القلق بشأن فيروس إنفلونزا الطيور H5N1

يشير مصطلح أنفلونزا الطيور إلى مجموعة من الأمراض المعدية التي تسببها فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الطيور بالأمراض وأحد أنواع هذه الفيروسات هو فيروس إنفلونزا الطيور H5N1الذي يسبب عدوى شديدة مع ارتفاع بمعدل الوفيات وكان أول ظهور له في كانون الأول من عام 2003.

منذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن أكثر من 700 حالة في أفريقيا وآسيا وأوروبا. وكانت أعلى الأرقام في إندونيسيا وفيتنام ومصر، كما كان أبرزها في ماليزيا في شهر آذار من العام 2017، وقد أدى ذلك إلى مقتل عدد من الدجاج، ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إصابة بشرية.

تعد إصابة البشر بهذا الفيروس صعبة نوعاً ما ولكنه يكون قاتلاً فيما نسبته 60 في المائة من الحالات.

حقائق سريعة عن أنفلونزا الطيور H5N1:

فيما يلي بعض الحقائق عن أنفلونزا الطيور:

  • إن إنفلونزا الطيور تصيب الطيور، وفي بعض الحالات يمكن أن ينتقل إلى البشر.
  • يمكن أن تكون قاتلة في 60 %من الحالات.
  • تشمل الأعراض وجود دم في البلغم، ارتفاع في درجة الحرارة، صداع، واضطراب في المعدة مما يعني أن تدهور الحالة الصحية للمصاب سريعاً جداً.
  • يمكن للأدوية المضادة للفيروسات المساعدة في زيادة فرص البقاء على قيد الحياة وتقليل تأثير المرض.
  • من غير المحتمل حدوث وباء ما لم تتأقلم الانفلونزا مع الحمض النووي للبشر مما سيمكنها من الانتشار بينهم.

ما هو H5N1 ؟:

تنتقل أنفلونزا الطيور من الطيور إلى البشر وتؤدي إلى الوفاة في 60 في المائة من الحالات. تعد سلالات “النوع A ” من فيروس أنفلونزا H5N1 هي المسبّب الرئيسي لأنفلونزا الطيور.

يصيب فيروس H5N1عدة أنواع من الطيور، وعلى الرغم من أن معظم البلاغات كانت حول دواجن التي تتم تربيتها في المزارع كالدجاج، الإوز، الديك الرومي، والبط، إلا أنه قد أصاب البط البري في الولايات المتحدة مطلع عام 2015 بالإضافة لإصابة الخنازير، القطط، الكلاب وحتى الأسود والنمور البرية.

ينتقل الفيروس بسهولة بين الطيور، من خلال لعابها وإفرازاتها الأنفية والبراز والأعلاف، بالإضافة للتماس مع الأسطح الملوثة كالأقفاص وغيرها من المعدات الزراعية.

إن معظم الأشخاص اللذين أصيبوا بالفيروس كانوا على اتصال مباشر بالدواجن المصابة أو الأشياء الملوثة بفضلات أو إفرازات الطيور، وحتى الآن، حدثت حالات قليلة للغاية لانتقال العدوى من إنسان إلى آخر، ومع ذلك، فإذا تكيف فيروس H5N1لينتقل بسهولة بين البشر فقد ينتج عنه وباء.

الأعراض:        

تتراوح فترة الحضانة من يومين إلى 8 أيام، وقد تستغرق ما يصل إلى 17 يوماً، بينما تتراوح فترة الحضانة للإنفلونزا الموسمية البشرية ما بين 2 إلى 3 أيام فقط.

تشمل الأعراض الأولية ارتفاع كبير في درجة الحرارة، وأعراض الجهاز التنفسي السفلي، وأقل شيوعاً، أعراض الجهاز التنفسي العلوي، ويبدي المصاب بفيروس H5N1 أعراضاً خطيرة منها:

كما يمكن أن يصاب بعض المرضى بالتهاب رئوي وصعوبات في التنفس بعد حوالي 5 أيام من ظهور الأعراض الأولى، ويمكن أن تتدهور حالة المريض سريعاً، مما يؤدي إلى حدوث التهاب رئوي وفشل في عدة وظائف حيوية وبالتالي الموت.

الأسباب:

يمكن أن يصاب البشر بالعدوى بعد ملامسة الطيور المصابة، وقد تم ربط ما يلي بإصابة الإنسان بالفيروس:

  • لمس أو إزالة ريش الطيور المصابة.
  • لمس أو التنفس في البراز وغيرها من إفرازات الطيور المصابة.
  • تحضير الدواجن المصابة للطبخ.
  • ذبح الدواجن المصابة.
  • التعامل مع الطيور المصابة.
  • التواجد في أسواق بيع الطيور وشراء الطيور الحية المصابة بدون معرفة.

إن تناول لحوم الدواجن المطبوخة أو البيض لا ينقل العدوى، ومع ذلك، يجب على الناس طهي الدواجن بشكل جيد وعلى حرارة عالية لا تقل عن 165 درجة فهرنهايت أو 74 درجة مئوية، والبيض حتى يصبح كل من البيض وصفار البيض صلباً وثابتاً.

يمكن أن تحتوي فضلات الطيور على الفيروس، ويمكن أن تلوث الأعلاف والمعدات والأحذية والملابس والتربة والغبار والمياه كما يمكن أن ينتقل بأقدام وأجسام الحيوانات.

 التشخيص:

تشمل أعراض أنفلونزا الطيور سيلان الأنف و السعال والصداع والحمى والبرد، وتتصاعد هذه الأعراض بسرعة، علماً أن التشخيص المبكر يمكن أن يحسن نتائج العلاج.

سوف يقيم الطبيب أعراض المريض، ويستفسر عن أي رحلة حديثة لأماكن جرى فيها أي اتصال مع طيور، وسيتم جمع عينة من الجهاز التنفسي وإرسالها إلى المختبر، وتستغرق الاختبارات فترة تتراوح بين 4 ل 5 أيام من ظهور الأعراض.

وافقت هيئة إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية عام 2009 على اختبار لاكتشاف إنفلونزا الطيور أو ما يعرف بالنوع “A” من H5N1، من خلال مسحات مأخوذة من الأنف أو الحلق ويتم جمعها من المرضى الذين يعانون من أعراض تشبه الأنفلونزا، وفي أقل من 40 دقيقة، يمكن للاختبار تحديد بروتين معين (NS1) يشير إلى وجود النوع “A” من فيروس H5N1، ومع ذلك، فإن هذا الفيروس نادر نسبياً عند البشر، لذلك لا يتوقع الطبيب رؤيته إلا إذا كان شخص ما على اتصال بالطيور أو كان في الآونة الأخيرة في مكان يُحتمل أن تحدث فيه الإصابة بفيروس H5N1.

العلاج

يمكن للأدوية المضادة للفيروسات قمع التكاثر الفيروسي وتحسين نتائج المرضى ومنع بعض الحالات من أن تصبح قاتلة ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية الأدوية.

يجب إعطاء أوسيلتاميفير Oseltamivir (تاميفلوTamiflu) خلال 48 ساعة بعد ظهور الأعراض، للحصول على أفضل تأثير، وقد يصف الأطباء الأوسيلتاميفير بعد هذا الوقت، تعتمد الجرعة وطول فترة العلاج على مدى حدة الحالة، قد لا يتمكن المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي من امتصاص الدواء بنفس فعالية الآخرين.

اقتراح:

إن المرضى الذين يتم تشخيصهم أو يشتبه في إصابتهم بأنفلونزا الطيور يجب أن يظلوا في منازلهم، أو يظلوا معزولين في المستشفى، بصرف النظر عن تناول عقار تاميفلو، ينصح اخصائيو الرعاية الصحية المرضى بما يلي:

  • الراحة.
  • شرب الكثير من السوائل.
  • تلقي التغذية المناسبة.
  • تلقي أدوية للألم والحمى، التي يحددها أخصائي الرعاية الصحية.

يمكن أن تظهر على بعض المصابين مضاعفات، مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي، وسيحتاج هؤلاء لتناول مضادات حيوية، وقد يحتاج البعض الآخر إلى أكسجين إضافي.

الوقاية:

يمكن أن يساعد التعامل بعناية أو أخذ الاحتياطات حول الطيور الحية أو الميتة في منع انتشار المرض.

لا يمكن منع انتشار أنفلونزا الطيور، لكن يمكن للسلطات أن تساعد المجتمعات على الاستعداد للعدوى المحتملة من خلال مراقبة أنماط هجرة الطيور، ويوجد تطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية البشرية، لكن ليس ضد أنفلونزا الطيور.

يوجد لقاح ضد فيروس H5N1 وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لكنه ليس جاهزاً للاستخدام بعد على نطاق واسع.

يمكن للأفراد تقليل انتشار أنواع مختلفة من الأنفلونزا وأنفلونزا الطيور وغيرها من الأمراض عن طريق اتخاذ بعض الاحتياطات وسنبين بعضها فيما يلي:

  • نظافة اليدين: اغسل يديك بانتظام بالماء الدافئ والصابون قبل وبعد استخدام الحمام، وقبل وبعد تناول الطعام، وبعد السعال.
  • السعال: مراعاة أن يكون السعال في مناديل ورقية والعمل على التخلص منها بعناية، وإذا سعلت في اليد ثم لمست بعض العناصر، فيمكن لشخص آخر التقاط الفيروس من هذا العنصر.
  • العزلة: ينبغي على المرضى البقاء بعيدا عن الأماكن العامة وتجنب الاتصال بالأشخاص، حيثما أمكن ذلك.
  • اللقاحات: ابق مستكملاً لجميع لقاحات الأنفلونزا الموسمية والمكورات الرئوية.

الاحتياطات حول الطيور:

عند تحضير الأطعمة: لا تستخدم الأواني نفسها للحوم المطبوخة والنيئة واغسل يديك بالماء والصابون قبل وبعد التعامل مع الدواجن النيئة.

لا تقترب من طائر ميت أو مريض، واستدعي السلطة المحلية ذات الصلة وأبلغها عن أي مشاهد للحيوانات الميتة، ويجب على أولئك الذين يعملون مع الطيور الداجنة اتباع الإرشادات المحلية والوطنية.

يجب على أي شخص يسافر إلى منطقة قد تتواجد فيها إنفلونزا الطيور أن يتجنب أسواق الحيوانات الحية ومزارع الدواجن، وأن يبتعد عن براز الطيور.

هل سيكون هناك وباء؟

لا يمكن للإنسان أن يصاب بسهولة بأنفلونزا الطيور، بل إنه من غير المرجح أن تنتقل من شخص لآخر.

ومع ذلك، إذا كان الشخص مصاباً بالأنفلونزا البشرية الموسمية وأصيب بعد ذلك بمرض أنفلونزا الطيور، يمكن لفيروس H5N1 أن يتبادل المعلومات الوراثية مع فيروس إنفلونزا الإنسان، وبهذه الطريقة يستطيع اكتساب القدرة على الانتشار بين الناس.

إن سلالة فيروس إنفلونزا الطيور التي تنتقل للإنسان بسهولة يمكن أن تكون ذات عواقب وخيمة، وقد تساعد السيطرة على تفشي هذا الفيروس عند كلا من البشر والطيور من خلال الحد من احتمال اتصالهم ببعضهم البعض.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top