لقراءة الجزء الأول من الحياة بعد الإنجاب (1)
النظام الغذائي لمرحلة ما بعد الإنجاب
رابطة لا ليتشه الدولية ” La Leche League” هي منظمة تشجع على نشر الرضاعة الطبيعية، وتشير إلى أنَّ النظام الغذائي الأمثل للأم المرضعة هو النظام الذي يُعتبر صحياً لأي إنسان. إنَّ الخضروات الطازجة، والحبوب المتنوعة، والبروتينات القليلة الدسم، هي المكونات الأمثل لنظامك الغذائي خلال مرحلة التعافي من الإنجاب. إذا كنت مرضعة، فقد تجدين نفسك جائعة معظم الوقت، ويدلُّ هذا على أنك بحاجة لاستهلاك عدد إضافي من السعرات الحرارية، لتعويض السعرات المستخدمة في صنع الحليب للطفل. استمري في أخذ فيتامينات ما قبل الولادة خلال مرحلة الإرضاع، كما أنَّ الإكثار من شرب الماء سيزيد من مخزون الحليب.
يجب عليك أيضاً الاستمرار في الحدِّ من المواد التي امتنعت عنها أو تجنبت استهلاكها خلال الحمل، وبالأخص:
في حين أنك غير مضطرة لاجتناب الكحول أو الكافيين بالكامل، لكن ينصح بالانتباه للكمية التي تستهلكينها وتوقيت استهلاكك لها، فذلك سيساعد على حماية طفلك من التعرض لكمية كبيرة من تلك المواد، التي يحتمل أن تُشكّل خطراً على صحته.
قد ترغبين بالاستعجال في اتباع حمية غذائية لاستعادة وزنك قبل الحمل. لكن أهم ما يمكنك فعله في الأسابيع القليلة الأولى بعد الإنجاب، هو التعافي واستعادة الفيتامينات والمعادن التي فقدها جسمك خلال الإنجاب.
النشاطات البدنية
خلال عملية التعافي، تأكدي من جاهزية جسدك لاستئناف نشاطات جسدية معينة. في حال خضعت لعملية شق العجان، أو عملية قيصرية، أو عانيت من تمزقٍ في المهبل خلال الإنجاب، فمن الممكن أن يختلف الوقت الذي تحتاجينه قبل استئناف نشاطات معينة. اطرحي تلك المواضيع على القابلة أو طبيب التوليد والنسائيات عند الذهاب لمراجعتهم.
ممارسة الرياضة
أدلى الكونغرس الأمريكي لأطباء التوليد وأمراض النساء، أن معظم النساء قادرات على استئناف ممارسة التمارين الرياضة خلال بضعة أيام من الإنجاب. إنَّ تمارين الآيروبيك المعتدلة الشدة، مثل الهرولة والسباحة، يمكنها حتى أن تقلل فرص حدوث اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن إذا واجهت أية مضاعفات خلال الإنجاب، تحدثي مع طبيبك ليفحصك قبل استئناف أي روتين رياضي، ولا تضغطي على نفسك للتمرُّن قبل أنَّ تشعري أن جسدك مستعدٌّ لذلك.
الجنس
ينصح الأطباء عموماً بأن تنتظر النساء على الأقل 6 أسابيع بعد الإنجاب الطبيعي، وثمان أسابيع بعد الولادة القيصرية، قبل ممارسة الجنس. إنَّ التغيرات الهرمونية خلال الحمل وعملية الإنجاب في حد ذاتها، يمكنهما أن يجعلا الجنس غير مريح في البداية. ويجب أن تُدركي أيضاً أنه من المرجح أن يحدث الحمل مجدداً، وبصفة خاصة، عند ممارسة الجنس مباشرة بعد الإنجاب، وقبل عود الدورة الشهرية. احرصي على اختيار إحدى طرق منع الحمل قبل ممارسة الجنس مع زوجك.
الصحة العقلية بعد إنجاب الطفل
العارض الذي قد لا تتوقعه النساء بعد الإنجاب هو تقلبات المزاج، إذ يمكن لهرمونات الإنجاب والرضاعة أن تتكافل مع الإرهاق وحس المسؤولية، المترافقان مع دور الأمومة، لخلق حالة نفسية صعبة. وفي حين أن ” كآبة الأمومة ” واكتئاب ما بعد الولادة يشتركان بالكثير من الأعراض، إلا أنهما ليسا نفس الحالة.
من الطبيعي أن تشعري برغبة في البكاء وبالضعف العاطفي وبالتعب خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الإنجاب، ولكن في نهاية المطاف، ستبدأين فعلاً بالتحسُّن والعودة إلى طبيعتك.
إذا بدأت أفكار الانتحار أو أفكار أذية المولود الجديد بمراودتك، فمن المحتمل أنك مصابة باكتئاب ما بعد الولادة. إنَّ التوتر النفسي الذي يُبقيك مستيقظة، أو يُسرّع دقات قلبك، أو يُشعرك بالذنب أو بانعدام قيمتك الذاتية، يمكن أن يُشير أيضاً إلى أنك بحاجة لطلب المساعدة. تُصاب حوالي امرأة من كل سبع نساء باكتئاب ما بعد الولادة، وذلك فقاً للرابطة الأمريكية لعلم النفس، مما يعني أنك لست وحيدة.
في حالات نادرة، يمكن أن يُرافق اكتئاب ما بعد الولادة حالة تدعى بذهان ما بعد الولادة، وهذه حالة طارئة تتميَّز بالأوهام والزَوَر. إذا شعرت في أيِّ وقت أنك تعانين من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، أو ذهان ما بعد الولادة، فيجب أن تطلبي المساعدة.
الخلاصة
مع حلول الوقت الذي تكونين فيه مستعدة لفحص ما بعد الولادة، والذي يُحَّدد عادة بعد 6 إلى 8 أسابيع من الإنجاب، من الممكن أن تكون حالتك الجسدية قد بدأت بالتحسُّن، ولكن إذا حدث في أيِّ مرحلة بعد مغادرة المشفى أن ازدادت كثافة النزيف، أو إذا أصبت بحمى درجتها أعلى من 100.4 فهرنهايت (15 درجة سيليسيوس )، أو إذا رأيت إفرازاً شبيهاً بالقيح يخرج من أحد جروح العملية، فيجب عليك الاتصال بالطبيب.