لماذا علينا كل يوم التذمر من الوزن الزائد إذا كنا نستطيع التخلص من بضعة كيلوغرامات من خلال مراقبة ما نتناوله لبضعة أيام في الأسبوع؟
تكمن الإجابة على هذا السؤال بما يُعرف بالصيام المتقطع الذي أصبح على مدى السنوات القليلة الماضية الطريقة الأكثر شعبية لفقدان الوزن الزائد.
سنحاول في هذه المقالة الإجابة على بعض الاسئلة الشائعة بخصوص هذا النوع من الصيام.
يتم استخدام العديد من الطرق لتطبيق الصيام المتقطع، ولكن تكمن الفكرة العامة لمثل هذا النوع من الصيام بتقسيم الأسبوع إلى فترات أو أيام يتم فيها تناول الطعام بشكل عادي وصيام فترات أخرى أو عدة أيام، يتم فيها التقليل من السعرات الحرارية أو لا يتناول فيها الشخص أي شيء على الإطلاق.
تَحُثُّ بعض طرق هذا الصيام على الامتناع الكامل عن تناول الطعام لمدة تتراوح بين ال 24 أو 36 ساعة للمرة الواحدة.
تسمح حالات أخرى من هذا الصيام بأن يتناول الشخص بعض الطعام مثل الحمية المتباينة (مرة كل يومين) والحمية السريعة 5:2 بشرط الحصول على ربع السعرات الحرارية اليومية.
أظهرت بعض الأبحاث أن الصيام المتقطع له نتائج مفيدة على الأقل في المدى القصير. نجح بعض الأشخاص الذين اتبعوا هذا النظام الغذائي بفقدان الوزن بالإضافة لانخفاض في بعض الأعراض التي تظهر عند إصابة الشخص بالالتهاب.
يعود السرّ وراء فوائد هذه الحمية الغذائية بأن الصيام يضع خلايا الجسم تحت ضغط معتدل، ويعتقد الباحثون بأن عملية الاستجابة لهذا النوع من الضغط في الأيام التي يتلقى فيها الجسم سعرات منخفضة قد تكون سبباً في تقوية فعالية الخلايا على التعامل مع الإجهاد والتعب ومقاومة بعض الأمراض.
ماذا يستطيع الشخص أن يأكل في فترة الصيام المتقطع وما لا يستطيع؟
يستطيع الشخص غالباً تناول ما يريد في الأيام التي لا يقوم بالصيام فيها ولكن إذا كان يريد إنقاص وزنه بشكل أكثر فعالية فيتوجب على الصائم التركيز على الأطعمة الصحية والغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم مع تجنب أطعمة مثل الحلويات والأطعمة المصنّعة وسريعة التحضير.
بينما خلال أيام الصيام فعلى الصائم تخفيف وجبات طعامه أو عدم تناول أي شيء على الإطلاق.
على سبيل المثال تقوم حمية الصيام -مرة كل يومين – على عدم تناول الصائم لأكثر من 500 سعرة حرارية خلال يوم الصيام الواحد.
بينما في طريقة أخرى تعرف بصيام 5:2 يتضمن نظام تناول الطعام في هذه الحمية السريعة على الصيام ليومين متتاليين خلالهما لا يمكن للمرأة تناول أكثر من 500 سعرة حرارية وللرجل 600 سعرة حرارية ثم تناول الطعام بالشكل الاعتيادي في الخمسة أيام الباقية من الأسبوع.
تمثل هذه السعرات الحرارية سواء عند الرجل أو المرأة ربع كمية السعرات التي يمكن تناولها في اليوم العادي من دون صيام. يمكن تناول وجبة واحدة تحوي على هذه الكمية من السعرات الحرارية أو تقسيمها على عدة وجبات فهذا أمر يعود للصائم.
المستوى القاسي من الصيام المتقطع
القيود ونظام تناول الطعام: ليس من السهل عدم الحصول على السعرات الحرارية لبضعة أيام من الأسبوع والاعتماد بشكل رئيسي على الماء والقهوة والشاي من أجل الوصول لحالة الشبع.
يجب على الصائم وضع خطة لنظام غذائي صحي يحتوي على وجبات متوازنة لتناولها بشكل معتدل في أيام الصيام. يستطيع الصائم بين الحين والآخر تناول بعض الأطعمة الغير صحية التي يشتهيها ولكن ذلك سيؤثر بشكل كبير على النتائج المرجوة من الصيام.
الطهي والتسوق: يمكن للشخص الذي يتبع هذا النوع من الصيام بالاستمرار بشراء منتجاته المعتادة وطهي وجباته اليومية لطالما يلتزم بالأطعمة والمنتجات الصحية.
ينصح بتجنب الأغذية والأطعمة المعلبة.
الابتعاد عن مشاركة وتناول الطعام مع الآخرين في الاجتماعات أو الولائم لما قد تحويه من أطعمة ضارة.
التمارين الرياضية: يعود أمر ممارسة التمارين الرياضية أم عدم القيام بها للصائم، وبشكل طبيعي على الصائم معرفة أن الجسم في أيام الصيام لا يحصل على كثير من الطاقة للتمكن من ممارستها.
أظهرت دراسات قام بها اختصاصيو التغذية بأن الأشخاص الذين يقومون بالتمارين التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية كرياضة ركوب الدراجات أثناء اتباع نظام الصيام ليوم متناوب -مرة كل يومين -بأنهم كانوا قادرين على المحافظة على كتلة العضلات أثناء الصيام.
هل هنالك قيود أو وجبات مفضلة للصيام؟
لا يؤثر اختيار نوع الطعام الذي يفضله الشخص على عملية الصيام سواء كان الشخص نباتياً لا يتناول إلا الخضراوات والنباتات أو الأشخاص الذين يفضلون الأطعمة ذات الكربوهيدرات المرتفعة أو المنخفضة منها أو الأشخاص الذين يتجنبون الدهون وغيرها من الأصناف الأخرى.
ولكن تجدر الإشارة أنه يمكن أن يرافق الصيام آثار جانبية تتمثل بالتعب والصداع والشعور بالضعف.
ماذا علينا أيضاً معرفته عن الصيام المتقطع؟
التكلفة: لا يتطلب هذا النوع من الصيام الاعتماد على منتجات أو أغراض خارج قائمة المشتريات الخاصة بالشخص الصائم. بشكل عام من المتوقع أن تنخفض تكاليف شراء المنتجات من البقالة لأن الشخص سيأكل أقل تقريباً من يومين إلى أربعة أيام في الأسبوع.
الدعم: يتوفر العديد من الكتب والمواقع الإلكترونية التي توضح الاختلافات حول الفكرة الأساسية للصيام لبضعة أيام في الأسبوع. لذلك على الرغم من عدم وجود وجهة واحدة يمكن أن تقدم المساعدة والدعم للصائم فهناك الكثير من الموارد التي يمكن الاعتماد عليها بمجرد أن يقرر الشخص أي طريقة من الصيام تناسبه أكثر.
رأي الطبيبة لورا مارتن بفكرة الصيام المتقطع
تنصح معظم حميات الصيام المتقطع بتخفيض ما بين 500 إلى 600 سعرة حرارية في أيام الصيام. بشكل عام هذا سيكون أكثر أماناً طبياً بالنسبة لكثير من الناس وأسهل من عدم تناول الطعام على الإطلاق في أيام الصيام.
بالإضافة لذلك تنصح الطبيبة لورا أن يشرب الصائم ما يكفي من الماء والسوائل لمنع حدوث الجفاف في أيام الصيام، ومن الضروري أتباع نظام غذائي صحي في الأيام التي لا يقوم فيها الشخص بالصيام.
ما مدى فعالية الصيام المتقطع؟
أظهرت العديد من الدراسات التي تبحث في موضوع الحميات الغذائية للصيام المتقطع أنه لوحظ فقدان للوزن على المدى القصير بعد اتباع الحمية لعدة أسابيع. ولكن من غير الواضح إذا كان فقدان الوزن سيستمر لفترة أطول من ذلك.
في أية حالات يعتبر الصيام المتقطع مفيداً؟
تُظهر بعض الأبحاث أن هذا النوع من النظام الغذائي قد يكبح أعراض الربو. وبينت بعض الدراسات الأخرى تحسناً في استخدام الجسم للأنسولين.
يُنصح بالتشاور مع الطبيب في حال وجود حالات طبية أو أمراض مزمنة قبل أن يقوم الشخص بالصيام المتقطع.
لا يُنصح القيام بالصيام المتقطع للأطفال والنساء والحوامل والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل وبعض الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
وفي النهاية يمكننا أن نقول إن اتباع حميات الصيام المتقطع التي توصي بتناول من 500 إلى 600 سعرة حرارية في يوم الصيام قد يكون مفيداً وصحياً لبعض الأشخاص.