حقيقة: معظم النساء ستصاب بالورم الليفي، ففي عمر الخمسين تصاب 80% من النساء ذوات البشرة السوداء و70% من النساء ذوات البشرة البيضاء بهذه الأورام الحميدة التي تنمو داخل جدار الرحم، وذلك وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة، ولكن إن كان مرض الورم الليفي منتشراً إلى هذا الحد فلماذا بالكاد نسمع عنه؟
الحقيقة هي أن هذه الأورام تنمو بحجم صغير جداً ولا تسبب أي مشكلة فالكثير من النساء لا يعلمن أبداً بوجودها، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تسبب الأورام الأكبر حجماً أعراضاً مؤذية ومشاكل في خصوبة المرأة ومضاعفات أثناء الحمل.
ولنتعرف أكثر على الورم الليفي الرحمي تحدثنا مع تشارلز آشر Charles Ascherوهو أستاذ في الطب وأستاذ مشارك في أمراض النساء والتوليد وطب الإنجاب في مدرسة إيكان للطب في مدينة نيويورك، والذي قال لنا : ” نحن لا نعرف بالتحديد لما تصاب بعض النساء بهذه الأورام ولا يصاب بها البعض الآخر” ويضيف: ” يعتقد الأطباء أن الجينات تلعب دوراً، ولكن بسبب الانتشار الواسع للأورام الليفية فعلى الغالب أن العوامل الأخرى تزيد أيضاً من احتمالية الإصابة بها”.
أعراض الورم الليفي التي يجب عليك الحذر منها
يقول الدكتور آشر ولشAscher-Walsh: ” يمكن أن تنمو الأورام في أي وقت خلال السنوات التي يمكن للمرأة أن تنجب فيها، ولكنها تميل للظهور في منتصف إلى أواخر الثلاثينيات والأربعينات من عمر المرأة، وبسبب نمو الأورام الليفية في جدار الرحم فإن أكثر الأعراض شيوعاً هي النزيف الغير منتظم والنزيف الكثيف أثناء فترة الطمث”.
ويتابع الدكتور آشر ولش: ” تبقى الأورام عند معظم النساء صغيرة وبطيئة النمو، ولكن عندما تنمو لتصبح بحجم أكبر فيمكن أن تسبب الأعراض المقترنة بحجمهما، فعلى سبيل المثال يمكن أن تعاني من ضغط في بطنك أو تشعري بوجود كتلة في الحوض أو بأنك في المراحل الأولى من الحمل”، وهنالك عارض آخر وهو التبول المتكرر الذي يحدث بسبب ضغط الأورام الليفية على المثانة، ويمكنها أيضاً أن تؤذي الكلية إذا ما ضغطت على الأنابيب التي تنقل البول من الكليتان إلى المثانة.
ويمكن أيضاً أن تؤدي الأورام الكبيرة إلى عدم الراحة، فيقول الدكتور آشر ولش: ” يمكن للأورام الليفية أن تكون امدادات دموية جديدة وهذا ما يعرف طبياً بالتنكسdegeneration وعند حدوث ذلك يمكن أن تصبح تلك الأورام مؤلمة”.
ويضيف الدكتور آشر ولش: ” إن الورم الذي يسمى بالتليف أسفل الطبقة المخاطية – والذي ينتفخ داخل تجويف الرحم – يمكن أن يُصعِّب من حدوث الحمل والمحافظة عليه لأن هذه الأورام يمكنها أن تؤثر على قدرة البويضة على الانغراس في الرحم، ويقول الدكتور: ” يتضاعف معدل الإجهاض لدى النساء المصابات بأنواع الأورام الليفية هذه، وكل أنواع مرض الورم الليفي تزيد خطر الاضطرار إلى الولادة القيصرية وحدوث الولادة المبكرة وانفصام المشيمة المبكر الذي يحدث عندما تنفصل المشيمة من الرحم قبل أوانها مما يسبب أحياناً نزيفاً يهدد بالموت” ويضيف الدكتور:” الأورام الليفية تميل أيضاً إلى أن تصبح مؤلمة أكثر أثناء الحمل”.
كيفية علاج الأورام الليفية
يمكن لإخصائية التوليد والأمراض النسائية أن تعرف من خلال فحص روتيني للحوض إن كان هنالك تضخم في الرحم، وغالباً ما يكون تقديرها الأول للحالة هو الإصابة بالأورام الليفية، وستقوم بفحصك عن طريق الأمواج فوق الصوتية أو عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي بغرض التأكد من وجود هذه الأورام وحساب عددها (لأنها غالباً ما تظهر في مجموعات).
بعض النساء يمكن ألا تطلب أو تحتاج العلاج إن لم يشعرن بأي عوارض مزعجة ولا يخططن للحمل، ولكن مع هذا فإن الدكتور آشر ولش ينصح بمراقبة الأورام الليفية مع مرور الوقت لأنها يمكن أن تنمو وتسبب مشاكل لأعضاء أخرى لاحقاً.
تختلف طرق العلاج كثيراً فيمكن لحبوب منع الحمل أو اللوالب الرحمية الهرمونية أن تساعد في تخفيف النزيف وآلام عسر الطمث، والأدوية التي تدعى ناهضات الهرمون المطلِق لمواجهة الغدد التناسلية يمكنها أن تقلص الأورام مع أنها مرتبطة بأعراض شبيهة لسن اليأس كالهبات الساخنة، ويوجد خيار آخر للعلاج وهو العمل الجراحي لنزع الأورام الليفية والذي يعرف باستئصال الورم الليفي الرحمي ويتم اجرائه باستخدام المنظار أو من خلال المهبل في حالة الأورام الليفية الأصغر حجماً.
يقول الدكتور آشر ولش: “حتى بعد استئصال الأورام الليفية سينمو في الغالب المزيد منها مع مرور الوقت” وينصحك بسؤال طبيبك عن ضرورة تناول فيتامين D أو خلاصة الشاي الأخضر لأن الأبحاث وجدت أن هذه المكملات يمكنها بالفعل أن تكبح من نمو هذه الأورام.