على الرغم من أن اسمها يدل على أنها مشكلة تجميلية ، إلا أن متلازمة الظفر الأصفر هي في الواقع اضطراب معقد محتمل يؤثر على أجهزة الجسم المتعددة، وعادة ما يظهر عند الأشخاص فوق سن الخمسين.
تعتبر متلازمة الظفر الأصفر نادرة جداً، حيث تم توثيق أقل من 400 حالة في الأدبيات الطبية، كما أن التقديرات تشير إلى حدوثه في أقل من واحد من كل مليون شخص، وقد لوحظت هذه الحالة في جميع أنحاء العالم في كل من الرجال والنساء، ورغم أنها غير عادية، فإنها يمكن أن تؤثر على الأطفال وحديثي الولادة.
الأعراض:
إن متلازمة الظفر الأصفر هي حالة معقدة تسبب اصفرار الأظافر، وعادة ما يتم تشخيص متلازمة الظفر الأصفر بعد إجراء تقييم شامل لأعراض الشخص حيث تشمل العلامات المنبثقة لهذه الحالة النادرة ما يلي :
- تغيرات الأظافر: عندما تتحول أظافر الأصابع للون الأصفر وتصبح سميكة ولها منحنى قوي للغاية، وغالباً ما تتوقف الأظافر عن النمو تماماً وقد تنفصل عن مكانها وتسقط.
- الانصباب الجنبي: هو زيادة في تراكم السائل الموجود بالتجويف البِلّوري المحيط بالرئتين، وتسبب تلك الكميات الزائدة ضيقاً في التنفس لأنها تحد من توسُع الرئتين أثناء الشهيق، ويترافق مع ألم في الصدر وسعال.
- التهابات الجهاز التنفسي المزمنة: يمكن أن تشمل هذه الحالات التهابات الجيوب الأنفية أو السعال أو التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي.
- الوذمة اللمفية في الذراعين والساقين: يعرف بأنه تراكم وتجمُع غير طبيعي للسائل اللمفاوي الغني بالبروتين – الذي عادة ما يتحرك في جميع أنحاء الجسم للمساعدة في مكافحة العدوى- في النسيج الخلالي للأطراف بسبب انسداد أو تمزق في الأوعية الليمفاوية؛ مما يؤدي إلى عدم القدرة على تصريفه وتورم الأنسجة الرخوة وبالتالي حدوث تورم وثقل وضيق ومشاكل في تحريك الطرف المصاب، وفي حالة متلازمة الأظافر الصفراء، تؤثر الوذمة اللمفية عادة على أحد أو كلا الساقين.
يتم إجراء تشخيص لمتلازمة الأظافر الصفراء عادةً إذا كان لدى الشخص أعراض مسمار غير واضحة مصحوبة بوذمة لمفية ومشكلة في الجهاز التنفسي.
الأسباب وعوامل الخطر:
إن سبب متلازمة الظفر الأصفر غير معروف، ويعتبر الخبراء إن الحالة ما زالت غير مفهومة جيداً، وفي بعض الحالات، قد تحدث متلازمة الظفر الأصفر لدى شخصين أو أكثر في نفس العائلة مما يمكن أن يشير إلى وجود صلة وراثية محتملة، على الرغم من أنه لم يثبت ذلك.
يعد الأشخاص الذين يعانون من أشكال معينة من السرطان، وظروف الجهاز المناعي، وأمراض الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل الروماتويدي قد يكونون أكثرعرضة لمتلازمة الأظافر الصفراء، وقد تلعب بعض الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي دوراً في متلازمة الظفر الأصفر، ولكن ذلك لم يثبت بعد.
تشير دراسة حول متلازمة الأظافر الصفراء نشرت في مجلة Orphanet Journal of Rare Diseases الدورية إلى أن الضعف أو التسرب اللمفاوي من بين أكثر الأسباب المحتملة لمتلازمة الظفر الأصفر، نتيجة وجود خلل في الجهاز اللمفاوي، الذي ينقل السائل الليمفاوي ويزيل السموم والنفايات من الجسم، وسبب هذا الضعف اللمفاوي ليست واضحة بعد.
يعتقد بعض الخبراء أن أحد عوامل الخطر الأكثر غرابة هو ابتلاع معجون الأسنان ولكنها ليست مثبتة علمياً بعد، كما أن التعرض التيتانيوم هو سبب آخر محتمل لمتلازمة الظفر الأصفر، حيث يمكن العثور على التيتانيوم في العديد من العناصر اليومية، بما في ذلك المستحضرات الواقية من الشمس ومستحضرات التجميل والأدوية والأطعمة وحشوات الأسنان والمفاصل الصناعية .
لقد تم توثيق حالة واحدة من متلازمة الظفر الأصفر في تقارير حالة الجهاز التنفسي شملت امرأة تبلغ من العمر 56 عاماً أصيبت بالتهاب مزمن في الجيوب الأنفية وسعال وأظافر صفراء، وقد ظهرت الأعراض بعد عام من إجراء عملية لزراعة حشوات لأسنانها، والتي غالباً ما تحتوي على التيتانيوم، حيث أظهر الاختبار أن أظافرها تحتوي على مستويات مرتفعة من التيتانيوم، زعندما تمت إزالة الحشوات المزروعة حلت مشاكل الجيوب الأنفية والسعال، ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من البحوث.
تبحث دراسة أخرى في اضطرابات الزوائد الجلدية والعلاقة المحتملة بين التعرض للتيتانيوم ومتلازمة الأظافر الصفراء، ووجد الباحثون مستويات عالية من التيتانيوم في عينات الأظافر من 30 شخصاً أصيبوا بالاضطراب، بينما لم يتم العثور على التيتانيوم في أظافر المشاركين الأصحاء.
وجدت دراسة في مجلة طب الأطفال أن طفلة تبلغ من العمر 9 أعوام اعتادت على ابتلاع معجون أسنان ظهرت عليها أعراض متلازمة الظفر الأصفر ومستويات عالية من التيتانيوم في أظافرها، لأن معجون الأسنان يحتوي على ثاني أكسيد التيتانيوم، ويتم حل أعراض متلازمة الأظافر الصفراء عند مراقبة الطفل وتجنب ابتلاعهم لمعجون الأسنان أثناء تنظيف أسنانهم.
يتعرض الكثير من الأشخاص للتيتانيوم ولا تتطور لديهم متلازمة الأظافر الصفراء، لذلك قد لا يكون هذا العامل وحده مسؤولاً تماماً عن الحالة، ولكن يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الظفر الأصفر مناقشة تعرضهم للتيتانيوم مع الطبيب.
العلاج:
تستخدم مجموعة متنوعة من العلاجات لمتلازمة الظفر الأصفر، ولكن عندما يتم تشخيص حالة مرضية مترافقة معها فإن العمل على حل المشكلة قد يساعد ويساهم في إزالة أعراض متلازمة الظفر الأصفر، علماً بأن العلاجات تختلف اعتماداً على التاريخ الطبي لكل شخص والأعراض الفردية، وفيما يلي بعض خيارات العلاج:
- فيتامين E مع عقار مضاد للفطريات ، مثل الفلوكونازول: وفقاً لدراسة نشرت في مجلة Orphanet Journal يبدو أن علاج بفيتامين E هو الأكثر فعالية في حل الأعراض المرتبطة بالأظافر.
- المضادات الحيوية من أجل التهابات الجهاز التنفسي: قد يستفيد الأشخاص الذين لديهم التهاب الشعب الهوائية المزمن أو التهابات الجيوب الأنفية أو السعال من المضادات الحيوية.
- جراحة الانصباب الجنبي: قد يشمل ذلك تصريف السوائل الزائدة لتخفيف الأعراض.
- ضمادات خاصة وملابس ضغط مرنة: هذه الأشياء يمكن أن تكون مفيدة في تخفيف الوذمة اللمفية في الساقين، وقد تكون التمارين الرياضية والتدليك مفيداً أيضاً.
الخلاصة:
في بعض الأحيان ، تختفي متلازمة الأظافر الصفراء دون علاج، وتتطلب أحياناً أخرى علاجات لإدارة الأعراض أو حلها، وإن من المؤكد أن متلازمة الظفر الصفراء لا تهدد الحياة، على الرغم من أن أعراضها يمكن أن تكون مزعجة ومؤلمة، ففي بعض الحالات، قد تؤدي إزالة حشوات الأسنان المصنوعة من التيتانيوم إلى حل أعراضها، على الرغم من أن هذه الطريقة لم تثبت فعاليتها في جميع الحالات، لذلك من الأفضل التحدث إلى أخصائيي طب الأسنان لتحديد فيما إذا كانت عمليات الزرع قد تسبب خطرمتلازمة الظفر الأصفر وفيما إذا كان يمكن القيام بعمل بديل للأسنان، كما يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الظفر الأصفر إدارة أو القضاء على معظم الأعراض باستخدام العلاج المناسب.