اقرأ المزيد من الجزء الأول من علاج مرض التوحد (1)
الأدوية
إذا وصف الطبيب دواء لطفل أو شخص بالغ مصاب بالتوحد، فسيحاول عادةً معالجة النوبات التي يتعرض لها أو الاكتئاب أو النوم المضطرب.
قد تكون الأدوية مناسبة للفرد المصاب بالتوحد أو قد لا تكون مناسبة له، هذا الأمر يعتمد على كل حالة على حدة وتختلف من مريض لآخر.
استراتيجيات ومهارات التأقلم
غالباً ما يتطور عند الأطفال المصابين بالتوحد، مجموعة من السلوكيات التي تساعدهم على معالجة التأثيرات المعزولة للحالة.
تعتبر هذه السلوكيات محاولات من قبل الطفل لحماية نفسه من المنبهات التي قد تطغى عليه وتزيد من المساهمات الحسية لتعزيز الشعور لديهم. قد يقومون أيضاً بتطبيق هذه السلوكيات لجلب بعض التصعيد أو التنظيم أو المنطق إلى حياتهم اليومية.
على الرغم من أن استراتيجيات التعامل مع مرض التوحد ليست كلها ضارة، إلا أن البعض يمكن أن يمنع التفاعل الاجتماعي مما قد يؤدي بهم ذلك إلى العزلة والضيق.
تتضمن هذه السلوكيات:
- عزل أنفسهم وتجنب الاتصال بالآخرين.
- أنماط متكررة أثناء اللعب (كالدوران والقفز) والقيام بأحداث ومواقف مألوفة خلال النهار.
- التحدث مع أنفسهم أو الهمهمة أو القيام بالصفير.
- التعلّق ببعض الأشياء والنشاطات.
- اختيار البحث عن بعض التجارب أو تجنبها إلى أقصى حد.
إن العامل المهم في إدارة السلوكيات المعزولة المحتملة ليس في تثبيط هذه السلوكيات، إنما في إضافة استراتيجيات التكيف الأخرى، التي يمكن أن تجعل رحلة الطفل من خلال التوحد أسهل، مثل:
- طلب المساعدة.
- استخدام اللغة بشكل أكثر علانية.
- الاسترخاء وأخذ فترات راحة.
- توضيح احتياجاتهم.
- إدارة المساهمات الحسية.
فيما يلي طرق فعالة لتحقيق ذلك:
- فهم أن معالجة الكلام قد تعرضه للتأخر في النطق ومراعاة ذلك عند التحدث إلى طفل مصاب بالتوحد.
- تقييد الضوضاء والحركة ووجود أشياء قريبة منه، لمساعدة الطفل على التركيز عند تقديم المعلومات لهم.
- القيام بأنشطة مساعدة لبنية الطفل، من خلال إعطاء الإشارات القائمة على الطلب، مثل “أولاً، افعل ذلك، ثم …” أو “استعد … استعد … انطلق!”
- إظهار التنشئة الاجتماعية المناسبة أمام الطفل المصاب بالتوحد.
- تحديد مساحة اللعب بوضوح باستخدام العلامات المرئية مثل أكياس القماش، لتعزيز الشعور بالأمان مع الأطفال الآخرين.
- التأكد من أن المعلومات حول الأحداث واضحة ومرئية، من حيث الأنشطة الروتينية وتلك التي تقع خارج الروتين والتي قد تتسبب في إزعاجه.
- الجري وممارسة استراتيجيات التكيف هذه أثناء اللعب.
يختبر أشخاص مختلفون التوحد – ASD وبدرجات متفاوتة مع مجموعة من السلوكيات، مع ذلك يمكن أن تساعد هذه الاستراتيجيات والمهارات في زيادة الأدوات المتاحة لكل شخص لديه هذه الحالة وتحسين نوعية حياته.
بعض الأبحاث
لا يوجد علاج لمرض التوحد ليومنا هذا، مع ذلك يدرس الباحثون تقريباً كل جانب من جوانب الحالة المرضية للتوحد، من أسبابه إلى العلاجات المحتملة. ويمكن للأدوية والتدخلات الصحية السلوكية عند بعض الأشخاص المصابين بالتوحد، أن تحسّن آثار الحالة، لتمكين الشخص من العمل بشكل مستقل في مرحلة البلوغ.
قد تتطلب الأعراض والظروف القائمة بالنسبة لبعض المرضى، مثل مرضى الصرع المزيد من الإدارة والمساعدة.
تشمل بعض أهم التطورات في أبحاث التوحد ما يلي:
- أُجريت دراسة عام 2017 في الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية، تم فيها فحص 32 طفلاً، تناولوا بعضهم دواء الأوكسيتوسين وبعضهم الآخر دواء آخر وهمي كعلاج. أظهرت نتائج البحث أن الأطفال الذين تناولوا الأوكسيتوسين أظهروا تحسناً في الأداء الاجتماعي. كما قد وجد المشرفين على الدراسة سابقاً أن مستويات الأوكسيتوسين المنخفضة لها آثار مرتبطة بانخفاض الأداء الاجتماعي.
- حددت الأبحاث في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الوراثة البشرية لعام 2018، 43 تسلسلاً وراثياً غير معروف سابقاً مرتبط بالتأخر في النمو بما في ذلك المسؤولة عن مرض التوحد.
- تبحث دراسة أخرى في فك تشفير الاضطرابات النمائية الجارية حالياً في ظروف غير مشخصة لدى أكثر من 12000 شخص في المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا.
تهدف الدراسة إلى محاولة وفهم هذه الاضطرابات النمائية لمساعدة هؤلاء الأطفال والبالغين الذين يعانون منها بالإضافة إلى العلماء والأطباء. - وجدت دراسة أجريت عام 2017 كانت قد نشرت في مجلة Nature أن نمو الدماغ لدى الأطفال المصابين بالتوحد مرتبط بشدة الحالة المرضية، حيث افترض الباحثون أن هذه الأدلة قد تساعد الأطباء على تشخيص مرض التوحد في مراحل مبكرة أكثر من أي وقت مضى.
هذه الدراسات التي ذكرناها سابقاً هي أمثلة قليلة للجهود الجارية التي قد تساعد في التشخيص والعلاج المستقبليين لمرض التوحد – ASD.