الرهاب هو الخوف غير العقلاني، وهو نوع من اضطرابات القلق التي تؤدّي إلى خوف شديد ومتواصل من مواقف، مخلوقات حيّة وأمكنة، أو أشياء أخرى.
يرتّب الأفراد الذين يعانون من الرهاب حياتهم بشكل يجعلهم يتجنّبون الخطر المتصوّر الذي يكون في عقولهم أكبر بكثير ممّا هو الحال في الواقع. إذا تواجه الشخص مع مصدر رهابه، سيعاني من الضيق الشديد، الذي يمكن أن يؤدّي في بعض الأحيان إلى الذعر الكلّي.وبالنسبة لبعض الأشخاص، حتى التفكير في مصدر رهابهم مؤلم للغاية.
يبدأ الرهاب عندما يبدأ الشخص بتنظيم حياته على أساس تجنّب مصادر الخوف. الرهاب أكثر خطورة بكثير من الخوف البسيط.
محتويات هذه المقالة:
- ما هو الرهاب؟
- الأعراض
- الأسباب
- العلاجات
حقائق سريعة حول الرهاب
هنا عرض لبعض النقاط الرئيسيّة حول الرهاب. والمزيد من التفاصيل والمعلومات الداعمة في المقال الرئيسي.
- الرهاب أكثر خطورة من المخاوف البسيطة
- أكثر من 50 مليون شخص في الولايات المتّحدة لديهم رهاب
- الرهاب أكثر شيوعاً لدى الإناث
- على الرغم من أن الأفراد المصابون بالرهاب يدركون أن خوفهم غير عقلاني، إلا أنّهم لا يستطيعون السيطرة على مشاعرهم
- قد تشمل الأعراض التعرّق، آلام في الصدر، والشعور بوخز
- تشارك مناطق محدّدة في الدماغ بالرهاب
ما هو الرهاب؟
الرهاب هو خوف لا عقلاني حاد تستخدم كلمة “رهاب” لعدد من المفاهيم المختلفة.هناك ثلاث فئات رئيسيّة من الرهاب:
الرهاب المحدّد (الرهاب البسيط ):
وهو خوف غير مبرّر حول حالات محدّدة، مخلوقات حيّة، أماكن، أنشطة، أو أشياء. ومن الأمثلة على ذلك الخوف:
الرهاب الاجتماعي:
ويطلق على الرهاب الاجتماعي الآن اضطراب القلق الاجتماعي. الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي يتهرّب من الأماكن الاجتماعيّة فهو يجد هذا الأمر لا يطاق. فالذهاب إلى الرحلات، حفلات الزفاف، الوظائف، أو المعارض يسبّب قلقاً للمرضى؛ فلديه خوف من الإحراج أو الإهانة في الأماكن العامّة.
غالباً ما يكون سبب الخوف هو أن يحكم عليه أشخاص آخرون. فيشعر الناس المصابون بالرهاب الاجتماعي أنّه سيتم فحصهم وتحديدهم في الحشد؛ ويفضّلون تجنّب التجمّعات الاجتماعيّة تماماً.ويقول علماء النفس أنّ نسبة عالية من البالغين الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، تبدأ باتّخاذ تدابير لتجنّب المواقف الاجتماعيّة خلال سنوات المراهقة.
أظهرت الدراسات أنّ أنماط حياتهم المعزولة تدريجياً تجعلهم أكثر عرضة لتطوير الاكتئاب. ويشدّد الخبراء على أنّ الرهاب الاجتماعي ليس نفسه الخجل.قد يعاني البدناء من اضطراب القلق الاجتماعي، وذلك ببساطة بسبب وزنهم.
الرهاب من الأماكن المكشوفة
ويخاف الشخص المصاب برهاب الأماكن المكشوفة من عدم إمكانيّة الهرب. ويخشون أن يحبسوا في مكان ما دون أن يتلقّوا مساعدة. ويمكن أن يشمل ذلك الخوف من السفر في الحافلات أو القطارات أو الذهاب إلى المتاجر الكبرى أو مراكز التسوّق. عندما تكون الأعراض شديدة، قد يجد المريض أنّ الخروج من منزله أمر لا يطاق.ويتعرّض المصابون لخطر متزايد من جرّاء اضطرابات الهلع. كما هو الحال مع الرهاب الاجتماعي، فيتم تجنّب الأماكن المزدحمة والعامّة.
الرهاب الأكثر شيوعاً
رهاب العناكب (الخوف من العناكب) هو من بين أوّل عشرة أنواع من الرهاب في جميع أنحاء العالم.
الأنواع العشرة الأكثر شيوعاً في المملكة المتّحدة والولايات المتّحدة هي:
- الرهاب الاجتماعي – الخوف من التواجد في أماكن فيها الكثير من الناس
- الرهاب من الأماكن المكشوفة -الخوف من التواجد في مكان ما لوحده، بعيداً عن المنزل، وفي المساحات المفتوحة
- الرهاب من الأماكن المغلقة -الخوف من التواجد في الأماكن الضيقّة المغلفة
- رهاب الهواء -الخوف من الطيران
- رهاب العناكب -الخوف من العناكب
- رهاب القيادة -الخوف من قيادة السيارة
- رهاب القيء -الخوف من القيء
- رهاب الخجل -الخوف من احمرار الوجه
- الرهاب الوسواسي -الخوف من المرض
- رهاب الحيوانات -الخوف من الحيوانات
- رهاب الغرق: الخوف من الماء
- رهاب المرتفعات: الخوف من الأماكن المرتفعة
- رهاب الدم، الجرح أو الإبر: الخوف من الإصابات التي تسيل الدم
- رهاب المصاعد
- رهاب الأنفاق
أعراض الرهاب
الأعراض التالية شائعة في معظم حالات الرهاب:
- عندما تتعرّض لمصدر الخوف، تصاب بقلق شديد لا يمكنك السيطرة عليه
- الشعور بأنك يجب أن تتجنّب مصدر هذا الخوف مهما كان الثمن
- ومن الشائع أن يعترف المصابون بأن مخاوفهم غير منطقيّة وغير معقولة ومبالغ فيها؛ ومع ذلك، فهم لا يستطيعون السيطرة على مشاعرهم
- الذعر والقلق الشديد، والتي قد تشمل: تعرّق، تنفّس غير طبيعي، تسارع ضربات القلب، ارتجاف، قشعريرة، إحساس بالاختناق، آلام في الصدر وضيق الصدر، شعور غريب بالمعدة، الشعور بوخزات، جفاف الفم، الارتباك، غثيان، دوخة، صداع الرأس.
- يتم إنتاج الشعور بالقلق ببساطة عن طريق التفكير في موضوع الرهاب
- قد يبكي الأطفال، ويحاولون الإختفاء خلف ساق أحد الوالدين، أو يبدؤون بنوبة صراخ.
الرهاب المعقّد
الرهاب المعقّد أكثر تأثيراً على صحّة المريض من الرهاب المحدّد.
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المكشوفة، على سبيل المثال، من عدد من أنواع الرهاب الأخرى المرتبطة بذلك، مثل رهاب الأجانب (الخوف من تركهم وحدهم) أو الخوف من الأماكن المغلقة (الخوف من الشعور بالحبس، والمساحات المغلقة). في الحالات الشديدة، نادراً ما يغادر المريض منزله.
أسباب الرهاب
من غير المعتاد أن يبدأ الرهاب بعد سن الثلاثين؛ فمعظم الحالات تبدأ خلال مرحلة الطفولة المبكّرة، سنوات المراهقة، أو مرحلة البلوغ المبكّرة. ويمكن أن يكون ناجماً عن وضع أو تجربة مرهقة، أو حدث مخيف، أو أنّ أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة لديه رهاب يعلم الطفل به تدريجياً.
الأسباب الشائعة للرهاب المحدّد (البسيط )
عادةً ما يتطوّر عندما يكون الطفل في سن 4-8. في بعض الحالات، قد يكون نتيجة لشيء حدث في وقت مبكّر من الحياة. قد يكون خضع لتجربة سيّئة في مساحة محصورة، وتطوّرت إلى رهاب مع مرور الوقت.
كما أنّ الرهاب الموجود لدى أحد أفراد العائلة سبب شائع للرهاب لدى الطفل خلال مرحلة الطفولة. فالطفل الذي أمّه لديها رهاب العناكب هو أكثر عرضة لتطوير نفس الرهاب. ويشدّد الخبراء على أنّ الرهاب الذي يتم أخذه من الآباء يزرع المخاوف – وليس حالة موروثة وراثياً.
الأسباب الشائعة لمرض الرهاب المعقّد
لا تزال أسباب الخوف من الأماكن المكشوفة أو الرهاب الاجتماعي مجهولة. إذ لا يوجد أحد متأكّد بالضبط من سبب ظهورها. ويعتقد الباحثون أنّها ناجمة عن مزيج من تجارب الحياة، وكيمياء الدماغ، وعلم الوراثة.
ويرى الباحثون أنّ الرهاب الاجتماعي من المرجّح أن يكون ناجماً عن تجربة مؤلمة للغاية حدثت في أماكن مكشوفة.الرهاب والبقاء على قيد الحياة -قد يكون هناك تفسيرات تطوّريّة لكثير من حالات الرهاب. ففي بيئات ما قبل التاريخ، كان البقاء في مساحات مفتوحة واسعة من شأنه أن يزيد خطر التعرّض للهجوم والافتراس من قبل حيوان مفترس. فغريزة البقاء في المنزل، وخاصّة بالنسبة للأطفال الصغار، تساعد في البقاء على قيد الحياة.
قد يكون الرهاب الاجتماعي مرتبطاً بغريزة البقاء على قيد الحياة خلال العصور القديمة وعصور ما قبل التاريخ. كون الوجود بين الناس الذين لا تعرفهم، ربما من قبيلة أخرى، كان أكثر خطورة من وجودك بين حشد من الغرباء في مركز للتسوّق اليوم.
كيف يعمل الدماغ في حالة الرهاب؟
ويعتقد أن اللوزة في الدماغ ترتبط بتطوّر الرهاب. ترتبط مناطق محدّدة من الدماغ – اللوزة على وجه الخصوص – بالرهاب.
بعض مناطق الدماغ – قشرة الفص الجبهي، قشرة الفص الجبهي الإنسي، قشرة الفص الجبهي الباطن، واللوزة – تخزّن وتتذكّر الأحداث الخطيرة أو التي قد تكون مميتة.
في الأحداث المقبلة المشابهة للحدث الرئيسي، تسترد تلك المناطق نفس الحدث، ممّا يجعل الجسم يرد كما لو أنّ الحدث وقع مرّة أخرى. بعض الناس، يشعرون كما لو أنّ الحدث تكرّر نفسه عدّة مرّات.
بعض العلاجات الفعّالة تكمن في جعل الدماغ يستبدل الذاكرة وردود الفعل بشيء أكثر عقلانيّة.
اختبارات وتشخيص الرهاب
عند تشخيص الرهاب، يهدف الطبيب إلى تحديد ما إذا كان الخوف غير معقول. يعلم الناس الذين يعانون من رهاب بوجود رهاب لديهم، ويعترفون بذلك عند مناقشة أعراضهم مع الطبيب. وهذا يساعد على التشخيص بشكل كبير.
مع ذلك، فإنّ الملايين من المصابين لا يناقشون أبداً مخاوفهم مع الطبيب. وهذا أمر مؤسف إذ يوجد علاجات فعّالة متاحة.
علاج الرهاب
إذا كان الرهاب لا يسبّب مشاكل حادّة، يجد معظم المرضى أنّه ببساطة تجنّب مصدر خوفهم يكفي لبقاء رهابهم تحت السيطرة.
بعض أنواع الرهاب لا يمكن تجنّبها، كما هو الحال مع رهاب الهواء (الخوف من الطيران). وفي هذه الحالات، ينبغي التماس المساعدة المهنيّة.والخبر السار أنّه مع العلاج المناسب، يمكن علاج معظم حالات الرهاب. يحتاج العلاج إلى أن يكون مصمّماً خصّيصاً للمريض -فلا يوجد علاج واحد يعمل للجميع.
قد يوصي الطبيب، الطبيب النفسي، و/ أو الأخصّائي النفسي بالعلاج السلوكي، والأدوية، أو مزيج من الاثنين معاً. ويهدف العلاج إلى الحد من أعراض الخوف والقلق، ومساعدة المرضى على إدارة ردود أفعالهم من مصدر خوفهم.
الأدوية
وقد تبيّن أنّ الأدوية التالية فعّالة لعلاج الرهاب:
- حاصرات بيتا يمكن أن تساعد في تقليل بعض أعراض الرهاب، إذ يمكن أن تساعد في الحد من أعراض الخفقان، وكذلك ارتجاف الأطراف.
الآثار الجانبية: قد تشمل اضطرابات في المعدة، والتعب، ومشاكل النوم، والأصابع الباردة. - مضادات الاكتئاب -عادةً ما توصف (مثبّطات عود التقاط السيروتونين) للأشخاص الذين يعانون من الرهاب. إذ أنّها تؤثّر على مستويات السيروتونين في الدماغ، ممّا يؤدّي إلى تحسين المزاج.
الآثار الجانبيّة: قد يسبّب في البداية غثيان، ومشاكل في النوم، وصداع. - كما تم العثور على مضادات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات، مثل كلوميبرامين clomipramine أوأنافرانيل Anafranil للمساعدة في أعراض الرهاب.
الآثار الجانبيّة الأوّليّة: يمكن أن تشمل النعاس، وعدم وضوح الرؤية، والإمساك، وصعوبات التبوّل، وعدم انتظام ضربات القلب، وجفاف الفم، والهزّات.
- إذا لم تعمل مضادات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات، قد يصف الطبيب مثبّط أكسيداز أحادي الامين للرهاب الاجتماعي، مثل موكلوبيميد (مانيريكس). قد يطلب من المرضى أثناء العلاج بمثبّط أكسيداز أحادي الامين تجنّب أنواع معيّنة من المواد الغذائيّة.
الآثار الجانبية: في البداية قد تشمل الدوخة، واضطرابات المعدة، والأرق، والصداع، ومشاكل النوم. - المهدّئات قد تساعد على تقليل أعراض القلق. المرضى الذين لديهم تاريخ مع إدمان الكحول لا ينبغي أن تعطى المهدئات.
العلاج السلوكي
العلاج يشمل أنواع مختلفة من العلاج النفسي إذا تمّ العلاج بشكل صحيح، سيتغيّر رد المرضى على مصدر خوفهم. إذ يتم تعريض المرضى لسبب رهابهم بخطوات تدريجيّة. بالنسبة للشخص الخائف من الطيران على متن طائرة قد يبدأ علاجه فقط عن طريق التفكير في الطيران، ثم النظر إلى الطائرات، والذهاب إلى المطار، ومن ثم تمثيل الجلوس في مقعد طائرة، ومن ثم الصعود إلى الطائرة أخيراً.
الرهاب هو مصدر الخوف الأصيل والمستمر للشخص، يمكن علاجه والسيطرة عليه، لذا لا تتردّد في طلب المساعدة الطبيّة.