الشيخوخة عملية معقدة، تتضمن تلف الحمض النووي، والالتهاب المزمن، وتخرُّب الخلايا، إلا أننا لا نعرف حتى الآن أي من هذه الأعراض له أكبر تأثير على الشيخوخة.
قد يكون الدماغ هو العامل الخفي الذي يقف خلف شيخوخة أجسادنا. حيث لوحظ أن اضافة كمية قليلة من الخلايا الجذعية في أدمغة فئران المخابر قد ساعدتهم على البقاء في مرحلة الشباب، وأن حقن المزيد من الخلايا الجذعية في أدمغتهم يساعدهم على العيش لفترة أطول.
البروفيسور دونغ شنغ تساي -وهو أستاذ في قسم علم الأدوية الجزيئية في كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك- يعتقد بأن الدماغ هو المسؤول عن الشيخوخة، نظراً لكون الدماغ هو العضو المسيطر على معظم وظائفنا الجسدية.
وكان قد وجد فريقه سابقاً أن منطقةَ ما تحتِ المهاد (الوطاء) أو الهيبوثلامس (hypothalamus) تؤثر على كيفية دخول الفئران في مرحلة الشيخوخة، لذا وعن طريق التدخل في الإجراءات بين جزيئات الخلايا في الوطاء، استطاع الفريق إطالة عمر الفئران المتوقع بنسبة 20 في المئة.
كانت الفئران تشيخ بمعدل أسرع عندما تبدأ هذه الخلايا بالتلف، حيث يقول البروفيسور تساي: “كان هناك انخفاض في التعلم والذاكرة والتنسيق والكتلة العضلية والتحمل وسماكة الجلد. وقد ماتت الفئران قبل بضعة أشهر من نظيراتها غير المعالجة”.
ولكن حقن الوطاء بخلايا جذعية إضافية، مأخوذة من أدمغة الفئران حديثي الولادة، أبطأ هذه الشيخوخة المبكرة، وأعطى الفئران حياة إضافية تتراوح بين الشهرين إلى الأربعة أشهر.
أولاً كان على الفريق تعديل الخلايا الجذعية عن طريق تحفيز مسارات مضادة للالتهابات في الفئران، وإلا فإن الخلايا الجذعية ستموت والحقن لن تنجح. وهذا يشير إلى امكانية كون الالتهاب هو المسبب لموت الخلايا الجذعية في الدماغ أثناء مشيخنا.
ووجد الفريق أن الخلايا الجذعية المحقونة تفرز كمية كبيرة من الأحماض الريبوزية النووية الميكروية (microRNAs) الخاصة بها. والتي تعرف بأنها جزيئات صغيرة يمكن أن تؤثر على طريقة عمل الجينات، ومن المعروف أن أنواع الرنا الميكروي في دمنا تتغير مع العمر.
وحالما يتم تحديد الأحماض الريبوزية النووية الميكروية (microRNAs)، فإنه من الممكن تطوير العقاقير التي تحاكي آثارها.