أسباب الألم العضليّ الليفيّ أو متلازمة الفيبرومالغيا
لا يعلم مقدمو خدمات الرعاية الصحية وغيرهم من الباحثين الأسباب المؤدية للإصابة بمتلازمة الألم الليفيّ العضليّ. وفقاً لأحدث الأبحاث، يبدو أن السبب هو نظرية تعدد الأسباب التي تتضمن على التنظيم الجيني (الخصائص الوراثية) مترافق مع وجود المُحفّز، أو مجموعة من المحفزات، مثل العدوى والصدمة والإجهاد.
وسنلقي هنا نظرة فاحصة على هذه العوامل المحتملة بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على سبب إصابة الأشخاص بالألم الليفي العضليّ.
الالتهابات
يمكن أن يؤدي وجود مرض سابق إلى المعاناة من الألم الناتج عن الألم الليفيّ العضليّ أو ربما يجعل الأعراض تتفاقم. يوجد علاقة ارتباط محتملة لكل من الإنفلونزا والالتهاب الرئوي وعدوى الجهاز الهضمي، مثل تلك التي تسببها بكتيريا السالمونيلا والشيغيلا الزُّحارية، وفيروس إبشتاين-بار، مع الإصابة بالالتهاب الليفيّ العضليّ.
الجينات الوراثية- المورثات
غالباً ما تنتقل المورثات المسؤولة عن الألم الليفيّ العضليّ من الأبوين إلى الأبناء؛ فإذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بهذه الحالة، فأنت معرض لخطر الإصابة به.
يعتقد الباحثون أن بعض الطفرات الوراثية يمكن أن تلعب دوراً في هذه الحالة المرضية. لقد تم تحديد بعض المورثات التي يُحتمل بأنها التي تؤثر على انتقال إشارات الألم الكيميائية بين الخلايا العصبية.
التعرض لصدمة
يمكن أن يصاب الأشخاص الذين يعانون من صدمة جسدية أو عاطفية شديدة بألم ناتج عن الالتهاب الليفيّ العضليّ؛ وقد تم ربط هذا المرض باضطراب ما بعد الصدمة.
الإجهاد
وبشكل مماثل لما تؤدي إليه الصدمات، يمكن أن يترك الإجهاد آثاراً طويلة المدى على الجسم؛ حيث تم التأكيد على وجود ارتباط بين الإجهاد والتغيرات الهرمونية التي يمكن أن تساهم في الألم العضليّ الليفيّ. وليس واضحاً بشكل كامل بالنسبة لمقدمي خدمات الرعاية الصحية ما هي الأسباب المؤدية للإصابة بالألم العضليّ الليفيّ المزمن. تفترض إحدى النظريات بأن الدماغ يقوم بخفض عتبة الألم. وتصبح الأحاسيس التي لم تكن مؤلمة من قبل، تصبح مؤلمةً جداً بمرور الوقت.
تفترض نظرية أخرى بأن الأعصاب تبالغ في ردة الفعل تجاه إشارات الألم. تصبح الأعصاب أكثر حساسية، لدرجة أنها تتسبب في حدوث ألم غير ضروري أو مبالغ فيه.
الألم الليفيّ العضليّ والمناعة الذاتية
في أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو التصلب المتعدد؛ يستهدف الجسم أنسجته الخاصة عن طريق الخطأ من خلال بروتينات تسمى الأجسام المضادة الذاتية. تماماً كما يقوم بمهاجمة الفيروسات أو البكتيريا دفاعاً عن نفسه، في هذه الحالة يهاجم الجهاز المناعي المفاصل أو الأنسجة السليمة الأخرى.
تبدو أعراض الإصابة بالألم الليفيّ العضليّ مشابهة جداً لأعراض اضطرابات المناعة الذاتية. يؤدي هذا التداخل في الأعراض إلى تشكيل نظرية تفترض بأن الألم العضليّ الليفيّ يمكن أن يكون عبارة عن حالة من حالات المناعة الذاتية.
كان من الصعب إثبات هذا الأمر، ويرجع السبب في ذلك ولو جزئياً إلى أن الألم العضليّ الليفيّ لا يسبب الالتهاب، وحتى الآن لم يتم العثور على أجسام مضادة ذاتية التكاثر. ورغم ذلك، من الممكن أن يكون لدى المريض إصابة بكل من مرض مناعي ذاتي وآلام ناتجة عن متلازمة الألم الليفيّ العضليّ في نفي الوقت.