ما هي الوضعية الأمثل التي يجب اتخاذها أثناء الرضاعة الطبيعية؟
أفضل وضعية لكِ هي تلك التي تكونين فيها أنتِ وطفلكِ بحالة من الرَّاحة والاسترخاء، فلست بحاجة لإجهاد نفسك من أجل البقاء في وضعية معينة أو الاستمرار بالإرضاع، وإليكِ بعض الوضعيات العامة لإرضاع الطفل:
-
وضعية الأرجوحة:
احملي الطفل بحيث يكون الجزء الجانبي من رأسه موضوعاً على حنية كوعكِ، وكامل جسده مواجهاً لك، واجعلي بطنه قبالة جسدك ليشعر بأنه مسنودٌ بشكلٍ كامل. وبإمكانك أن تحضني الطفل بيدك الأخرى “الحرة” لكي تسندي رأسه ورقبته، أو أن تمديها خلف رجليه لتسندي الجهة السفلية من ظهره. -
وضعية الكرة:
مدِّدي ظهر الطفل على طول ساعدكِ بحيث تحمليه كالكرة، مع إسناد رأسه ورقبته بكفكِ. هذه الوضعية تناسب حديثي الولادة والأطفال الصغار بالحجم، وهي أيضاً وضعية جيدة إذا كنتِ في طور التعافي من الجراحة القيصرية، وتريدين حماية بطنكِ من ضغط أو وزن الطفل. -
وضعية الاستلقاء على أحد الجانبين:
هذه الوضعية ممتازة لأوقات الرضاعة الليلية في السرير. كما أن الاستلقاء على الجانب يناسب الأمهات اللواتي يتعافين من بَضْع الفَرج ( أو شق العِجَان )، وهو شقٌّ جراحيٌّ يوسع الفتحة المهبلية خلال الإنجاب. استخدمي الوسادات تحت رأسك لتشعري بالراحة، ومن ثمَّ اقتربي من طفلك، وبيدك الحرة أدخلي حلمتك في فم الطفل، وبعد أن يطبق شفتيه على الحلمتين بالطريقة الصحيحة، اسندي رأسه ورقبته بيدك الحرة لمنع أي التواء أو إجهاد أثناء الإرضاع.
كيف أتأكد من أن طفلي يرضع بالطريقة الصحيحة؟
يجب أن يكون الطفل مواجهاً لكِ من أجل ضمان راحته وعدم اضطراره إلى إمالة رأسه ليتغذى. أمسكي الثدي بإحدى يديك ودلكي بلطف شفته السفلية بالحلمة، من أجل أن يفتح فمه بالكامل كردة فعل غريزية، وأثناء إسناد رقبتة بيدك قربي فمه من الحلمة وحاولي إدخالها في فمه فوق لسانه.
ستعرفين أنَّ طفلكِ يرضع بالطريقة الصحيحة عندما تكون شفتاه مزمومتان باتجاه الخارج حول الحلمة، ويجب أن تكون كامل الحلمة داخل فم الطفل، بالإضافة إلى معظم الهالة ( أي الدائرة الداكنة اللون المحيطة بالحلمة ). قد تشعرين ببعض الوخز أو السَّحب، إلا أنَّ الرضاعة الطبيعية لا ينبغي أن تكون مؤلمة. إذا لاحظت أنَّ الطفل لم يُطبق شفتيه بطريقة صحيحة، أو أنَّه لا يرضع بسهولة وأريحية، ادفعي خنصرك بلطفٍ بين لثتيه لإيقافه عن الرضاعة، وأخرجي حلمتك من فمه، ثم حاولي مجدداً. الإطباق الصحيح لشفتي الطفل على الحلمة يسُاهم في الوقاية من ألم الحلمتين.
ما هي الأمور الأساسية التي يجب على الأم تحقيقها أثناء الرضاعة الطبيعية؟
- الوعي: أرضعي طفلكِ كلَّما جاع (يُعرف ذلك بالإطعام “عند الطلب”)، قد تضطرين في الأسابيع القليلة الأولى، إلى إرضاعه من 8 إلى 12 مرة كل 24 ساعة. لا تنتظريه حتى يبكي، فالبكاء هو علامة الجوع الشديد، بل راقبي العلامات المشيرة إلى إحساسه بالجوع، فالأطفال الجياع يحركون أيديهم باتجاه فمهم، أو يصدرون أصوات امتصاص، أو يقومون بحركاتٍ بفمهم، أو يتحركون باتجاه ثديك.
-
الصبر: استمري بالإرضاع إلى أن يتوقف الطفل بنفسه، ولا تستعجليه خلال أوقات الرضاعة.
يرضع الأطفال بالإجمال لمدة 10 إلى 20 دقيقة من كلِّ ثدي.
- الراحة: هذا أمرٌ أساسي، فالاسترخاء أثناء إرضاع الطفل يزيد من احتمال تدفُّق الحليب بسهولة أكبر. أريحي جسدك بالاستعانة بوساداتٍ تسندي بها ذراعيك ورأسك ورقبتك، واستخدمي سنَّادة القدم لتسندي بها قدميك ورجليك قبل البدء بإرضاع الطفل.
هل هنالك اعتباراتٌ طبية للرضاعة الطبيعية؟
في بعض الحالات، يمكن للرضاعة الطبيعية أن تضرَّ بصحة الطفل. يجب ألا ترضعي الطفل في الحالات التالية:
- إذا كنت مصابة بفيروس الإيدز، إذ من الممكن أن تنقليه إلى طفلك عبر حليب الثدي.
- إذا كنت مصابة بحالة نشطة وغير مُعالَجة من التدرن الرئوي ( السل ).
- إذا كنت تتلقين علاجاً كيميائياً للسرطان.
- إذا كنت تتعاطين المخدرات غير المشروعة مثل الكوكايين أو الماريجوانا.
- إذا كان طفلك مصاباً بحالة نادرة تدعى الجلاكتوزيمية (زيادة الجالاكتوز بالدم)، ولا يتمكن بسببها من تحمل السكر الطبيعي (الجالاكتوز) الموجود في في حليب الأم.
- إذا كنت تأخذين أدوية طبية معينة، كبعض الأدوية المعالجة لحالات الصُّداع النِّصفيّ، أو مرض باركنسون (الشلل الرعاشي)، أو التهاب المفاصل.
استشيري طبيبك قبل البدء بإرضاع الطفل في حال كنت تتناولين أي نوع من الأدوية الطبية، فطبيبك سيساعدكِ على اتخاذ القرار الصحيح اعتماداً على نوع الدواء الذي تأخذينه.
إنَّ حالات الزكام ونزلات البرد يجب ألا تمنعك من إرضاع طفلكِ طبيعياً، فحليب الثدي لن ينقل المرض للطفل، بل من الممكن حتى أن يزدوده بالأجسام المضادة التي ستساعد جسمه على محاربة المرض.
تقترح الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال، إضافة مكملات الحديد الفموية – ابتداءاً من عمر الأربعة أشهر – إلى غذاء الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية حصرية، والأطفال الذي حصلوا على رضاعة طبيعية غير حصرية، بشرط أن تكون نسبة الحليب البشري الذي يستهلكونه أكبر من نصف مجمل غذائهم اليومي، ويجب أن يستمر ذلك إلى أن يتم إدخال الأطعمة الغنية بالحديد إلى نظامهم الغذائي، كحبوب الإفطار المدعمة بالحديد. وتنصح الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال بفحص مستويات الحديد لدى جميع الأطفال في عمر السنة.
اسألي طبيب طفلك عن مكملات الحديد و فيتامين D، فالطبيب قادرٌ على تحديد كمية الجرعات المناسبة لكِ ولطفلكِ، بالإضافة لمواعيدها وتوقيت البدء بأخذها.
لماذا تقرر بعض النساء عدم الاعتماد على الرضاعة الطبيعية؟
- بعض النساء يرفضن الإرضاع في مكانٍ عام.
- تفضل بعضهن إمكانية مشاركة الأب، أو أي شخص مسؤول آخر، في إطعام الطفل من زجاجة الحليب في أيِّ وقتٍ كان.
- يميل الأطفال إلى هضم الحليب الصناعي ببطئٍ أكبر من حليب الأم، لذا فإنَّ عدد وجبات الحليب الصناعي التي يحتاجها الطفل قد تكون أقل من عدد وجبات الحليب الطبيعي.
كما أنَّ حياة الطفل الحديث الولادة تتطلب من الأم الالتزام بإطعامه كل بضعة ساعات، الأمر الذي لا تستطيع جميع الأمهات التقيُّد به. بالإضافة إلى خوف بعض الأمهات من التغيُّر غير المرغوب به لشكل الثديين بسبب الرضاعة الطبيعية، لكن معظم جراحي الثدي يشيرون إلى أن تأثير العمر والجاذبية والجينات والعوامل الحياتية كالتدخين، يفوق تأثير الرضاعة الطبيعية في تغيير شكل الثديين عند المرأة.