لا يخلق النظام عالي الدهون مشاكل صحية للأمهات الحوامل وحسب، بل تشير البحوث الجديدة إلى أنه قد يغير من تطور الدماغ والغدد الصماء للنسل، ولها تأثير طويل الأجل على سلوك النسل. وتربط الدراسة النظام الغذائي غير الصحي أثناء فترة الحمل إلى اضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب لدى الأطفال.
جرت الدراسة بإدارة الدكتورة إليلنور سوليفان، دكتورة وأستاذ مساعد في شعبة علم الأعصاب في مركز بحوث الرئيسيات الوطني في أوشو في ولاية أوريغون، وقد نشر البحث في مجلة فرونتيرز لعلو الغدد الصماء.
يقول الباحثون: “نظراً للمستوى المرتفع لاستهلاك الدهون الغذائية وسمنة الأم في الدول المتقدمة، فإن هذه النتائج لها آثار هامة على الصحة العقلية للأجيال المقبلة”.
اختبرت الدراسة بدايةً، تأثير اتباع نظام غذائي عالي الدهون من قبل الأم على الرئيسيات غير البشرية، متشددة بصرامة على نظامهم الغذائي والتحكم به، وهي الطرقة التي سيكون من المستحيل اتباعها على مجموعة من البشر. وكشفت النتائج عن تغيرات سلوكية في ذرية النسل والمرتبطة بالتطور الضعيف لنظام السيروتونين المركزي في الدماغ. علاوة على ذلك، أظهرت أن إدخال نظام غذائي صحي للذرية في سمن مبكرة فشل في عكس ذلك التأثير أو إلغائه.
الدراسات الرصدية السابقة على الأشخاص ربطت السمنة بين الأمهات مع مجموعة من مشاكل الصحة النفسية واضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال. ويظهر البحث الجديد أن اتباع النظام الغذائي الدسم هذا شائع على نحو متزايد في العالم المتقدم، حيث أنه في الولايات المتحدة، 64% من النساء في سن الإنجاب يعانون من زيادة الوزن و35% يعانون من السمنة المفرطة.
ويشير التحليل الجديد إلى أن وباء السمنة في الولايات المتحدة قد يفرض آثاراً تمتد لأجيال، وقالت سوليفان: “لا يتعلق الأمر بإلقاء اللوم على الأم، بل يتعلق بتثقيف النساء الحوامل حول المخاطر المحتملة للنظام الغذائي عالي الدهون أو الدسم أثناء فترة الحمل، وتمكينهن وأسرهن من اتخاذ الخيارات الصحية من خلال تقديم الدعم والمساعدة، كما تحتاج صياغة سياسات عامة تعزز نمط الحياة الصحية والوجبات الغذائية وانتظامها”.