كثيرا ما أصبحنا نسمع ونقرأ عن مصطلح الصحة الذهنية وأنه بهدف الحفاظ على صحة ونشاط الدماغ وحمايته ضد الشيخوخة فإنه من المفترض القيام بما يسمى تدريب الذاكرة حيث أنه يلعب دورا مهما في الحفاظ على الصحة العامة إلى جانب الاهتمام باللياقة البدنية.
ولقد أصبحت العديد من الوسائل متاحة لتحقيق تلك الغاية كبرامج الوسائط المتعددة المتخصصة التي تعمل على تدريب الذهن وأيضا العديد من الكتب التي تقدم أساليب لمساعدة القراء على رفع مستوى نشاط الذاكرة. كما تم إجراء العديد من الدراسات العلمية حول تأثير التمارين العقلية وتدريبات الذاكرة والتي أكدت في قسم منها نتائج متباينة خلصت إلى أن لتلك التدريبات تأثير إيجابي على أداء الذاكرة لدى البعض بينما لم يكن لها تأثيرا ملحوظا لدى البعض الآخر.
واتضح من خلالها أيضا أنه باختيار نوع واحد من التدريبات العقلية فسيكون لذلك أثر على تحفيز قدرة عقلية واحدة في الدماغ، فمثلا التدريب المتكرر على حل ألغاز لعبة سودوكو سينمي قدرة الدماغ على سرعة حل هذه الألغاز وليس بالضرورة أن يكون لذلك تأثيرا على الوظائف المعرفية المتبقية. لذلك فإنه من المهم جدا الحرص على التنوع في التدريبات لأن التركيز على نشاط واحد سرعان ما يدرجه الدماغ في روتين الحياة اليومية ويتعود عليه وهو ما يمكن أن:
- يضائل وظائف الدماغ الأخرى
- يقلل من أداء الذاكرة
إضافة إلى أن عدد خلايا الدماغ يمكن أن ينخفض تدريجيا كجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية. ولتجنب ذلك إذا علينا البحث عن أفكار وتحديات عقلية جديدة ويمكن القيام بذلك مثلا من خلال:
- حل الألغاز بشكل متكرر
- القراءة
- تعلم لغات جديدة والذي يعد من أفضل النشاطات التي تحفز قدرات الدماغ وأصبح ذلك متوفرا في العديد من المراكز التي تقدم دورات متعددة لتعلم اللغات.
- من المهم أيضا عدم المداومة في التركيز على نشاط عقلي معين إنما محاولة الدمج بين أنشطة متعددة والتنوع في التدريبات مما يحفز الدماغ ويمنع التعود.
- كذلك أيضا الاهتمام بالنشاطات البدنية إلى جانب النشاط الذهني.
وفي هذا السياق أيضا فقد أوصت الصحفية (wiebke Raue ) الحاصلة على دبلوم في علم النفس والتربية, ماجستير في الآداب والإعلام التعليمي/ صحفية متخصصة في المجال العلمي) الاستغناء عن قائمة التسوق عند الذهاب إلى السوق والاعتماد على تذكر ما تحتاجه كوسيلة لتحفيز الدماغ وأداء الذاكرة من خلال القيام بنشاطات معينة وربطها مع الحاجة لشرائها وذلك عند حث الدماغ على مراجعة النشاطات التي قمت بها أي أنك عندما تذهب إلى السوبر ماركت تذكر ما قمت به في المنزل كأن تكون قد شاهدت إعلانا عن نوع المنظفات أثناء متابعة برنامجك المفضل فتتذكر شراءه إن كنت بحاجة له. إنها وسيلة فعالة ومجربة لتحفيز الذاكرة.
الذكاء السائل والمتبلور:(Fluide and Kristalline Intelligens)
يعتبر ما يسمى بالذكاء السائل (Fluide Intelligens) عاملا مهما جدا في عملية التعلم واكتساب المعرفة حيث أنه يمكن من خلاله قياس مدى القدرة على التكيف بنجاح مع ما يستجد في الحياة من مواقف وحل المشكلات بكفاءة بينما يشير ما يسمى بالذكاء المتبلور (Kristalline Intelligenze) إلى القدرة على استخدام الخبرات والقدرات المعرفية السابقة.
ولفترة طويلة كان الافتراض السائد أن الذكاء السائل أمر فطري إلا أنه وفقا للدراسات الحديثة تم إثبات العكس وأنه يمكن تحسين الذكاء السائل وبالتالي الأداء المدروس من خلال التدريب وكلما زاد التدريب كلما تحقق المزيد من التحسن.
نشرهذا المقال من قبل الدكتورة (rer. nat.Geraldine Nagel) الحاصلة على دبلوم في علم الأحياء / صحفية متخصصة في المجال العلمي (17.02.2014)