بحسب احدى الدراسات: يسأل فقط 28 ٪ من الأطباء مرضاهم عن توجههم الجنسي.
لا يطرح الكثير من أطباء النسائية على النساء أسئلة كافية حول حياتهم الجنسية أو نشاطهم الجنسي، وهذا قد يؤثر سلباً على الصحة النفسية للمرضى.
وفقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة الطب الجنسي، صرح أكثر من 1150 اختصاصي توليد وطب نساء و بنسبة 63% أنهم اعتادوا على سؤال النساء عن حياتهن الجنسية. ومع ذلك فإن هؤلاء الأطباء لا يسألون عن جوانب أخرى من حياتهم الجنسية. على سبيل المثال ، قام 40٪ فقط من الأطباء بطرح أسئلة حول المشاكل الجنسية / أو وجود خلل وظيفي لدى النساء، و 29٪ سألوا عن الرضا الجنسي، وأكد 28٪ منهم انه يسألون بشكل روتيني عن التوجه الجنسي للمرأة.
تقول مؤلفة الدراسة “ستايسي تيسلر لينداو، الحاصلة على دكتوراه في الطب” التي تعمل كأستاذ مشارك في أمراض النساء والتوليد في جامعة شيكاغو للطب. ” أكثر ما يبعث على القلق بخصوص هذا الموضوع هو ندرة الأطباء الذين يتحدثون عن الميول الجنسية” “وهذا الأمر يتعذر فهمه”.
نتيجة ذلك تشعر بعض النساء اللواتي يعانين من خلل جنسي أو المثليات أو المخنثين بالعار. تقول لينداو: “حتى عندما يعلم الطبيب أن مريضه مثلي، فقد يفترض خطأً أنها غير مهتمة بإنجاب الأطفال أو بوسائل منع الحمل”.
هناك العديد من العوامل المعيقة
لم تبحث الدراسة الجديدة سبب عدم طرح الأطباء لموضوع الجنس. وتقول: “هناك عدد من العوامل المعيقة التي تؤثر على قدرة طبيبة التوليد على مناقشة هذا الموضوع، من هذه العوامل نذكر ندرة علاجات الخلل الوظيفي لدى النساء،عدم الرغبة في إحراج المرأة أو الإساءة إليها، أو ببساطة عدم توفر الوقت الكافي”.
يقع بعض اللوم على النساء. وتقول: “عندما تشعر إحداهن بالقلق بشأن أدائها الجنسي أو تعاني من الألم أثناء ممارسة الجنس أو لا تشعر بالسرور اثناء الجنس، عليها إثارة الموضوع.” “في حال عدم رغبة الطبيب في مناقشة هذا الموضوع أو أنه غير قادر على المساعدة، عليك بطلب الإحالة الى طبيب آخر.”
تُتاح بعض الطرق اللائقة وغير المحرجة لإثارة موضوع الصحة الجنسية . مثلاً “السؤال ماذا سيحصل بعد إنجاب طفل” ، كما تقول. “لا يتعين عليك الاعتراف بوجود مشكلة”.
توافق خبيرة صحة المرأة دونيكا مور الحاصلة على دكتوراه في الطب على ذلك. وهي رئيسة لمجموعة صحة المرأة في Sapphire في فار هيلز بولاية نيوجيرسي وتضيف قائلة: ” عندما تجدين أن طبيبك لا يناقشك في موضوع الجنس ولديك مشكلة بخصوص ذلك، عليك طرح الوضوع بنفسك دون أي تردد”.
يجب الاستعداد نفسياً لتلقي أي جواب، الإجابات السهلة غير متواجدة دائماً. وتقول مور: “تعتمد الحياة الجنسية للمرأة على أكثر من نقطة”. “هناك العديد من العوامل المؤثرة في الحياة الجنسية، والاستجابة الجنسية، والوتيرة الجنسية، والراحة، مما يُصعب من امكانية معرفة ما إذا كانت المشكلة تتعلق بالصحة الجنسية أم بالاختلال الوظيفي الجنسي أم أن المشكلة في العلاقة”.
جيل رابين الحاصلة على دكتوراه في الطب، والتي تعمل كرئيسة لقسم الإسعاف الخاص بالتوليد وأمراض النساء في مركز لونغ آيلاند اليهودي الطبي في نيو هايد بارك، نيويورك. تقول رابين: تسترعي الدراسة الجديدة الانتباه إلى مسألة صحية مهمة للغاية: “عند استخدام الرغبة الجنسية لشخص ما في غير مكانها أوفي حال عدم شعور الشخص بالراحة اثناء الجنس، يمكن أن يؤدي ذلك الى العديد من المشاكل بما في ذلك فرط نشاط المثانة، وأمراض القلب ، والاكتئاب ، أو مرض السكري.”
عدم سؤال الأطباء مرضاهم حول الجنس يعني أنهم يفوتون فرصة جيدة لتشخيص حالة يمكن علاجها. وتضيف قائلة : “هناك حالات نفسية وطبية تفوتنا عند عدم سؤالنا عن الجنس”.