كثيراً ما نفكر في الأعشاب باعتبارها مجرد طرق بسيطة وممتعة لإضافة نكهة على الطعام أو كمعطر لجو المنزل، ولكنها تمتلك اضافة الى ما سبق مفعول مدهش لا يمكن تخيله، فعلى سبيل المثال استخدمت العديد من هذه النباتات في صناعة حبوب منع الحمل، والأسبرين يستخلص من لحاء الصفصاف، فضلاً عن استخدامها في صناعة الكثير من منتجات التجميل.
البابونج أحد الأعشاب التي يتم التغاضي عنها في كثير من الأحيان، ازهاره تشبه أزهار الأقحوان البيضاء اللون، له نوعين رئيسيين: الألماني والروماني.
البابونج الألماني – النوع الأكثر شيوعاً والذي نراه في أغلب الأحيان – يحمل أكبر عدد من الفوائد؛ يستخدم منذ فترة طويلة في العلاجات الشعبية في ألمانيا، وانتشر لاحقاً استخدامه في الطب التقليدي من قبل العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك إيران وتونس والمكسيك.
تقوم الولايات المتحدة بتضمين البابونج في قائمة إدارة الأغذية والعقاقير المعترف بها عموماً كقائمة آمنة، كما أن المعادل الألماني لـ FDA قد وافق أيضاً على البابونج كعلاج للتهابات البكتيرية والتهابات الجهاز التنفسي.
أما بالنسبة لجميع تطبيقاته المحتملة فلا يتمتع البابونج بتاريخ طويل من التحقق العلمي، لذا ألفت الدكتورة موميتا داس من جامعة أنديرا غاندي الوطنية المفتوحة كتاباً كاملاً حول كيفية استخدام البابونج.
كما هو الحال مع أي علاج عشبي أو فيتامين أو مكمل غذائي يحتاج البابونج إلى اختبار للتأكد من نقاوته، تشير داس موضحةً : “أنت بحاجة إلى التأكد من أن البابونج الذي تستخدمه نقي وأصيل لأن استخدام شاي البابونج المغشوش أو الزيت قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة محتملة. وتضيف قائلة: “لا ينبغي على الجميع ابتلاع البابونج، يُنصح مثلاً بتخطي البابونج أثناء الحمل”.
إحدى الطرق السهلة للاستمتاع بتأثيرات البابونج المهدئة هي شربه في الشاي نظراً لتمتعه بتأثير مهدئ لطيف. تعلق Das على هذا بقولها “البابونج الذي يشرب مع الشاي له تأثير مهدئ على الجهاز العصبي، وبالتالي فهو مفيد في التغلب على ضغوط حياتنا اليومية، ذلك بفضل مفعوله المهدئ الخفيف ويمكن أن يساعد أيضاً في التغلب على الأرق “.
لتهدئة الأعصاب وتخفيف القلق
هناك بعض الأدلة على أن البابونج يمكن أن يقلل من القلق، على سبيل المثال وجدت أول تجربة سريرية بشروط محددة لتقييم آثار البابونج أن كبسولات البابونج الألماني قللت من مستويات القلق لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب القلق العام، كما يمكن استنشاق زيت البابونج الأساسي للحصول على تأثير مهدئ أو شاي البابونج المجفف.
لأمعاء أكثر ليونة
يستخدم البابونج مع غيره من الأعشاب لعلاج القرحة، واضطرابات في المعدة، وأعراض القولون العصبي، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتأكيد ذلك، علماً أن بعض الدراسات تشير إلى أن شاي البابونج له مفعول مضاد للحموضة، تشير Das إلى الطريقة غير شائعة لاستعمال البابونج ألا وهي ” تضمين أزهار البابونج في النظام الغذائي عن طريق اضافته الى السلطة”.
لشعر أكثر إشراقا
اتضح مؤخراً أن الشامبو المصنع خصيصاً للشعر الملون ليس مجرد دعاية على الأقل عندما يتعلق الأمر بالبابونج، فقد اُستخدم مسحوق البابونج الذي يأتي بلون ذهبي منذ فترة طويلة كصبغة شعر شبه دائمة، تشير الدراسات إلى أن البابونج يقلل من تغميق الأشعة فوق البنفسجية للشعر ويزيد من انعكاس الضوء، إذا كنت تريدين إعطاء شعرك علاج جمالي يمكنك وضع ازهار البابونج الناعمة في الماء الساخن ثم وضع الماء على شعرك.
للبشرة الحساسة
يتمتع البابونج بسمعة قوية في قدرته على علاج الالتهاب، ذلك بفضل خصائصه المرطبة التي تجعله مفيداً لعلاج تهيج الجلد الطفيف (على الرغم من أن البشرة الحساسة للأعشاب الراجويدية قد تتحسس أيضاً من البابونج). نعلم من الدراسات السريرية أن كريم البابونج المطبق على الجلد يساعد على شفاء الأكزيما وحروق الشمس بشكل أسرع بنسبة 0.5٪ من الهيدروكورتيزون، سواء أكانت البشرة خشنة أو حاكة يمكن صنع غسول خاص بخلاصة لبابونج لتغذيتها وعلاجها.
لتخفيف الألم
يمتلك البابونج أيضاً تاريخ طويل استخدم خلاله كمسكن للألم ومخفف للعدوى، وجد العلماء نتائج إيجابية لزيت البابونج المطبق على الجلد في تخفيف آلام الصداع النصفي، ومتلازمة النفق الرسغي، وهشاشة العظام، وحتى الولادة (إذا كنت تستخدمين زيت البابونج العطري فتأكدي من تخفيفه باستخدام زيت ناقل). وأفيد أيضاً أن شرب شاي البابونج يساعد في التخفيف من آلام الدورة الشهرية.
نؤكد هنا أننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من البحث لتأكد من صحة هذه المعلومات، لكن شهدت السنوات القليلة الماضية الكثير من طلبات براءات الاختراع للكريمات والمراهم وغيرها من المنتجات الحاوية على خلاصة البابونج، إذ أكدت الدراسات العلمية الواسعة النطاق على نتائج حقيقية للعلاج بالأدوية العشبية التقليدية، لذا يُتوقع رؤية المزيد من المنتجات التي تحتوي على البابونج على رفوف الصيدليات.
لصحة الحيوانات الأليفة
كما توضح داس قائلة: لا يعلم الكثير من الناس أن “البابونج يمكن أن يكون مفيداً للحيوانات الأليفة أيضاً، يقول الطبيب البيطري ستيف مارسدن “غالباً ما يتم إعطاء البابونج فموياً للكلاب ويمكن استخدامه موضعياً على الكلاب والقطط … ومن الناحية الموضعية يتم تطبيق البابونج على الجلد كشاي مركز للتخفيف الالتهاب، فقد تم توثيق مفعول استخدام البابونج عن طريق الفم كمستخلص سائل في تخفيف التهاب الجلد لدى حيوانات المختبر. “تشمل الفوائد المحتملة ليس فقط تقليل التهاب الجلد، بل أيضاً المساعدة في علاج تقرح المعدة وآلام البطن والقلق، يُفضل دائماً استشارة الطبيب البيطري لفحص الحيوان الأليف قبل استخدام البابونج لعلاجه.