تتزايد بين البالغين مشكلة ردات الفعل العكسية تجاه الأطعمة، ولكن الأطباء لا يعرفون السَّبب، أما ما نعرفه هو أنه بإمكانك اكتشاف ما إذا كنت تعاني من إحداها، أو من مشكلة أخرى، والعمل بعد ذلك على تعلم أذكى الطُّرق للتَّعامل معها.
قبل خمس سنوات، ذهبت جوهانا بوند ” Johanna Bond ” التي تعمل كمستشارة مجازة في الصحة العقلية، لتناول العشاء مع أصدقائها أثناء زيارتهم لها في روتشستر ( نيويورك )، وبينما كانوا يتبادلون الأحاديث، تناولت بوند قضمه من أحد المقبلات المعتادة والمكونة من خبز الثوم المغمس بصلصة المارينارا، ولكنها شعرت فجأة بوخزٍ في اللثة وبضيقٍ في الحلق وأصيبت بالغثيان وأخذت بالارتجاف، وفي حالة من الذُّعر اتصلت بوند بأمها التي كانت تعمل كممرضة طوارئ سابقة.
وكان ردُّ أمها السَّريع: “اذهبي حالاً للمشفى، فأنت تعانين من ردة فعلٍ تحسسية”، وفي المشفى عالج الأطباء حالة بوند بدواء البينادريل “Benadryl”، الذي أخذته أيضاً في طريق ذهابها للمشفى بناءً على الحاح أمها، وبقيت هناك تحت المراقبة لأربعة ساعات.
وفي موعدٍ لاحقٍ مع الطَّبيب أظهرت الفحوصات أن بوند التي تبلغ الآن من العمر 29 سنة، كانت تُعاني من حساسية تجاه أحد مكونات صلصة المارينارا ألا وهو الفلفل الحار بالإضافة للثمار الجوزية، فوصف لها الطبيب حقن ابينفرين الآلي (جهاز حقن ألي) Epipen”” لحالات الطوارئ، والستيروئيدات لتخفيف الالتهاب الذي تثيره الحساسية، مع العلم أن بوند ذكرت بأنها شعرت سابقاً بوخزٍ طفيفٍ في الفم عندما تناولت الفلفل الحار، ولكن الوخذ لم يكن كافٍ ليشعرها بالقلق.
على أية حال، ما زالت بوند تعاني حتى الآن من الحساسية التي تبين أنها غيَّرت حياتها، فهي تذكر أنها وقفت باكية في أحد أقسام السوبرماركت لأنها أدركت أن العديد من وجباتها المفضلة ممنوعة، وحتى إحدى أنواع البسكويت التي تحبها، وذلك لأن الملون فيها مصنوعٌ من الفلفل الأحمر المُشتق من الفلفل الحار.
فتقول بوند: “جعلني ذلك أخاف تناول الطَّعام”، وأضافت: ” لم أتصوَّر مُطلقاً أن أتعامل مع هذه المشكلة، فقد اعتقدت أن الأطفال هم وحدهم من يُصابون بحساسية تجاه الطَّعام”. إن ذلك هو أحد المفاهيم المغلوطة الشَّائعة، ففي حين أن انتشار الحساسية الغذائية بين الأطفال يُعادل ضعف انتشارها بين البالغين، إلا أن البالغين، كما في حالة بوند، يمكن أن تتطوَّر لديهم حالات الحساسية تجاه الطَّعام، بل وإن حدوثها يتزايد.
ما مدى انتشار الحساسية الغذائية لدى البالغين؟
حوالي نصف البالغين المصابين بالحساسية الغذائية يختبرون تلك الحساسية أولاُ أثناء سن الرشد، ولقد سجل ارتفاعاً لحالات الحساسية بين البالغين بنسبة 44%، وذلك وفقاً لدراسة قُدمت في الخريف الماضي في الكلية الأميركية للحساسية والربو وعلم المناعة في اجتماعها العلمي السنوي، وتُظهر الدراسات ذات الصِّلة بأن البالغين يختبرون عموماً ردة الفعل التحسسية الأولى في أوائل الثلاثينيات من عمرهم.
وفي وسط ذلك الارتفاع لظهور حالات الحساسية لدى البالغين، واجه الأطباء أيضاً مشكلة منفصلة، تتمثَّل بتدفق عددٍ كبيرٍ من الناس الذين يعتقدون خطأً بأنهم يعانون من حساسية غذائية.
تقول نابا شريف “Naba Sharif” الحاصلة على دكتوراه في الطب، والمتخصصة في الحساسية في مركز الرَّبو والحساسية والجيوب الأنفية في والدورف: ” على الرغم من أن الحساسية الغذائية تزداد شيوعاً، إلا أنها مازالت تؤثر فقط على 4% من البالغين”، وتُضيف:” ولكن حوالي 30% من الناس يعتقدون أن لديهم حساسية، والمُلفت أن الكثير منهم لم يزوروا الطبيب مطلقاً لإجراء الفحوصات، فهم يشعرون بتوعك بعد تناولهم لشيءٍ ما، ويظنون أن ذلك نتيجة حساسية، وببساطة يعتزمون على تجنُّب ذلك الطَّعام”.
وبينما يوجد بعض الناس ممن يؤمنون حقاً بأن لديهم حساسية، فإن البعض الآخر يستخدم ذلك المصلح كذريعة لتفادي أطعمة معينة في المطاعم أو في الأماكن الاجتماعية، ولكن مهما كان السَّبب فإن الخبراء يقلقون حين يُساء تعريف الحساسية، فذلك قد يؤدي للاستهانة بخطورتها بالنسبة للأعداد المتزايدة من البالغين المصابين بها فعلاً.
تقول أخصائية التَّغذية المُجازة فاندانا شيث “Vandana Sheth” من تورانس كاليفورنيا، والمتخصصة في الحساسية الغذائية: ” في النهاية، قد لا يأخذ الآخرون على محمل الجد تلك المشكلة التي يمكن أن تكون إحدى الحالات المهددة للحياة، مما قد يُعرض الناس المصابين فعلاً بالحساسية الغذائية للخطر”.
ماذا يحدث لجسدك عندما تتعرض لردة فعلٍ تحسسية؟
قد تجعلك العديد من الأطعمة تشعر بألمٍ في المعدة أو بالغثيان، ولكن الحساسية الغذائية الحقيقية تولِّد استجابة محددة، وتقول الدكتورة شريف: ” للحساسيات الغذائية مجموعة من الأعراض الشائعة، تتضمن الشرى والتَّورم والأزيز والتَّقيؤ المتواصل، فهذه الأعراض تُشير إلى أن جهازك المناعي يُبدي ردة فعلٍ لذلك الطَّعام”.
يمكن وصف الحساسية الغذائية على أنها حالة تحديدٍ خاطئٍ للهوية: فهي تحدث حين يقوم الجهاز المناعي – الذي يستجيب كما لو أن البروتينات الموجودة في طعامٍ معينٍ ضارة – بإنتاج أجسامٍ مضادة تُدعى الغلوبولين المناعي E (IgE) لتدافع ضد ” الغزاة “، وبما أن الأجسام المضادة مرتبطة بخلايا موجودة في الجلد والرئتين والسَّبيل الهضمي، لذا فعند تناولك للطعام المُثير للحساسية فإن الخلايا ستطلق مادة كيميائية اسمها الهيستامين، التي بدورها تُثير أعراض الحساسية كالحكة الجلدية والأزيز والتَّقيؤ بغية طرد المادة المُسببة للحساسية.
إنَّ ردات الفعل التَّحسسية تكون متوسطة الشِّدة أحياناً، ولكن وجدت دراسة أجريت عام 2017، أن المزيد من البالغين ممن يعانون من الحساسية الغذائية يختبرون ما يُدعى بالتَّأق، والذي هو عبارة عن ردة فعلٍ حادةٍ تُسبب تورُّم المسلك الهوائي، وانخفاضاً ملحوظاً في ضغط الدم، ودخول الجسم في صدمة، وفي حال عدم تلقي العلاج الفوري فإن حالة التَّأق يمكن أن تكون قاتلة.
تعتقد الدكتورة شريف بأن ارتفاع معدل التَّأق يمكن أن يُعزى جزئياً لأنواع الطَّعام التي يتحسَّس منها عادة البالغون، كالسمك والمحَّار والفول السوداني والثِّمار الجوزية، وتقول الدكتورة: ” من غير المعروف ما هو السَّبب، ولكن تلك الأطعمة غالباً ما تُسبب ردات فعلٍ حادة”، والأطفال كذلك معرضون عموماً للحساسية تجاه الفول السوداني، ولكنهم في العادة ومن ناحية أخرى معرضون أكثر لحساسية تجاه البيض والحليب، والتي يميلون للتخلص منها قبل سنِّ المراهقة.
ماهي المُسببات المحتملة للحساسية الغذائية؟
بالنسبة لسبب الارتفاع العام في ظهور حالات الحساسية لدى البالغين، فالإجابة قد لا تكون بسيطة. تقول بيث كورن الحاصلة على دكتوراه في الطب، ومديرة قسم كلية أعضاء علم المناعة الممارسين في مستشفى سيناي: ” لا أعتقد أن هنالك سبباً واحداً”، ولكن يظنُّ الخبراء بأن العوامل الثَّلاثة التَّالية قد تلعب دوراً:
عدم التَّعرض للمواد المُثيرة للحساسية
في حال عدم تناول الشخص لمسببات الحساسية كالمكسرات والسَّمك خلال مرحلة الطفولة، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك لتعرضه لحالات الحساسية في مرحلة لاحقة من حياته.
نقص فيتامين D
في يومنا هذا، تُقدر نسبة البالغين الذين لا يحصلون على الكمية الكافية من فيتامين D بحوالي 70%، مما يلعب دوراً هاماً في أداء الجهاز المناعي، فقد أظهرت الدراسات على الأطفال والمراهقين وجود صلة بين المستويات المنخفضة لفيتامين D، وبين ازدياد التَّأثر بالحساسية.
اختلال التَّوازن البكتيري في الأمعاء
تقترح الدراسات الحديثة أن التغيرات في جراثيم الأمعاء قد يكون مسؤولاً أيضاً عن الحساسية، فتقول الدكتورة شريف: ” إن مستويات كلٍّ من البكتيريا الجيدة والسَّيئة في الأمعاء يمكن أن تتغيَّر جرَّاء منتجات المضادات الحيوية ومضادات البكتيريا – ويحتمل حتى أن تتغيَّر نتيجة العادات الغذائية – ويمكن لهذا أن يؤدي للحساسية الغذائية”، وتُظهر الأبحاث الحيوانية الأولية أن تناول الألياف بنسبة عالية يمكن أن يُحفِّز البكتيريا النَّافعة في الأمعاء، والتي بدورها تُساعد جهاز المناعة على مقاومة الحساسية، ولكن الكثير من النَّاس لا يحصلون على الكمية الكافية من الألياف يومياً، فعلى سبيل المثال يحصل المواطن الأميركي العادي على 15 غرامٍ فقط من الألياف في اليوم، أو 60% من القيمة اليومية.
هل تعاني من حساسية غذائية أو من عدم تحمُّلٍ غذائي؟
من الواضح وجود التباسٍ يحيط بحالات الحساسية: ففي استبيانٍ أجري عام 2015 من قبل الكلية الأميركية للحساسية والربو وعلم المناعة، أظهر أن 49% من الأميركيين أفادوا بعدم معرفتهم أو بمعرفتهم المحدودة بماهية الحساسية الغذائية، وتُعتبر الحميات الرَّائجة التي وصَّفت أطعمة معينة على أنها مُثيرة للحساسية بأنها جزءاً من المشكلة، وتقول الدكتورة شريف أن المشكلة الأخرى تكمن في أنه من السَّهل الخلط بين الحساسية الغذائية وعدم التَّحمل الغذائي، ولتوضيح الأمر أكثر، إليكم نقاط الاختلاف الرئيسية بينهما:
المعلومات الأساسية عن الحساسية الغذائية
المثيرات الشائعة:
السَّمك – المحَّار-الفول السُّوداني-الثمار الجوزية-البيض – فول الصويا-القمح – الحليب.
الأعراض:
يمكن للحساسية الغذائية أن تتسبب بأعراضٍ هضمية، ولكن تلك الأعراض نادراً ما تظهر لوحدها، فهي عادة ما تترافق مع دلائل أخرى، والتي تتضمن ما يلي:
- طفحٌ جلديٌّ أو شَرَى.
- الشُّعور بحكة في الجلد أو الفم.
- ضيق في التنفس وأزيز.
- سعالٌ متكررٌ.
- تورمٌ في المجاري الهوائية، وصعوبة في البلع.
- نبضٌ ضعيفٌ.
- دوارٌ.
- تشنجاتٌ في المعدة.
- تقيؤ، غثيان، إسهال.
التوقيت:
على الرَّغم من أن ردة الفعل غالباً ما تكون آنية، إلا أن ظهور الأعراض قد يستغرق ما يصل إلى ساعتين (ويمكن أن يستغرق في حالات نادرة جداً أربع إلى ست ساعات)، مع العلم أن ردة الفعل تحدث في كلِّ مرة يتناول الشخص فيها الطَّعام المُثير للحساسية.
العلاج:
يُمكن تخفيف بعض الأعراض التي تتراوح شدتها من الخفيفة إلى المعتدلة (كالحكة والشَرَى. إلخ) عن طريق مضادات الهيستامين، أما حالة التأق فتحتاج لعلاجٍ فوريٍّ بواسطة الإبينيفرين “epinephrine”، والذي هو عبارة عن هرمونٍ قادرٍ على إيقاف الآثار الجانبية كالأزيز.
المعلومات الأساسية عن عدم التَّحمل الغذائي
تُوضِّح الدكتورة شريف حالة عدم التَّحمل الغذائي بالقول:” إنها مشكلة هضمية، ولا تشمل الجهاز المناعي“.
يمكن أن تظهر الأعراض بسبب افتقار الجسم لإنزيمٍ ضروريٍّ لتفكيك أحد الأطعمة، كما أن حساسية الجهاز الهضمي لبعض المواد التي تُضاف للغذاء يمكنها أيضاً أن تُؤدي لظهور الأعراض.
المثيرات الشائعة:
القهوة – التَّوابل الحارة – البازلاء – البصل – الملفوف – الفاصولياء – القمح – الحليب – (المواد المضافة للغذاء كغلوتامات أحادية الصوديوم MSG يمكنها أيضاً أن تتسبب بردة فعل).
الأعراض:
- نفخة
- تشنجات في المعدة
- تقيؤ، غثيان، إسهال
- مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي
التَّوقيت:
على الرَّغم من أن ردة الفعل يمكن أن تكون آنية، إلا أن الأعراض قد تستغرق من ساعتين إلى أربع وعشرين ساعة لتظهر، كما أن ردات الفعل تعتمد على كمية الجرعة، فقد لا تحدث في كل مرة تتناول فيها الطَّعام المثير لها، فتقول الدكتورة شيث: ” قد لا تظهر لديك الأعراض إذا تناولت حصَّة صغيرة من ذلك الطعام، أما في حالة الحساسية الغذائية فيمكن حتى لكمية ضئيلة جداً من الطعام أن تُثير ردة فعل”.
العلاج:
يمكن تخفيف الأعراض بواسطة المنتجات المتاحة دون وصفة طبية، كالبيبتو بيسمول “Pepto-Bismol” وغاز-إكس “Gas-X”.
إن كنت لا تُعاني من أعراض عدم التَّحمل الغذائي ولا من أعراض الحساسية الغذائية، فتذكر أن استبعادك لأطعمة معينة من نظامك الغذائي سيضرُّ أكثر مما ينفع، فعلى سبيل المثال، يمكن لاستبعاد القمح دون أن تستدعي الضَّرورة لذلك، أن يُصعِّب عليك الحصول على الكمية الكافية من الألياف وفيتامينات B، في حين أن استبعاد مشتقات الحليب سيعرضك لخطر الإصابة بعوز الكالسيوم وفيتامين D، فإن كنت قلقاً بشأن طعامٍ معينٍ، فاستشر طبيبك واطلب نصيحته، ولا تعتمد على المعلومات المنتشرة على الانترنت، أو على الحميات الرَّائجة التي تزعم بأن لديها أجوبة على جميع الأسئلة.
تقول الدكتورة شيث: يتناول الكثير من الناس الأغذية الخالية من مُسببات الحساسية، اعتقاداً منهم بأنها ذات قيمة غذائية أكبر، أو بأنها ستساعدهم على خسارة الوزن، ولكن ذلك ليس صحيحاً بالضَّرورة”.
حساسية غذائية مُزيفة ومشاكل حقيقية
عندما يكذب أحدهم على خادم المطعم بشأن معاناته من الحساسية الغذائية، فإن ذلك سيسيئ لكلٍّ من طاقم العمل والذين يعانون فعلاً من حساسية غذائية، فبروتوكولات التَّعامل مع حساسية الطعام في المطاعم، تستلزم عادة إعادة تعقيم ما هو نظيفٌ بالأصل من أدوات الطَّهي والأطباق، بالإضافة لإعداد الطَّعام في مكانٍ معزولٍ في المطبخ.
تقول الدكتورة شريف: ” إن ادَّعى الكثير من الزَّبائن الأصحَّاء بأنهم يعانون من الحساسية الغذائية، فإن ذلك سيقلل من حرص ودافع الطَّباخين ليكونوا أكثر دقة في العمل، وبالتالي سيزداد الخطر على من يعانون من الحساسية الغذائية”، فإن كنت تريد ببساطة أن تتجنَّب مكوناتٍ غذائية معيَّنة، فما عليك سوى أن تقول ذلك، فمعظم المطاعم ستتكيَّف مع طلباتك لأنها تريدك أن تعود إليها باستمرار.
متى يجب عليك زيارة الطَّبيب؟
إن كنت تشكّ بأن لديك حساسية غذائية، فمن الضَّروري حتماً أن تزور مُختصاً بالحساسية لتأكيد الحالة، وحتى لو كانت الأعراض التي تُعاني منها خفيفة، لا تنتظر أو تُؤجل الزِّيارة، فتقول الدكتورة شريف:” يصعب كثيراً التَّنبؤ بردات الفعل، فمجرد كون ردات فعلك خفيفة حتى الآن، فإن ذلك لا يعني أن ردة الفعل القادمة لن تكون حادَّة”.
إن كان أحد الأطعمة المعينة لا يُسبب لك سوى أوجاعاً في المعدة، كاضطراب في المعدة دون أن يترافق بأعراضٍ أخرى، فإن المشكلة قد تكون مقتصرة على تحسُّس المعدة من ذلك الطَّعام، ويمكنك أولاً أن تُجرب التَّخفيف من ذلك الطَّعام لاختبار مقدار الكمية التي يُمكنك تحملها، قد يتطلب الأمر بعض التَّجارب، وقد تقع في بعض الأخطاء، ولكنَّ خبراء الحساسية يعتقدون أن ذلك أفضل من إجراء الفحوصات الباهظة الثَّمن، أو التي قد تخلّ بالتَّوازن الغذائيِّ لديك بسبب الامتناع التَّام عن أطعمة معينة.
بالرغم من الخلط القائم في ذهن العامة بين الحساسية الغذائية وعدم التَّحمل الغذائي، إلا أن التَّوعية المُتزايدة حول هذا الموضوع تبعث إلى التَّفائل، فتقول الدكتورة شيث: ” قبل عام 2004، لم تكن توجد قوانين تصنيف الأغذية، التي تُلزم المصنعين بتنبيه المستهلكين لوجود ثمان أغذية رئيسية مثيرة للحساسية، ولم تكن الأغذية الخالية من مثيرات الحساسية متوفرة بكثرة، لذا فإن التَّغييرات الي تطرأ على الصِّناعات الغذائية، تُسهل كثيراً على المصابين بالحساسية الغذائية أو بعدم التَّحمل الغذائي أن يتعايشوا مع حالتهم.