هل تتجنب تناول الشوكولا لكونك شخصاً رياضياً ؟
إذاً عليك بالتفكير بالأمر مجدداً !
تناول لوح من الشوكولاتة يومياً، قد لا يبدو بأنه النظام الغذائي الأمثل خصوصاً عند ممارسة الرياضية، لكن دراسة جديدة تم نشرها مؤخراً في مجلة (International Society of Sports Nutrition)، أظهرت بأن مثل هذا الأمر يمكن أن يعزز بشكل كبير من الأداء الرياضي لديك.
يتجنّب الرياضيون تناول الشوكولاتة عادةً ويستبدلها البعض بعصير الشمندر، لكونه غني بمادة النترات – Nitrate التي يتم تحويلها في الجسم إلى أكسيد النيتريك – Nitric Oxide، مما سيؤدي لتمدد الاوعية الدموية وخفض كمية الأكسجين المستهلكة وبالتالي مساعدة الرياضيين في الحفاظ على وتيرة أعلى عند ممارسة الرياضة.
في المقابل أوضحت Mayo Clinic أنّ الشوكولا والكاكاو، يلعبان دوراً هاماً في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب وذلك لاحتوائها على مركبات الفلافانول – Flavanol والمعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة، فهي تقلل من تلف الخلايا المسؤولة عن أمراض القلب. هذه المركبات يمكنهما أيضاً المساعدة في خفض ضغط الدم وتحسين وظائف الأوعية الدموية.
تحذّر Mayo Clinic على الرغم من ذلك، من تناول الشوكولا بكميات كبيرة بسبب احتوائها على الدهون والسكريات والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى زيادة الوزن وغيرها من المشكلات الصحية، مشيرة بأن كمية قليلة من الشوكولاتة الداكنة كافية للحصول على فوائد كثيرة.
يمكن أن يكون الفلافانول هو السر وراء نجاح تأثير الشوكولا
أوضح الباحثون القائمون على الدراسة بأن أحد مركبات الفلافونول الموجود في الشوكولا الداكنة والذي يدعى Epicatechin يعمل على زيادة إنتاج مادة أكسيد النيتريك في الجسم.
لكن هل تقوم الشوكولا الداكنة بنفس عمل عصير الشمندر الذي يتناوله الرياضيين بكثرة؟ هذا ما حاول الطالب الباحث Rishikesh Kankesh Patel من جامعة Kingston في لندن الإجابة عليه في دراساته.
حيث قام Patel بدعوة تسعة من راكبي الدراجات الهواة للمشاركة في دراسة، أشرف عليها الدكتور الميداني لعلوم الرياضة Owen Spendiff والمحاضر الأول في التحليل الرياضي James Brouner.
خضع راكبو الدراجات لاختبارات اللياقة البدنية في بداية التجربة، من ثم تم تقسيمهم إلى مجموعتين على النحو التالي:
- المجموعة الأولى: استبدل المشتركون فيها واحدة من وجباتهم الخفيفة اليومية بـ 1.5 أوقية من الشوكولاتة الداكنة الغنية بالفلافونول لمدة أسبوعين.
- المجموعة الثانية: استبدلوا الوجبة الخفيفة بنفس كمية الشوكولاتة ولكن البيضاء منها.
خضع المشتركون بعد أسبوعين من بدء التجربة لاختبارات اللياقة البدنية، بما في ذلك التمارين المعتدلة والتجارب الرياضية التي تتطلب تحديد وقت لإنجازها وذلك في مختبر الأداء الرياضي في جامعة كينغستون Kingston.
قام خلالها الباحثون بقياس معدل نبضات القلب والأكسجين المستهلك خلال هذه الدراسة.
تعزيز الأداء الرياضي بعد تناول الشوكولا
أخذ المشتركون بعد أسبوعي التجربة استراحة لمدة أسبوع ومن ثم قاموا باستبدال الشكولاتة الداكنة بالبيضاء والعكس لكل مجموعة لفترة وصلت إلى أسبوعين إضافيين.
ووجد الباحثون أنه بعدما تناول المشتركون الشوكولاتة الداكنة انخفض مستوى الأكسجين المستهلك أثناء ركوب الدراجة الهوائية، واستطاعوا تحقيق نتائج أفضل في ذلك بدقيقتين إضافيتين.
يقول Patel: “من المعروف أن كلاً من الشوكولاتة الداكنة وعصير الشمندر يزيد من أكسيد النيتريك، وهو الآلية الرئيسية التي نعتقد أنها وراء هذه النتائج. لقد وجدنا أنه يمكن للناس ممارسة التمارين الرياضية لفترة أطول بعد تناول الشوكولاتة الداكنة، وهو شيء لم يُثبَت من قبل بهذه الطريقة”.
يقوم Patel الذي أكمل الدراسة كجزء من تحصيله الجامعي لعلوم الرياضة في جامعة Kingston، بالتحقيق الآن في الفوائد الناتجة عن الشوكولاتة الداكنة كجزء من أطروحة الدكتوراه.
كما أنه يأمل في تحديد المستوى الأمثل من الفلافونول في الشوكولاتة الداكنة لتعزيز الأداء الرياضي، يتوقع أن يتم تضمين الشوكولاتة الداكنة كعنصر أساسي في النظام الغذائي للذين يمارسون رياضات التحمّل والثقيلة منها. ويُشير إلى أن مستويات الفلافونول في الشوكولاتة المتاحة تجارياً متغيرة.
يُخطط Patel بعد تحديد الجرعة والمدة المثلى لمقارنة آثار استهلاك الشوكولاتة مع آثار عصير الشمندر ودراسة تأثير الجمع بين الاثنين، لأنها تعزز إنتاج أكسيد النيتريك بطرق مختلفة قليلاً.
لا يزال أيضاً من غير الواضح ما إذا كانت الزيادة هي مجرّد تأثير على المدى القصير، ( أي تناول لوح من الشوكولاتة يبدأ مفعوله خلال يوم واحد) أو أنّ الأمر يستغرق وقتاً أطول قليلاً، وهو ما أظهره البحث الأولي.
زيادة كفاءة الذين يمارسون رياضات التحمّل
يُشير James Brouner المُحاضر في التحليل الرياضي في جامعة كينغستون Kingston بأنه من وجهة نظر الأداء فإن جعل الرياضيين أكثر كفاءة يمكن أن يكون له مزايا كبيرة خلال المدة الطويلة من الممارسة الثابتة للرياضة، ولكن مع العدد المتزايد من الرياضيين الذين يستهلكون عصير الشمندر لتحقيق هذا المكسب بالرغم من أنهم يشتكون من مذاقه، يمكن للشوكولاته الداكنة أن تكون ملاذاً يلجأ إليه الكثيرون لما لها من تأثير مماثل ولكن مع فائدة إضافية تتمثل في المذاق الجيد.
ويُضيف قائلاً: “عند القيام بتأدية نشاط قائم على أساس التحمّل فإن الاقتصاد في توفير الطاقة عادة ما يكون المفتاح لتعزيز الأداء الرياضي، ولكن بناءً على نتائج الدراسة فإن استهلاك الشوكولاته الداكنة غيّر من استجابة المشاركين للنشاط، وبالتالي ساعد في تعزيز أدائهم وقدرتهم على التحمل”.
قام موقع Medical News Today بطرح سؤال على الباحث Patel عمّا إذا كانت الشوكولاتة الداكنة قد تكون مفيدة ايضاً للرياضات الخفيفة مثل فائدتها للمشاركين في رياضات التحمّل، لكنه أخبرهم أن هذا غير معروف بعد.
سُئل أيضاً إذا كان من الممكن معرفة ما إذا كانت الشوكولاتة المتوفرة تجارياً مناسبة لتحسين الأداء.
قال: “الشوكولاتة المتوفرة تجارياً لا تنشر بشكل عام محتوى الفلافانول على ملصقاتها. نظراً لأن العلاقة بين النسبة المئوية للكاكاو والفلافونول لم يتم أخذها بعين الاعتبار في الوقت الحالي، فمن الصعب للغاية تحديد نوع الشوكولاتة الداكنة التي ستوفر أكبر فائدة للأداء استناداً إلى الملصق التجاري”.
في النهاية ذكرت MNT مؤخراً أن الشوكولاته قد تعزز الوظيفة الإدراكية للأشخاص.