12 سبباً تحول بينك وبين الشعور بالسعادة

السعادة أمر يتعلق بتفكير الشخصِ، إما أن يصنعها بنَفْسِهِ أو لا.  يمكنك أن تكون سعيداً من خلال عاداتك، وقد صقل الناس السعداء العادات التي تصون سعادتهم يومًا بعد يوم، حيث يعتبر التكيف مع العادات الجديدة أمراً صعباً إلا أن ترك العادات التي تجعلك غير سعيد يعتبر أكثر سهولة.

يوجد الكثير من العادات السيئة التي تجعلنا تعساء، ولقد تبين أن التخلص من هذه العادات السيئة يمكن أن يؤدي إلى زيادة شعورك بالسعادة خلال فترة قصيرة وسنذكر منها التالي:

1- مرافقة الأشخاص ذوو التفكير السلبي

طبابة نت - التفكير السلبي - السمات الشخصية

يعتبر المتذمرين والأشخاص السلبيين أشخاصا ًغير مرغوبين لأنهم يتخبطون في مشاكلهم ويفشلون في التركيز على إيجاد الحلول، يريدون أن يشاركهم الآخرون التفكير بمشاكلهم حتى يشعروا بالتحسن، وغالبًا ما يشعر الناس بالضغط عند الاستماع إلى المتذمرين لأنهم لا يريدون الظهور بمظهر القساة أو غير المهذبين، إلا أن هناك خطاً رفيعاً بين التعاطف وبين الغرق معهم في مشاعرهم السلبية، يمكنك تجنب الدخول في نقاشٍ معهم من خلال وضع حدود معينة لتتمكن من إبعاد نفسك عند الضرورة.

فكر في الأمر على النحو التالي؛ إذا كان هناك شخص ما يدخن فهل ستجلس بجواره لاستنشاق دخان سيجارته بشكلٍ غير مباشر؟ بالتأكيد سوف تتجنبه وعليك فعل الشيء نفسه مع الأشخاص السلبيين.

يوجد طريقة رائعة لوضع حدود لهم وذلك عبر سؤالهم عن مشاكلهم وكيف يعتزمون حلها، بعد ذلك سيهدأ المتذمر أو سيقوم بإعادة توجيه المحادثة في اتجاه إيجابي.

يجب أن تبذل جهدك لكي تُحيط نفسك بأشخاصٍ إيجابيين يلهمونك ويجعلونك تفكر بأن تكون شخصاً أفضل.

بالنسبة للأشخاص الذين يؤثرون عليك سلباً فلا تسمح لهم بأن يكونوا جزءًا من حياتك؟ أخرج من حياتك أي شخص يجعلك تشعر بأنك بلا قيمة أو يسبب لك القلق أو عندما تشعر بأنه يضيع وقتك؛ وقد يجعلك هؤلاء الأشخاص تصبح أكثر شبهاً بهم، فالحياة قصيرة جدا لا تشاركها مع أشخاص مثل هؤلاء وعند ذلك سترى كيف سيتحسن إدراكك العاطفي.

2- مقارنة حياتك مع حياة الناس المعروضة على وسائل التواصل الاجتماعي

أجرى معهد أبحاث السعادة تجربة مرتبطة بالفيسبوك لمعرفة مدى تأثير عادات وسائل التواصل الاجتماعي على سعادتنا، وقد تابع نصف المشاركين في الدراسة استخدام الفيسبوك كما يفعلون عادةً في حين لم يستخدم النصف الآخر الفيسبوك لمدة أسبوع، وكانت النتائج مدهشة ففي نهاية الأسبوع المذكور أبلغ المشاركون الذين لم يستخدموا الفيسبوك عن درجة أعلى من الشعور بالرضا عن حياتهم وانخفضت لديهم مستويات الحزن والشعور بالوحدة؛ كما توصل الباحثون أيضًا إلى أن الأشخاص الذين استخدموا الفيسبوك كانوا أكثر عرضة للإجهاد بنسبة 55٪ نتيجة لذلك.

ما يجب الانتباه إليه هو أن الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي نادراً ما تمثل الواقع، وهي تعرض صوراً مرغوبة عن الحياة التي يريدها الناس، لذلك يجب التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح وبحذر وبدون مبالغة.

3- عدم التأثر بروعة الحياة (الإعجاب بالحياة)

تحدث أشياء مدهشة من حولك في كل يوم ولن تلاحظها إلا إن كنت تعرف كيف تمعن النظر فيها، حيث أوجدت التكنولوجيا الكثير من الأمور الجديدة وجعلت العالم أصغر بكثير؛ وبالرغم من ذلك يوجد جانب سلبي لا يتم التحدث عنه كثيرًا. إن كثرة التعرض لهذه الأمور تضع حاجزاً حول ماذا يجب أن يتوافر في أي أمرٌ ليكون أكثر إثارة للإعجاب ويعد هذا عيباً لأن هناك القليل من الأشياء التي ترقى إلى مستوى الروعة الحقيقة. الروعة الحقيقية هي التواضع، وهذا يذكرنا بأننا لسنا مركز الكون. الروعة هي شيء ملهم حيث تؤكد على ثراء الحياة وقدرتنا على المساهمة فيها وأن نكون مأسورين بروعتها، ويعتبر أمراً صعباً أن تشعر بالسعادة عندما تتجاهل كل شيء جديد تراه.

 4- الانطواء على النفس

قد تقوم بعزل نفسك وتتوقف عن التواصل مع الناس ويعتبر ذلك استجابة شائعةً للشعور بعدم الرضا، وقد تبين من خلال مجموعة كبيرة من الأبحاث أن هذا الأمر هو أسوأ شيءٍ يمكنك فعله حيث يعتبر ذلك خطأً فادحًا، فالتواصل الاجتماعي حتى وإن كنت لا تستمتع به يعتبر أمراً مفيداً جداً لتعديل الحالة النفسية. نمر جميعًا بتلك الأوقات التي نريد أن ننزوي فيها ونرفض التحدث مع أي شخص، ولكن في اللحظة التي يصبح فيها هذا طبعاً من طباعك فإنه يؤدي إلى تدهور حالتك النفسية؛ عليك أن تنتبه لنفسك عندما تجعلك التعاسة كارهاً للمجتمع ويجب أن تجبر نفسك على الخروج والتواصل مع الناس وستلاحظ الفرق بسرعة كبيرة.

5- إلقاء اللوم

نحتاج إلى الشعور بأننا نسيطر على حياتنا لكي نشعر بالسعادة؛ وهذا هو السبب في أن إلقاء اللوم لا ينسجم مع شعورك بالسعادة لأنك عندما تلوم أشخاصًا أو ظروفًا معينة على الأمور السيئة التي تصادفك يعد ذلك اعترافاً منك بعدم قدرتك على التحكم في حياتك وهذا أمر سيء جداً بالنسبة لحالتك النفسية.

6– السيطرة

من الصعب أن تكون سعيدًا دون الشعور بأنك تسيطر على حياتك، ولكن يمكنك أن تأخذ هذا في الاتجاه الآخر بجعل نفسك غير سعيد من خلال المبالغة في محاولة التحكم هذه، ويعد ذلك صحيحاً مع أغلب الناس. أنت فقط تستطيع التحكم في حياتك، وعندما تشعر برغبةٍ كبيرة في التحكم والسيطرة على سلوك الآخرين فسينفجر هذا الأمر حتماً في وجهك ويجعلك غير سعيد، حتى لو استطعت أن تسيطر على شخص ما على المدى القصير فعادةً ما يسبب ذلك ضغطًاً أو خوفاً، ومعاملة الناس بهذه الطريقة لن تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك.

 7– الشكوى والتذمر

الشكوى أمرٌ مزعجٌ تماماً مثل الموقف الذي أدى لحدوثها، وهي سلوك يقوِي نفسه بنفسه من خلال التحدث باستمرار والتفكير حول مدى سوء الأشياء، وبذلك تقوم بتأكيد اعتقاداتك السلبية، بينما يساعدك التحدث حول ما يزعجك على الشعور بالتحسن، وهناك خط رفيع بين الشكوى من الناحية العلاجية وبين الشكوى التي تزيد من شعورك بعدم الرضا، وعليك الانتباه إلى أن الشكوى تدفع الآخرين إلى الابتعاد عنك بالإضافة إلى جعلك تعيساً.

8– محاولة ترك انطباع مؤثر (إثارة الإعجاب عند الآخرين)

سيعجب الناس بملابسك وسيارتك ووظيفتك الرائعة، لكن هذا لا يعني أنهم يحبونك، ومحاولة التأثير على الآخرين هي مصدر للتعاسة، لأن لا علاقة لذلك بما يجعلك سعيدًا، أما إيجاد أشخاص يحبونك ويتقبلونك كما أنت فذلك ما يسعدك. كل ما تكتسبه وتحققه من خلال السعي لإرضاء الناس لن يجعلك سعيدًا أيضًا. يوجد مجموعة من الأبحاث التي تبين أن الأمور المادية ليست مصدراً للسعادة، عندما تعتاد على مطاردة الأشياء فمن المحتمل أن تشعر بالتعاسة خاصةً بعد خيبة الأمل التي تتعرض لها بمجرد أن تحقق مرادك؛ كما تكتشف أنك حققت مرادك على حساب الأشياء الحقيقية التي كانت ستجعلك سعيدًا مثل الأصدقاء والعائلة والاهتمام الجيد بنفسك.

9- النظرة السلبية للحياة (التشاؤم)

طبابة نت - التشاؤم - علامات الاكتئاب لدى المراهقين

الحياة لا تسير دائماً بالطريقة التي تريدها وبشكلٍ عام يكون لديك 24 ساعة في اليوم تماماً مثل أي شخص آخر، حيث ينظم الأشخاص السعداء وقتهم جيداً بدلاً من الشكوى حول كيف تكون الأشياء أو كيف ينبغي لها أن تكون، ويفكرون ملياً في كل شيءٍ جيدٍ يشعرون بالامتنان له ثم يجدون أفضل حلٍ ممكن للمشكلة التي تصادفهم ويعالجونها ثم يتابعون المضي قدماً في حياتهم.

لا شيء يؤجج التعاسة مثل التشاؤم، وتكون المشكلة لدى المتشائم – بصرف النظر عن الأضرار التي تلحق بالحالة النفسية – هي أن أفكاره السلبية تصبح مثل نبوءةٍ تحقق ذاتها بذاتها وعندما تتوقع حدوث أمورٍ سيئة في أغلب الحالات ستحدث هذه الأمور السيئة؛ من الصعب التخلص من الأفكار التي تدعو إلى التشاؤم قبل أن تدرك ابتعادها عن التفكير المنطقي، أجبر نفسك على التمعن بالحقائق والوقائع وسترى أن الأمور ليست بالسوء الذي تبدو عليه.

10- عدم وضع وتحديد أهدافك

عندما تضع أهدافاً في حياتك وتسعى إلى تحقيقها يمنحك ذلك الأمل والقدرة على التطلع إلى مستقبل أفضل، وعملك لتحقيق هذه الأهداف يجعلك تدرك قدراتك ويشعرك بالرضا عن نفسك. من المهم تحديد أهداف صعبة ومحددة (قابلة للقياس) وأن تكون مرتكزة على قيمك ومبادئك الشخصية. بدون أهداف أنت تسير ببطء متسائلاً لماذا لا تتغير الأشياء أبدًا بدلاً من أن تتعلم وتعمل على تطوير ذاتك.

11- الاستسلام للخوف

الخوف هو عبارة عن شعورٍ مستمرٍ تؤججه تخيلاتك – يوجد خطرٌ حقيقي – هو ذلك الاندفاع المزعج للأدرينالين في جسمك عندما تخطو أمام حافلةٍ مسرعة – الخوف هو الاختيار الأنسب- والناس السعداء يعرفون هذا الأمر بشكلٍ أفضل أكثر من أي شخص آخر لذلك يتعاملون جيداً مع هذا الشعور، إنهم مدمنون على شعور السعادة الذي يحصلون عليه عندما يتغلبون على مخاوفهم.

عند فوات الأوان ستتحسر على الفرص التي ضيعتها أكثر بكثير من تلك التي فشلت في تحقيقها، لذلك لا تخف من السير في الدروب المحفوفة بالمخاطر؛ غالباً ستسمع الناس يقولون “ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث معك؟ هل ستقتلك هذه الخطوة؟” لكن الموت ليس أسوأ شيء يمكن أن يحدث لك، أسوأ شيء يمكن أن يحدث هو أن تستسلم للموت بينما لا تزال على قيد الحياة.

 12- العيش بعيداً عن الحاضر

إن الماضي والمستقبل موجودٌ في عقلك وأفكارك فقط مثل الشعور بالخوف، ولا يمكن لأي شعور بالذنب أن يغير الماضي وكما لا يمكن للقلق أن يغير المستقبل، ويدرك الأشخاص الذين يعيشون بسعادة هذا الأمر لذلك يركزون على العيش في الحاضر.

يستحيل أن تبلغ كامل إمكاناتك إن كنت تعيش في مكان آخر بعيداً عن الواقع ولا يمكنك تقبل الواقع (جيداً أو سيئاً) في نفس اللحظة.

 لكي تعيش الحاضر عليك أن تفعل أمرين اثنين:

  • تقبَل ماضيك؛ فإن لم تتصالح مع ماضيك لن يتركك الماضي وسيتحكم بمستقبلك. يدرك الأشخاص الذين يعيشون بسعادة أن السبب الوحيد لاسترجاع وتذكر الماضي هو لمعرفة مدى تقدمك وتطورك.
  • تقبل عدم وضوح المستقبل ولا تضع توقعات غير ضرورية بخصوص حياتك، لا تقلق فلا مكان هنا للقلق وكما قال مارك توين: “القلق يشبه دفع دين لا تدين به”.

تذكر جميع الأفكار السابقة وادمجها جميعًا معًا

لا نستطيع التحكم في جيناتنا ولا نستطيع التحكم في جميع ظروفنا، ولكن نستطيع التخلص من العادات التي تجعلنا تعساء.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top