لماذا يتم إجراء اختبار تحديد مستوى البرولاكتين؟

لماذا يتم إجراء اختبار تحديد مستوى البرولاكتينProlactin ؟

يمكن أن يؤثر مقدار هرمون البرولاكتين Prolactin الموجود في دم الإنسان على الخصوبة لديه؛ ويمكن أن يقترح الطبيب بعض العلاجات الممكنة بعد إجراء اختبار تحديد مستوى البرولاكتين الذي يقوم بقياس الكمية الموجودة في عينة من الدم.

يعتبر البرولاكتين الهرمون الذي يعطي الجسم التعليمات لإنتاج الحليب في الثدي عندما تكون المرأة حاملاً أو مرضعةً؛ ويتم إنتاج هرمون البرولاكتين في الغدة النخامية.

يتواجد فقط مستويات منخفضة من البرولاكتين في الجسم بالنسبة للأشخاص غير الحوامل أو المرضعات؛ ويقيس الأطباء مستويات الهرمون في نانوغرام لكل مليلتر (نانوغرام / مل).

إن المستويات الطبيعية من البرولاكتين هي كالتالي:

  • لدى الإناث: أقل من 25 نانوغرام / مليلتر
  • الذكور: أقل من 17 نانوغرام / مليلتر.

يعتبر اختبار تحديد مستوى البرولاكتين اختباراً بسيطاً وهو يقيس كمية هذا الهرمون في الدم؛ يمكننا من معرفة ما إذا كانت المستويات منخفضة جداً أو مرتفعة جداً.

متى يجب القيام بقياس مستويات البرولاكتين؟

يمكن أن يتم قياس مستويات البرولاكتين عند إجراء تحليل للدم؛ حيث يقوم الأطباء بقياس مستويات البرولاكتين للحصول على المزيد من المعلومات حول صحة المريض كما يمكن  في نفس الوقت فحص مستويات الهرمونات الأخرى, إذ يمكن أن تساعد هذه المعلومات في تحديد سبب بعض الحالات الطبية المقلقة.

يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء اختبار لتحديد مستوى البرولاكتين إذا كان الشخص يعاني من إحدى الحالات التالية:

  • إنتاج الحليب في الثدي بدون أن تكون المرأة حامل أو مرضعة.
  • عند وجود أعراض نمو على الغدة النخامية تدعى الورم البرولاكتيني Prolactinoma.
  • عند وجود اضطرابات أخرى في الغدة النخامية.
  • المعاناة من العقم أو عدم انتظام في الدورة الشهرية.
  • وجود مشكلة طبية يمكن أن تؤثر على مقدار إنتاج الدوبامين في الجسم.

ما هو هذا الاختبار؟

سيقوم الفني المختص بأخذ عينة دم صغيرة من الوريد من ذراع الشخص المريض وسيتم بعد ذلك إرسال العينة للتحليل.

تتغير المستويات الطبيعية للبرولاكتين في الجسم خلال فترات اليوم؛ ترتفع المستويات تدريجياً في الليل وتصل إلى أعلى مستوياتها في الصباح.

يطلب الأطباء عادةً أخذ عينة الدم بعد 3 إلى 4 ساعات من استيقاظ الشخص.

ماذا تعني هذه النتائج؟

يمكن أن يؤدي اضطراب عمل الغدة النخامية إلى ارتفاع مستويات البرولاكتين؛ وعادةً لا يوجد ضرورة  من أجل علاج المستويات المنخفضة من البرولاكتين.

يعتبر تناول الأدوية من الأسباب الشائعة والتي تؤدي إلى انخفاض مستويات البرولاكتين؛ بعض الأمثلة تشمل الدوبامين Dopamine  وليفودوبا Levodopa.

كما يمكن أن يكون انخفاض مستويات البرولاكتين علامة على اضطراب الغدة النخامية في بعض الحالات مثل حالة قصور الغدة النخامية Hypopituitarism على سبيل المثال؛ وهي حالة نادرة يمكن أن تؤخر النمو والبلوغ عند الأطفال وتسبب شيخوخة مبكرة عند البالغين.

تعتبر مستويات البرولاكتين التي تتراوح بين 30 نانوغرام / مل و 200 نانوغرام / مل مرتفعةً نوعاً ما؛ ويمكن أن يكون لهذا المستوى من البرولاكتين في الدم العديد من الأسباب.

تشمل الحالات المتعلقة بارتفاع مستويات البرولاكتين ما يلي:

في حال بينت نتائج الاختبار وجود مستويات عالية من البرولاكتين فقد يقتضي ذلك ضرورة إجراء المزيد من الاختبارات؛ وإذا اشتبه الطبيب في أن الورم البرولاكتيني يتسبب في وجود مستويات عالية من البرولاكتين  فقد ينصح بإجراء تصوير مقطعي بالأشعة السينية أو تصوير بالرنين المغناطيسي.

يمكن لهذا الفحص أن يعطي صورة واضحة للغدة النخامية ويظهر ما إذا كان هناك نمو وكم يبلغ حجم هذا النمو؛ وبناءً على ما سبق يمكن للأطباء تحديد الإجراءات والعلاجات الأنسب.

عادةً ما يبقى الورم البرولاكتيني صغيراً عند الإناث؛ غالباً لا يسبب مشاكل صحية أخرى بالرغم من تأثيره على مستويات الهرمونات.

يمكن أن يكون الورم البرولاكتيني كبيراً لدى الرجال، وقد يضغط النمو على الأعصاب بين الدماغ والعين؛ هذا يمكن أن يسبب مشاكل في الرؤية بالإضافة إلى الصداع.

كيف تؤثر مستويات البرولاكتين على الخصوبة؟

  • بالنسبة للنساء؛ يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من البرولاكتين في الدم إلى منع إنتاج المبايض لهرمون الاستروجين؛ وتبين أن المستويات المنخفضة من الاستروجين تتسبب في حدوث عدم انتظام في الدورة الشهرية أو يمكن أن توقفها بشكل كامل وتؤدي إلى تقليل الرغبة الجنسية كما قد تتسبب في جفاف المهبل؛ ويمكن أن تعاني المرأة من صعوبة أكبر في الحمل.
  • بالنسبة للرجال؛ يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات البرولاكتين إلى ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية؛ يعود هذا التأثير عند الرجال لأن البرولاكتين يمكن أن يمنع الخصيتين من إنتاج هرمون التستوستيرون؛ يمكن لذلك أن يسبب العقم في بعض الحالات ولكن هذا أمر نادر الحدوث.

علاج مستويات البرولاكتين المرتفعة

يعتبر اللجوء إلى الأدوية العلاج القياسي لارتفاع مستويات البرولاكتين؛ وبشكل عام تعدُ مستويات البرولاكتين المرتفعة أمراً طبيعياً خلال فترة الحمل وخلال فترة الرضاعة الطبيعية.
يمكن أن تؤدي بعض الحالات الطبية إلى رفع مستويات البرولاكتين ومن ضمن ذلك:

  • النوبات المرضية
  • سرطان الرئة
  • الإجهاد الناجم عن المرض
  • رضوح في جدار الصدر.

يمكن أن تسبب بعض الأدوية ارتفاع مستويات البرولاكتين إلى درجة كبيرة:

  • من ضمن ذلك الأدوية الأفيونية المهدئة.
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • بعض الأدوية التي تحتوي على هرمون الاستروجين مثل حبوب منع الحمل.
  • الأدوية المستخدمة لعلاج فرط ضغط الدم.
  • بعض الأدوية المستخدمة لعلاج حمض الجزر أو الحموضة المعوية .

يمكن أن يؤدي تعاطي الماريجوانا أيضا إلى ارتفاع مستويات البرولاكتين في الدم.

يسأل الطبيب في العادة عن التاريخ الطبي للمريض وعن الأدوية التي يتناولها الشخص قبل أن يتم إجراء اختبار مستوى البرولاكتين؛ وعادةً يتم علاج حالات المستويات المرتفعة من البرولاكتين باستعمال الأدوية مثل البارلوديل Parlodel  أو دوستينيكسDostinex .

يمكن أن يقلل الدواء عادة من حجم الورم في حال كان المريض يعاني من وجود ورم برولاكتيني.

ويمكن أن تتسبب الأدوية المستخدمة لعلاج مستويات عالية في حدوث بعض آثار جانبية مثل الغثيان ومشاكل في المعدة؛ ولهذا السبب يقوم الأطباء بزيادة كمية الدواء الذي يصفونه للمريض بشكل تدريجي. كما يمكن استخدام الجراحة من أجل علاج الأورام الصغيرة؛ وتكون الأورام عادة أصغر لدى الإناث منها لدى الذكور وغالباً ما تكون إزالتها أسهل.

يمكن أن يوصي الطبيب باللجوء إلى الجراحة أحياناً في حال لم يعط الدواء الفعالية المطلوبة.

التأمين والنفقات

لا تُصنف اختبارات الهرمونات ضمن الخدمات الصحية الأساسية لذلك لا يوجد أي بند قانوني ضمن خطة التأمين لتغطية تكاليفها؛ ولكن تختلف شركات التأمين في تغطيتها للنفقات وسيغطي الكثير منها اختبار مستوى البرولاكتين.

وتختلف تكلفة اختبار البرولاكتين بشكل كبير ويعتمد هذا الأمر على من يقوم بإجراء الاختبار؛ إذ يمكن أن تتراوح التكلفة من 20 دولاراً إلى 32 دولاراً في حال وجود التأمين الصحي وقد تصل تكلفته إلى 140 دولاراً بدون وجود التأمين الصحي.

الخاتمة

يمكن أن تشير مستويات البرولاكتين المرتفعة إلى وجود مشكلة صحية أساسية؛ في حين تكون المستويات المرتفعة من البرولاكتين أمراً طبيعياً لدى النساء الحوامل أو اللواتي في مرحلة الإرضاع.

يعتبر اختبار قياس مستويات البرولاكتين اختباراً بسيطاً ويمكن أن يساعد الأطباء على وصف الدواء الصحيح من أجل خفض مستويات البرولاكتين أو تقديم العلاج المناسب للحالة المرضية  التي قد تكون السبب في المستويات المرتفعة من البرولاكتين .

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top