إن كنت قلقاً من تضرُّر صحتك جرَّاء الصِّيام في رمضان، ندعوك لقراءة هذا المقال لتتعرَّف على أسباب أهمية الصِّيام لشهرٍ كامل، وفوائده الصحية المدهشة.
مازال الملايين حول العالم يلمسون الفوائد الرُّوحية لرمضان منذُ أكثر من ألف سنة، لكن بعض الناس يخشون الأثر السَّلبي للصِّيام الطَّويل على صحتهم. إذا كنت من الذين تراودهم نفس المخاوف، ننصحك بالاطلاع على هذه الفوائد الصحية السَّبعة التي ستتنعَّم بها خلال وبعد رمضان.
التَّمر
إنَّ عادة كسر الصِّيام بثلاث حباتٍ من التَّمر لها أسباب روحيَّة معروفة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنَّ لهذه العادة العديد من الفوائد الصحية الإضافية. أحد أهمِّ جوانب الصِّيام هو الحصول على كميةٍ كافيةٍ من الطَّاقة، والتَّمر هو أحد المصادر الغذائية الأمثل للطَّاقة، وذلك لأن الحصَّة المتوسطة منه تحتوي على 31 غرام (ما يزيد قليلاً عن الأُوقيَّة) من الكربوهيدرات.
كما يُعتبر التَّمر مصدراً عظيماً للحصول على مقدار من الألياف التي لا يمكن الاستغناء عنها، فهي تُساهم في دعم وتحسين عملية الهضم خلال رمضان، وإذ أضفنا إلى ذلك احتواء التَّمر على مستوياتٍ عاليةٍ من البوتاسيوم والمغنيزيوم وفيتامينات B، فسرعان ما سيتَّضح أنَّ التَّمر هو أحد أكثر الثمرات إفادة للصحة.
تنشيط الدِّماغ
لا شكَّ أنك تُدرك ما للصِّيام من تأثيراتٍ إيجابيةٍ على صحتك العقلية والرُّوحية، لكن تأثيره المُنشِّط للدِّماغ أهمُّ مما تعتقد. ففي دراسةٍ أُجريت من قبل علماءٍ في الولايات المتحدة الأميركية، وُجِد أن التركيز الذهني المُنجز خلال رمضان، كان من شأنه أن يرفع من معدل عامل التغذية العصبية المُستمد من الدماغ، الذي يُحفِّز الجسم على إنتاج المزيد من خلايا الدِّماغ، ممَّا يُحسِّن بدوره الأداء الوظيفي للدِّماغ.
وعلى نحوٍ مُماثل، نلاحظ انخفاضاً ملحوظاً في كمية هرمون الكورتيزول، الذي تفرزه الغدَّة الكظرية، مما يعني أنَّ مستويات الإرهاق النفسي تنخفض بشكلٍ كبيرٍ خلال وبعد رمضان.
التَّخلي عن العادات السَّيئة
بما أنك ستكون صائماً طيلة النهار، فإنَّ رمضان يُعتبر الوقت المثالي للتَّخلي نهائياً عن العادات السَّيئة، فمثلاً ستضطرُّ إلى الامتناع عن التَّدخين والأطعمة السُّكرية خلال رمضان، ومع امتناعك عنها سيتأقلم الجسم تدريجياً على غيابها إلى أن تتخلص من الإدمان عليها.
كما أنَّه من الأسهل أن تُقلع عن العادات السَّيئة إذا حاولت فعل ذلك بمشاركة مجموعة من الناس، الأمر الذي يسهُل تحقيقه خلال رمضان. إنَّ للصِّيام قدرة كبيرة جداً على مساعدة الناس على التخلُّص من العادات السَّيئة، لدرجة أنَّ الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة تنصح به كوقتٍ مثاليٍّ للإقلاع عن التَّدخين.
تخفيض الكوليسترول
كُلنا نعرف أنَّ خسارة الوزن هي أحد النتائج البدنية المُحتملة للصِّيام خلال رمضان، ولكن هنالك مجموعة كاملة من التَّغيُّرات الصحية الأخرى التي تطرأ على الجسم. فقد وجد فريقٌ من أطباء القلب في الإمارات العربية المتحدة، أنَّ الذين يصومون في رمضان يتنعمون بتأثيره الإيجابي على مستوى الدُّهون لديهم، مما يدلُّ على حدوث انخفاضٍ في مستوى الكوليسترول بالدَّم.
يُحسِّن انخفاض الكوليسترول صحة القلب والأوعية الدموية، مما يُخفِّض بشكلٍ كبير خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، والسَّكتات الدماغية، وعلاوةً على ذلك، فإنَّك في حال اتبعت نظاماً غذائياً صحياً بعد رمضان، فإنَّك ستُحافظ بسهولةٍ على ثبات مستوى الكوليسترول الذي استطعت تخفيضه خلال رمضان.
التَّقليل الدَّائم للشَّهية
أحد أكبر مشاكل الحميات القاسية المُبتدعة، هي أنَّ أيَّ وزنٍ يُخسر عن طريقها غالباً ما يُستعاد، وأحياناً مع بعض الوزن الإضافي. لكن هذا لا ينطبق على رمضان، فتقليل كمية الطعام المُستهلك خلال الصِّيام يجعل المعدة تتقلَّص تدريجياً، مما يعني أنَّ الجسم سيحتاج لكمية أقل من الطَّعام لكي يشعر بالشَّبع.
إذا كنت تريد التعوُّد على الالتزام بالعادات الغذائية الصحية، فإنَّ رمضان هو وقتٌ مناسبٌ جداً للبدء بذلك. فعند انتهاء الشَّهر ستقلُّ شهيتك عما كانت عليه في السَّابق، وسيُصبح من المُستبعد أن تميل إلى الإفراط بالطَّعام.
إزالة السُّميَّة
فضلاً عن كونه وقتاً عظيماً لتطهير الرُّوح، يلعب رمضان دوراً رائعاً في تنقية الجسم من السُّموم، فعند امتناعك عن الطَّعام والشَّراب خلال اليوم، ستتيح لجسمك فرصةً نادرةً لإزالة السموم من الجهاز الهضمي خلال الشَّهر.
عندما يبدأ الجسم بالتَّغذي على مخزون الدِّهن من أجل توليد الطَّاقة، فإنَّه بذلك سيحرق أيضاً جميع السُّموم الضَّارة التي من الممكن أن تكون موجودة في تلك المخزونات الدهنية. عملية التَّطهير هذه ستترك الجسم بحالةٍ صحيةٍ نقيةٍ من السُّموم، والتي يمكنك استغلالها كنقطة انطلاقٍ مثاليةٍ للبدء بالتعوُّد على نمط حياة صحيٍّ وثابت.
امتصاص المزيد من العناصر الغذائية
من خلال الامتناع عن الطَّعام خلال رمضان، ستُلاحظ أنَّ عملية الاستقلاب لديك أصبحت أكثر فعالية، مما يعني تحسُّن قدرة الجسم على امتصاص كمياتٍ أكبر من العناصر الغذائية. ويعود سبب ذلك إلى زيادة إفراز هرمون الأديبونيكتين، الذي يُفرز عند اجتماع حالتين وهما: الصِّيام، وتناول الطَّعام في وقتٍ متأخرٍ من اليوم. وذلك سيتيح أيضاً تحسُّن قدرة العضلات على امتصاص قدرٍ أكبر من المواد الغذائية.
سيُؤدِّي ذلك إلى انتفاع كامل الجسم، لأنَّ المناطق المختلفة منه ستتحسَّن قدرتها على امتصاص واستخدام المُغذيات الضَّرورية لوظائفها الحيويَّة.