ما هي الملاريا؟ وما أعراضها وعلاجها؟

ضع ذلك في الاعتبار إذا كنت مسافراً هذا الصيف

كان يُنظر إلى الملاريا ولفترات زمنية ماضية على أنها مرض قابل للعلاج على الأقل في الولايات المتحدة. لكن نشرت مجلة The Lancet Infectious Diseases بحثاً من أن هذا المرض “من الممكن أن يستدعي إعلان حالة طوارئ صحية عالمية ” بحلول العقد القادم.  

يحذر هذا المقال البحثي من أن سلالات الملاريا المقاومة للعقاقير المتعددة تنتشر حالياً في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، بما في ذلك أماكن مثل تايلاند وكمبوديا ولاوس وفيتنام، وفقاً للباحثين، فإن سلالات الملاريا المقاومة للعقاقير كانت لها بالفعل “عواقب وخيمة”، مما يجعل الدواء المستخدم على نطاق واسع والمعروف باسم ثنائي هيدرو آرتيميسينين- بيبيراكين (DHA-PPQ) غير فعال.

لسوء الحظ، هذا الارتفاع في عدد المصابين بالملاريا ليس بالأمر الجديد فبحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2018 حيث ارتفعت حالات الإصابة بالملاريا بشكل كبير في 13 دولة، وزادت بمقدار مليوني حالة -من 217 مليون إلى 219 مليون -بين عامي 2016 و2017.

في مقابلة أجراها موقعنا مع خبير الأمراض المعدية لمعرفة الأمور الواجب معرفتها عن الملاريا بما في ذلك الأمكنة التي تكون فيها احتمالية الاصابة بالملاريا أعلى من غبرها والسبل التي يجب اتباعها للوقاية منها.

 ما هي الملاريا؟

طبابة نت - الوقاية من الإصابة بالملاريا - بعوضة

بالنسبة للجزء الأكبر للأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة لا تشكل الملاريا مشكلة، ولكن إذا سافرت خارج الولايات المتحدة، فبإمكانك أن تتعرض بسرعة للمرض القاتل، وفي جميع أنحاء العالم، فإن 23. مليار شخص (أي حوالي نصف سكان العالم) معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، وفقاً للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، فمن المهم أن تعرف الحقائق المتعلقة بالملاريا إذا كنت تسافر كثيراً لأن الملاريا لا تزال منتشرة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.

يقول الدكتور فرانك إسبير، أخصائي الأمراض المعدية في عيادة كليفلاند لموقعنا: ” تعد الملاريا مرض خطير وربما قاتل، وينجم عن طفيلي يصيب عادة نوعاً معيناً من البعوض، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. لقد تم القضاء على المرض في الولايات المتحدة خلال أربعينيات القرن الماضي حيث عملت الحكومة على رش ملايين المنازل بالمبيد الحشري”، ولكن ما تزال الملاريا منتشرة في مناطق متعددة حول العالم بحسب رأي الدكتور فرانك.

يوضح الدكتور إسبير: ” إن الملاريا تنتقل من البعوض إلى البشر من خلال لسعات البعوض. “إذ ان البعوض المصاب يعض الشخص، وينقل هذا الطفيلي إلى جسده ويسبب له الاصابة”.

إن الطفيلي الرئيسي الذي يسبب الملاريا هوPlasmodium، وهناك خمسة أنواع منه هي Plasmodium falciparum ، Plasmodium malariae  ، Plasmodium vivax ، Plasmodium ovale ، و Plasmodium knowlesi، وبحسب الدكتور إسبير  إن  Plasmodium falciparum هو النوع الأكثر إثارة للقلق .

ما هي أعراض الملاريا؟

إن خطورة الملاريا تنبع من كونها مشابهة لمرض الأنفلونزا الشائع، ففي البداية قشعريرة، حمى، تعرق، تعب، صداع، قيء، غثيان وآلام في الجسم، كلها من أعراض الملاريا، وإذا استمر المرض من دون علاج، فإنه يسبب فقر الدم واليرقان (اصفرار الجلد والعينين) بسبب فقدان خلايا الدم الحمراء، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، ويمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي، والتشوش الذهني، والغيبوبة، وحتى الموت.

يقول مركز السيطرة على الأمراض أن الأعراض قد تظهر خلال 10 أيام أو لاحقاً بعد عام واحد من التعرض للمرض. يجب أن تكون متنبهاً لتلك الأعراض الشبيهة بالأنفلونزا إذا سافرت إلى بلد توجد فيه الملاريا، وإذا واجهتك، فقد حان الوقت لرؤية الطبيب على الفور، لأن الملاريا يمكن أن تتحول بسرعة إلى شيء خطير.

 ما هو علاج الملاريا؟

إن خط الدفاع الأول في مجال مكافحة الملاريا هو الوقاية، لذلك إذا كنت تعلم أنك ستسافر إلى منطقة تنتشر فيها الملاريا، فمن المهم أن تستعد مسبقاً، فأنت بحاجة إلى البدء بتناول الحبوب المضادة للملاريا قبل أن تصل إلى وجهتك، وذلك لإعطاء جسمك الوقت اللازم للتحضير. يوضح الدكتور إسبير أنه بمجرد البدء بتناول الحبوب “سيموت الطفيلي بمجرد دخوله إلى الدم”.

عليك باستشارة طبيبك أو التحدث لأخصائي طب السفر لتقييم خطر الإصابة بالملاريا قبل السفر إلى الخارج، لتحديد إلى أي مدى قبل رحلتك تحتاج إلى تناول دواء الملاريا فذلك يعتمد على الدواء المحدد الذي تقرر تناوله فبعضها يتطلب تناوله قبل يوم إلى يومين فقط من موعد السفر، في حين يجب أن يبدأ البعض الآخر قبل أسبوع إلى أسبوعين.

إن مركز السيطرة على الأمراض لا ينصح بها للنساء الحوامل بتناول بعض أنواع أدوية الملاريا بالإضافة إلى ذلك، ليست كل أدوية الملاريا آمنة للجميع. على سبيل المثال، لا ينصح الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية معينة بتناول دواء شائع ضد الملاريا، والأهم هو التحدث مع أخصائي طب السفر لمساعدتك في تحديد أفضل مسار للعلاج بالنسبة لك.

تجدر الاشارة إلى ضرورة الانتباه إلى أنه عندما تبدأ بتناول الأدوية عليك أن تتابع كامل مراحل العلاج وأن تتأكد من تناول كامل الحبوب، حتى لو كنت على وشك مغادرة المدينة ولا تظن على الأرجح أنك لن تصاب مرة أخرى. يحذر الدكتور إسبير من أن “الأشخاص الذين يستقلون الطائرة يمكن أن يلدغوا من بعوضة”، ومن الممكن أن تتطور هذه الحالة عند عودتك من السفر وخصوصاً إذا لم تكن تتناول حبوبك وعليك فوراً الاتصال بطبيبك.

يقول الدكتور إسبير: ” يمكنهم إجراء فحص دم وبالتالي تتأكد فيما إذا كنت تعاني من مرض الملاريا أو لا فإذا كنت مصاباً، يمكنك استخدام دواء يُدعى artesunate ، ويُعطى عن طريق الوريد لمدة يومين لكن مرة أخرى، هذا هو خط الدفاع الأخير فالوقاية خير من قنطار علاج.

والخبر السار في كل هذا؟ الملاريا هي مصدر قلق فقط إذا كنت مسافراً إلى منطقة ينتشر فيها المرض -وحتى بعد ذلك، إذا كنت تأخذ حبوب الملاريا بالطريقة الموصوفة، فيجب أن تكون على ما يرام.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top