مهما حاولت القيام بالصواب إزاء زواجك إلا أنّه لا يمكنك تلافي وجود أخطاءٍ تؤثّر عليه. في الحقيقة، إن كنت رجلاً عاديّاً فإنّك ستكون عرضةً لارتكاب الكثير من الأخطاء دوماً.
لم تصدقنا أليس كذلك؟ حسناً سل زوجتك. ربما قد تكون هناك بعض العادات البسيطة التي لا تلاحظ حتى أنّك تقوم بها, وبتغييرك لهذه العادات ستلاحظ تغييراً ملحوظاً على زوجتك، والذي سينعكس مردوده عليك إيجابيّاً.
علاوةً على ذلك، فإنّ ملاحظة هذه الأخطاء والعمل على تلافيها وتصحيحها سيعزز من صحّتك وصحّة زوجتك.
حيث قد تؤدّي المشاعر السلبية المتراكمة بمرور الزمن دونما حلٍّ إلى تشكّل مشاكل جسديّةٍ ونفسيّةٍ. تقول الطبيبة والأستاذة في علم النّفس غلوريا فانديرهورست Gloria Vanderhorst: “تحدث الشّدة في العلاقة عند كلا الشريكين لأسباب عدّة، وعندما تصل الأمور للاستشارة النفسية، يكون القلق والاكتئاب قد وصل أقصاه، عند أحدهما أو كليهما.”
وفي هذا المقال سنستعرض بعض الأخطاء الشّائعة التي يرتكبها الرجال، وتحديدها واستراتيجيات تصليحها.
- الافتقار للتّعاطف
يعرّف الأستاذ في علم النّفس الدّكتور ألبرت ماسلو Albert Maslow التعاطف على أنّه القدرة على استقراء ومشاركة الغير مشاعرهم، وهو الأساس الذي تبنى عليه العلاقات الإنسانيّة. ومن المعروف أنّ النّساء أكثر قدرةً على فهم مشاعر الآخرين، وذلك لسببٍ بسيطٍ هو أن النّساء يرغبن بمن يفهم مشاعرهنّ ويقدرها، بينما يقع على عاتق الرجال اكتشافها.
ويرتكب الرجال الخطأ المعتاد بأنهم يحاولون إصلاح المشكلة، بينما تكون المرأة تبحث عن أذنٍ صاغيةٍ فحسب.
فعلى سبيل المثال عندما تشتكي زوجتك من الإهمال، استمع لها فقط ولا تتعب نفسك في الخوض في الحقائق.
- التّبذير
إياك أيها الرجل أن تقدم على مغامرة شرائيّة (كشراء سيّارةٍ مثلاً) دون العودة لزوجتك أولاً ومناقشتها في الأمر. حيث قد يشبه الأمر في نظرها فعل الخيانة، ولكن للأسف هذه خصلةٌ متأصّلةٌ في الرّجال.
ويعود السّبب في ذلك إلى أنّ الرّجل يعتبر نفسه في الوعي أو اللاوعي قوّاماً على المرأة، وأنه صاحب الكلمة الفصل، ناسياً أنّ أساس العلاقة النّاجحة تكون بتشارك القيادة.
- الأنانية في الجنس أو جهل حاجات الشّريك
قد ينسى بعض الرّجال أو حتى يجهلون أنّ وصول المرأة للإثارة الجنسيّة يتطلّب جهداً أكبر من الرّجال.
فالمرأة تحتاج إظهار العاطفة لها لتشعر بالحب والاهتمام، والتي هي من المقوّمات الأساسيّة لإحساسها بالإثارة. وعادةً ما يتوّصل المخضرمين بالزّواج إلى هذه الحقيقة، بينما يغفلها الشّبان.
تؤكّد الدّكتورة فانديرهورست أنّ إثارة المرأة تبدأ قبل خفت الأنوار بكثير. حيث يعتبر الرّجال الجماع كنوعٍ من التّقارب والتّرابط، بينما تحتاجهما المرأة قبل الشّروع في الجماع.
- سوء الفهم
لا يعني الإصغاء أن تومئ برأسك عندما تشتكي زوجتك، وتبحث في مخّك عن حلولٍ للمشكلة. فقد يعمد الرّجال لتحليل المسائل وإيجاد حلولٍ لها، مما يفقد المرأة صوابها.
كلّ ما ترغب به المرأة في هذه الحالة هي أذنٌ صاغيةٌ وإفراغ مكنونات صدرها، وأن تشاركها الحديث. ولذلك لا تحاول لعب دور البطل لإنقاذها من تعاستها، كلّ ما عليك فعله هو أن تبيّن لها أنك تهتم لما تختبره على الصّعيد العاطفي.
وذلك لا يعتبر تجاهلاً أبداً، بل إنّ الاستماع بغية تحقيق التّرابط عمليةٌ فعّالةٌ.
- إخفاء المشاعر
طالما أنّك فهمت أهميّة الاستماع لزوجتك وهي تشكي لك، فعليك القيام بالمثل والتّحدّث عن مشاعرك أيضاً.
يعتقد الكثير من الرّجال أنّ عليهم إخفاء مشاعرهم حتى لا يظهروا بموضع ضعف، وهذا خطأٌ فادحٌ يرتكبه كثرٌ منهم.
فقد يولّد إخفاؤك لمشاعرك إحباطاً عند زوجتك، وذلك لأنّ المرأة تشعر عندها بفقدان الرّابط القوي الذي تنشده مع زوجها. ويشعرها انزواؤه بمشاكله بعيداً عنها بما يماثل شعور الهجر.
يقرّ الدّكتور ماسلو بصعوبة بوح الرّجال لمشاعرهم، لكنّه من جهةٍ أخرى يُظهر القوّة. فالرّجال في تنشئتهم يتعلّمون ألا يسمحوا لأحد باستشعار خوفهم. لكنّ البوح يحتاج مخاطرةً، وذلك يتطلّب الشّجاعة.
- إثبات من صاحب السّلطة
أن تكون رجلاً لا يعني أنّك المسؤول، لكنّ الكثيرين لا يعون ذلك. وذلك لأنّهم يسعون الوصول لمآربهم من خلال فرض السّيطرة. أما الأمر حقيقةً لا يتعلّق بإصدار الأوامر أو السّيطرة على المرأة لأنه يسبّب نفورها.
وتتابع الدكتورة فانديرهوست قولها بأن كرسي السلطة الذي يحتكره الرجال هو أمرٌ أساسيٌّ لسير العلاقة، لكن بشرط أن تكون علاقةً يكتنفها التّشارك والدّعم والاهتمام. حيث أنّنا نسعى لنكون الأفضل عندما يتعلّق الأمر بعلاقاتنا مع الآخرين وليس كذاتٍ مستقلّةٍ.