هنالك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة كالولادة والتقدُّم في العمر وسن اليأس، وإليكِ ما يجب أن تعرفيه.
بعد ما أجرت إلين “Ellen” عملية استئصال الرَّحم في منتصف العشرينيات من عمرها، وصف لها الطبيب البدء بأخذ أدوية الأستروجين، وبعد حوالي 30 سنة أي عندما بلغت الخمسينيات من العمر ( وتجاوزت المرحلة الطبيعية لحدوث سن اليأس )، نصحها الطبيب بالتوقف عن أخذ تلك الأدوية، وبعد ذلك بفترةٍ قصيرة ” بدأت الأمور بالتَّدهور “، كما قالت إلين، وأضافت: ” في أحد الأيام أحسست بانتفاخٍ يخرج من المهبل… وشعرت كما لو أنَّه كرة غولف.”
في حين أنَّ الحاجة لاستئصال الرَّحم في مثل هذا العمر الصَّغير تُعتبر من الحالات النادرة، إلا أنَّ الشعور بأنَّ أعضائكِ الداخلية ليست بمكانها الصحيح فهو، ولسوء الحظ، من الأمور الشائعة، وتُسمى هذه الحالة بهبوط الرَّحم، وستختبر اثنتان من كلِّ ثلاث نساء هذه الحالة في مرحلةٍ ما من حياتهن، وذلك وفقاً لمختصة طب التَّوليد والنِّسائيَّات سوزان هندريكس “Susan Hendrix”، العاملة في ولاية ميشيغان.
وفقاً للكلية الأمريكية لأطباء التَّوليد وأمراض النساء، فإنَّ هبوط المهبل هو انفتاق أحد الأعضاء القريبة للمهبل والرَّحم واندفاعه نحو الحيِّز المهبلي، ويوجد له ثلاثة أنواع: القيلة المَثانيَّة، التي تحدث عندما تتدلَّى المثانة نحو المهبل، والقيلة المُستقيميَّة، التي تحدث عندما يتدلى المستقيم نحو المهبل، والقيلة المِعَويَّة، التي تحدث عندما تَدفع الأمعاء الدقيقة الرَّحم نحو المهبل.
تقول هندريكس أنَّ هبوط أحد الأعضاء من موضعه السَّوي هو أمرٌ شائعٌ للغاية، فمن أجل أن تلد النساء، فإنهن يمتلكن حوض واسع، وتوضِّح هندريكس ذلك قائلة: ” جميع محتويات البطن ترتكز على الحوض الواسع وتدفع بثقلها نحو الأسفل، ناهيك عن تأثير الجاذبية وحدها، وفوق هذا كله، يُسبِّب الحمل الكثير من الضَّرر للأنسجة، مما يجعل الأعضاء تسقُط “.
تقول الممرضة المجازة المختصة بالتَّوليد كلوي لوبيل “Chloë Lubell، أنَّ جزءاً من سبب تكرُّر مشكلة هبوط الأعضاء من مكانها يعود إلى أنَّ العناية التي تتلقاها الحامل، على الاقل في الولايات المتحدة، تُركِّز بالدَّرجة الأولى على الطفل، وغالباً ما يتم تجاهل الصحة العقلية والجسدية للوالدة خلال مرحلة الحمل، إلا إذا ارتبطت مباشرةً بتحسين حالة الطفل، وبعد أن يولد الطفل، تحظى الوالدة بموعدٍ أو (إذا كانت محظوظة) بموعدين إضافيين لزيارة طبيب التَّوليد والنِّسائيَّات.
تُضيف لوبيل أنَّ صحة قاع الحوض في بعض البلدان، مثل فرنسا، تكون مشمولة بإجراءات الرعاية التي تتلقاها الأم بعد الولادة، مما يُخفِّض بشكلٍ ملحوظٍ عدد النساء اللواتي يعانين من السلس أو هبوط الأعضاء من مكانها، كما أنَّ بعض البلدان الأخرى تدعم إطالة مدَّة إجازات الأمومة، مما يمنح المرأة المزيد من الوقت للتَّعافي وتقوية جسدها بعد ضغط الولادة.
العلاج
يُوجد العديد من العلاجات المتوفرة، ولكن الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها هي زيارة الطبيب، إلا أنَّ حاجز الخجل يمنع الكثير من النساء من زيارته. تقول هندريكس: ” غالباً ما تحاول النساء تناسي المشكلة وكتمانها، إلى أن تتفاقم الحالة وتجبرهم على فعل شيءٍ حيالها”. لا يجب أن تشعري بالخجل من هذه المشكلة، فالاستشارة الطبية المُبكرة تعني حصولك على العلاج المُبكر.
عند ذهابك إلى طبيب النسائية (أو من الأفضل استشارة طبيب المسالك البولية)، ستناقشين معه طُرق العلاج الممكنة، والتي تتراوح من التمارين الواقية إلى العمل الجراحي. تقول هندريكس: ” إذا كانت المريضة على درايةٍ تامةٍ ببروز شيءٍ ما، وتشعر وكأنَّها تجلس على بيضة، أو تنزعج من احتكاك تلك المناطق في ملابسها الداخلية، فمن الواضح أنَّها ستكون ميالة أكثر للخضوع لأحد أشكال العلاج الجراحي “.
يمكن أن تشتمل خياراتك على ما يلي:
- علاج قاع الحوض:يشتمل هذا العلاج على تقوية العضلات الرئيسية الثلاث لقاع الحوض، والتي تلتفُّ حول المثانة والمستقيم والمهبل. سيُرشدك الخبير إلى كيفيَّة تقليص وإرخاء هذه العضلات، ويتمُّ ذلك عادةً باستخدام تقنيَّة الارتجاع البيولوجي التي تتمُّ بإدخال فاحصٍ إلى داخل المهبل و/أو المستقيم، وتقول هندريكس ” إذا كانت حالة هبوط الأعضاء متوسطة الشدة، فيمكن لهذه التمارين أن تُحسِّن قوة العضلات بما يكفي لمنع الحاجة للعمل الجراحي”.
- الهرمونات. إذا كانت المرأة تمرُّ بالمرحلة التالية لمرحلة سن اليأس، وكانت المشكلة الأساسية عندها هي الضُّمور المهبلي، فيمكن أن تستدعي حالتها استخدام أدوية الأستروجين (كالأدوية الموضعية مثل الكريم، أو الدَّاخلية من خلال تناول الأقراص الدوائية).
- التحميلة المهبلية. وهي عبارة عن أداةٍ بلاستيكيةٍ تأخذ شكل الخاتم أو الكعكة، وهذه التحميلة تُساعد على دعم أعضائك، كالرَّحم المُنزاح عن موضعه، ويمكنكِ وضعها داخل المهبل بنفسك وإخراجها لتنظيفها.
- شبكة عبر المهبل. خضعت الكثير من النساء للعلاج المُعتمد على غرس شبكةٍ عبر المهبل لدعم الجدار المهبلي الضَّعيف، لكن النقطة الأهم هنا هي أنَّ الكثير من النساء اختبرن عدداً من المضاعفات، مما دفع إدارة الغذاء والدواء إلى إعادة تصنيف هذا العلاج على أنَّه شديد الخطورة في علاج هبوط الرَّحم، وحالياً يوجد عشرات الآلاف من النساء اللواتي يقاضين مصنِّعي هذه المنتجات، ولهذا السبب لا ننصحك بهذا العلاج.
- تثبيت الرَّحم. تقول هندريكس: نادراً ما يُلجأ إلى هذا الإجراء الجراحي المُشتمل على رفع الرَّحم وإعادته إلى موضعه، ويحذِّر الكونغرس الأمريكي لأطباء النساء والتَّوليد من أنَّ الأدلة على فعالية وأمن هذا العلاج لا تزال محدودة، ومع ذلك، وجدت دراسة نُشرت في مجلة “BMC Women’s Health”، أنَّ فعالية عملية تثبيت الرَّحم في علاج هبوط المهبل تُعادل فعالية استئصال الرَّحم وتفوقها أماناً.
- استئصال الرَّحم. تقول سيندي بيرسون “Cindy Pearson” المديرة التنفيذية للشَّبكة الوطنية لصحة المرأة، وهي مجموعةٌ مناصرةٌ لصحة المستهلك: ” بالنسبة لبعض النساء تُعتبر عملية استئصال الرَّحم بأنَّها الخيار الأفضل”. لكن بيرسون تُشير إلى أنَّ عملية استئصال الرَّحم في الولايات المتحدة يتمُّ إجرائها بشكلٍ سيءٍ ومبالغٍ فيه، وتُضيف قائلة: ” يجب على الجرَّاح أن يُشجِّع النساء أولاً على تجربة أحد العلاجات الأقل اجتياحاً، وذلك ما لم يعانين حقاً من أعراضٍ مسببةٍ للعجز”. تحذِّر لوبيل أيضاً من هذه العملية القاسية التي يستأصل فيها الرَّحم، لأنَّها من الممكن ألا تحل مشكلة هبوط الأعضاء، وتقول: ” إنَّ عملية استئصال الرَّحم هي في الواقع ليست حلاً لمشكلة هبوط الرَّحم، وذلك لأنَّ الأعضاء الأخرى سوف تسقط داخل ذلك المجال”.
ما زلنا بحاجة للمزيد من الأبحاث حول مشكلة هبوط الأعضاء، لكن لحسن الحظِّ أنَّ مجال علم أمراض المسالك البولية (اختصاصٌ فرعيٌّ لطب التَّوليد وطب الأمراض النِّسائيَّة) يتوسَّع ويتطوَّر بشكلٍ سريعٍ، وتقول هندريكس: ” إنَّ أعداد الخبراء والأطباء المجازين في هذ المجال تزايدت في السنين القليلة الماضية “، مما يعني ازدياد عدد الخبراء المدربين على مستوى عالٍ، والذين يُجرون الأبحاث المتعلقة بأسباب هذه المشاكل وتحديد علاجاتها الأكثر فعالية، مما سيزودنا بمعلوماتٍ أكثر حول هذه الحالات.