فوائد فيتامين D كثيرة ومتنوعة فله دور كبير في صحة العظام والعضلات ويساعد على تحسين وظائف القلب وتقويه. وان عدم الحصول على الكمية الكافية من فيتامين D يمكن ان يعرضك لبعض الامراض الصحية الخطيرة.
من المؤكد أنك تعلم ان المصدر الرئيس والاولي للفيتامين D موجود خارج منزلك في السماء وهو الشمس. تساعد الشمس على تركيب فيتامين D في الجلد وتعزيز نمو العضلات وتقوية العظام وتخفيض ضغط الدم وتسكين الألم العضلات الليفي (FIBROMYALGIA) وتبطئ من تقدم مرض التصلب اللويحي المتعدد.
ولقد اثبتت الدراسات ان نقص فيتامين D يؤدي الى مشاكل صحية كثيره. وتتضمن اعراض نقص فيتامين D ضعف في العضلات وزيادة في ضغط الدم والاكتئاب. وهناك الكثير من الاعراض التي تكون إشارة لنقص فيتامين D2 او D3 وبالتالي فمن الضروري جدا ان تخبر مقدم الرعاية الصحية أو طبيبك أو أخصائي التغذية حول أي اعراض غير طبيعية تشعر بها حيث يمكن ان ينسقوا معك ويضعوا خطة عمل لتعديل نظامك الغذائي او أسلوب حياتك وتصحيح المشكلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماهي المخاطر الناجمة عن عدم أخذ الكمية الكافية من فيتامين D؟
اعتمادا على المكان الذي تعيش فيه ومقدار تعرضك للشمس خلال فترة الشتاء والذي يمكن ان يكون في اقل مستوى مؤديا الى انخفاض مستويات فيتامين D. وكما لاحظ العلماء ان نقص فيتامين D يؤثر على الصحة الذهنية. وان عدم الحصول على المقدار الكافي من فيتامين D يمن ان يرفع من خطر الإصابة بالعديد من الامراض والتي يمكن ان يكون البعض منها خطير جدا.
ندرج هنا بعض أهم الأمراض الناجمة عن نقص فيتامين د:
- الامراض العقلية ونقص فيتامين D
وجدت دراسة نشرت في اب 2014 في صحيفة Neurology ان تدني ونقص فيتامين D عند كبار السن كان مرتبط بشكل كبير بخطر الإصابة بالأمراض العقلية ومن بينها الزهايمر.وتتضمن الامراض العقلية تدني في السلوك والتفكير والذاكرة وبالتالي يؤثر بشكل سلبي على الحياة اليومية. ومرض الزهايمر هو المرض الأكثر انتشارا من بين الامراض العقلية حيث ان 80 بالمئة من الامراض العقلية كانت زهايمر حسب احصائيات جمعية الزهايمر. وهذه الدراسة أجريت على أكثر من 1600 شخص كانوا قد تجاوزوا سن 65.فلقد وجدت الدراسة ان الكبار السن الذين يعانون من نقص فيتامين D يكون أكثر عرضة لخطر حدوث الامراض العقلية بنسبة 53 بالمئة من الأشخاص الذين لا يعانون من نقص فيتامين D.ووجدت أيضا ان الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في فيتامين D كانوا حوالي 70 بالمئة وهم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر تحديدا. والذي له اثار مدمرة على المريض وعائلته على حد سواء.ولقد لاحظ الباحثون في دراستهم التي اجروها انه لا يوجد سبب وتأثير مباشر على نقص فيتامين D والامراض العقلية والزهايمر. ومع ذلك وضعوا نظرية اثبتوا فيها ان الفيتامينات الموجودة في اشعة الشمس يمكن ان تساعد في توضيح الصفائح في الدماغ، والتي هي مرتبطة بالأمراض العقلية. وبغض النظر عن العلاقة بين فيتامين D والامراض العقلية فان الالتزام بأسلوب الحياة الصحي كالنظام الغذائي السليم والتمارين الرياضية المنتظمة والاهتمام بالصحة الذهنية يمكن ان يقلل من خطر الإصابة بالأمراض العقلية. - سرطان البروستات ونقص فيتامين D
نشرت دراسة في أيار 2014 في صحيفة البحوث السريرية للسرطان وجدت ارتباط بين مستويات فيتامين D المنخفضة وسرطان البروستات عند الرجال الأوربيين والأمريكيين والأفريقيين.راقب الباحثون مستويات فيتامين D في 667 رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و70 والذين تم اجراء خزعة للبروستات لهم. ولقد بدا الاتصال بين نقص فيتامين D وسرطان البروستات قويا وخصوصا عند الرجال الأمريكيين والأفريقيين. واثبت النتائج ان الرجال الذين لديهم مستوى فيتامين D متدني كانوا أكثر عرضة للإصابة للاختبار الإيجابي للسرطان من الرجال الذين لديهم مستويات طبيعية من فيتامين D. وكانت هذه النتائج بعد مراقبة طويلة.ويمكن تقليل من المخاطر المحتملة لهذه الامراض من خلال ضمان حصولك على القدر الكافي من فيتامين D.وينصح بالقيام بالزيارات الدورية للطبيب ومراقبة الاعراض الشائعة لسرطان البروستات لتقوم بالتشخيص والمعالجة الفورية إذا كنت مصاب به. وكما هو مغروف ان سرطان البروستات يحدث غالبا للرجال المسنين ومعدل متوسط العمر للتشخيص يكون حوالي 66. وتبعا ل American cancer society انه السرطان الأكثر انتشارا بين الرجال وانه السبب الثاني الأكثر شيوعا للسرطان المميت في أمريكا. - ضعف الانتصاب وعلاقته بنقص فيتامين D
أجريت دراسة صغيرة على 143 شخص نشرت في اب 2014 في صحيفة sexual medicine وجدت ان الرجال الذين يعانون من اختلال وظيفي حاد كان لديهم انخفاض بشكل كبير في مستوى فيتامين D. واظهرت الدراسة أيضا ان نقص فيتامين D يمكن ان يساهم في ضعف الانتصاب من خلال إعاقة قدرة الشرايين على التمدد كما انه يؤثر على الخلايا البطانية.وعلاوة على ذلك فيمكن ان يسبب نقص فيتامين D الإصابة بأمراض القلب على سبيل المثال نشرت دراسة في تموز 2011 ان تقص فيتامين D كان مرتبط بشكا كبير بمرض تصلب الشرايين. وان صحة الشرايين من المتطلبات الأساسية لتحقيق الانتصاب. لان من وظائف الشرايين تزويد العضو الذكري بالدم. ضعف الانتصاب هو المشكلة الأكثر انتشارا بين الرجال حيث يعاني 30 مليون رجل في أمريكا منه طبقا للمعهد الوطني لأمراض السكر والهضم والكلى.ويمكن ان ينتج ضعف الانتصاب عن مشاكل صحية أخرى كالسكري وسرطان البروستات وضغط الدم العالي. وهناك الكثير من العلاجات الشائعة لضعف الانتصاب كالعلاج بالهرمونات البديلة والحصول على النصائح الضرورية واللازمة لهذه الحالة والتغير في أسلوب ونمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين والحد من تعاطي شرب الكحول والاعتماد على النظام الغذائي المتوازن. - فيتامين D وخطر الفصام
الفصام هو اضطراب حاد في الدماغ والذي يؤثر على حوالي 1.1 بالمئة من الأمريكيين البالغين طبقا للمعهد الوطني للصحة الذهنية. تظهر أعراض الفصام بالعموم بين عمر 16 و30 وتتضمن الهلوسة والحديث الغير مترابط والابتعاد عن الاخرين وتجنب الاختلاط بهم ومشاكل في التركيز وتشتت الانتباه.والأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في فيتامين D يكونون أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالفصام من الأشخاص الذين لديهم مستوى كافي ومثالي من فيتامين D.أعاد الباحثون النظر في 19 دراسة حللت العلاقة بين الفصام ونقص فيتامين D وراقبت الرابط بين العاملين. ولقد وجد الباحثون أن حالة الفصام تكون أكثر انتشارا في المناطق خط العرض العالي والمناخات الباردة واقترحت تلك الدراسات ان الأطفال الذين انتقلوا الى أماكن باردة المناخ يكون لديهم خطر الإصابة بالفصام كبير.على الرغم من انه لا يوجد علاج للفصام الا ان المعالجة تتضمن الادوية والعلاج النفسي والسلوكي والادراكي والدور العائلي ومجموعات الدعم. - امراض القلب ونقص فيتامين D
لقد أظهرت الكثير من الدراسات ارتباط بين انخفاض فيتامين D وامراض القلب وتبعا للدراسة نشرت في كانون الثاني في circulation research انه لم يتم التأكد بشكل واضح فيما إذا المكملات يمكن ان تقلل من المخاطر وان نقص فيتامين D هو من الأسباب المحتملة للمشاكل الصحية المتعلقة بأمراض القلب مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والسكري.ويمكن ان تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب من خلال المحافظة على الوزن الصحي المثالي والتمارين الرياضية المنتظمة واعتماد نظام غذائي غني باللحم الطري والمكسرات والفواكه والخضار وذلك حسب جمعية القلب الامريكية.
والسؤال الذي يطرحه الكثيرين ماهي كمية فيتامين D التي نحتاجها وكيف يمكن ان نحصل عليها؟
على الرغم من وجود الكثير من أنواع الأطعمة التي يمكن من خلالها الحصول على فيتامين D مثل الالبان والاجبان المدعمة وصفار البيض وكبدة الابقار والسمك كالسلمون والتونا المعلبة حيث تقدم هذه الأطعمة فيتامين D2. الا ان التعرض المباشر لأشعة الشمس يبقى هو المصدر الأفضل كما يساعد جسمك على امتصاص الكالسيوم والعناصر الغذائية الهامة للحصول على عظام قوية.
طبقا للمعهد العالي للصحة معظم الأشخاص يحتاجون الى 600 وحدة دولية من فيتامين D يوميا. وبضع دقائق يوميا خارجا في اشعة الشمس يمكن ان يساعدك في الحصول على الكمية المطلوبة من فيتامين D ولكن تأكد من وضع الكريم الوقي إذا بقيت لفترة طويلة معرضا لأشعة الشمس. لان التعرض الزائد لأشعة الشمس قد يسبب خطر الإصابة بسرطان الجلد.
وإذا كنت غير قادر للتعرض لأشعة الشمس بشكل منتظم بسبب موقعك الجغرافي او بسبب أحوال الطقس يمكن في هذه الحالة اخذ المكملات من فيتامين D ويجب التنسيق مع اخصائي التغذية ومقدم الرعاية الصحية لتكتشف فيما إذا كنت تحتاج جرعة عالية او منخفضة من فيتامين D إضافة الى أي نوع تعاني من نقصه.