الزعتر نبات عشبي يتواجد في المناطق المطلة على البحر المتوسط وله استخدامات عديدة منها الغذائية والطبية كما يستعمل في الزينة، يتم استخدام أزهار وأوراق الزعتر وزيته في علاج مجموعة من الأعراض والأمراض منها الإسهال وآلام المعدة والتهاب المفاصل والتهاب الحلق.
النوع الأكثر شيوعاً هو Thymus vulgaris، تتناول هذه المقالة الاستخدامات الطبية للزعتر والعناصر المغذية فيه وكذلك لمحة تاريخية عن الزعتر والشعبية التي حصل عليها.
حقائق مثبتة عن الزعتر
- يُعتقد أن الزعتر يمتلك خصائص مضادة للبكتريا و يلعب دور مبيد وطارد للحشرات ومن الممكن أن يكون له خصائص مضادة للفطريات.
- استخدم الناس الزعتر عبر التاريخ في التحنيط ولحماية أنفسهم من الطاعون الأسود وتشمل أشكال الزعتر الأعشاب الطازجة والمجففة والزيوت الأساسية.
فوائد
- يمتلك الزعتر مجموعة من التأثيرات الطبية القوية.
- يعتبر الثيمولThymol أحد أنواع المركبات التي تتشكل طبيعياً والمعروفة باسم المبيدات الحيوية.
- هذه هي المواد التي يمكن أن تقضي على الكائنات الحية الضارة مثل البكتيريا المسببة للعدوى.
- يستخدم الزعتر جنباً إلى جنب مع المبيدات الحيوية الأخرى مثل الكارفاكرول Carvacrol إذ يمتلك الزعتر خصائص قوية مضادة للميكروبات.
- تشير إحدى الدراسات التي أجريت عام 2010 إلى أن الثيمول يمكن أن يقلل من مقاومة البكتيرية للأدوية الشائعة بما في ذلك البنسلين.
- يستطيع الزعتر قتل بعوض الببر حيث أن الموطن الأساسي لهذه البعوضة هو المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في جنوب شرق آسيا؛ ولكن منذ التسعينيات بدأت بالانتشار في جميع أنحاء العالم حاملةً معها فيروس غرب النيل والحمى الصفراء والتهاب الدماغ في سانت لويس وحمى الضنك وحمى تشيكونغونيا Chikungunya.
أفاد فريق من جامعة تشونجبوك الوطنية في كوريا الجنوبية أن فعالية خليط مركب من الثيمول Thymol وألفا تربينين Alpha-Terpinene وكارفاكرول كان فعالاً في قتل يرقات بعوض الببر.
ضغط الدم المرتفع
وجد الباحثون في جامعة بلغراد في صربيا أن المستخلص المائي الذي تم الحصول عليه من الزعتر البري يقلل من ضغط الدم أثناء الاختبارات التي أجريت على الفئران؛ إذ تستجيب الفئران لارتفاع ضغط الدم بطريقة مشابهة للبشر لذلك قد يكون للنتائج تأثيرات على البشر أيضاً، لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من الاختبارات لإثبات أهميته.
الالتهابات والعدوى البكتيرية التي تنتقل عن طريق الأغذية
درس فريق في مركز دراسات العلوم البيطرية والحيوانية في البرتغال النشاط المضاد للميكروبات من الزيوت الأساسية المستخرجة من مجموعة من النباتات العطرية بما في ذلك زيت الزعتر؛ بينت الدراسة أن زيت الزعتر – حتى عند التركيزات المنخفضة- أظهر احتمالاً كحافظ طبيعي للمنتجات الغذائية ضد العديد من أنواع البكتيريا الشائعة التي تنقلها الأغذية والتي تسبب أمراضاً للإنسان.
اختبرت دراسة بولندية زيت الزعتر وزيت الخزامى ولاحظوا أن زيت الزعتر كان فعالاً ضد السلالات المقاومة للبكتريا المكورات العنقودية والمكورات المعوية وبكتريا Escherichia و Pseudomonas.
سرطان القولون
وجدت دراسة أجريت في لشبونة في البرتغال أن مستخلصات زعتر الماستيك قد تحمي الناس من سرطانات القولون.
سرطان الثدي
درس الباحثون في تركيا تأثير الزعتر البري على نشاط سرطان الثدي وبالأخص كيف يؤثر على تماوت الخلايا أو موت الخلايا والنتائج المتعلقة بالجينات في خلايا سرطان الثدي؛ ووجدوا أن الزعتر البري سبب تماوت الخلايا في مكان الخلايا المصابة بالسرطان الثدي.
العدوى الفطرية
يعتبر الفطريات Candida albicans سبب شائع للالتهابات الفطرية في الفم والمهبل وهي حالة متكررة تسمى “القلاع”.
وقد وجد الباحثون في جامعة تورينو في إيطاليا أن زيت الزعتر الأساسي يسهم بشكل كبير في القضاء على فطريات C. albicans داخل جسم الإنسان.
إطالة ثبات زيوت الطهي
تعتبر أكسدة الدهون مشكلة خطيرة في عملية تصنيع الأغذية وتخزينها ويمكن أن تسبب خسارة الجودة والاستقرار والسلامة والقيمة الغذائية في الكثير من الأطعمة المخزنة؛ درس علماء من وارسو في بولندا فعالية مستخلص الزعتر في إطالة ثبات زيت عباد الشمس في درجات حرارة مختلفة وأشارت الدراسة إلى أن الزعتر قد يكون أحد مضادات الأكسدة القوية للحفاظ على ثبات زيت عباد الشمس.
مشاكل الجلد الشائعة
تعتبر مشاكل الجلد شائعة في جميع أنحاء العالم، وتعتبر المستحضرات العشبية أدوية مهمة في بعض البلدان، أجرى فري من جامعة أديس أبابا في إثيوبيا دراسة لتقييم الفوائد العلاجية لكريم مستخلص البابونج بنسبة 10٪ وكريم مضاد للفطريات بالزيت الأساسي بنسبة 3٪ للآفات الشبيهة بالإكزيما؛ وأشاروا إلى أن نسبة الشفاء بشكل كامل كانت 66.5 في المئة عند الأشخاص الذين عولجوا بكريم فطري يحتوي على زيت أساسي من الزعتر مقارنة بـ 28.5 في المئة من أولئك الذين كانوا يستخدمون دواءً وهمياً وكانت نتائج كريم البابونج مماثلة أيضاً لتلك الخاصة بالعلاج الوهمي.
استخلص الباحثون النتائج التالية:
“يمكن أن يمثل كريم زيت الزعتر وبنسبة 3 في المئة فرصة اقتصادية نسبياً ومتوفرة بكثرة لعلاج حالات العدوى الفطرية الخفيفة إلى المتوسطة” ورغم ذلك يوصي الباحثون بإجراء المزيد من الأبحاث.
حب الشباب
اختبر علماء من ليدز في إنجلترا تأثير صبغات من صمغ الراتنج ومن الزنبق والزعتر على حب الشباب على Propionibacterium acnes وهي البكتيريا التي تسبب حب الشباب؛ تبين أن الزعتر يمكن أن يكون فعالاً في علاج حب الشباب؛ كما تم التأكد من أن تأثيره المضاد للبكتيريا أقوى من التركيزات القياسية لمركب بيروكسيد البينزويل Benzoyl Peroxide العنصر النشط في معظم الغسولات وكريمات حب الشباب.
يسبب بيروكسيد البينزويل إحساساً بالحرقً ويؤدي إلى تهيج الجلد مما يعني أن صبغة الزعتر قد تكون الحل الأنسب لحب الشباب نظراً لقلة تأثيراتها الجانبية غير المرغوب فيها.
لمحة تاريخية عن الزعتر
لقد استخدم الناس الزعتر على مر العصور وعلى سبيل المثال استخدم المصريون القدماء الزعتر كسائل التحنيط، وفي اليونان القديمة استخدموا الزعتر كبخور في المعابد وأضافوه أيضاً إلى ماء الاستحمام.
استخدم الرومان الزعتر لإضافة النكهة للجبن والمشروبات الكحولية؛ كما أنه استعمل في محاولة علاج بعض الأشخاص الذين كانوا يعانون من الاكتئاب أو الخجل وقام الجيش الروماني بإحضار نبات الزعتر معه إلى الجزر البريطانية عندما احتل الأراضي البريطانية.
كما أوصى أبقراط والمعروف اليوم باسم “والد الطب الغربي” الذين عاشوا في الفترة بين عامي 460 وحتى 370 قبل الميلاد باستعمال الزعتر لأمراض وحالات الجهاز التنفسي حيث قام الناس بزراعة الزعتر في الحدائق وكان يتم جمعه في الأرياف أيضاً.
اعتاد الناس على ارتداء أكاليل من الزعتر لحماية أنفسهم عندما اجتاح مرض “الطاعون الدٍبلي أو الأسود” أوروبا في سنوات الأربعينيات من القرن الماضي.
لا يدعم البحث العلمي هذا الاتجاه ولكنه يؤكد أن الزعتر يمتلك مجموعة من الخصائص الطبية التي يستطيع الأشخاص المعاصرين الاستفادة منها في مجالات عديدة.
أشكال استعمال الزعتر
- يحتوي زيت الزعتر على نسبة عالية من الثيمول Thymol الذي يستهدف البكتيريا والحشرات الضارة. يمكن للناس استخدام أوراق الزعتر الطازجة في الشاي وفي الطهي ووضعها في بعض الأحيان بين طبقات من الكتان لحماية النسيج من الحشرات.
- يحتوي زيت الزعتر الأساسي والذي يشار إليه عادة باسم “زيت الزعتر” على كمية من الثيمول تصل لحوالي 20 إلى 60 في المئة. يستخرج المصنعون زيت الزعتر للعديد من الاستخدامات من ضمنها صناعة الصابون المعطر وكمكون في مزيل العرق.
- لقد استخدم الناس زيت الزعتر كمطهر وكطارد الحشرات إذ يعتبر الثيمول مادة حافظة شائعة الاستخدام لحفظ اللحوم وغالباً ما يضيف مزارعي الزيتون الثيمول إلى الزيت الذي يحفظ فيه الزيتون في مناطق البحر المتوسط.
- على عكس الأوراق الطازجة لا يمكن للشخص استهلاك الزيوت العطرية عن طريق الفم أو وضعها مباشرة على الجلد حيث يجب تخفيف زيت الزعتر في زيت حامل مثل زيت الزيتون.
- تصنف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) زيوت الزعتر الأساسية بأنها “معترف بها عموماً على أنها آمنة ضمن نطاق استعمال محدد”.
بالرغم من كل ما سبق يجب على أي شخص يخطط لإجراء تغيير أساسي في طريقة علاج حالة صحية معينة مناقشة هذا الأمر مع الطبيب أولاً.
كيف يمكننا إضافة المزيد من الزعتر في النظام الغذائي؟
من السهل إضافة المزيد من الزعتر إلى نظامك الغذائي نظراً لاستعمالاته المتعددة؛ إذ يمكن رش الأوراق الطازجة على البيض المقلي وعلى الدجاج واللحوم والمأكولات البحرية.
حاول إضافة الزعتر الطازج إلى سلطاتك كما تستطيع أن ترشه على الحساء والمعكرونة. يمكنك حتى أن تحشو الأطعمة البروتينية الحيوانية بالزعتر قبل الطهي كما تستطيع شرب منقوع الزعتر بالماء أو بالمشروبات الأخرى وللحصول على نكهة رائعة يجب أن تختار الزعتر الطازج بدلاً من منتجات الزعتر المجففة.