من الطبيعي جدا أن تضيع محفظتك أو تنسى أسماء أصدقاء أطفالك في كثير من الأحيان. لكن على الرغم من صغر هفوات الذاكرة هذه، فهي قد تشير إلى حالة مزمنة أكثر خطورة- ألا وهي الخرف، وفقدان القدرات المعرفية التي تشمل مرض الزهايمر، الخرف الجبهي الصدغي، وخرف جسم لوي (Lewy body dementia).
يقول Babak Tousi ، طبيب الشيخوخة في مركز كليفلاند كلينك لو روفو لصحة الدماغ في أوهايو: “يتحدث كبار السن في كثير من الأحيان عن معاناتهم من صعوبات في الذاكرة قصيرة الأجل، مثل تذكر الاسماء التي تعلموها مؤخراً أو سبب دخولهم إلى أحد غرف المنزل”. “إلا أن كبار السن الأصحاء يمكنهم عموماً استرداد هذه المعلومات التي تعلموها مسبقاً … مما يشير إلى أنه لم يتم تخزين المعلومات بنجاح”.
ليس بالضرورة أن يكون هذا حال الأشخاص الذين يعانون من الخرف. على سبيل المثال ، خذ مرض الزهايمر (الذي يمثل 60 ٪ إلى 80 ٪ من جميع حالات الخرف، وفقاً لجمعية الزهايمر). يقول الدكتور الطوسي إن المصابين بمرض الزهايمر يجدون صعوبة في تعلم معلومات جديدة، حتى في حال تم تذكيرهم بها مراراً وتكراراً. “هذا يشير إلى أن المعلومات لم تحفظ ابداً”.
يحدث الخرف في المقام الأول بسبب تلف خلايا الدماغ، التي تواجه مشكلة في “التواصل” مع بعضها البعض. على الرغم من استطاعة الأشخاص في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر أن يلاحظوا فقدان الذاكرة لديهم، إلا أنهم يميلون إلى أن يصبحوا أقل إدراكاً لحالتهم مع تقدمها، حسب قوله. يقول الدكتور الطوسي: “قد يعلم البعض أن هناك مشكلة لكنهم لا يدركون حجمها”.
إذا كنت تشك في أنك (أو أي شخص تعرفه) مصاب بالخرف، فتحدث إلى طبيبك على الفور. رغم عدم وجود علاج لهذه الحالة، إلا أن هناك أدوية متوفرة يمكن أن تساعد في علاج الأعراض. فيما يلي بعض العلامات والأعراض التي يجب أن تكون على دراية بها.
لا يمكنك تذكر أنك سبق وتحدثت مع شخص ما
غالباً ما تكون ذاكرة الشخص طويلة المدى حادة في المراحل الأولى من المرض، إلا أن ذاكرته قصيرة المدى هي التي ستبدأ في الانخفاض. يقول الدكتور الطوسي إن الأشخاص الذين يعانون من الخرف قد يواجهون صعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة، مثل إجراء محادثة في وقت مبكر من صباح يوم محدد أو مقابلة شخص تعرف عليهم للتو. ومع تقدم المرض فإن ذاكرتهم طويلة المدى قد تبدأ في التلاشي أيضاً، حتى أنهم من المحتمل أن ينسوا حتى الذكريات البعيدة العتيقة.
ازدياد صعوبة انجاز المهام اليومية بشكل متزايد
يقول الدكتور الطوسي إن الأشخاص الذين يعانون من الخرف غالباً ما يواجهون مشكلة في تطبيق بعض المهارات مثل حل المشكلات والتخطيط، وهذا سيجعل من الصعب عليهم تحقيق التوازن بين دفاتر الشيكات و تتبع فواتيرهم. حتى المهام التي كانت بسيطة نسبياً بالنسبة لهم في الماضي – مثل تنظيم نشاط زيارة الكنيسة – يمكن أن تصبح صعبة بشكل متزايد.
نسيان مكان وضع الأشياء الخاصة
ترك المفاتيح في الجيب لا يعد أمر خطير، إلا أن تركها في مكان آخر مثل الثلاجة يعد علامة محتملة على الخرف. من جهة أخرى، الشخص الذي لا يعاني من الخرف قد يكون قادراً على استعادة خطواته للعثور على الشيء المفقود (على سبيل المثال، “يجب أن أترك مفاتيحي في جيب سروالي!”)، فإن الأشخاص الذين يعانون من إعاقات معرفية يكونون غير قادرين بشكل عام على القيام بذلك.
فقدان الدوافع والاهتمامات
يشعر أي شخص بالإحباط قليلاً في بعض الأحيان، ولكن الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر واضطرابات الوجه الأمامي وخرف جسم لوي يميلون إلى الانسحاب من هواياتهم وأنشطتهم المفضلة. يقول الدكتور الطوسي: “فقدان المبادرة وعدم وجود دافع أمر شائع في الخرف وغالباً ما يخلط بينه وبين الاكتئاب“.
لديك مشكلة في حفظ محادثة اجريتها مع أحدهم
غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر من صعوبة في اللغة وقد يواجهون صعوبة في الخروج بالكلمات الصحيحة التي يجب استخدامها في المحادثة. يقول الدكتور الطوسي: ” يشعرون كما لو أن الكلمة موجودة على طرف لسانهم أو يستخدمون كلمات غير صحيحة أو يتحدثون عن عدم قدرتهم على استعادة الكلمة الصحيحة”.
الضياع اثناء القيادة
تصبح قيادة السيارة صعبة للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الخرف. تتراجع مهاراتهم في القيادة لتصبح أسوأ بشكل تدريجي، أضف الى ذلك أنهم يواجهون أيضاً مشكلة في معرفة طريقهم إلى المنزل أو خارج الحي.
يواجه الأشخاص المصابون بخرف Lewy على وجه الخصوص مشكلة في تحديد المسافات والأعماق، مما قد يحد من قدرتهم على الالتفاف، كما يقول الدكتور الطوسي.
فقدان الصبر بشكل غير معهود
تغيرات الشخصية شائعة عند الأشخاص المصابين بالخرف – وفي كثير من الأحيان تكون العلامات المبكرة للإصابة بهذه الحالة عبارة عن تهيج أو ضعف التحكم في التنفس، بحسب الدكتور الطوسي. على سبيل المثال: يبدأ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الوجه الأمامي في تناول الطعام بشكل إلزامي أو قد يكونون غير قادرين على مقاومة الرغبة في لمس شيء ما. وبالمثل قد يشعر الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر أو مرض Lewy بالتوتر أو الضيق.
فقدان الثقة بالناس
غالباً ما يشعر الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر بالريبة من الآخرين، حتى من أفراد الأسرة، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الخرف Lewy فهم يصابون بجنون العظمة أو الأوهام (أي معتقدات خاطئة).