حِيَل بسيطة تحافظ على شباب دماغك

اتبع هذه الخطة البسيطة لتقوية ذاكرتك وتحسين قدرتك على التفكير النقدي وزيادة نشاط وقوة دماغك بشكل نوعي.

هناك أحد الأمثال المتداولة في المجتمع والتي تقول: ” لا تستطيع أن تعلم كلباً عجوزاً حيلاً جديدة ” أي أن قدرة الكبار بالسن على اكتساب مهارات جديدة أضعف من قدرة الأطفال على ذلك، وهذا صحيح على الكثير من الأصعدة، فالأطفال تقتصر نشاطاتهم على الأكل والنوم والتعلُّم، بينما يواجه البالغين كل متطلبات الحياة من كسب للمعيشة وإدارة للوقت بالإضافة إلى جميع القيود التي يفرضها عليهم الواقع، دون ذكر نفاذ صبرنا وشعورنا بالضيق إن لم نستطع إتقان ما نفعله على الحال.

ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه حقيقة ثابتة فقد نشرت مجلة التنمية البشرية مقابلة لريتشيل وو Rachel Wu الحائزة على شهادة دكتوراه والأستاذة المساعدة في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، تقترح فيها أن اتباع الطريقة التي ينهجها الأطفال في التعلم ستساعد البشر مهما كان عمرهم على أن يقبلوا على القيام بتحديات جديدة ويتغلبوا عليها.

لا تساهم هذه الطريقة في مساعدة البالغين على تطوير هوايات وقدرات جديدة وحسب، ولكن الأبحاث وجدت أنها تساعد أيضاً على إبقاء عقولهم فتية وتؤخر أو تبطىء من حدوث التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم بالعمر.

تقول الدكتورة وو أنه مع تقدمنا في العمر ننتقل من طريقة “التعلم الشامل” إلى طريقة “التعلم التخصصي” القائم على التركيز على مهننا وجوانب محددة من اختصاصاتنا، وهذا التخصص المحدود في التَّعلُم يؤدي إلى التباطؤ المعرفي الذي يظهر بداية عند مواجهتنا للمواقف الغير مألوفة ومن ثم يرافقنا طوال الوقت.

ولتجنب الوقوع في هذا الفخ يتوجب على البالغين أن يتبنوا طريقة التعلم الشامل من خلال اتباع هذه الاستراتيجيات الستة التي سنستعرضها هنا، فقد أثبتت هذه السلوكيات فعاليتها على تحسين المقدرات المعرفية الأساسية لدى الأطفال كتقوية الذاكرة العاملة وسلوك ردع الذات والتركيز، وتتوقع الدكتورة وو أن النتائج نفسها يمكن أن تنطبق على البالغين أيضاً في حال تجربتهم لتلك الاستراتيجيات.

طبابة نت - حيل تنشط دماغك

  1. غامر بالخروج من منطقة الراحة
    تقول الدكتورة وو : نحن كبالغون ميالون أكثر لاستخدام نفس المهارات في كل يوم، فنحن على سبيل المثال نختار الوظائف في المجالات التي نتقنها ونقود السيارة إلى نفس الأماكن باتباع نفس الطرق المعتادة ونغرق في عادات يومية تشعرنا بالراحة، ولكن اعتمادنا على كل هذه النشاطات المألوفة يحد من قدرة أجزاء الدماغ التي نستخدمها عادة ، فإن كنت تحاول تعلم مهارة جديدة ووجدت أنها في غاية السهولة فيمكن أن يكون ذلك مؤشراً إلى أنها مشابهة كثيراً لما هو مألوف لك مسبقاً، وتشير الدكتورة وو إلى أن انتقالك لتعلم أمراً يضعك أمام تحديات أكبر ويختلف تماماً عما تألفه، يمكن أن يعود بفوائد جمة على الصعيد المعرفي.
  2. تعلم تحت إشراف مدرس
    تقول الدكتورة رايتشل: يصعب على البالغين أن يعلموا أنفسهم مهارات جديدة وخاصة عند تجربتهم لأمر غير مألوف لهم كلياً، وفي المقابل يمكن لتعيين مدرس مختص أو أخذ حصص دراسية أن يدفعهم على الانضباط والالتزام بما عزموا على انجازه، وتضيف الدكتورة وو: ” إن كنت لا تستطيع دفع تكلفة الدروس، فانضم إلى المجموعات التي تتبع نظام المقايضة حيث يكون فيها أحد البالغين ماهراً بالرسم والآخر ماهر بالموسيقا، ويقومون بتبادل الخبرات ويصبح كل منهم معلماً ومتعلماً في نفس الوقت”.
  3. ثق بنفسك
    تقول الدكتورة رايتشل: “يمكن أن تكون هذه الخطوة من أصعب الخطوات لأننا محكومون بالأفكار المغروسة بعمق في المجتمع وبالأفكار النمطية الشائعة التي تقول بأنك كبالغ لا تملك القدرة على التطور”، والكثير من الناس يعتقدون أيضاً أن البالغين يجب أن يكونوا موهوبين بالفطرة لكي يستطيعوا النجاح في مجالات جديدة، وأنه لا جدوى من العمل الجاد فهو ببساطة غير كاف.
    (وقد كتبت الدكتورة رايشتل عن تجربتها الخاصة مع هذه المعتقدات من خلال مشاركة لها في المدونة العلمية الأميركية.)
    ولحل هذه المشكلة تقول الدكتورة رايتشل: “عليك تجاهل الناس الذين لا يؤمنون بهذا النهج، وأن تحفز نفسك على الإيمان الفعلي به، لتتيقن أنك سوف تحسن من قدراتك من خلال المواظبة على التدريب”
  4. أحط نفسك بالداعمين والمشجعين
    إن الخوف من ارتكاب الأخطاء هو عامل آخر يجعل من البالغين بطيئي التعلم للخبرات الجديدة، فإذا جربنا وفشلنا سنتعرض لمواجهة النقد أو خسارة المال أو الطرد من العمل ، وإن لم نكن ماهرين في المرة الأولى التي نجرب فيها القيام بشيء جديد فسيقول لنا الآخرين أنه لا جدوى من المحاولة وسينصحوننا بالتركيز على اختصاصنا الأساسي، فلهذا من المهم بناء شبكة داعمة في محيط العمل والمنزل من الناس الذين يسمحون لك بارتكاب الأخطاء والتعلم منها، وتقول الدكتورة رايتشل :”حاوط نفسك بالإيجابية” وتضيف:” هذا درس مفيد للحياة بشكل عام، ولكنه مفيد بشكل خاص عند تطبيقه في موضوعنا هذا”.
  5. عاهد نفسك على إنجاز شيء ما، ولا تستسلم
    إن العامل المحفز للناس على إنجاز عملهم هو أمر شخصي جداً، ويختلف من فرد للآخر، فيجب على الناس أن يجدوا الإلهام الذي يناسب كل منهم، وتقول الدكتورة : “أحد الأسباب التي اعتمدت فيها على أستاذ ليعلمني العزف على البيانو هو خشيتي من عدم الالتزام بمتابعة التعلم والانصراف لقضاء الوقت في ممارسة شيء آخر. إن لم يكن لدي دافع للاستمرار كل أسبوع”.
    وتظهر بعض الأبحاث أن إخبار الأهل والأصدقاء عن الهدف الجديد الذي وضعته لنفسك سيساعدك أيضاً على البقاء متحمساً لإنجازه، وإن كان لديك القدرة المادية للصرف على ممارسة نشاط جديد، فيمكنك الاستفادة من ذلك أيضاً لتصعب على نفسك الاستسلام بسهولة، فجرب مثلاً الدفع المسبق لدروس كرة المضرب وشراء مضرب فاخر أو الذهاب برحلة إلى روما لصقل لغتك الايطالية.
  6. تعلم عدة أشياء في نفس الوقت
    تقول الدكتورة رايتشل: “لأن وقتنا ثمين جداً فإننا نميل إلى الانكباب على ممارسة هواية أو مهارة واحدة نريد أن نطورها، ولكن تقسيم هذا الوقت والطاقة لأربعة أو ثلاثة مجالات مختلفة سيزيد من كفاءة دماغك في مجالات عدة”.
    ولكن هذا لا يعني أن عليك البدء بممارسة أربعة نشاطات جديدة دفعة واحدة، فمثلاً لنفترض أنك بدأت بتعلم لغة جديدة في السنة الماضية فيمكنك أن تضيف دروس الغناء هذه السنة وأن تجرب شيئاً آخر في السنة التالية، ويمكنك بالتدريج إضافة نشاطات جديدة بما يتناسب مع قدرتك على السيطرة عليها.
    ابذل ما في وسعك أيضاً للتنويع بالنشاطات، فتقول الدكتورة رايشتل: ” إن نوعت في مجالات الأنشطة كالرياضة والموسيقى والرسم، فإن ذلك سيمكن الدماغ من التطور بفاعلية أكبر من مجرد تعلمك لمهارات مرتبطة بمجال واحد كالتلوين بالألوان المائية والرسم والنحت”.

تشير الدكتورة وو أن الفكرة وراء فعالية هذه الاستراتيجيات الستة في محاربة التدهور المعرفي مازالت بحاجة لمزيد من الإثباتات والأبحاث العلمية، ولكنها تقول أن نظريتها مستندة على نتيجة خمسة عقود من الأبحاث، وبأنها متفائلة لما ستظهره الأبحاث المستقبلية من حقائق، وأنها تتفهم أيضاً أن إمكانية تخصيص المال والوقت للتعلم هي رفاهية لا يمتلكها كل الناس، وخاصة عندما نكافئ -في عملنا ومن الناس المحيطين بنا ومن ذواتنا -على ممارسة ما نتقنه بالأصل.

تقول الدكتورة رايتشل: ” أول خطوة هي بأن تدرك أن الالتزام بممارسة اختصاص واحد يمكن أن يكون مجدياً على المدى القصير ولكن عواقبه وخيمة على المدى البعيد، والخطوة الثانية هي بإيجاد طرق لإدخال التنويع والمهارات الجديدة إلى حياتك اليومية وحتى لو مارستها لعشر دقائق فقط سيكون أفضل من لا شيء”.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top