المبيضان هما عضوان صغيران في جهاز التَّكاثر الأنثوي يتميزان بشكلهما البيضوي، ويعملان على إنتاج خلايا البويضة، وأيضاً على إفراز هرمونات البروجسترون والإسترُوجِين البالغة الأهمية في عملية الإباضة والحمل وتطور الصِّفات الجنسيَّة الأنثويَّة.
على الرغم من أن اختلاف حجمهما من امرأة لأخرى يُعتبر أمراً طبيعياً، إلا أن المبيضان قد يتضخما لأسبابٍ عدة، ومع أن بعض تلك الأسباب تعدُّ بأنها غير مؤذية، كالتضخُّم الحاصل بسبب عمليَّة الإباضة، ولكن قد تستدعي الأسباب الأخرى علاجاً، وسنطَّلع في هذه المقالة على أعراض وأسباب وعلاج تضخُّم المبايض.
الأعراض
يمكن أن يتضخَّم المبيضان لعدَّة أسباب.
في حين أن تضخُّم المبايض لا يترافق دائماً بأعراضٍ، ولكن اللواتي يعانين من هذه المشكلة يمكن أن يختبرن ما يلي:
- تغير حركة الأمعاء الطبيعيَّة.
- زيادة الحاجة للتبوُّل.
- عدم انتظام بدورة الحيض.
- الشعور بضغطٍ أو ألمٍ في الحوض.
- تورمٌ في الحوض أو الشُّعور بتخمة.
- الشعور بانزعاجٍ متواصلٍ في البطن، كالنفخة أو الغثيان.
- ترقق شعر الرأس.
- زيادة نمو الشَّعر في أنحاء الجسم.
- الشعور بتعبٍ غير مبرر.
- زيادة أو نقصان بالوزن.
في بعض الأحيان قد يصل تضخُّم المبايض إلى درجة يتمكَّن فيها الشَّخص أو الطبيب من الاحساس بهما في الحوض، ولكن تلك الحالة ليست بالأمر الغالب.
عندما تُعاني احداهنَّ من أعراضٍ قد تدلُّ على تضخُّم المبايض أو على مشكلة أخرى بهما، فمن المرجَّح أن يطلب منها الطبيب الخضوع لفحص الأمواج فوق الصَّوتية، إذ يعتمد هذا الفحص على استخدام الأمواج الصَّوتية لإظهار صورة لأعضاء الحوض، ويمكن أن يُجري الطبيب الفحص على طول البطن (بطريق جدار البطن)، أو يمكن أن يُدخِل المسبار (جهاز الفحص) داخل المهبل (بطريق المهبل).
الأسباب
يوجد الكثير من الأسباب المحتملة لتضخُّم المبايض، وتشمل تلك الأسباب ما يلي:
الإباضة
تحدث الإباضة عندما ينتج أحد المبيضان بويضة من أجل عملية التَّلقيح، وخلال الإباضة يمكن أن يصبح المبيضان محفزان بشكلٍ مفرط ٍ بسبب الهرمونات، وبالتَّالي قد يتضخَّمان لمدة مؤقتة.
يزيد احتمال تضخُّم المبايض خلال عمليَّة الإباضة في حال كانت الأنثى تتناول أدوية الخصوبة.
مُتلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات
إن مُتلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات هي عبارة عن حالة مرضيَّة شائعة، تنجم عن تشكُّل كيساتٍ صغيرة على المبيضين نتيجة خللٍ هرموني.
يمكن للواتي يعانين من مُتلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات أن يختبرن عدم انتظامٍ بدورتهن الشَّهرية، وقد يكون من الصَّعب عليهن أن يحملن، وذلك لأن المبيضان قد لا ينتجان البويضات بانتظام، كما يمكن لمُتلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات أن تُسبب زيادة في الوزن أو زيادة في نموِّ الشَّعر على الجسم.
وذمة مبيضيَّة
هذه الحالة النَّادرة تحدث حين تتجمَّع السوائل في الأنسجة المبيضيَّة، وغالباً ما تحدث الوذمة المبيضيَّة في مبيضٍ واحدٍ فقط.
قد تنجم الوذمة المبيضيَّة عن التواءٍ جزئيٍّ بالمبيض، إذ يتسبب ذلك الالتواء بمنع تدفُّق الدم ومنع السائل اللمفي من التسرُّب، وكنتيجة لذلك تتجمَّع السوائل ويتضخَّم المبيض.
التواء المبيض
يُشير مصطلح التواء المبيض إلى الحالة التي يستدير فيها المبيض بشكلٍ جزئيٍّ أو كليٍّ حول الأنسجة الدَّاعمة، وتُعتبر هذه الحالة بأنها حالة طبية طارئة.
التواء المبيض يتسبب بمنع تدفُّق الدم للمبيض، وقد يتسبب بغثيانٍ حادٍ وبألمٍ في الحوض وبتقيؤ، فهو حالة خطرة تتطلب الخضوع لعملٍ جراحيٍّ عاجلٍ لتصحيح الاستدارة وإعادة تدفُّق الدم.
الأورام الحميدة أو الكيسات
إن المبيضان عرضة لأن يصابا بالكثير من أنواع الأورام الحميدة أو الغير سرطانية أو الكيسات، التي تشمل الأورام الكيسية الغير ناضجة والورم الليفي المبيضي والورم الغدي الكيسي.
تعتبر الكيسات بأنها حالة شائعة، وعادة ما تختفي دون علاج.
سرطان المبيض
يحدث سرطان المبيض عندما تنمو الخلايا السرطانية على المبيضين، وتُعتبر هذه الحالة بأنها شائعة أكثر بعد سنِّ اليأس.
إن أعراض سرطان المبيض غير محدَّدة وتشمل كلاً من التَّعب والنفخة والشعور بألمٍ في الحوض.
سيأخذ الطبيب بعين الاعتبار تاريخ المريضة الطبيّ والأعراض وصور فحص الأمواج الفوق صوتيَّة قبل إجراء فحص سرطان المبيض، وسيأخذ خزعة ليفحصها فهي قادرة بالتأكيد على تشخيص المرض.
تضخم المبايض والحمل
يمكن أن يتشكل ورم الجسم الأصفر على المبيض خلال فترة الحمل.
يمكن أن تبدو المبايض مُتضخٍّمة خلال فترة الحمل بسبب ورم الجسم الأصفر، الذي هو عبارة عن ورمٍ حميدٍ يتشكَّل على المبيض خلال فترة الحمل فقط.
إن الأطباء غير متأكدين من سبب إصابة بعض النساء بورم الجسم الأصفر وعدم إصابة الأخريات به، ولكنَّهم يعتقدون أن ارتفاع المعدَّلات الهرمونيَّة خلال الحمل قد يلعب دوراً في ذلك.
مُعظم حالات ورم الجسم الأصفر لا تُسبب أعراضاً، لذا عادة ما يكتشف الطبيب وجود إحداها أثناء إجرائه لفحص الأمواج الصوتية الاعتيادي، أو عند إجرائه لعملية الولادة القيصريَّة.
إن النساء المصابات بورم الجسم الأصفر خلال النٍّصف الأول من حملهن يُرجَّح أن يختبرن أعراضاً أكثر حدَّة، ويمكن حتى أن يحتجن لعملية جراحية لإزالة الأورام.
إن الأعراض المُحتملة لورم الجسم الأصفر تشمل صعوبة في التبول، وارتفاعاً في مستويات هرمون التستوستيرون، والتَرْجيل الذي يتمثَّل بالمظاهر التي يتَّصف بها الذكور عادة، كالصَّوت الأشج وزيادة شعر الجسم (شعرانية).
عادة ما يختفي ورم الجسم الأصفر بعد ما تلد المرأة، لذا فإن الأطباء يتفادون اللجوء للعمل الجراحي قدر الإمكان.
العلاج
يمكن لفقدان الوزن أن يساعد على تخفيف أعراض مُتلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات. يعتمد علاج تضخم المبايض على السبب الكامن وراءه، فعلى سبيل المثال يمكن أن تشمل الخطوات اللازمة للسيطرة على مُتلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات ما يلي:
- خسارة الوزن: إن خسارة عشرة بالمئة فقط من وزن الجسم قادرة على التَّخفيف من الأعراض وجعل الدورة الشهريَّة أكثر انتظاماً.
- تناول حبوب منع الحمل الهرمونية: فهذه الحبوب يُمكنها أن تُنظم دورة الحيض.
- تناول الأدوية المضادة للأنْدرُوجين.
- تناول دواء الميتفورمين: الميتفورمين هو دواءٌ يساعد على السَّيطرة على مستويات الأنسولين وهرمونات الأندروجين الزَّائدة.
قد يشتمل علاج سرطان المبيض على إجراء عملية جراحية لإزالة المبيضين والأنسجة المحيطة المتأثرة بالمرض، كما يمكن أن يقترح الطبيب الخضوع للعلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية، وعلاجات الأشعة لتصغير حجم الأورام قبل إزالتها.
إن تضخم المبايض المقترن بدورة الحيض لا يتطلب العلاج إلا في حال تسببه بأعراضٍ مُزعجة.
الخلاصة
يُوجد العديد من الأسباب لتضخُّم المبايض، ومعظمها لا يؤدي لمشاكل طويلة الأمد.
يجب زيارة الطبيب في حال الشعور بألمٍ في الحوض وبنفخة، أو عند ملاحظة تغيُّراتٍ في الروتين الطبيعي للأمعاء والمثانة، فيوجد هنالك العديد من العلاجات القادرة على تخفيف الأعراض.