مسببات الإعياء، أعراضها وعلاجها

من منّا لم يشعر بالإعياء؟ فهي حالةٌ قد تصيبنا معظم الأوقات. ويترافق بالشّعور بالغثيان أو الرّشح أو الإنهاك. قد يكون استمرار الإعياء لبضعة أيّام أو أسابيع أو أشهر نتيجة عدم نيل القسط الكافي من النّوم أو الشّدة أو القلق أو سوء التّغذية. لكنّه قد يكون في حالات أخرى ناتجاً عن مشكلةٍ صحيّةٍ.

وقد صرّحت مراكز السّيطرة على الأمراض والوقاية في عام 2012 أنّ 50% من الراشدين في أمريكا لديهم مرضٌ مزمنٌ أو طويل الأمد.

وقد يصيب الغثيان الصّباحي الجميع وليس فقط الحوامل، ويحدث في كافّة الأوقات وقد يشعر الشّخص بالإعياء دون أن يتقيّأ.

سنستعرض في هذه المقالة أسباب الإعياء وأعراضه وعلاجه. وهذه بعض الأسباب الشّائعة التي تشعرنا بالإعياء مع أعراضها وكيفيّة علاج كلٍّ منها:

القلق

يستبعد الكثيرون العلاقة بين القلق والإعياء، رغم أنّه هو أكبر أسبابه. فقد يشعر المصاب بالقلق بحالةٍ من الغثيان، أو غالباً ما يصاب بالإعياء نظراً لأنّ القلق يضعف من استجابة الجهاز المناعي.

ومن أعراض القلق:

  • التّعرّق.
  • ضيق النّفس.
  • الشّعور بالدّوار.
  • تسارع نبضات القلب.
  • الارتجاف.
  • تحاشي مواقف معيّنةٍ.

يعتبر الشّعور بالقلق أمراً طبيعيّاً، لكنّه قد يقف عائقاً في حياة الشّخص في حال استمر، ولذلك من المفضّل استشارة الطّبيب في هذه الحالة.

أما في حال استمرّ القلق في معظم الأيّام ولأكثر من ستّة أشهر قد يتمّ تشخيصه باضطراب القلق المعمّم generalized anxiety disorder. وكما قد يصاب الشّخص بنوعٍ محدّدٍ من القلق كالفوبيا إن حدث القلق في حالات معيّنةٍ مثل التّواصل الاجتماعي أو الأماكن غير النّظيفة.

العلاج

يمكن علاج القلق أو حالاته، ومن ضمن هذه العلاجات:

  • علاج أسبابه كنمط الحياة والعلاقات والمخدّرات والكحول.
  • العلاج النّفسي ومن ضمنها العلاج المعرفي السّلوكي أو العلاج الشّخصي.
  • استشارة الطّبيب والمعالجة الدّوائيّة مثل حاصرات البيتا beta-blockers.

الكرب (التوتر) المزمن

غالباً ما يكون الكرب أمراً طبيعيّاً، يؤثّر استمراره على العقل والجسد. وكما قد يؤثّر الكرب الحاد الحاصل نتيجة الحزن أو الصدمة أو الرّضح تأثيرٌ جسديٌّ على الشّخص.

ويعاني المصابون بالكرب الشّديد من أعراض مختلفةٍ كالكرب الذي يؤثّر على الجهاز المناعي والعصبي والهرمونات ووظيفة القلب. ومن هذه الأعراض أيضاً:

  • تراجع الطّاقة.
  • مشاكل في الهضم كالإسهال والإمساك والتّقلّصات البطنيّة والغثيان.
  • الأرق وصعوبة النّوم.
  • ألم ويبوسة العضلات.
  • وجع الرّأس.
  • أخماج متكرّرةٌ مثل الرّشح والأنفلونزا والتهاب المجاري البوليّة.
  • انخفاض الرّغبة في النّشاطات الاجتماعيّة أو المحيط.

العلاج

يتمثّل العلاج الوحيد للكرب المزمن بعلاج الأسبابّ المؤديّة له، كما قد تقلّل بعض العادات على التّقليل من أعراضه. وتوجد الكثير من البدائل العلاجيّة التي تساعد على التّخلّص من الكرب.

وهنا نذكر بعض الوسائل التي تعالج الكرب:

  • علاج الأسباب التي تؤدّي للانزعاج.
  • ممارسة التّمارين بانتظامٍ.
  • التّنزّه.
  • القيام بتمارين الانتباه والتّخلّص من التوتر كممارسة اليوغا والتّأمّل والتّنفّس العميق والتّصوّر الموّجه.
  • عدم إحضار العمل للمنزل أو إحضار مشاكل المنزل للعمل.
  • ممارسة الهوايات المخفّفة للقلق وخصوصاً تلك التي تحثّ على الإبداع كالرّسم والكتابة والتّلوين والموسيقا.
  • وجود العائلة والأصدقاء وتفهّمهم.
  • اللجوء لأخصائي الصّحة العقليّة.

الحرمان من النّوم

طبابة نت - الأرق لماذا ينام دماغنا

يعتبر النّوم المنتظم والجيّد أمراً هامّاً للصّحة الجسديّة، ولذلك يؤدّي الحرمان المزمن من النّوم إلى الشّعور بالإعياء طوال الوقت. وقد تتداخل العديد من المشاكل الصّحيّة مع النّوم وتتفاقم أعراض كلا المشكلتين.

الأعراض

من الأعراض الشّائعة للحرمان المزمن من النّوم أو الحرمان من النّوم المناسب:

  • الشّعور بالنّعاس نهاراً.
  • إرهاق عام.
  • صعوبة التّركيز وإنجاز المهمّات.
  • النّزق والقلق.
  • تكرّر الإصابة بأخماج تتطلّب وقتاً طويلاً للشّفاء.
  • الاكتئاب.

الطّرق الشّائعة لعلاج الحرمان من النّوم

  • وضع مواعيد للنّوم والاستيقاظ والالتزام بها حتى في أيام العطل.
  • إزالة جميع مصادر الإلهاء بعيداً عن السّرير كالأجهزة الالكترونيّة.
  • علاج الحالات التي تعيق النّوم الجيّد كانقطاع النّفس النّومي sleep apnea ومتلازمة تململ السّاقين restless leg syndrome والقلق والألم المزمن.
  • الامتناع عن مشروبات الطّاقة وعدم الإكثار من الكافيين.
  • الاسترخاء قبل الخلود للنّوم بممارسة اليوغا أو التّأمل أو أخذ حمّام دافئ أو قراءة كتاب.

سوء التّغذية والتّجفاف

يسبّب التّجفاف وسوء التّغذية أو الحمية السّيئة تعباً للجسم، وقد يسبّب نقص المواد الغذائيّة الضّروريّة والتروية إلى العديد من المشاكل وضمنها:

  • إرهاق وضعف مزمن.
  • دوخة ودوار.
  • صعوبة في التّركيز.
  • ضعف المناعة وطول فترة الشّقاء.
  • فقدان الوزن.

العلاج

تختلف التّوصيات حول كميّة الماء الواجب شربها حسب عمر الشّخص أو جنسه أو عند الحوامل أو المرضى. ويوصى عادةً بشرب من ست إلى ثمان أكوابٍ من الماء يوميّاً.

وتجب زيارة الطّبيب في حال الشّك بالإصابة بالتّجفاف لتلقّي العلاج المناسب. كما يجب اتّباع حميةٍ صحيّةٍ متوازنةٍ غنيّةٍ لتلافي الإصابة بسوء التّغذية، ومنها:

  • الحبوب الكاملة.
  • الفواكه والخضار الكاملة.
  • الفاصولياء الجافّة والعدس والحمّص.
  • الدسم الصّحيّة كالأسماك كثيرة الدسم وزيت الزّيتون البكر ومعظم المكسّرات والبيض والشوكولاتة السّوداء.

عدم الاهتمام بالنّظافة

يسبّب عدم الاهتمام بنظافة البدن ونظافة الفم على وجه الخصوص إلى ظهور مختلف الأعراض التي تصيب الشّخص بالإعياء. حيث يؤدّي إهمال النّظافة إلى نمو البكتيريا وتكاثرها وبالتالي حدوث الخمج.

ويعدّ الجلد عازلاً طبيعيّاً يبعد البكتيريا ويحافظ على مراقبة مجتمعات البكتيريا الطّبيعيّة والمفيدة.

توجد العديد من الأوعية الدّمويّة في اللثة. وتنقل مصادر الدّم هذه التهاب اللثة المزمن الذي لم تتم معالجته إلى كافة أنحاء الجسم. وقد تمّ ربط مرض اللثة الحاد بالعديد من المشاكل الصّحيّة.

العلاج

يساعد غسل الجسم والثياب والمفارش على علاج والوقاية من معظم الأخماج المرتبطة بإهمال النّظافة. كما يساعد اتباع عادات النّظافة الفمويّة على علاج وتقليل مخاطر الإصابة بالتهاب وأمراض اللثة. وتتضمّن هذه العادات:

  • استخدام فرشاة الأسنان ومعجون الفلورايد وخيط تنظيف الأسنان بانتظام.
  • المراجعة الدّوريّة لطبيب الأسنان وتنظيف الأسنان.
  • الإقلاع عن التّدخين ومنتجات التّبغ.
  • الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات المحلاة.

الكحول والكافيين والمخدّرات والأدوية

تعرف على تأثيرات الكحول وكيف يتعامل جسدك معها

تشتهر المشروبات الكحوليّة والمخدّرات التّرفيهيّة والعديد من الأدوية الموصوفة بتأثيرها على للنّوم مما يؤدّي للشعور بالإعياء العام.

كما يؤدّي الاستهلاك الطّويل الأمد أو المبالغ فيه للمواد الكيماويّة التي تعمل كمنبّهاتٍ أو مسكّنات إلى التّسبّب بتغييرات عقليّةٍ وجسديّةٍ محدّدةٍ.

العلاج

يجب الابتعاد عن المشروبات والأطعمة والعقاقير الحاوية على هذه المواد الكيماويّة وخصوصاً قبل الخلود للنّوم. كما يجدر التنّويه إلى التّأثير الكبير للكافيين والسّكر على حالة الشّخص.

ويجب استشارة الطّبيب عندما تحدث الأعراض المرضيّة نتيجة تناول الأدوية الموصوفة.

المشاكل المناعيّة

تضعف مشاكل المناعة الذّاتيّة الجهاز المناعي وتجعله عرضةً للأخماج والرّشح والأنفلونزا؛ مما يعني أن الذين يعانون من مشاكل مناعيّة مزمنةٍ يصابون أكثر من غيرهم بالإعياء وكما قد يستغرقون وقتاً أطول للشّفاء من الأمراض.

وتشمل المشاكل المناعيّة التي تسبّب الإعياء:

  • الذّئبة lupus.
  • مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
  • الداء الزلاقي celiac disease.
  • داء الأمعاء الالتهابي inflammatory bowel disease.
  • الرّبو.
  • التهاب المفاصل arthritis.
  • النّوع الأول من السّكري.
  • التّصلّب المتعدّد multiple sclerosis.
  • داء غريف Grave’s disease.

كما تتسبّب مشاكل المناعة الذّاتيّة بالكثير من الأعراض ومنها الإرهاق والطّفح والأرق والمشاكل المعديّة المعويّة.

العلاج

تتطلّب الأعراض المرتبطة بمشاكل المناعة الذّاتيّة علاجاً دوائيّاً ومراقبةً للحالة.

الإصابة بالأخماج

يعتبر الشّخص الذي يحتكّ بشكلٍ كبيرٍ بالآخرين أكثر عرضةً لخطر التّعرّض لمسبّبات الخمج كالبكتيريا والفيروسات.

الأسباب

يصاب البشر بالخمج في هذه الحالات:

  • العمل مع الأطفال.
  • العمل في الرّعاية الصّحيّة.
  • مشاركة المسكن مع الغير كالمهاجع.
  • السّفر أو استخدام وسائط النّقل العامة بشكلٍ متكرّرٍ.

العلاج

نحن لا نستطيع تحاشي الاختلاط مع الآخرين، لكن يمكن أن نقلّل من خطر الإصابة بالخمج باتّباع هذه التّقنيّات:

  • غسل اليدين بشكلٍ متكرّرٍ.
  • تغطية الوجه عند الاقتراب من المصابين بأمراض معديةٍ.
  • استخدام معقّم اليدين.

فقر الدّم Anemia

يكون الهيموغلوبين منخفضاً عند المصابين بفقر الدّم، وهو الجزء في كريّات الدّم الحمراء الذي ينقل الأكسجين عبر الدّم. ويضعف أداء الأنسجة والخلايا عندما لا تصلها حاجتها من الأكسجين؛ ولذلك يشعر المصابون بفقر الدّم بالتّوعّك.

الأعراض

وتشمل أعراض فقر الدّم التالي:

  • الإرهاق أو الإجهاد عند القيام بأدنى عمل.
  • صعوبة التّركيز.
  • ضيق التّنفّس.
  • شحوب البشرة.

العلاج

يعتبر تغيير الحمية أو أخذ المكمّلات الغذائيّة من أسهل الطّرق لعلاج فقر الدّم.

وهذه بعض الأطعمة الغنيّة بالحديد:

  • الخضروات الورقيّة الخضراء الغامقة الخضرة.
  • الفاصولياء والعدس والبقوليّات.
  • الدّجاج والسّمك واللحوم الحمراء.
  • المكسّرات والبذور.
  • البيض.
  • الأرز البني والبرّي.
  • حبوب الإفطار المدعّمة والخبز.

المضاعفات

تزداد فرصة الذين يشعرون بالإعياء الدّائم في التّغيّب الدّائم عن مدارسهم أو أعمالهم، كما يضعف أداؤهم للنّشاطات اليوميّة خصوصاً في الحالات المزمنة.

وتسبّب الحالات المزمنة الشّعور بالقلق مما يعيق النشّاطات الأساسيّة التي تضمن الصّحة مثل النّوم الجيّد والتّمارين والعلاقات الاجتماعيّة.

رغم أنّ بعض الحالات ترتبط بالمسبّب، لكن قد يصاب الأشخاص الذين يشعرون بالإعياء طوال الوقت أو الذين لا تتحسّن أعراضهم بالاكتئاب والقلق والإرهاق.

متى تجب استشارة الطّبيب

يحتاج الشّخص عنايةً طبيّةً إن استمرّ شعوره بالإعياء لأكثر من أسبوعين. ويستطيع الطّبيب الكشف عن المرض وتقديم العلاج المناسب، كما قد ينصح بتغيير نمط الحياة أو يصف علاجاتٍ للتّقليل من الأعراض.

ومن الهام استشارة الطّبيب في حالة الإعياء الطّويل الأمد لاستبعاد أو علاج الحالات المرضيّة

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top