5 حقائق هامة عن عملية استئصال المِبيَض

يترافق سن انقطاع الطَّمث بعدَّة أعراضٍ طبيعية تتمثل بالهبات السَّاخنة والتعرُّق الليلي وتقلبات المزاج، وغيرها من الأعراض التي تصيب جميع النساء، لكن هنالك مجموعة أصغر من النساء يدخلن في مرحلةٍ تسمَّى “سن اليأس الجراحي” بسبب خضوعهن لعملية استئصال المِبيَض.

تُجري بعض النساء العملية بهدف تخفيض خطر سرطان المِبيَض. بينما يضطرُّ البعض الآخر منهن للجوء إليها بسبب وجود مشكلة بالمبايض، كالكيسات أو الألم أو حتى الإصابة بحادث التواءٍ طارئ. لكن مهما كان سبب العملية ثمة حقيقة واحدة مؤكَّدة، هي أنك ستدخلين في سنِّ انقطاع الطَّمث مباشرة بعد العملية مع كلِّ أعراضه المرافقة، ذلك لأنَّ المِبيَضين هما مركز إفراز الهرمون في الجهاز التناسلي، ومن دونهما لن تُفرَز الكمية الكافية من الإستروجين، مما يؤدي لنفس أعراض سن نقطاع الطَّمث الطبيعي المتمثلة في الهبات السَّاخنة، والشعور بعدم الارتياح والجفاف في المهبل، ومواجهة صعوبات في النوم، وتقلبات المزاج بالإضافة إلى تغيراتٍ في البشرة، واكتساب الوزن وغيرها من الأعراض. هذا ما قاله الدكتور ماثيو تي. سيدهوف “Matthew T. Siedhoff”، المختص بالجراحة النسائية في سيدرز سيناي في لوس أنجلوس.

تعود عملية استئصال المِبيَض بفوائد عظيمة، إذ يمكن أن تُجنِّب المريضة الحالات الطارئة وتخفف حدَّة الألم. أما النساء اللواتي يحملن الطفرة الجينية  BRCA1وBRCA2، فيمكن أن ينتفعن من العملية من ناحية أنَّها تخفِّض خطر إصابتهن بسرطان الثدي والمِبيَض بنسبة تبلغ 80% تقريباً، وذلك وفقاً لبحثٍ عائدٍ للجراحة الوقائية، لكن هذا لا يعني أنَّ الإقدام على إجراء عملية استئصال المِبيَض هو قرار سهل.

إليك بعض الحقائق التي يجب أخذها بعين الاعتبار:

قد تكون العملية أقل تعقيداً مما تعتقدين

تتطلَّب العملية التنظيرية أقل قدرٍ من الجراحة، لأنها تنطوي على إدخال كاميرا متناهية الصغر عبر جرحٍ صغيرٍ في سرّة البطن لتوجيه عملية الاستئصال، يقول سيدهوف: ” بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة، يتبيَّن أنَّ الجراحة التنظيرية تتميَّز بانخفاض خطر المضاعفات ( كتشكُّل الجلطة الدَّموية )، أو الإصابة بعدوى، كما أن مدَّة البقاء في المشفى بعدها أقصر”. الجراحة التنظيرية هي أفضل من الناحية ” الجمالية ” أيضاً، لأن الجراحة المفتوحة تترك ندباً مشابهاً للندب الناتج عن العملية القيصرية. يمكن لمدة الشفاء من الجراحة المفتوحة أن تستغرق فترة أطول لكنها ضرورية لبعض النساء.

ستنخفض مستويات الهرمونات لديكِ وستضطرين للتعامل مع هذه المشكلة

نعم إنَّ فوائد العملية كبيرة، فهي كما قلنا تُخفِّض نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي والمِبيَض، لكن هذا لا يعني أنَّها لا تخلو من المخاطر، ففي الواقع تم الرَّبط بينها وبين الارتفاع الكبير لخطر الإصابة بأمراض القلب، وترقُّق العظام، والخرف والموت الناتج عن كافة الأسباب، وذلك يعود على الأرجح إلى الانخفاض الكبير في مستوى الإستروجين. تقترح الأبحاث أنَّ النساء اللواتي يمررن في المرحلة السابقة لسن انقطاع الطَّمث، واللواتي خضعن للعملية في عمر 35 أو أبكر، كان خطر إصابتهن بالخلل المعرفي أو الخرف قد ارتفع إلى الضعف تقريباً، كما تتضاعف خطر إصابتهم بأمراض القلب بسبع مرات، وخطر النوبة القلبية بثمان مرات، وذلك وفقاً لما أوضحه الدكتور فيليب ساريل “Philip Sarrel”، وهو بروفسور فخري في طبِّ التوليد وأمراض النساء والعلوم الإنجابية وعلم النفس في جامعة ييل.

يعتقد الخبراء أنَّ إعادة إدخال بعضاً من الإستروجين المفقود إلى الجسم يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً. لكن يشير ساريل إلى أنَّه بعد 10 أشهر من العملية تبيَّن أنَّ نسبة النساء اللواتي استأصلن المبايض، واللواتي يأخذن جرعة الإستروجين هي 25% فقط، والسبب يعود إلى تخوُّف النساء من اعتماد العلاج بالهرمونات البديلة ( أو بشكلٍ أدق العلاج الهرموني )، بسبب البيانات المثيرة للجدل التي نشرتها دراسة مبادرة الصحة النسائية (WHI) في أوائل عام 2000. لن نعيد ذكر جميع البيانات لكن سنكتفي بالقول أنَّ النتائج كان مبالغ بها إلى حدٍّ كبير مما أبعد الكثير من النساء عن العلاج الهرموني. يقول سيدهوف أنه بإمكان الكثير من النساء الاستفادة من العلاج الهرموني، وذلك مع أو بدون وجود المبايض، وقبل أو بعد سن انقطاع الطَّمث، ولكنه ينصح بشكلٍ خاص النساء اللواتي استأصلن مبايضهن في الثلاثينيات أو الأربعينيات، بأن يأخذن هذا العلاج عندما يصبحن قريبات من العمر الطبيعي لسن انقطاع الطَّمث، والذي يحدث إجمالاً عند بلوغ المرأة سن 50 أو 51 سنة.

من الأمثل أن تبدأ المرأة بأخذ العلاج الهرموني مباشرة بعد عملية استئصال المبايض (أو حتى قبلها مباشرة)، وذلك من أجل تفادي الأعراض الانسحابية الحادَّة لنقص الهرمون، يُشير ساريل إلى أهمية الانتباه للتوقيت، لأنه كلما كنتِ كبيرة بالعمر عند البدء بأخذ العلاج الهرموني كلما ازدادت مخاطر هذا العلاج، وكلما ازادت نسبة تضرُّر صحتكِ منه، وذلك وفقاً لما أظهرته نتائج مبادرة الصحة النسائية، فعلى سبيل المثال أدى البدء بالعلاج الهرموني بعد ست سنواتٍ من العملية التنظيرية إلى حدوث نسبة تدهور كبيرة في صحة العظام فاقت النسبة التي سُجِّلت عند من بدأن العلاج بعد 3 سنواتٍ من العملية، أما اللواتي بدأن به خلال شهرين من العملية فكانت صحة عظامهن هي الأفضل.

يمكنك الاحتفاظ بالمبايض حتى لو لم يكن لديك رحم

في حال احتجت لإجراء عملية استئصال الرَّحم خوفاً من الورم الليفي أو الانتباذ البطانيّ الرحميّ فسيظل بإمكانك الاحتفاظ بالمِبيَضين، فبالنظر إلى خطر فقدان الإستروجين فإنك ستحتاجين لإبقائهم. في الماضي كانت النساء اللواتي دخلن المرحلة السابقة لسن انقطاع الطَّمث يخضعن غالباً لعملية استئصال المبايض وعملية استئصال الرَّحم في الوقت نفسه، أما الآن فإنَّ معظم النساء يخترن الحفاظ على مبايضهن السليمة من أجل الفوائد المتعلقة بالهرمونات.

لكن يُشير ساريل إلى وجوب مراقبة الهرمونات بعد إجراء عملية استئصال الرَّحم، فقد وجدت دراسة نشرها ساريل أنَّ 25 % من مبايض النساء توقفت عن أداء وظيفتها بعد ستة أشهر من العملية نتيجة لعدم تدفُّق الدَّم إليها. ثلاث سنوات بعد العملية كانت الحالة نفسها عند 40% بالمئة من النساء، أما الستين بالمئة الأخريات فكنَّ سليمات بشكلٍ كامل، يقول ساريل: “يمكن أن نفترض بأنَّ المبايض ستستمر بأداء عملها، لكن علينا التأكد من أنها تُفرز كميات منتظمة من الإستروجين.” إحدى العلامات المؤكدة بأنَّ المبايض لا تقوم بوظيفتها هي بدء الأعراض المقترنة بسنِّ انقطاع الطَّمث، كالهبات السَّاخنة والأرق والشعور بالاكتئاب. كل ما عليكِ فعله هو تعويض الإستروجين المفقود، وستنتهي بذلك جميع الأعراض”.

لن تضطري بالضرورة إلى التخلُّص من كلا المِبيَضين

إذا كان هدفك الرئيسي هو منع تشكُّل السرطان فإنك ستحتاجين لاستئصال كلا المِبيَضين، ولكن إذا كانت مشكلتك مع مِبيَض واحد فقط بسبب مثلاً تشكُّل الكيسات عليه، فإنَّ ترك المِبيَض السليم هو أمرٌ آمنٌ تماماً بل وينصح به. يكفي وجود مِبيَض واحد لتفادي التغييرات في إمكانية الخصوبة والوظائف الهرمونية، مما يعني أنَّ الحيض سيستمر بالحدوث بشكلٍ طبيعي، وستتفادين المخاطر الصحية لانقطاع الطَّمث المبكر، ومن الممكن حتى أن تبقين قادرة على الإنجاب.

لكنك ستخسرين قناتي فالوب

استئصال المبايض يعني خسارة قناتي فالوب أيضاً، وذلك لعدم وجود فائدة منهما، إذ لن يكون هنالك بويضات تنتقل عبرهما من المِبيَضين، بالإضافة إلى وجود دليل يُظهر أنَّ سرطان المِبيَض لا يبدأ دائماً في المِبيَضين، بل يمكن أن ينمو أولاً في قناتي فالوب، إنَّ النساء اللواتي يخضعن لعملية ربط قناتي فالوب يكنَّ أقل عرضة للإصابة بسرطان المبايض، ولهذه الأسباب يقتنع أغلب الأطباء بأنَّ استئصال قناتي فالوب هو أمرٌ مطلوب من أجل تخفيض خطر السرطان إلى الحدِّ الأمثل.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top