بينما تستمر في تدريبك عليك أن تتحقق مما إذا كان يمكنك العثور على جوانب الفرق بين أيام التي تمارس فيها اليوغا والأيام التي لا تقوم فيها بممارستها وعليك بالتركيز على النقاط الإيجابية التي تنتج عن ممارستك لليوغا مثل الشعور بالهدوء والاسترخاء أو زيادة في الطاقة وارتفاع المزاج. حيث أن كل تجربة إيجابية تمر بها ستجعل من الأسهل الالتزام بالعودة مرة أخرى للممارسة اليوغا عند الانقطاع.
إذا كنت تريد للفوائد والنقاط الإيجابية التي لاحظتها أن تدوم يجب أن تشعر كل يوم بما تشعر فيه عند ممارستك لليوغا وفي هذه الحالة إذا كنت تشعر بالثقة في تأديت تمريناتك بشكل جيد وصحيح فقد يكون هذا هو الوقت الأنسب لممارسة اليوغا في المنزل.
فإن الممارسة المنزلية المنتظمة حتى اليومية منها مهما كانت قصيرة أو تتضمن تمرينات بسيطة تعتبر نقطة انطلاق لإجراء تغييرات على المستوى الجسدي والنفسي والعاطفي والتي ستدوم أكثر بالممارسة المنتظمة لها.
وفي حال كنت تفتقر إلى الإلهام فعليك التفكير بالقيام بجلسة يوغا خاصة مع مدرب محترف أو تصغي لدروس تتعلق بتاريخ اليوغا وتقاليدها أو تحضر ورشات عمل حول موضوع يثير اهتمامك في جوانب اليوغا المختلفة. إذ أن الممارسة القديمة لليوغا تقدم جوانب ومجالات لا حصر لها لتحقيق فوائد حقيقية وملموسة على الصعيد الجسدي والنفسي وفي النهاية يتعلق الأمر بك وحدك لتجد الطريق الأقرب إليك.
نصيحة من المختصين باليوغا
عليك ببناء أساس من العادات والتقاليد الجيدة مثل الاجتهاد والانضباط والتركيز لمساعدتك في نقل عقلك وجسدك من مرحلة المبتدئين إلى المرحلة التالية حيث أنه في المرحلة المتوسطة يمكنك التركيز على بناء القوة والقيام بحركات أكثر دقة.
الانتقال للمرحلة الأعلى من اليوغا والمتقدمة منها.
انتقالك للمرحلة المتقدمة لليوغا لا يعني قيامك بوضعيات اليوغا الصعبة والمعقدة كما يعتقد البعض على الرغم من أن جسمك قد يكون بالتأكيد مستعداً لتلك الوضعيات وكونك أصبحت متدرباً ممرساً فهذا يعني المزيد من التزامك بالتدريبات التي تطلبها اليوغا منك داخل وخارج حصيرة.
تعزيز عادات الممارسة الجيدة لليوغا
عادة ما يمارس الأشخاص المتقدمون اليوغا من أربع إلى ست مرات في الأسبوع وفي هذه المرحلة بالتحديد يوصي المختصون والمدربون بتوسيع نطاق ممارستك لتشمل كلاً من نشاطات وحركات الأسانا – asana والبراناياما – pranayama بالإضافة للتأمل وبالطبع إذا كان الأمر مثيراً لك فيمكن أن تكون المودرا – mudra والمانترا – mantra وسيلة لإضافة الثراء لممارستك.
وفي هذه المرحلة سوف يختلف أسلوب ومدة التمارين وسيتعلق ذلك بك وبما تشعر به وكذلك حاجتك بالقيام بتلك التمارين أكثر من مرة في اليوم. ستتيح لك هذه المرحلة القدرة على الحفاظ على التركيز والتحكم بالتنفس وكذلك بالحالات الداخلية التي ستشعر بها طوال ممارستك للتمارين وهذا سيزيد من مقدار الاستفادة وسرعة تحقيقها ويتعلق بمدى عمق ممارستك لليوغا وهذا يعني أن ممارسة اليوغا لمدة قصيرة مع توافر هذه الشروط يمكن أن تكون بنفس قدر الإفادة عند القيام بالتمارين لعدة ساعات طويلة.
ولا يزال بإمكانك الاستمتاع بممارسة التمارين بانتظام مع مدرب أو مع فصل أي مع مجموعة من الأشخاص لكنك سترغب أيضاً بالالتزام بممارسة اليوغا في المنزل وتخصيص مكان للقيام بذلك مثل زاوية غرفة المعيشة أو في غرفة النوم الخاصة بك.
فوائد الممارسة الشخصية لليوغا في هذه المرحلة
- تصبح بعيداً عن التشتت الجسدي والذهني.
- تتحرك بسهولة مع أنفاسك.
- تخصيص أوقات محددة لممارسة اليوغا بما يتناسب مع جدولك الزمني.
- يمكنك التركيز على أجزاء من التمرينات التي تشكل تحدياً شخصياً لك.
- القيام بالوضعيات التي تجدها أكثر فائدة لك.
- الثقة بالحدس الخاص بك
بعض الأشخاص الذين يمارسون اليوغا المتقدمة يفضلون القيام بها في المنزل معظم الوقت. بينما يحافظ آخرون على نظام أكثر توازناً بين الممارسة المنزلية ودروس المجموعة العامة وكلما تقدمت في تمارين اليوغا كلما أصبح هذا الأمر مسألة تفضيل شخصية.
الوعي في مراحل اليوغا المتقدمة
من المهم تطوير تجربة داخلية في المرحلة المتقدمة ويجب أن تكون غنية بالتفاصيل من خلال التحقيق الذاتي والاحساس الذاتي Interoception. تعرف ممارسة التحقيق الذاتي باسم swadhyaya وهي واحدة من niyamas أو الممارسات الأخلاقية والتي هي جزء من الأطراف الثمانية في Patanjali. ويمكن لذلك أن يساعدك في اكتشاف وفهم أعمق لإدراكك ووعيك وعاداتك وردود أفعالك.
Interoception هي القدرة على الشعور بما يحدث داخل جسمك وإيلاء اهتمام كامل لما تشعر به دون محاولة إصلاح أي شيء أو الحكم على ما يحدث ومع هذا الوعي المتزايد ستتمكن من الحصول على فائدة هائلة من سلسلة متعاقبة من الوضعيات البسيطة.
الأمور التي يمكن أن تستفيد منها خارج نطاق حصيرة اليوغا
قم بنقل ما تتعلمه من اليوغا “بعيدًا عن حصيرة التدريب “. يُعد مصطلح “خارج حصيرة” تعبيراً يستخدمه الأشخاص المعنيون باليوغا ليعني حياتك اليومية. إذ تشمل بعض الطرق لفصل اليوغا كتمرين والاستفادة منها في حياتك اليومية:
- دمج كل من أفكار yamas و niyamas.
على سبيل المثال كن مقتنعاً بالنتائج مثل (santosha) ، وكن صادقاً مع نفسك وكلماتك مثل (satya) واحفظ النظام في محيطك مثل (saucha) وكن كريما مع وقتك أو أموالك مثل (aparigraha). - استجمع التركيز الذي طورته في تمارينك طوال يومك.
قم بذلك في العمل أو في المنزل أو مع أحبائك أو في هوايات ورياضات أخرى. - لاحظ ما الذي يعكر صفو هدوئك أثناء اليوم وكذلك راقب ردود أفعالك المعتادة على هذه الأمور. يساعدك تطبيق هذا الوعي في اتخاذ خيارات أكثر ملاءمة للمواقف التي تتعرض لها في يومك.
- استخدم التفاعل المحسّن الخاص بك للعناية بصحتك بشكل أفضل. وهذا يسمح لك أيضاً بالتواصل بشكل أكثر وضوحاً مع مقدمي الرعاية الصحية من أطباء ومختصين.
واحدة من أكثر الفوائد لكونك ممارساً متقدماً لليوغا تتمثل في انعكاس هذه الفوائد عليك. وبالأخص بعد عدة ساعات من التمارين ستجد طرق لربط هذه التمارين بحياتك وستشعر بالتأثير الإيجابي لممارسة اليوغا حتى في الأيام التي يكون لديك فيها تدريب قصير أو لا توجد تمارين على الإطلاق.