توجد أسبابٌ عديدةٌ لظهور هذه الكتل فمنها ذات منشأ جلديّ ومنها عظميّ.
وقد تكون أحد الأسباب تضخّماً في العقد اللمفيّة أو ما يسمّى بالغدد اللمفيّة. ومعظم هذه الكتل لا يستدعي القلق وتزول لاحقاً.
كتل في الجلد
قد تكون الكتل الموجودة خلف الأذن على الجزء السّطحيّ من فروة الرّأس مؤثّرةً على البشرة. وهناك ثلاثة أسبابٍ للكتل غير السّرطانيّة وهي:
- حب الشّباب (العدّ)
- كيسة جلديّة
- ورم شحميّ
كتل حب الشّباب الموجودة خلف الأذن
يعتبر حبّ الشّباب شائعاً لدى المراهقين، لكنّه قد يصيب الأشخاص في أيّ عمر. وقد تكون مشكلة حبّ الشّباب الشّائعة سبباً للكتل خلف الأذن.
ففي حالة حبّ الشّباب تغلق المسام بالزّهم sebum وهي مادّةٌ تفرز من غدد موجودةٍ في قاعدة الشّعر. وعندما يختلط هذا الزهّم مع الخلايا الميّتة تتشكّل الرّؤوس السّوداء. وتصبح البثرة ملوّثةً وملتهبةّ بتدخّل أنواعٍ معيّنةٍ من الباكتيريا. وقد تمسي هذه البثور الملتهبة كبيرةً، وفي الحالات الشّديدة تحدث كتلاً تعرف بكيسات حبّ الشّباب acne cyst.
وعندما تتشكّل هذه الكتل نتيجةً لحبّ الشّباب، تمسي هذه الكتل مؤلمةً عند الضّغط. وكما قد تكون مصاحبةً لكيساتٍ أخرئ وبثورٍ على الرأس وخاصّةً الوجه.
وكيسات حبّ الشّباب حالةٌ مزعجةٌ قد تسبّب النّدوب؛ ولكن يستطيع الأطبّاء علاجها بفاعليّةٍ.
كيسات خلف الأذن
لا يوجد مكانٌ محدّدٌ لظهور الكيسة؛ فقد تكون الكتلة التي خلف الأذن كيسةً. والكيسات الجلديّة مليئةٌ بالسّائل، وتشكّل ما يشبه القبّة في الجلد. وأحياناً تحوي بقعةً سوداء في أعلاها وتسمّى بالنّقطة.
وقد تتحرّك بحرّيةٍ ولا تبقى ثابتة. أمشا بالنّسبة لباقي الكتل التي تبقى ثابتةٍ في مكانها فيجب استشارة الطّبيب.
وتشكّل الكيسات الموجودة في فروة الرّأس ما يسمّى بالكيسات الجلديّة الشعرية pilar skin cysts وقشرة هذا الكيس هي عبارةٌ عن خلايا بصيلات الشّعر. وقد تتشكّل بعض هذه الكيسات من خلايا موجودةٍ على سطح الجلد تعرف بالكيسة البشرانيّة epidermoid cysts. وأخيراً هناك ما يعرف بالكيسة الزّهميّة sebaceous cysts وهي ليست شائعةً وتحتوي على مادّةٍ زيتيّةٍ.
ورم شّحمي Lipoma خلف الأذن
قد تكون إحدى الكتل الموجودة خلف الأذن ورماً شحميّاً. وهي عبارة عن كتلةٍ دهنيّةٍ حميدةٍ ليست سرطانيّةً تنمو ببطءٍ شديدٍ ولا تتوزّع.
وهذه الأورام الشّحميّة أكثر شيوعاً في باقي أنحاء الجسم ولكنّها قد تظهر في أيّ مكانٍ تحت الجلد. ويكون ملمس هذه الكتل طريّاً. ولا تكون حسّاسةً أو مؤلمةً إلا إن كانت تضغط على عصبٍ قريبٍ.
والكتل الشّحميّة شائعةٌ لكنّها تظهر فقط في مكانٍ واحدٍ أو اثنين. وفي حالاتٍ نادرةٍ تكون متعدّدةً.
ويختلف قياس الكتل الصغيرة من صغيرٍ كحبّة البازلاء حتّى تصل إلى عرض إنشين. إن لم تسبّب أي مشاكل جماليّة، فمن الآمن تركها دون علاج. وإن تطلّب الأمر يمكن إزالتها جراحيّاً.
الفرق بين الكيسات والكتل الشّحميّة
تعتبر الكيسات والكتل الشّحميّة كتلاً من نفس النّوع. ولكن تختلف الكتلة الشّحميّة من حيث أنّها أعمق، في حين أنّ الكيسات أقرب لسطح الجلد. كما أنّ الكتل الشّحميّة أكثر طراوةً.
تضخّم العقد اللمفيّة
توجد العقد اللمفية خلف الأذن، وهي عبارة عن أجزاءٍ من الجهاز المناعي التي تصرّف وتنقي الأنسجة.
وإن كانت هذه العقد اللمفاوية حاويةً على مواد غريبةٍ كالتي تحدث نتيجة خمج قريب فإنّها تتضخّم. الاسم العلمي لها هو lymphadenopathy تضخّم العقد اللمفيّة.
كما تعرف العقد اللمفيّة أيضاً بالغدد اللمفيّة أو الغدد المتضخّمة التّي عادةً ما تحدث للرّقبة. بينما تدعى تلك الموجودة خلف الأذن posterior auricular lymph nodes أي العقد اللمفيّة الخلفيّة الأذنية.
ومن المفترض أن تزول العقد اللمفيّة المتورّمة من تلقاء نفسها. ويعتبر إنتان الجلد والأذن من الأسباب الشّائعة لتضخّم هذه العقد.
وإن بقيت هذه الكتل لأكثر من أسبوعين أو كانت مصاحبةً لأعراض أخرى، فمن الضّروريّ استشارة الطّبيب.
التهاب الخشاء Mastoiditis
يعرف الجزء من عظم الجمجمة الموجود خلف الأذن بالخشاء mastoid. وإن أصيب بإنتانٍ ناتجٍ عن عدوى بكتيريّة فتعرف هذه الحالة بالتهاب الخشاء.
ويحدث هذا الانتان في الحيّز الهوائي من العظم. وللخشاء بنيةٌ تماثل قرص العسل بخلاياه الهوائيّة والتي يصيبها الإنتان. وغالباً ما تكون نسبة الإصابة بالتهاب الخشاء عاليةً عند الأطفال.
ويعتبر هذا المرض خطيراً تتوجّب معالجته من قبل الطّبيب. ويكون التّورّم خلف الأذن حسّاساً وذا لونٍ أحمر، وكما قد يدفع الأذن نحو الخارج.
وتوجد أعراضٌ أخرى مرافقةٌ للكتل ومن ضمنها:
- إفرازات الأذن واحتمال فقدان السّمع.
- ارتفاع الحرارة.
- الشّعور بالضّيق والمرض.
- الصّداع.
وغالباً ما يكون سبب التهاب الخشاء وجود إنتانٍ في الأذن الوسطى لم تتم معالجته.
وتتمّ معالجته بالصّادات الحيويّة للتّخلّص من الإنتان. ويتمّ علاج هذا المرض بالإحالة إلى الطّبيب المختصّ بأمراض الأذن. كما أنّ الطّبيب المختصّ بالأنف والأذن والحنجرة أو المختص فقط بالأذن والحنجرة قد يكون قادراً على علاج بعض الحالات بالجراحة لتصريف وإزالة الإنتان.
متى يجب استشارة الطّبيب
من المفضّل والآمن أن يفحص الطّبيب الكتل بدلاً من التّشخيص الذّاتي حتّى وإن كان المريض على اطّلاعٍ جيّدٍ.
كما تجب دائماً طلب المشورة الطّبيّة إن بقيت الكتل موجودةً لأربعة عشر يوماً أو أكثر.
وكما يفضّل فحص الكتلة في حال كانت:
- حمراء أو حسّاسةً أو مؤلمةً أو ذات إفراز.
- ثابتةً في مكانها لا تتحرّك.
- تتغيّر أو تكبر.
- ظهرت فجأةً.
- تترافق مع أعراضٍ أكثر شمولاً.
من غير الشّائع أن تكون الكتل تحت الجلد سرطانيّةً، ولكن يستحسن إجراء فحصٍ للتّأكد.
أمّا إن كانت الكتلة ورماً فالتّشخيص العاجل يزيد من فرص نجاح العلاج. أمّا في حال كانت الكتلة تحت الجلد سرطانيّةً، فمن المحتمل أن يكون نسيجاً رخواً خبيث sarcoma أي ساركوما.
الفحص والتّشخيص
يقوم الطّبيب بشكلٍ أساسيّ بتشخيص الكتل خلف الأذن من خلال النّظر والملمس. كما يسأل عن مدّة الأعراض وكيف تظهر. وقد يطّلع على التّاريخ المرضيّ للشّخص.
ويتمّ تشخيص أغلب الكتل من خلال الفحص والاطّلاع على التّاريخ المرضيّ. ومن غير الشّائع القيام بتقصٍّ أكثر من ذلك. وهذا قد يتضمّن أخذ عيّنةٍ من محتوى الكتلة للتّحليل، أو إجراء بعض الصّور.
الكلمات المفتاحيّة: كتل، كيسات، ورم، كتل لمفيّة، حب شباب، أذن، التهاب الخشاء، إنتان، سرطان، الكيسة البشرانيّة، الكيسة الزّهميّة، ورم شحمي، غدد لمفاويّة، ساركوما.