السكّري والبنكرياس
يوجد اتصال مباشر بين البنكرياس والسكّري، حيث أنّ البنكرياس هو جهاز عميق في البطن يقع وراء معدتك وهو جزء مهم من جهازك الهضمي. ينتج البنكرياس الأنزيمات والهرمونات التي تساعدك في هضم الطعام. وأحد تلك الهرمونات، الأنسولين، الضروري لتنظيم الغلوكوز.
حيث يشير الغلوكوز إلى السكّريات في جسمك. كما تحتاج كل خليّة في الجسم الغلوكوز وذلك للحصول على الطاقة. الأنسولين هو مفتاح الخليّة، فيجب أن يفتح الأنسولين الخليّة للسماح لها باستخدام الغلوكوز الذي يزوّدها بالطاقة.إذا لم ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو كان لا يستفيد منه بشكل جيّد، يتراكم الغلوكوز في مجرى الدم، ويترك الخلايا جائعة للحصول على الطاقة. عندما يتراكم الغلوكوز في مجرى الدم، يعرف ذلك بارتفاع السكّر في الدم.
وتشمل أعراض فرط سكّر الدم:
العطش والغثيان وضيق التنفّس.انخفاض الغلوكوز، والمعروف باسم نقص السكّر في الدم، يسبّب العديد من الأعراض، بما في ذلك الرجفة والدوخة وفقدان الوعي.يهدّد ارتفاع وانخفاض السكر في الدم بشكل سريع الحياة.
أنواع السكّري
كل نوع من أنواع مرض السكري يؤثّر على عمل البنكرياس بشكل صحيح. ويؤثر كل نوع على عمل البنكرياس بطريقة مختلفة عن الآخر. وأيّاً كان نوع مرض السكّري لديك، فإنه يتطلّب الرصد المستمر لمستويات السكر في الدم حتى تتمكّن من اتخاذ الإجراء المناسب.
داء السكّري من النوع الأول
في مرض السكّري من النوع 1، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا بيتا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس. ويسبّب أضراراً دائمة، قد تلعب العوامل الوراثيّة والبيئيّة دوراً في ذلك، إلّا أنّه لا يوجد سبب دقيق لذلك.
ستكون أكثر عرضة لتطوّر مرض السكّري من النوع 1 إذا كان لديك تاريخ عائلي مع المرض. حوالي 5٪ من المصابين بداء السكّري لديهم داء السكري من النوع الأول. عادةً ما يحصل الناس الذين يعانون من داء السكّري من النوع الأول على التشخيص خلال مرحلة الطفولة أو مرحلة البلوغ المبكّر.وبما أن السبب الدقيق ليس واضحاً، لا يمكن الوقاية من مرض السكّري من النوع الأول. كما أنّه غير قابل للعلاج. يحتاج أي شخص مصاب بداء السكري من النوع الأول إلى علاج الأنسولين للعيش لأن البنكرياس لا يعمل على الإطلاق.
داء السكّري من النوع 2
يبدأ داء السكري من النوع 2 بمقاومة الأنسولين. هذا يعني أنّ جسمك لم يعد يستخدم الأنسولين بشكل جيّد، لذلك يمكن أن تصبح مستويات الغلوكوز في الدم مرتفعة جداً أو منخفضة جداُ.ويمكن أن يعني أيضاً أنّ البنكرياس لا يزال ينتج الأنسولين، لكنّ ما ينتجه لا يكفي. في معظم الأحيان، يتطوّر مرض السكّري من النوع 2 بسبب مزيج من نقص الأنسولين والاستخدام غير الفعّال للأنسولين.
قد يكون لهذا النوع من مرض السكّري سبباً وراثي أو بيئي أيضاً. ومن الأمور الأخرى التي قد تسهم في داء السكري من النوع الثاني سوء التغذية، وعدم ممارسة الرياضة، والبدانة.يتضمّن علاج داء السكّري من النوع 2 عموماً تغييرات في النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضيّة. يمكن أن تساعد الأدوية في الحفاظ على مرض السكّري من النوع 2 تحت السيطرة. تساعد بعض الأدوية على تقليل كميّة الغلوكوز في الدم. وأدوية أخرى تحفّز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين.
هناك قائمة طويلة من الأدوية المتاحة لعلاج السكّري من النوع 1 والنوع 2.في بعض الحالات، يتوقّف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بشكل نهائي، لذلك يصبح العلاج بالأنسولين ضرورياً.
بدايات السكّري
إذا كان لديك مرض ما قبل السكّري، فهذا يعني أنّ مستويات الغلوكوز في الدم خارج النطاق الطبيعي، ولكنّها ليست عالية بما يكفي لتتسبّب بمرض السكّري. يمكن أن يحدث مرض السكّري إذا كان البنكرياس بطيء في إنتاج الأنسولين أو إذا كان جسدك لا يستخدم الأنسولين كما يجب.قد تكون قادراً على منع أو تأخير ظهور داء السكري من النوع 2 عن طريق تغيير نظامك الغذائي، والتحكّم بوزنك، وممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.
سكّري الحمل
يحدث مرض سكّري الحمل فقط خلال فترة الحمل. ممّا يسبّب المزيد من المخاطر للأم والطفل.عادةً ما يذهب مرض سكّري الحمل بعد الولادة. إذا كنت مصابة بسكّري الحمل، فأنت في خطر الإصابة بداء السكّري من النوع الثاني في وقت لاحق من حياتك.
العلاقة بين مرض السكّري والبنكرياس
عندما يحدث الالتهاب فجأة ويستمر لبضعة أيام، فإنه يسمى التهاب البنكرياس الحاد. أمّا عندما يحدث على مدى سنوات عديدة، فيسمّى التهاب البنكرياس المزمن.يمكن علاج التهاب البنكرياس بنجاح، ولكن قد يتطلّب العلاج في المستشفى. لأنّه يمكن أن يصبح مهدّداً للحياة.يمكن أن تتلف الخلايا التي تنتج الأنسولين في التهاب البنكرياس المزمن، ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى مرض السكّري.وتشير الدراسات الرصديّة إلى أنّ الأشخاص المصابين بداء السكّري من النوع الثاني قد يكون لديهم خطر متزايد في التهاب البنكرياس الحاد بمقدار مرتين أو ثلاثة أضعاف.
وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى لالتهاب البنكرياس ما يلي:
- حصى في المرارة.
- ارتفاع مستويات الدهون الثلاثيّة في الدم.
- ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم.
- الإفراط في تعاطي الكحول.
العلاقة بين سرطان السكّري والبنكرياس
يمكن أن يزيد مرض السكّري من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس إذا استمر مرض السكري لأكثر من خمس سنوات.يمكن أن يكون مرض السكّري أيضاً أحد أعراض سرطان البنكرياس، وخاصّة إذا أصبت بمرض السكّري من النوع 2 بعد سن 50 عاماً.إذا تمّت السيطرة على مرض السكّري بشكل جيّد، لكنّك فجأة لم تتمكّن من السيطرة على نسبة السكر في الدم، قد يكون ذلك علامة مبكّرة على سرطان البنكرياس.
من الصعب معرفة ما إذا كان أحد المرضين تسبّب في الآخر في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني وسرطان البنكرياس، يشترك المرضين ببعض الأعراض بما في ذلك:
- سوء التغذية
- الخمول البدني
- البدانة
- الشيخوخة
قد لا يسبب سرطان البنكرياس أعراضاً في المراحل المبكّرة. يحصل بعض الناس على التشخيص عندما يكون المرض في مرحلة متقدّمة. ويبدأ بتغيّر في خلايا البنكرياس. لا يمكن تحديد سبب سرطان البنكرياس دائماً، وتشمل العوامل المساهمة الوراثة والتدخين. ليس من الضروري أن يتسبّب التهاب البنكرياس بمرض السكّري، وبالمثل ليس من الضروري تسبب مرض السكّري بمشاكل البنكرياس.لكن بما أنّ البنكرياس مهم لإدارة الأنسولين في جسمك، قد ترغب في استشارة طبيبك حول علاقة أحد المرضين بالآخر. يمكنك أيضاً إدخال تغييرات على نمط حياتك للحد من خطر الإصابة بمرض السكري أو التهاب البنكرياس. ويمكن أن تشمل ما يلي:
- الحفاظ على نظام غذائي صحّي ومتوازن.
- التقليل من تناول الكربوهيدرات البسيطة.
- الحد من شرب الكحول.
- ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.
- استشارة طبيبك حول أفضل الطرق للحفاظ على وزن صحي.
- إذا كنت مصاباً بمرض السكّري، اتبع خطة العلاج التي يصفها طبيبك.