يحدث التسوس نتيجة وجود نخرٍ في السِّن، إذ يمكن للنَّخر أن يصيب الغلاف الخارجي للسِّن (يسمى المينا)، والطَّبقة الداخلية له (تسمى العاج).
ما الذي يُسبب النَّخر؟
عندما تبقى بقايا الطَّعام التي تحتوي على الكربوهيدرات مثل الخبز، الحبوب، الحليب، الصودا، الفاكهة، الكعك أو الحلوى على أسنانك، فإن البكتيريا الموجودة في فمك تُحوِّلها إلى أحماض، ثم تتَّحد البكتيريا والأحماض وفتات الطَّعام واللعاب لتشكيل اللويحات السِّنية، التي تلتصق بالأسنان، وتعمل الأحماض الموجودة في هذه اللويحات على إذابة طبقة المينا، مُحدثةً بذلك ثقوباً تدعى بالتسوس.
من يُصاب بالتسوس؟
يعتقد الكثير من الناس أن التسوس يُصيب الأطفال فقط، ولكنَّ التغيُّرات التي تطرأ على فم الإنسان مع تقدمه بالعمر، تجعل من التسوس مشكلة يعاني منها البالغون أيضاً، فمع التَّقدم بالعمر تتراجع اللثة عن الأسنان، ويمكن أن يحدث هذا التراجع نتيجة أمراض اللثة, ويسبب ذلك انكشاف جذور الأسنان وتعرُّضها للويحات السِّنية، كما أن الإكثار من الأطعمة الغنية بالسكر أو الكربوهيدرات، يجعل الأسنان أكثر عرضة للإصابة بالتسوس.
تُصاب أحياناً أسنان الكبار بالسن بالنَّخر حول حواف الحشوات السِّنية، وغالباً ما يحتاج المتقدمون بالعمر للخضوع للعديد من العلاجات الطبية بسبب عدم حصولهم على الفلوريد أو على الرعاية الجيدة بأسنانهم عندما كانوا أطفالاً. مع مرور السَّنوات، يمكن لهذه الحشوات أن تُضعف الأسنان، فتتجمَّع البكتيريا في الفجوات وتُسبِّب التسوس.
كيف أعرف أنني مصابٌ بالتسوس؟
أثناء الزيارات الدورية لطبيب الأسنان، يمكن للطبيب أن يجد التسوس، وذلك من خلال فحصه للأسنان باحثاً عن المناطق الرخوة في السِّن، أو من خلال استخدامه للأشعة السينية لفحص ما بين الأسنان.
يمكن للتسوس بعد مدةٍ من الزَّمن أن يتسبَّب بألمٍ في الأسنان، خاصة بعد تناول الأطعمة والمشروبات الحلوة أو السَّاخنة أو الباردة. في بعض الأحيان ستكون قادراً على رؤية الحفر أو الثقوب في أسنانك.
كيف يتمُّ علاج التسوس؟
يعتمد العلاج على مدى سوء حالة التسوس. في معظم الأحيان، يقوم طبيب الأسنان بإزالة الجزء المنخور من السِّن باستخدام المثقب، ومن ثمَّ يملأ الحفرة بحشوةٍ مصنوعةٍ من خليطةٍ فضِّية أو ذهبية أو خزفية أو بحشوة الراتين المُرَكَّب، وجميع هذه المواد آمنة.
أعرب بعض النَّاس عن قلقهم حيال الحشوات التي أساسها الزِّئبق، والتي تدعى بالحشوات الملغمية، ولكن رابطة طب الأسنان الأمريكية، وإدارة الغذاء والدواء، ووكالات الصحة العامة الأخرى يقولون بأن تلك الحشوات آمنة، وبأن الحساسية تجاه الحشوات السِّنية نادرة الحدوث.
تُستخدم التيجان عندما تكون حالة السِّن المنخور سيئةً للغاية، لدرجة عدم تبقي الكثير من السِّن، وعندها يقوم طبيب الأسنان بإزالة وإصلاح الجزء التَّالف، ومن ثمَّ يضع تاجاً مصنوعاً إما من الذَّهب أو الخزف أو الخزف المدموج بالمعدن على بقية السِّن.
قد تحتاج إلى قناةٍ جذريةٍ، إذا كان جذر أو لب السِّن ميتاً أو مُتضرراً لدرجةٍ لا يقدر فيها الطبيب على إصلاح السِّن. وفي هذه الحالة، يُزيل الطبيب العصب والأوعية الدموية والأنسجة بالإضافة للأجزاء المنخورة من السِّن، ثم يملأ الجذور بمادةٍ عازلةٍ، وقد تحتاج لوضع تاجٍ على السِّن المحشو.