نظام الدورة الدموية: حقائقه وظائفه وأمراضه

يتكون نظام الدوران الدموي من شبكة واسعة من الأجهزة والأوعية الدموية المسؤولة عن تدفق الدم والمغذيات والهرمونات والأوكسجين والغازات الأخرى من وإلى خلايا الجسم. وبدون نظام الدورة الدموية يصبح جسم الإنسان عاجزا عن مقاومة الأمراض والحفاظ على بيئته الداخلية بشكل مستقر -كدرجة الحرارة المناسبة ودرجة الحموضة -والمعروفة باسم الاستتباب أو التوازن الداخلي.

وصف نظام الدورة الدموية

توجد العديد من التصورات التي تصف نظام الدوران الدموي، المعروف ايضا باسم نظام القلب والأوعية الدموية، وببساطة هي عبارة عن مسار سريع للدم، ويتكون هذا المسار من ثلاثة أنظمة مستقلة التي تعمل معا بتناغم الا وهي: القلب (القلب والأوعية الدموية) والرئتين (الرئوي) والشرايين والأوردة والأوعية التاجية والأوردة البابية، وذلك بحسب المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (NLM).

ووفقا لمستشفى القلب في أركنساس يبلغ متوسط حجم الدم المتدفق في الأوعية الدموية لجسم الإنسان العادي حوالي 000 2 غالون (7،572 لترا) يوميا وذلك خلال مسار مكون من 000 60 ميلون وعاء دموي بطول (96،560 كيلومترا). ويتراوح حجم الدم المتدفق لدى البالغين بين 5 و6 كوارت (4.7 إلى 5.6 لتر) -الكورت تعادل ربع غالون-، يتكون الدم من البلازما وكريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء والصفائح الدموية. كما يضم السائل المتدفق في الأوعية الدموية الدم والسائل اللمفاوي، والأخير عبارة عن سائل شفاف يساعد على تخليص الجسم من المواد غير المرغوب فيها.

يشكل القلب والدم والأوعية الدموية المكونات الوعائية في نظام الدوران الدموي. ويشمل هذا النظام دورتين أساسيتين هما الدورة الدموية الرئوية والدورة الدموية الجهازية، الدورة الدموية الرئوية عبارة عن “حلقة” أو دائرة صغيرة تبدأ بالقلب تمر من خلال الرئتين حيث يتم أكسجة الدم وتعود للقلب. أما الدورة الدموية الجهازية تمر عبر بقية أنحاء الجسم لتوفر لها الدم المؤكسج، وذلك بحسب(NLM).

في نظام الدورة الدموية الرئوي يضخ القلب الدم المستنفذ من الأوكسجين (الحاوية على غاز ثنائي أوكسيد الكريون الناتج من الخلايا) عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين بعيدا عن القلب لتتم أكسجته وإعادته إلى القلب مرة أخرى من خلال الأوردة الرئوية، وذلك بحسب مايو كلينيك.

حيث يدخل الدم القليل الأوكسجين الأذين الأيمن للقلب ويتدفق الى البطين الأيمن من خلال الصمام ثلاثي الشرفات (الصمام الأذيني البطيني الأيمن) ثم يتم ضخه من البطين الأيمن الى الشريان الرئوي عبر الصمام الهلالي الرئوي ليكمل طريقه بعدها إلى الرئتين.

عندما يصل الدم الى الرئتين، يتم تخليصه من غاز ثاني أكسيد الكربون وتزويده بالأكسجين. ثم يقوم الوريد الرئوي بضخ الدم الغني بالأكسجين إلى القلب وذلك وفقا ل(NLM) وأشار مايو كلينيك الى ان الدورة الدموية الجهازية هي جزء من جهاز الدوران ككل وهي عبارة عن شبكة الأوردة والشرايين والأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب ليقوم بتغذية خلايا الجسم ثم تنقله مرة أخرى في القلب.

أمراض جهاز الدوران

وفقا لجمعية القلب الأمريكية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي لحدوث الوفيات في الولايات المتحدة. بسبب اتساعها وطبيعتها المركزية، وهي أحد أنظمة الجسم الأكثر حساسية وعرضة للمرض.

تصلب الشرايين:

يعد مرض تصلب الشرايين أحد أمراض جهاز الدوران الأكثر شيوعاً، وسبب الإصابة بهذا المرض هو تراكم الدهون والكوليسترول وغيرها من المواد على جدران الشرايين، حيث تتسبب هذه الرواسب الدهنية بتصلب جدران الشرايين وفقدانها لمرونتها. وذلك بحسب مايو كلينيك، هذه الأعراض تؤدي الى تقييد تدفق الدم أو في الحالات الشديدة تمنعه من أداء وظيفته بالكامل، مما يؤدي الى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

السكتة الدماغية:

والتي تحدث نتيجة انسداد الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم، تزويد الدماغ بالدم هو أحد الوظائف الرئيسية لنظام الدوران وفقا لمايكل واينبرغ الذي يعمل في نظام صحة شورلي الشمالي. الذي قال مضيفاً “ان عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية تشمل التدخين والسكري وارتفاع الكوليسترول”.

ومن أمرض الدورة الدموية الأخرى ضغط الدم –والاسم الشائع له ارتفاع ضغط الدم –الذي يجهد القلب ويتعبه كما يمكن أن يتسبب بمضاعفات جانبية أخرى منها النوبة القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي بحسب (NLM).

كما قد تمدد الجدران الدموية للأبهر عندها يتلف الشريان الأبهر ويبدأ بالانتفاخ ثم يحدث النزيف في نهاية المطاف، مما يسبب نزيف داخلي شديد. كما من المحتمل أن يحدث هذا النزيف تحت تأثير عدة عوامل محددة منها الولادة أو كنتيجة لتصلب الشرايين أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو مزيج من هذه العوامل، وذلك بحسب وينبرغ.

مرض الشرايين المحيطية (المعروف أيضا باسم PAD):

يحدث هذا المرض عادة نتيجة تضييق مناطق داخل الشرايين أو انسدادها كليلا وفقا لما ذكره جاي راداكريشنان أخصائي الأشعة الداخلية في هيوستن بولاية تكساس. يرافق هذا المرض حدوث قصور الوريدي المزمن (المعروف أيضا باسم CVI) الذي يحدث نتيجة حدوث الركود الدموي في الأوردة السطحية في الأطراف السفلية.

يتم تشخيص المرض CVI بعد إجراء عدة تحاليل شاملة تتضمن اختبار الأمواج فوق الصوتية والأشعة المقطعية/ التصوير بالرنين المغناطيسي/ من الجدير بالذكر أن فحص الأمواج فوق الصوتية هو الاختبار الأقل تكلفة من بين هذه الاختبارات من جهة ومن جهة أخرى فإنه لا يعطي تفاصيل كافية عن المرض، بينما اختبارCTوالتصوير بالرنين المغناطيسي يظهران الكثير من التفاصيل التشريحية ليتم من خلالها تحديد مجالات تضييق الشرايين / مكان الانسداد داخل الشريان/.

يتم تشخيص المرض CVI بالموجات فوق الصوتية والتي تقوم أيضا بقياس درجة الارتداد الوريدي بدقة، والتي توجه في نهاية المطاف الى طريقة العلاج.

دراسة نظام الدوران والدورة الدموية

أطباء القلب هم المتخصصون المعتمدون لتشخيص وعلاج أمراض القلب والشرايين والأوردة وكيفية الوقاية منها. يتم تسجيل أطباء أمراض القلب لدى المجلس الأمريكي للطب الباطني (ABIM) بعد تحقيقهم الشروط التعليمية والممارسة السريرية. ويتم تنفيذ ذلك قبل التصديق على شهادة الطالب لممارسته مهنة طبيب القلب فأولئك الذين يطمحون إلى التخصص في مجال القلب يجب أن يكونوا أولا معتمدين من قبل لجنة الطب الباطني.

بعدها يصبح الطبيب معتمد رسميا لأدائه مهنة الطب بأحد تخصصات أمراض القلب، والتي تشمل أيضا زرع القلب، وأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الكهربائية السريرية وأمراض القلب التداخلية.

الإنجازات

بعض الإنجازات التاريخية في مجال دراسة نظام الدورة الدموية:

القرن السادس عشر B.C: إبيرس بابيروس، وهي عبارة عن وثيقة طبية مصرية قديمة، يتوفر فيها القليل من أقدم الكتابات عن الدورة الدموية كما تصف اتصال القلب بالشرايين.

القرن السادس قبل الميلاد B: الطبيب الايورفيدا سوشروتا في الهند القديمة يصف مسار السوائل الحيوية خلال الجسم.

القرن الثاني A.D: قام الطبيب اليوناني غالينوس بتوثيق آلية نقل الأوعية الدموية للدم، وتعريف الشريانيين الوريدية (التي تنقل الدم الأحمر الداكن) والشريين (التي تنقل الدم الأحمر الفاتح) ويلاحظ أن لكل منها وظائفه المنفصلة.

1628: ويليام هارفي الطبيب الإنجليزي، يصف الدورة الدموية لأول مرة.

1706: ريموند دي فيوسنس، أستاذ التشريح الفرنسي، يصف هيكل حجرات القلب والأوعية الدموية.

1733: ستيفن هاليس، رجل دين وعالم إنجليزي، يقوم بقياس ضغط الدم للمرة الأولى.

1816: رينيه ت. لينيك، طبيب فرنسي، يخترع السماعة الطبية.

1902: الطبيب الأمريكي جيمس B. هيريك يوثاق أمراض القلب الناتجة عن تصلب الشرايين للمرة الأولى.

1903: فيزيولوجي هولندي ويليم إينثوفن يخترع جهاز تخطيط القلب الكهربائي.

1952: إجراء أول جراحة ناجحة للقلب المفتوح منفذه من قبل الجراح الأمريكي جون لويس.

1967: إجراء أول عملية زرع قلب كامل من شخص إلى آخر منفذة من قبل الجراح كريستيان برنارد الذي يعود أصله الى جنوب أفريقيا.

1982: تصمم أول قلب اصطناعي على يد الطبيب الأمريكي روبرت جارفيك وقيام الجراح الأمريكي ويليم ديفريز بزراعته.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top