لا ينمو الشخص قصير القامة أو ذو النمو المحدود بالطول مثل بقية أقرانه من نفس الجنس والعمر والعرق؛ إذ يكون طول الشخص أقل من ثلثي المعدل المئوي. ومن الممكن أن يكون قصر القامة أحد أنواع النمو الطبيعي، أو قد يكون إشارة إلى وجود إلى خلل أو حالة صحية معينة.
ويعتبر مخطط نسبة النمو مؤشراً مهماً للصحة العامة؛ حيث أن الأطفال الذين لا يبلغون الشريحة الخامسة بالنسبة للطول عندما يصبحون بعمر 5 سنوات يكونون قد مروا بعمر حملي قصير؛ وسوف يبحث طبيب الأطفال عن أية علامات تدل على وجود “إخفاق في النمو.”
ويمكن أن يساعد التدخل المبكر في تجنب المشاكل المستقبلية في العديد من الحالات؛ وعادةً، يكون طول ذراعا الطفل في سن 8 سنوات مساوياً تقريباً لطوله؛ وفي حال كانت هذه القياسات غير متناسبة، فقد يكون هذا علامة على قصر القامة غير المتناسب، والمعروف أحياناً باسم “القزامة.”
حقائق مثبتة بخصوص قصر القامة
سنذكر فيما يلي عدداً من النقاط الرئيسية المتعلقة بقصر القامة:
- يمكن أن يحدث قصر القامة كنتيجة لمجموعة متنوعة من الأسباب، ويشمل ذلك أن يكون الآباء قصار القامة، وسوء التغذية، وبعض الحالات الوراثية مثل الودانة (المَودون: قصير العنق وضيِّق المَنْكبين مع قصر في الألوَاح واليدين).
- في حالة قصر القامة المتناسق يكون الشخص صغيراً بالحجم ولكن تكون جميع أجزاء جسمه متناسبة وفقاً للنسب المعتادة؛ إذ من الممكن أن تكون الأطراف صغيرة مقارنةً مع الجذع في حالة قصر القامة غير المتناسب.
- إذا كان قصر القامة ناتجاً عن نقص هرمون النمو (Growth Hormone: GH)، يمكن أن يتم تعزيز النمو من خلال علاج مسببات نقص هرمون النمو في كثير من الأحيان.
- يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من مضاعفات طبية طويلة المدى، لكن العقل لا يتأثر عادةً.
الأسباب
يعتمد النمو على مجموعة معقدة من العوامل، ومن ضمن ذلك التركيب الوراثي، والتغذية والتأثيرات الهرمونية. يمكن أن تتكرر وتتوارث حالة قصر القامة ضمن أفراد العائلات أو يمكن أن تنتج عن نقص هرموني أو تغير وراثي.
يعدُّ السبب الأكثر شيوعاً لقصر القامة أن الآباء يكون طولهم أقل من المتوسط، رغم أن حوالي 5 بالمئة من الأطفال الذين يعانون من قصر القامة يعانون من وجود حالة صحية معينة تتسبب بذلك؛ وتشمل الحالات التي يمكن أن تتسبب بقصر القامة كلاً مما يلي:
- نقص التغذية، بسبب مرض معين أو بسبب نقص العناصر المغذية.
- قصور الغدة الدرقية؛ إذ يؤدي بدوره إلى نقص هرمون النمو.
- وجود ورم في الغدة النخامية.
- الإصابة بالأمراض في الرئتين أو القلب أو الكليتين أو الكبد أو المعاناة من أمراض الجهاز الهضمي.
- الحالات الصحية المرضية التي قد تؤثر على إنتاج الكولاجين والبروتينات الأخرى.
- بعض الأمراض المزمنة، مثل الاضطرابات الهضمية المتعلقة بتجويف البطن وغيرها من الاضطرابات الالتهابية.
- أمراض الميتوكوندريا، والتي يمكن أن تؤثر على الجسم بطرق متنوعة، ومن ضمن ذلك النمو في بعض الأحيان.
- يمكن أن تؤدي إصابة الرأس في مرحلة الطفولة إلى انخفاض النمو.
- يمكن أن يؤدي النقص في هرمون النمو أيضاً إلى حدوث تأخر أو غياب النمو الجنسي.
وكذلك يوجد علاقة بين أمراض الروماتيزم، مثل التهاب المفاصل، مع قصر القامة؛ قد يحدث هذا بسبب المرض، أو نتيجة للعلاج القشرانيّ السكريّ الذي يمكن أن يؤثر على إطلاق هرمون النمو.
ويحدث عادةً قصر القامة غير المتناسب (Disproportionate Short Stature: DSS) من طفرة جينية تؤثر على نمو العظام والغضاريف وتتسبب بتلف وضعف نمو الجسم.
يمكن أن لا يعاني الأبوين من قصر القامة، ورغم ذلك يمكن أن ينقلوا لأطفالهم عبر مورثاتهم حالة مرضية مرتبطة ب قصر القامة غير المتناسب، مثل الودانة ورم الغضروف، ومرض عديدُ السكاريد المُخاطيّ، وخلل التنسُّج المشاشيّ.