كيفيَّة السَّيطرة على الغضب

يمكن للعديد من المواقف اليومية أن تثير لدينا مشاعر الغضب، فمثلاً يمكن لشجارٍ بينك وبين الأشخاص الذين تعيش معهم، أن ينشأ جرَّاء تصرُّفهم بأغراضك الشَّخصية دون أن يأخذوا إذناً منك.

إنَّ استجابة الغضب هي أحد العادات المُترسخة في الدِّماغ، ولكن الإنسان قادرٌ على تدريب دماغه ليستجيب للغضب بطريقةٍ بناءة. يقول الدكتور بيرنارد غولدن “Bernard Golden” المختص بعلم النَّفس: “تنعكس جميع عاداتنا في الرَّوابط العصبونية الموجودة في الدِّماغ، فإذا طوَّرنا عادات جديدة، فإنَّنا بذلك نُقوِّي روابط الدِّماغ المُقترنة بتلك العادات، ممَّا يجعل الاستجابة أكثر تلقائية”.

ما هو الغضب؟

يقول غولدن إنَّ الغضب هو استجابةٌ لخيبات الأمل، فمثلاً، لعلَّك تأمل أو تتوقع من شريكك أن يستشيرك قبل التَّصرف بأغراضك الشَّخصية، ويضيف الدكتور غولدن: “وراء كلِّ غضبٍ تهديد لبعض الرَّغبات الرئيسية، كالرَّغبة في الوثوق بالشَّريك”.

تُسبِّب العواطف ردود الفعل التلقائية، واللوزة الدِّماغية هي مركز السُّلوك العاطفي، وهي عبارة عن حزمةٍ من الخلايا العصبية الموجودة في عمق الدِّماغ، تعمل على إرسال نبضاتٍ إلى الوطاء، مُثيرةً بذلك استجابة التوتر المسماة بالكرِّ أو الفرِّ، أما القشرة الجبهية الأمامية‏ المخية فهي مسؤولة عن التَّفكير المنطقي والعقلاني، وتعمل على تقييم التَّهديدات التي تواجه الإنسان، وتُقرِّر ما إذا كانت تستدعي الاستجابة الانفعالية السَّريعة. لكن في بعض الأحيان يبدأ المركز العاطفي في الدِّماغ بالعمل بسرعة، بحيث يتدخَّل في أخذ القرار قبل بدء القشرة الجبهية الأمامية بالعمل.

إن كنت تشعر بالقلق حيال ردَّود فعلك الغاضبة، فاحذر من العلامات الخطرة التَّالية التي يُنبِّه منها بيرنارد غولدن المختص بعلم النَّفس:

  • ازدياد درجة الغضب بسرعة، من “صفر إلى 60” في غضون ثوان.
  • مواجهة صعوبة في الخروج من حالة الغضب.
  • الميل للشُّعور بالغضب الذي تتراوح شدته من المتوسطة إلى الحادة لعدَّة مراتٍ في اليوم.
  • الشعور غالباً ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ العلاقات اﻟﺸَّﺨﺼﻴﺔ وفي العمل وﻓﻲ النَّشاطات اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ.
  • الاتصاف “بحدَّة الطَّبع”.

ما الذي يمكنك فعله للتَّعامل مع الغضب؟

لتدريب نفسك على إشراك التَّفكير العقلاني في حالات الغضب، اتبع الخطوات الأربعة التَّالية التي ينصح بها الدكتور غولدن:

  • تنفَّس بعمق: سيساعدك هذا على توجيه التَّركيز نحو الدَّاخل، بعيداً عن مُسبِّب الغضب.
  • استرخي: جِد الأماكن المُتوترة في جسدك، فمثلاً أرخي فكَّك وقبضتيك. لتتعلَّم كيفية تطبيق ذلك في لحظة الغضب، تدرَّب على تقنية الاسترخاء في الأوقات التي تشعر بها بالهدوء.
  • أيقظ في نفسك مشاعر الرَّحمة: لنفرض أنَّك غضبت بسبب تصرُّف شريكك بأموالك دون علمك، عليك في هذه الحالة أن تعترف لنفسك أن الجانب المادي هو الذي سبب لك هذا القلق، ومن ثمَّ، حاول التَّعاطف مع الشَّخص الذي أغضبك، واسأله عن سبب قيامه بذلك قبل أن تُطلق الأحكام عليه.
  • فكِّر ملياً: هل كانت أحكامك واقعية؟ هل تسرَّعت في استنتاج أن شريكك كان على خطأ؟ يُوضِّح الدكتور غولدن ذلك قائلاً: “نحن نتسرَّع في إعطاء الأمور طابعاً شخصياً، في الوقت الذي لا يكون فيه الشَّخص الآخر ينوي ذلك “.

إنَّ الحلَّ لا يكمن في محاولة تجنُّب الغضب، فيقول الدكتور غولدن: ” بل يجب علينا أن نُدرك أنَّ الغضب هو إشارة لنا لكي نوجِّه انتباهنا إلى أعماق أنفسنا، لمعرفة السَّبب الدَّفين الذي سبَّب الغضب”.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top