يواصل مسؤولو الصحة العامة في لوس انجلوس العمل بهدف السيطرة على مرض التيفوس ومنعه من الانتشار.
التيفوس مرض بكتيري تنقله البراغيث المصابة به، انتشر مؤخراً في وسط مدينة كاليفورنيا وفي عدة أماكن آخرى من أطراف المقاطعة.
لوحظت تسع اصابات في وسط المدينة وحدها ضمن الفترة الزمنية الممتدة بين منتصف تموز حتى أوائل تشرين الأول من عام 2018، هذا بحسب قول شارون بالت مدير قسم الأمراض المعدية في دائرة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس.
ومن الجدير بالذكر أن وسط مدينة لوس أنجلوس مزدحم بعدد كبير من الأشخاص المشردين الذين لا مأوى لهم، إلا أن المرضى التسعة وجد أن جميعهم لديهم تاريخ حافل بالعيش أو العمل في وسط لوس أنجلوس، هذا يعني أن المرضى لا ينتمون جميعهم الى مجموعة المتشردين.
يقول آرون جلات Aaron Glatt، العضو المنتدب لطب الأوبئة في مستشفى جنوب ناسو، أوشنسايد، نيويورك: ” التشرد والأماكن المزدحمة، وسوء النظافة، واتباع عادات نظافة شخصية بالية” جميع هذه العوامل تزيد من احتمال الإصابة بالتيفوس.
وثقت 59 حالة تيفوس خلال الفترة الممتدة بين كانون الثاني حتى اوائل تشرين الأول عام 2018، بالرغم من أن التيفوس يلاحظ عادة في جميع أنحاء المحافظة، إلا أن هذا العدد من الحالات يعتبر مرتفع بشكل غير عادي خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن.
“رصدت 67 حالة تيفوس في عام 2017 “، يقول بالتر. “إذا استمررنا في رصد حالات جديدة، فقد نتجاوز الرقم المسجل في 2017”.
كما أبلغ عن وجود 20 حالة تيفوس إضافية في باسادينا Pasadena، وهذا يعادل ما يقارب أربعة أضعاف العدد الذي تشاهده المدينة عادة كل عام.
يقول بالتر إن التيفوس يعالج بسهولة بالمضادات الحيوية، لكن يمكن أن يشتد المرض على المصابين في حال لم يتلقوا علاجاً سريعاً.
ما هو التيفوس؟
مرض التيفوس عبارة عن مرض التصلب العصبي المتعدد ويدعى ايضاً بمرض التيفوس الفأري، يمكن أن ينتقل هذا المرض إلى الإنسان نتيجة لدغ البراغيث المصابة به أو نتيجة التلوث ببراز من البراغيث المصابة.
يحمل براز البراغيث المصابة بكتيريا تسمى الريكتسية التيفية Rickettsia typhi، هذا بحسب مركز السيطرة على الأمراض.
عندما يتم نشر براز البراغيث المصابة عن طريق الخطأ على خدش أو جرح جلدي، تحدث عدوى ويصاب الشخص بالتيفوس.
ووفقاً لوزارة الصحة “مرض التيفوس يصيب البراغيث التي تتطفل أو تتعايش مع الكلاب والقطط والجرذان وحيوان الابوسوم الموجودة في مقاطعة لوس أنجلوس. علماً أن التيفوس لا يُمرض الحيوانات الحاملة له.
مرض التيفوس لا ينتقل من شخص لآخر.
عادة ما تظهر أعراض التيفوس خلال أسبوعين من الإصابة. ويقول الباحثون تظهر على المصابين أعراض حمى وقشعريرة وصداع وطفح الجلدي في بعض الأحيان إضافة الى الغثيان والقيء.
تعد أعراض التيفوس غامضة وقد يخطئ الناس في اكتشافه بسبب المشكلات الأخرى التي يسببها مثل أعراض الأنفلونزا أو غيرها من الأمراض التي تنقلها الحشرات “البق”.
تساعد اختبارات الدم أو أخذ خزعة من الجلد في تشخيص المرض.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض “معظم الناس يتعافون دون علاج، إلا أن بعض الحالات قد تكون شديدة وتحتاج الى علاج جدّي”.
قد تؤدي حالات التيفوس الشديدة الى تلف الكبد والكليتين والرئتين والدماغ، إذا ما تُركت دون علاج.
ويقول الدكتور غلات الذي يشغل منصب متحدث باسم جمعية الأمراض المعدية في أمريكا، “العلاج عبارة عن اتباع نظام مضادات حيوية لمدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام، وعادةً ما تكون دوكسي سيكلين doxycycline (رخيصة جدا وفعالة)”, كما يفضل البدء ببرنامج العلاج في وقت مبكر من اكتشاف التيفوس. التيفوس نادراً ما يكون قاتلاً، إلا أن بعض الناس يحتاجون إلى دخول المستشفى.
الوقاية من الإصابة بالتيفوس
يحث “بالتر” الناس على محاولة تجنب الإصابة بالتيفوس عن طريق استخدام منتجات مكافحة البراغيث التي تتعايش مع الحيوانات الأليفة.
كما تخطط مقاطعة لوس انجلوس لتوزيع أطواق مكافحة البراغيث على الأشخاص المشردين في لوس أنجلوس بهدف استخدامها على حيواناتهم الأليفة.
ينصح Balter الناس بتذكر استخدام المواد الطاردة للحشرات ذات العلبة المسجلة لدى وكالة حماية البيئة، والتأكد من عدم ترك أغذية الحيوانات الأليفة في الهواء الطلق التي من شأنها أن تجذب الحيوانات الضالة.
إضافة إلى الحفاظ على غطاء حاوية القمامة لتجنب جذب القوارض والحيوانات الأخرى.