الارتجاع المعدي الحمضي فكرة عامة
يحدث الارتجاع الحمضي عندما ترتد محتويات المعدة بشكل غير طبيعي باتجاه المريء. يطلق عليه أيضًا القلس أو داء الجزر المعدي المريئي (GERD). وهو حالة هضمية شائعة. وفقاً للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي (ACG)، يعاني أكثر من 60 مليون أمريكي من الارتداد الحمض مرة واحدة على الأقل في الشهر. ويعاني منه أكثر من 15 مليون أمريكي في اليوم.
غالباً ما يحدث الارتجاع الحمضي في الصدر. وينتشر الإحساس بالحرقة من المعدة إلى منتصف الصدر أو الحلق. كما تعرف هذه الحالة باسم الحرقة المعدية.
قد يسبب الارتجاع الحمضي أيضاً شعور بطعم حامض في مؤخرة الفم. ومن الممكن أن يؤدي الارتجاع المزمن في بعض الأحيان إلى صعوبة في البلع ومشاكل في التنفس مثل الربو.
ما الذي يسبب الارتجاع الحمضي؟
تسمى العضلة في نهاية المريء بالمصرة المريئية السفلية (LES). وهي عبارة عن صمام أحادي الاتجاه يفتح عادةً عند البلع ولفترة زمنية محددة. الارتجاع الحمضي يحدث عندما لا تغلق LES بشكل صحيح أو محكم بما فيه الكفاية. تسمح LES المعيبة أو الضعيفة بعودة العصارات الهضمية ومحتويات المعدة إلى المريء.
تتسبب الوجبات الكبيرة نتيجة انتشارها داخل المعدة بارتخاء عضلة المصرة المريئية السفلية بشكل مؤقت وهذا يؤدي الى حدوث ارتجاع حمضي. ومن العوامل الأخرى التي من المحتمل أن تتسبب بالارتجاع ما يلي:
- البدانة.
- الضغط العصبي.
- وجود فتق حجابي (عندما يندفع جزء من المعدة لأعلى خلال الحجاب الحاجز).
- استهلاك أنواع معينة من الأطعمة (لا سيما المشروبات الغازية والقهوة والشوكولاته).
- في حال لاحظت أن الارتجاع يحدث فقط عند تناولك بعض الأطعمة، حاول إزالتها من نظامك الغذائي. بعض الناس يجدون أن الارتجاع يتحسن عند جلوسهم بشكل مستقيم أثناء وبعد تناول الطعام.
أنواع الارتجاع الحمضي 
يعاني معظم الناس من الجزر المعدي المريئي (GER) بشكل عرضي الا ان بعض الحالات تكون مزمنة. وتشخص الحالة على أنها داء الجزر المعدي المريئي (GERD) في حال تكرر حدثها أكثر من مرتين في الأسبوع.
يصيب الارتجاع الحمضي الرضع والأطفال وكذلك البالغين، وفي حال حدث الارتجاع الحمضي المعدي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً تظهر عليهم اعراض أخرى بديلة عن الحرقة المعدية مثل:
- مشاكل في البلع.
- سعال جاف.
- ربو.
- التهاب الحنجرة (بحة في الصوت).
- يمكن أن تظهر هذه الأعراض البديلة عند البالغين.
حموضة المريئي عند الرضع
الارتجاع الحمضي يصيب الصغار أيضا. وفقاً للمركز الوطني لتبادل معلومات أمراض الجهاز الهضمي (NDDIC)، يعاني الأطفال الرضع من الارتجاع الحمضي بمعدل 50% من العدد الكلي لهم وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياتهم. من المهم أن يميز طبيب الأطفال بين الارتجاع الطبيعي وGERD.
قيام الطفل بالبصاق أو القيء أمر طبيعي وقد لا يزعج الطفل. وتشمل علامات وأسباب الارتجاع الطبيعي الأخرى:
- التهيج
- الانزعاج
- تقوس الظهر أثناء أو بعد الوجبات مباشرة.
- سوء التغذية.
- السعال.
الأعراض التي ذكرت اعلاه غالبا ما تكون غير مضرة على صحة الطفل بشكل عام.
يشفى الطفل بسهولة من GERD، يزول الارتجاع الحمضي من تلقاء نفسه عند الرضع من عمر 12 إلى 18 شهرًا. يجب التحدث إلى طبيب أطفال في حال استمرت الأعراض بعد عمر 18 شهرًا أو ازدادت شدتها لأنها هنا قد تدل على وجود ارتجاع مريء لدى الطفل. تشمل الأعراض الخطيرة الأخرى ما يلي:
- نقص في زيادة الوزن.
- رفض تناول الطعام.
- مشاكل في التنفس.
اتصل بطبيب الأطفال على الفور إذا ظهرت على طفلك أحد الأعراض التالية:
- تقيأ بكميات كبيرة.
- بصق افرازات سائلة بلون أخضر أو بني.
- يعاني من صعوبة في التنفس بعد البصق.
لتقليل شدة أعراض الارتجاع، قد يقترح طبيب الأطفال الخاص بك ما يلي:
- مساعدة الطفل على التجشؤ الطفل عدة مرات أثناء الرضاعة.
- إعطاء الطعام بكميات أقل وعدد وجبات أكثر.
- وضع الطفل في وضع مستقيم لمدة 30 دقيقة بعد تناول الطعام.
- إضافة ملعقة طعام واحدة من حبوب الأرز إلى كل 2 أونصة من حليب الأطفال (في حالة استخدام زجاجة).
- تغيير النظام الغذائي الخاص بك (إذا كنت الرضاعة الطبيعية).
- تغيير نوع الحليب.
- اقتراح بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للسيطرة على الأعراض.
كما قد يتم تحويل الطفل إلى طبيب أطفال أخصائي بأمراض الجهاز الهضمي. أحياناً من الضروري اجراء المزيد من الاختبارات للتأكد من عدم وجود أي مشاكل أخرى لدى الطفل.
التهاب المريء الجذري
التهاب المريء الجذري مصطلح عام يدل على وجود التهاب في المريء يرافقه شعور بالتهيج في بعض الحالات.
التهاب المريء الجزري أحد أنوع التهاب المريء المرتبطة بالجزر المعدي المريئي (GER). يصاب به الشخص نتيجة احتشاء حمض المعدة في المريء مما يتسبب بحدوث ضرر في أنسجة المريء وغالباً ما يسبب حرقة والتي قد تصبح مزمنة مع مرور الوقت.
مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)
GERD مرض هضمي مزمن يصيب جميع الناس من جميع الأعمار بما في ذلك الأطفال. وهو الشكل الخطير من GER ويمكن أن يتسبب بمشاكل صحية أكثر خطورة في نهاية المطاف إذا ما ترك دون علاج. عندما يحدث الارتجاع الحمضي أكثر من مرتين في الأسبوع يؤدي الى التهاب المريء ويعتبر حينئذ ارتجاع مريء جذري GERD.
يعاني معظم الأشخاص المصابون بارتجاع المريء الجذري من عدة أعراض نذكر منها:
- حرقة في المعدة.
- ارتجاع مريء.
- مشكلة في البلع.
- شعور بالانتفاخ.
استشر طبيبك في كان شعرت بأحد الأعراض السابقة، أو استخدم مضادات الحموضة التي تصرف دون وصفة طبية (OTC) أو أدوية علاج ارتجاع المريء لأكثر من أسبوعين.
مضاعفات الجذر الحمضي على المدى الطويل:
تصبح حياة الشخص الذي يعاني من مرض ارتجاع المريء الجذري صعبة وغير مريحة. ولحسن الحظ، يمكن السيطرة على أعراض هذا المرض بشكل عام من خلال:
- التوقف عن التدخين.
- التقليل من استهلاك الكحول.
- تناول الدهون بكميات قليلة.
- تجنب الأطعمة التي تزيد نوبات الارتجاع.
- تخفيض الوزن.
- النوم بعدة وضعيات مختلفة.
- استهلاك مضادات حموضة.
- تناول الأدوية المضادة للجذر المعدي المريئي.
- الخضوع لعملية جراحية.
يتسبب الالتهاب المريئي الجذري لمعظم الناس المصابين به بمشاكل صحية على المدى الطويل كما يمكن أن يؤدي التهاب المريء الى زيادة خطر احتمال الإصابة بمرض مريء باريت الذي ينتج عن حدوث تغيير دائم في بطانة المريء.
يزيد مريء باريت من احتمال خطر الإصابة بمرض سرطان المريء. الا أن هذا النوع من السرطان نادر الحدوث حتى في الأشخاص الذين يعانون من مريء باريت. وفقا للمركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI) سجل إصابة 10 اشخاص فقط بمريء باريت ويتوقع أنه قد يتطور الى سرطان وذلك على مدى 10 سنوات وغالبا ما تتم إحالة المرضى الذين يعانون من ارتجاع مريء مزمن متقطع للتنظير الى جانب الخضوع الى للعلاج الطبي، خلال التنظير يقوم طبيب مختص بفحص بطانة المريء باستخدام أداة متخصصة (منظار داخلي) لرصد أي تغيرات في المريء أو علامات تدل على الإصابة بسرطان باريت بهدف العثور على المشاكل في وقت مبكر بما فيه الكفاية لتقديم علاج فعال للمرض.