالي الكوليسترول بمعدلٍ قدره 15%، ومستوى الكوليسترول الضَّار بنسبة 21% على امتداد شهرين تقريباً من العلاج.

وعلى نحوٍ مماثل، أفادت دراسة أخرى استمرت لثمانية أسابيع وأُجريت على 79 شخصاً، أنَّ استهلاك 600 ميلي غرام من أرز الخميرة الحمراء مرتان في اليوم، يُخفِّض مستويات الكوليسترول الضَّار بشكلٍ ملحوظ، مقارنةً بالأشخاص الذين لا يتناولونه.

علاوة على ذلك، وجدت مراجعة شملت 21 دراسة، أنَّ أرز الخميرة الحمراء كان فعالاً في تخفيض كل من المستويات الإجمالية للكوليسترول ومستويات الكوليسترول الضَّار، بالإضافة لثلاثي الغليسريد وضغط الدم، إذا تمَّ إرفاقه بأدوية الستاتينات) “statin drugs” أي الأدوية المخفضة للكوليسترول).

ملخص: أظهرت الدراسات أنَّ أرز الخميرة الحمراء يمكن أن يُساعد على تخفيض مستويات الكوليسترول، ويمكن أن يكون قادراً على تخفيض ثُلاثي الغليسريد وضغط الدم، وذلك عندما تُؤخذ معه الستاتينات.

يمكن أن يُساعد في علاج متلازمة الأيض

مُتلازمة الأيض هي مجموعةٌ من الحالات المرضية التي تزيد خطر إصابتك بأمراضٍ مزمنةٍ، كأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.

تشمل بعض معايير متلازمة الأيض: ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون في الجسم، وزيادة السكر في الدم، وتقلُّب مستويات الكوليسترول أو ثلاثي الغليسريد.

وجدت عدة دراسات أنَّ أرز الخميرة الحمراء يمكن أن يساعد في علاج بعض هذه العوامل الخطرة، ويمكن أن يُستخدم كعلاجٍ طبيعي يدعم الوقاية منها.

أحد أكثر آثاره المُثبتة هي قدرته على خفض الكوليسترول. أظهرت الأبحاث أنه قادرٌ بفعاليةٍ على تخفيض كلٍّ من مستويات الكوليسترول الإجمالية والضَّارة.

وفي دراسةٍ محدودةٍ أخرى استمرت لمدة 18 أسبوع، وُجِد أنَّ المكمل الغذائي الذي يحتوي على أرز الخميرة الحمراء كان قادراً على تخفيض السكر في الدم، ومستويات الأنسولين، وضغط الدّم الانقباضي لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأيض.

بالإضافة لذلك، نظرت دراسة استغرقت 8 أسابيع، إلى آثار أرز الخميرة الحمراء على الفئران التي تغذَّت على غذاءٍ عال الدهون، مقارنةً بالفئران التي لم تفعل ذلك، ووجدت أنَّ أرز الخميرة الحمراء كان قادراً على منع ارتفاع مستويات الكوليسترول ووزن الجسم.

ملخص: أظهرت الدراسات المعمولة على البشر والحيوانات، أنَّ أرز الخميرة الحمراء يمكن أن يساعد على تخفيض عدَّة عوامل خطرة لمتلازمة الأيض، بما فيها المستويات المرتفعة للكوليسترول، وضغط الدَّم وسكر الدم، بالإضافة للزيادة المفرطة في وزن الجسم.

يمكن أن يخفِّف من الالتهابات                                                                  

الالتهاب هو ردة فعل طبيعية لجهاز المناعة، هدفها حماية جسمك من إصابات العدوى الحادَّة والأجسام الغريبة التي تدخله، ولكن يُعتقد بأنَّ الالتهاب الذي يطول أمده، يُساهم في الحالات المرضية المزمنة كالسكري والسرطان وأمراض القلب.

أظهرت الدراسات بأنَّ المكملات المحتوية على أرز الخميرة الحمراء، يمكن أن تُساعد على تخفيف الالتهاب وتعزيز صحةٍ أفضل على المدى البعيد، فعلى سبيل المثال، أُجريت دراسة على 50 شخصٍ مصابٍ بمتلازمة الأيض، وأظهرت أنَّ أخذ المكملات المُحتوية على أرز الخميرة الحمراء ومُستخلص الزيتون خفَّض مستويات الإجهاد التأكسدي بنسبةٍ تصل إلى 20%، والإجهاد التأكسدي هو مُسبِّبٌ رئيسيٌّ للالتهاب المُزمن.

وعلى نحوٍ مماثلٍ، أظهرت إحدى الدراسات أنَّ إعطاء مُستخلص أرز الخميرة الحمراء للفئران المُصابة بتضرُّرٍ في الكلية، خفَّض مستويات أنواع معينة من البروتينات المساهمة في تشكل الالتهابات في الجسم.

ملخص: تُظهر الدراسات المعمولة على البشر والحيوانات، أنَّ أرز الخميرة الحمراء يُمكن أن يُساعد في تخفيض مستويات الإجهاد التأكسدي والالتهاب في الجسم.

يمكن أن يحتوي على خصائص مكافحة للسرطان

طبابة نت - ارز الخميرة الحمراء

على الرَّغم من اقتصار الأبحاث على الحيوانات والدراسات المعتمدة على أنابيب الاختبار، إلا أنَّ بعض الدلائل تقترح أنَّ أرز الخميرة الحمراء يُمكن أن يُساعد على تقليل نموِّ وانتشار الخلايا السرطانية.

وجدت إحدى الدراسات أنَّ إعطاء الفئران المُصابة بسرطان البروستات بودرة أرز الخميرة الحمراء، قلَّل بشكلٍ ملحوظٍ حجم الورم، مقارنةً بمجموعة الفئران التي لم تأخذه.

وعلى نحوٍ مماثلٍ، أظهرت إحدى الدراسات المعتمدة على أنابيب الاختبار، أنَّ علاج خلايا سرطان البروستات بواسطة أرز الخميرة الحمراء، كان قادراً على الحدِّ من نموِّ الخلايا السرطانية بدرجةٍ أكبر من علاجها بدواء لوفاستاتين، وهو دواءٌ طبيٌّ يخفِّض الكوليسترول ويتميَّز بآثارٍ مكافحةٍ للسرطان.

ولكننا نحتاج للمزيد من الأبحاث لتقييم آثار أرز الخميرة الحمراء على أنواع السرطان الأخرى التي تُصيب الإنسان، ويجب على وجه التَّحديد إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة كيف يمكن لآثار أرز الخميرة الحمراء المكافحة للسرطان أن تؤثِّر على عامة الناس.

ملخص: إنَّ دراسات أنابيب الاختبار والدراسات التي تجري على الحيوانات، قد وجدت أنَّ أرز الخميرة الحمراء يمكن أن يساعد على الحدِّ من نموِّ وانتشار خلايا سرطان البروستات، ولكننا نفتقر للأبحاث التي تجري على البشر لإثبات هذه الأثار.

الكثير من المكملات الغذائية تحتوي على نسبةٍ قليلة من الموناكولين K

الموناكولين K هو مركبٌ نشطٌ موجودٌ في أرز الخميرة الحمراء، وعادةً ما يُستخرج ويُستخدم في الستاتينات والأدوية المخفِّضة للكوليسترول.

وتُنسب إليه إجمالاً معظم الفوائد الصحية التي يمتاز بها أرز الخميرة الحمراء، وخاصَّة ما يتعلق بخصائصه المخفِّضة للكوليسترول.

وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإنَّ منتجات أرز الخميرة الحمراء المحتوية على الموناكولين K ينبغي التعامل معها على أنَّها دواء، مما يُخضِعها لتدابير تنظيمية أكثر صرامة من التدابير التي تخضع لها المكملات الغذائية العادية التي لا تحتاج لوصفةٍ طبية.

مُنذ عام 1998، اتَّخذت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إجراءات ضد عدَّة شركات تبيع مستخلص أرز الخميرة الحمراء، مُشيرةً إلى أنَّ تسويق هذه المنتجات كمكملاتٍ غذائيةٍ في أميركا هو أمرٌ غير قانوني.

في السنوات الأخيرة، ظهر عدد من مكملات أرز الخميرة الحمراء الغذائية، التي تفادى الكثير منها التدابير التنظيمية المفروضة من قبل إدارة الغذاء والدواء، من خلال تضمينها لأثرٍ ضئيلٍ فقط من الموناكولين K.

ولكن ما هو غير واضح حتى الآن هو مدى الفعالية الحقيقية لهذه المنتجات، وما إذا كانت تمتلك نفس الفوائد الصحية التي يمتلكها أرز الخميرة الحمراء الخالص.

ملخص: إنَّ الكثير من المنتجات التي تُسوَّق على أنَّها أرز الخميرة الحمراء، لا تحتوي إلا على مقدارٍ ضئيلٍ فقط من مكونه النَّشط الموناكولين K، وذلك تفادياً للتدابير التنظيمية الصَّارمة التي فرضتها إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

يمكن أن يتسبَّب بأعراضٍ جانبيةٍ لبعض الأشخاص

على الرَّغم من الفوائد الكثيرة المقترنة بأرز الخميرة الحمراء، إلا أنَّ اعتماده كمكملٍ غذائيٍّ قد يُعرضك لبعض الآثار العكسية.

المشاكل المَعِدية المِعَوية كالنفخة والغازات وألم المعدة هي بعض أشهر الآثار الجانبية انتشاراً لأرز الخميرة الحمراء، وفي الحالات الأشد حدَّة، قد يتسبَّب أيضاً بمشاكل في العضلات وسميَّة في الكبد وردود فعلٍ تحسسية، وهذه الآثار الجانبية شبيهة بتلك التي تتسبَّب بها الأدوية الطبية المخفِّضة للكوليسترول.

لهذا السَّبب، من الضروري التقيُّد بالجرعة الموصّى بها، والحرص على شرائه من بائعٍ موثوقٍ وحسن السمعة للتأكد من الحصول على أفضل جودة ممكنة.

بما أنَّ الأبحاث مازالت مُقتصرة على سلامة استهلاك أرز الخميرة الحمراء على المدى الطويل، فلهذا السبب لا يُنصح به للذين يأخذون الستاتينات ولا للنساء الحوامل أو المرضعات.

إذا لاحظت أيَّة أعراض عكسية بعد تناولك لأرز الخميرة الحمراء، فخذ بعين الاعتبار إنقاص الجرعة أو إيقاف الاستخدام واستشارة طبيب موثوق.

ملخص: يمكن لأرز الخميرة الحمراء التسبُّب بمشاكل مَعِدية مِعَوية، وردود فعلٍ تحسسية، وسميَّة في الكبد، ومشاكل في العضلات، ولا يُنصح به للذين يأخذون الستاتينات، ولا للنساء الحوامل أو المرضعات.

الجرعة الموصى بها

يتوفَّر أرز الخميرة الحمراء على شكل كبسولات أو أقراص، وغالباً ما يركَّب مع عدَّة مكوناتٍ كالأنزيم المساع CoQ10، أو أنزيم الناتوكاينيز ” nattokinase”، أو أحماض أوميغا 3 الدهنية.

هذه المكملات متوفرةٌ على نطاقٍ واسعٍ في متاجر الأغذية الصحية والصيدليات وعبر الانترنت.

الجرعات المتراوحة من 200 إلى 4.800 ميلي غرام تمَّت دراستها من خلال التجارب السريرية، وتحتوي إجمالاً على حوالي 10 ميلي غرام من مجمل الموناكولين.

معظم ماركات المكملات الغذائية الشهيرة تنصح عموماً بتناول كمية تتراوح بين 1.200 إلى 2.400 ميلي غرام يومياً، مقسومة إلى جرعتين أو ثلاث جرعات.

ولكن بالنَّظر إلى خطر الآثار الجانبية والهواجس المتعلقة بسلامة مستخلص أرز الخميرة الحمراء، فمن الأفضل التحدُّث مع الطبيب لتحديد الجرعة الأنسب لك.

ملخص: أرز الخميرة الحمراء يتوفَّر على نطاقٍ واسعٍ على شكل كبسولات أو أقراص. وتمَّت دراسته بجرعاتٍ تتراوح من 200 إلى 4.800 ميلي غرام، ولكن معظم المكملات الغذائية تنصح ب 1.200 إلى 2.400 ميلي غرام يومياً، من أجل الحصول على أفضل النتائج.

الخلاصة

يمكن لأرز الخميرة الحمراء أن يُعزِّز صحة القلب، ويخفِّض مستويات الكوليسترول، والالتهابات، ونمو الخلايا السرطانية، والعوامل الخطرة لمتلازمة الأيض.

يمكن أن يتسبَّب بمشاكل مَعِدية مِعَوية وردود فعلٍ تحسسية وسميَّة في الكبد ومشاكل في العضلات، ولا يُنصح به للذين يأخذون الستاتينات ولا للنساء الحوامل أو المرضعات.

معظم المكملات الغذائية تنصح ب 1.200 إلى 2.400 ميلي غرام يومياً، ولكن الكثير من المنتجات الموجودة في السوق حالياً، تحتوي على كمياتٍ ضئيلة فقط من مكونه النَّشط، مما قد يُلغي الفوائد الصحية المرتبطة بمستخلص أرز الخميرة الحمراء.

أفضل طريقة للحصول على الفوائد الفريدة لهذا المكون الفعَّال، تتمثل بالعمل بصورةٍ وثيقةٍ مع الطبيب، واختيار المكملات العالية الجودة من ماركةٍ موثوقةٍ.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top