يمكن أن يكون لقاح تحديد النسل للرجال دون استعمال الواقي أكثر فعالية من الطرائق الأخرى
يمكن أن يساعد اكتشاف جينات السائل المنوي الجديدة إلى تحديد النسل من خلال الرجال.
بالنسبة لهذا الموضوع وعندما يتعلق الأمر بتحديد النسل فإن لدى النساء خيارات أكثر من أي وقت مضى؛ تم استخدام موانع الحمل الأنثوية مثل حبوب منع الحمل, وأجهزة الأوعية الرحمية (IUDs) والغرسات أو الطعوم الهرمونية Hormonal Implants على نطاق واسع بين النساء لمنع الحمل.
وخلال نفس الفترة السابقة بقيت موانع الحمل أو موانع الإنجاب الذكرية على حالها ثابتةً دون تطور وتاركةً المجال للرجال لاختيار استعمال أحد الخيارين المتمثلين بالواقي الذكري أو عمليات قطع القناة الدافقة للتحكم بخصوبتهم.
توصلت دراسة حديثة في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism إلى أن لقاحات تحديد النسل يمكن أن تمثل قريباً ضمن الأفق المنظور وسيلةً لمنع الحمل غير المقصود.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور ماريو فيليب رييس فيستين ’Mario Philip Reyes Festin’ من منظمة الصحة العالمية في جنيف في سويسرا: “توصلت الدراسة إلى أنه من الممكن أن يكون هناك عقار هرموني للرجال تقلل من خطر الحمل غير المخطط له لدى النساء شريكات الرجال الذين يستخدمون هذا اللقاح”.
كانت هناك محاولاتٌ عديدة لتطوير وسائل منع الإنجاب للرجال على مر السنين؛ وقد اختبر الباحثون العديد من الطرائق بما في ذلك حبوب منع الحمل ولقاح تحديد النسل الذكوري باستخدام الهرمونات الاصطناعية لمنع تأثيرات التستوستيرون مؤقتاً حتى تتوقف الخصيتان عن إنتاج خلايا منوية سليمة؛ وبالرغم من ذلك فقد كان تنفيذ الأمر صعباً للغاية لأن الرجال ينتجون الحيوانات المنوية باستمرار؛ يضخون 1 على الأقل, إذ يُفرز الرجل 1500 نطفة في الثانية الأمر الذي يجعل من منع تلاقي الحيوانات المنوية مع البويضة أمراً يشابه التحدي؛ حيث يجب تحقيق ذلك دون خفض مستويات هرمون التستوستيرون إلى الحد الذي يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية مثل فقدان الرغبة الجنسية.
يعتقد الباحثون في معهد غوتماتشر Guttmacher أن حقنة تحديد النسل للذكور يمكن أن تكون منافساً صالحاً؛ خلال الدراسة اختبر الباحثون سلامة وفعالية محددات النسل القابلة للحقن لدى 320 رجلاً من الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 عاماً. وكان المشاركون جميعاً منخرطين في علاقات أحادية مع شركاء تتراوح أعمارهم من 18 إلى 38 عاماً على الأقل عام.
تم اختبار الرجال في بداية الدراسة للتأكد من أنهم يتمتعون بوضع صحي وسليم بالنسبة لعدد الحيوانات المنوية؛ قد يكون الوصول إلى حقنة تحديد النسل للذكور يلوح في الأفق.
وقام أخصائيو الرعاية الصحية في المجال العام بحقن الرجال باستخدام 200 ملليغرام من البروجستيرون Progestogen طويل المفعول ويدعى Norethisterone Enanthate (NET-EN) و1000 ملليغرام من الأندروجين Androgen طويل المفعول ويدعى Testosterone Undecanoate (TU) لمدة تصل إلى 26 أسبوعاً لتقليل عدد الحيوانات المنوية؛ تم إعطاء حقنتين كل ثمانية أسابيع.
قدم المشاركون عينات من السائل المنوي بعد ثمانية أسابيع وبعد 12 أسبوع من بداية الدراسة خلال مرحلة الكبح ثم بعد ذلك مرة كل أسبوعين حتى بلغوا المعايير المطلوبة للمرحلة التالية. تم توجيه الأزواج لاستخدام طرق أخرى لمنع الحمل غير الهرمونية؛ طُلب من الأزواج الاعتماد فقط على الحقن لتحديد النسل بمجرد انخفاض عدد الحيوانات المنوية للرجال إلى أقل من 1مليون / مل في اختبارين متتاليين.
خلال مرحلة الفعالية استمر الرجال في تلقي الحقن كل ثمانية أسابيع لمدة تصل إلى 56 أسبوعاً ويلي ذلك تقديم عينات السائل المنوي كل ثمانية أسابيع لضمان بقاء عدد الحيوانات المنوية منخفضاً.
تمت متابعة حالة الرجال لمعرفة مدى سرعة تعافي تعداد الحيوانات المنوية بعد التوقف عن الحقن ؛ لقد بينت النتائج أن فعالية الهرمونات كانت جيدة وأدت إلى تقليل عدد الحيوانات المنوية إلى 1مليون / مل أو أقل في غضون 24 أسبوعاً لدى 274 من المشاركين.
أثبتت هذه الطريقة فعالتها لدى حوالي 96 بالمئة من الأشخاص المستمرين بالتجربة؛ وقد حدثت أربعة حالات حمل فقط لدى النساء شريكات الرجال خلال مرحلة الفعالية ضمن الدراسة.
من ناحية ثانية وبسبب معدل التأثيرات غير المرغوبة وعلى نحو خاص الاكتئاب واضطرابات الحالة النفسية فقد توقف الباحثون عن تسجيل مشاركين جدد في التجربة.
ومن بين 1491 حالة تبليغ عن أحداث غير مرغوبة تم التأكد من أن حوالي 39 بالمئة من الأحداث غير المرغوبة لم يكن لها علاقة بحقن تحديد النسل؛ زمن ضمن الحالات المذكورة حالة وفاة واحدة عن طريق الانتحار تم تقييمها على أن لا علاقة لها باستخدام العقار قيد الدراسة.
وضمن نفس الفترة كانت الآثار الجانبية المتعلقة باستخدام هذا العقار كما يلي:
انسحب عشرون رجلاً من الدراسة بسبب الآثار الجانبية.
بالرغم من الآثار غير المرغوبة فقد أفاد أكثر من 75 في المئة من المشاركين عن استعدادهم لاستخدام طريقة تحديد النسل – منع الحمل– هذه في نهاية التجربة.
قال ريس فيستين Reyes Festin: “بالرغم من أن الحقن كانت فعالة في خفض معدل الحمل إلا أن تركيبة الهرمونات تحتاج إلى مزيد من الدراسة لكي نضع في الحسبان التوازن الجيد بين الفعالية والأمان”.
فهل يمكن أن يكون هذا أفضل من حبوب منع الحمل للرجال؟
ومؤخراً اكتشف باحثون في جامعة ولفرهامبتون مركباً جديداً قادراً على تثبيط نشاط البروتين الذي يُمكّن الحيوانات المنوية من السباحة؛ وإذا كانت الحيوانات المنوية لا تستطيع السباحة فهي غير قادرة على الوصول إلى البويضة وتخصيبها؛ ويستمر هذا لبضعة أيام فقط مما يجعل الرجال يعانون من العقم بشكل مؤقت.
من ناحية أخرى وعلى عكس حبوب منع الحمل التي تحتاج مدة أسبوع لكي تصبح فعالة فقد يحتاج هذا العقار عدة ساعات أو حتى دقائق فقط حتى تبدأ فعاليته.
وسوف يبدأ الفريق المسؤول عن الدراسة بإجراء اختبارات على الحيوانات الحية في فترة العامين أو الثلاثة أعوام القادمة؛ وفي حال ثبت نجاح هذا العقار يمكن أن يكون المنتج في الأسواق على شكل حبوب أو حتى بخاخ أنفي بحلول عام 2021.
يمكن أن يصبح للرجال قريباً قدرة أكبر بالنسبة لخيارات تحديد النسل أكثر من مجرد الكلام سواءً كانوا يفضلون استخدام حبوب منع الحمل أو الحقنة.