إن بعض الأشخاص معرضين بشكل أكبر لخطر نقص اليود، وسنستعرض كيفية معرفة العلامات الشائعة لنقص اليود.
عندما يتم ذكر اليود وهو العنصر الكيميائي الذي يساعد جسمك على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية وتنظيم الطاقة، فدائما ما يتم ربطه بملح الطعام، وذلك لأن الباحثون في العشرينات من القرن الماضي اكتشفوا أن الناس في مناطق معينة من الولايات المتحدة كانوا يعانون من الإصابة بتضخم الغدد الدرقية وذلك بسبب نقص اليود.
ولذلك نصحت حكومة الولايات المتحدة بعض الشركات بالبدء في إضافة اليود إلى ملح الطعام، وقد ساعد هذا الإجراء كثيرًا، كما تقول إليزابيث بيرس الحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة بوسطن ونائبة المنسق الإقليمي للأمريكيتين في شبكة اليود العالمية، وهي منظمة للقضاء بشكل دائم على نقص اليود في جميع أنحاء العالم ” نحن كدولة، لقد انتهينا من مشكلة نقص اليود منذ أربعينات القرن الماضي ولكن الدراسات الاستقصائية الوطنية قد أظهرت أن النساء الحوامل مصابات بنقص طفيف باليود “.
وتقول بريتاني هندرسون الحاصلة على دكتوراه في الطب والأستاذة المساعدة في الغدد الصماء والتمثيل الغذائي في مركز السرطان الشامل في مركز ويك فورست باتيست الطبي، بأن ” النساء الحوامل والمرضعات معرضات بشكل كبير لنقصان اليود لأنه هناك حاجة متزايدة إلى اليود من أجل تطوير الغدد الدرقية لدى الجنين ” ولأن اليود يوجد في أطعمة أخرى غير الملح -مثل الحليب والمأكولات البحرية والخبز والبيض – فإن النباتيين والأشخاص الذين لا يتناولون منتجات الألبان أو الخبز معرضين لنقصان اليود.
وعلى الرغم من صعوبة تشخيص حدوث نقص باليود، فإنه من الممكن معرفة علامات نقصه بالجسم والتأكد من الحصول على كميات كافية من اليود.
ما هي علامات نقص اليود؟
تظهر الأعراض عادة عندما يكون نقص اليود شديدًا، وهو أمر نادر الحدوث، حيث أنه على الرغم من وجود اختبار لنقص اليود (تحليل البول) -ويمكنك أن تسأل طبيبًا عامًا أو أخصائي الغدد الصماء عن ذلك-يقول الدكتور بيرس بأن هذا الاختبار يستخدم في معظم الأحيان لفحص أعداد كبيرة من السكان لأبحاث الصحة العامة ولا يستخدم بشكل افرادي.
ويكمل بأن “هناك تباين كبير في مستويات اليود يوميًا وحتى من ساعة إلى ساعة، لذا فأنت بحاجة إلى 10 أو 12 اختبارًا على الأقل من شخص واحد لمعرفة وضع الشخص بشكل دقيق”، وبالإضافة لذلك توجد بعض الأعراض التي يجب الانتباه إليها وهي كالتالي:
تضخم الغدة الدرقية
عندما تنخفض كمية اليود التي تحصل عليها عن 100 ميكروغرام في اليوم، فيبدأ الجسم في ضخ المزيد من هرمون الغدة الدرقية الذي يسمى (TSH)، حيث وفقًا للمعهد القومي للصحة الإنجابية (NIH)، هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، وهو أكثر الأعراض شيوعًا لنقص اليود، كما تقول ميليسا ماجومدار، أخصائية تغذية لعلاج البدانة في مركز بريجهام.
إن تضخم الغدة الدرقية ممكن أن يكون مرئيًا ككتلة في مقدمة الرقبة، حيث يقول الدكتور هندرسون: “في بعض الأحيان لن تلاحظ ذلك إلا إذا قمت بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي “، وإذا كنت تعاني من تضخم الغدة الدرقية قد تشعر بالاختناق أو تواجه صعوبة في البلع أو التنفس.
قصور الغدة الدرقية
عندما تصبح كمية اليود التي تحصل عليها من 10 إلى 20 ميكروغرام في اليوم، فقد يحدث قصوراً في الغدة الدرقية وهذا يعني أن الغدة الدرقية لا تنتج الكمية الكافية من بعض الهرمونات. وقد تشمل الأعراض: التعب وزيادة الوزن وتساقط الشعر وحدوث تجفاف في الشعر والجلد والإمساك وعدم تحمل البرد وانتفاخ بالوجه وبحة في الصوت وضعف العضلات واكتئاب وفقدان الذاكرة وأكثر من ذلك.
يقول الدكتور هندرسون: “عادة ما يعاني مرضى قصور الغدة الدرقية من عرضين أو ثلاثة على الأقل”
ويجب الملاحظة بأن هذه الأعراض قد تكون ناتجة أيضاً عن العديد من الحالات الصحية الأخرى أو حتى بسبب الأدوية التي قد تكون تتناولها، لذا يجب القيام ببحث شامل للتعرف على جذر المشكلة.
مضاعفات الحمل أو مشاكل نمو الطفل
قد يؤدي نقص اليود إلى الاصابة بالعقم والإجهاض والولادة المبكرة ووفاة الجنين وحدوث تشوهات خلقية.
وقد يتعرض الرضع والأطفال الذين كانت أمهاتهم يعانون من نقص اليود أثناء الحمل أو أثناء الرضاعة من انخفاض معدل الذكاء أو التخلف العقلي أو تباطؤ النمو أو مشاكل في النطق والسمع، حيث أنه بحسب المعهد القومي للصحة الإنجابية (NIH) فإن نقص اليود الخفيف إلى المتوسط يؤدي إلى ازدياد خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال.
كيفية الحصول على الكمية الكافية من اليود
وجد تقرير نشر عام 2013 أن متوسط تركيز اليود في البول عند الأشخاص البالغين كان 144 ميكروغرام / لتر وبالنسبة للنساء الحوامل كان 129 ميكروغرام / لتر، مما يعني أن معظم البالغين الأميركيين لايعانون من نقص اليود، ولكن النساء الحوامل لا يحصلون على كمية كافية من اليود، وأفضل طريقة للوقاية من نقص اليود هي التأكد من الحصول على الكميات التالية الموصى بها من المعهد القومي للصحة الإنجابية (NIH):
- الرجال والنساء البالغين: 150 ميكروغرام
- النساء الحوامل: 220 ميكروغرام
- النساء المرضعات: 290 ميكروغرام
وكذلك الحصول على كميات أكثر من الحد الموصى به، يمكن أن يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية ومشاكل أخرى، ونظرًا لعدم وجود اختبار موثوق به لحساب كمية اليود في الجسم، فإن أفضل ما يمكن فعله هو اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على النسبة المثالية من اليود.
أولاً، تأكد من شراء وأكل ملح الطعام المعالج باليود. حيث يقول الدكتور بيرس: ” نصف كمية ملح الطعام المباع في هذا البلد يتم معالجته باليود”. وعندما يتم إضافة اليود إلى الملح، يجب أن يذكر ذلك على العبوة. والأفضل الابتعاد عن الملح البحري المعالج، وكذلك الملح الموجود في الأطعمة المصنعة حيث لا يتم معالجته باليود بشكل عام، كما يقول ماجومدار “على الرغم من أن بعض العلامات التجارية تصنع ملح بحري معالج باليود ولكن هذا أمر غير مضمون”.
وأيضاً من الأفضل أن تغير من النظام الغذائي الخاص بك ليشمل المزيد من الأطعمة الغنية باليود، حيث يقول ماجومدار: “تشمل المصادر الطبيعية لليود أي شيء يعيش وينمو في المياه المالحة، كالكركند أو المحار أو السردين وأيضاً من الممكن الحصول على البعض من اليود من الحليب والبيض والخضروات “.
ولا يُنصح باستخدام المكملات الغذائية إلا للحوامل والمرضعات وللأشخاص النباتيين، وتوصي جمعية الغدة الدرقية الأمريكية الحوامل والمرضعات بتناول فيتامين قبل الولادة يحتوي على 150 ميكروغرام من اليود.
فإذا كنت نباتيًا أو إذا كنت لا تأكل منتجات الألبان أو الخبز فينصح بالتحدث إلى طبيبك حول ما إذا كانت تناول مكملات اليود فكرة جيدة ، لأنه يمكن أن يتفاعل سلبًا مع الأدوية مثل أدوية ضغط الدم.