لا بد وأن يتجادل الزوجين فيما بينهما كل فترة، فهذا أمر طبيعي وصحي، فهما بالنهاية شخصين منفصلين لكل منهما رأي مختلف عن الآخر في بعض الأحيان، لعل أكثر الأساليب الكلاسيكية للجدال بين الزوجين تبدأ بكلمة “أنا …” أو يتجنب كل منهما ذكر أسم الآخر.
كثير من الأزواج لا تدرك أو تهتم بطريقة التعامل التي تلي الجدالات الحادة بينهما، مع العلم أن طرائق التعامل بعد الجدال لها أهمية كبيرة في العلاقة بين الزوجين.
فيما يلي نذكركم بعشرة ردود فعل يجب على كلا الزوجين او الشريكين تجنبها بعد الجدال للحفاظ على علاقة جيدة بينهما:
كن واضحاً مع الشريك
إذا كنت تحتاج لفترة زمنية لإراحة نفسك بعد الجدال مع الشريك، فلا بأس بذلك وخصوصاً إذا أوضحت حاجتك للراحة، تقول راشيل وهي أخصائية في العلاج النفسي وخبيرة العلاقات في مدينة نيويورك ” إن أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها إحدى الزوجين بعد الجدال هو عدم إيضاح ما يريد أحدهما للآخر “.
إن عدم إيضاح ما يريده إحدى الشريكين في نهاية الجدال، قد يسبب سوء تفاهم بينهما، فقد يشعر أحدهما بأنه غير مهم، وبالتالي سوف يحجم عن النقاش والتكلم بشفافية مع الشريك في المستقبل، وعليه اقترحت الدكتورة راشيل استخدام بعض المفردات الواضحة منها ” اشعر بالتعب واحتاج لفترة من الراحة لكي استطيع متابعة النقاش معك، واعدك بأن الأمور ستكون على ما يرام “.
لا تكتم مشاعرك وتظهرها بشكل مفاجئ وقت الجدال
هنالك مثل شعبي يقول ” ما يحدث في فيغاس يبقى في فيغاس”، وعليه يجب أن يدرك الشريكان أن كل ما يقولانه أثناء الجدال ينتهي بنهايته، تقول ميشيل جولاند أخصائية نفسيه في لوس انجلوس تعمل مع المتزوجين ” يجب على الشريكين إخبار بعضهما عن الكلمات التي قد تزعجهما، وعليهما العمل على تجنبها أثناء الجدال قدر الإمكان ”
وفي حال تكرار الكلمات المزعجة خلال الجدال من قبل أحد الشريكين، تنصح الدكتوره ميشيل أن يأخذ الشريك فترة لإراحة نفسه، حيث إن تنبيه الشريك لتجنب هذه الكلمات خلال الجدال من شأنه أن يزيد الطين بلة وأن يطيل وقت الجدال دون الوصول لأي نتيجة أو حل.
اعتذر واشرح موقفك بوضوح
ينصح لوري بون وهو وسيط بين الأزواج ومؤلف كتاب ” جدال أقل، حب أكثر” الأزواج بتجنب بعض الكلمات ضمن الجدال ومنها ” لقد سئمت من ذلك، اتركني وشأني، أريد أن أفعل شيئاً أخر، واستبدالها بكلمات أخرى مثل: أنا سف على ….، اعتذر لفعل ذلك…، سأعمل على عدم تكرار ذلك في المرة القادمة.
فهذا يسرع من الوصول لنتيجة من الجدال دون انزعاج أحد الشريكين.
لا تضع أعذاراً دائماً
كثير من الأزواج تضع الأعذار والمسببات للجدال، ومن هذه الأسباب، يوم عمل سيء، صداع طيلة النهار، نوم قلق طيلة الليل، وقد وجدت دراسة مؤخراً أجرتها جامعة كاليفورنيا أن الأزواج الذي لا يحصلون على قسط كافي من النوم هم الأكثر عرضة للجدال.
كما أن إلقاء اللوم على الشريك دائماً ليس عدلاً، فقد أكد الدكتور جولاند بأن سبب الجدال غالباً هو قلة المعلومات، ينصح الدكتور جولاند الشريك الغاضب أو الحزين بضرورة إخبار شريكه بحالته عبر رسالة أو اتصال هاتفي قبل وصوله المنزل الأمر الذي يسمح بتخفيف أو تجنب الجدالات التي تزيد الأمر سوءاً.
لا تتهرب من الجدال
بعد أخذ قسط من الراحة بعد أي جدال، ينصح الخبراء بأن يبادر الشريكان بأنهما على استعداد لأية أسئلة أو جاهزان لسماع أي موضوع، وفي حال كانا يرغبان في إعادة النظر في الجدال أو المشكلة بعد بضعة أيام فينصح بعدم التهرب من ذلك.
يقول الدكتور جولاند: “أن تأثير الصمت في بعض الأحيان يكون مشابهاً لتأثير الصوت العالي في الجدال”، فإن أردت الصمت فلا بأس بذلك ولكن في حال حاول الشريك التكلم معك فلا بأس بالاعتذار ومحاولة الاستماع حديثة مرة أخرى.
تجنب الكلمات القاسية
استمرار الجدال لا يعطي الحق لأي من الشريكين بالتكلم والتلفظ بكلمات قاسية تزيد من حدة الجدال. يقول سوسمان ” لا تطلق كلمات قاسية وجارحة للشريك من شأنها أن تصعد بالجدال لدرجة كبيرة”. فعلى سبيل المثال كان سبب الجدال يعود لقلة النقود اللازمة لرحلة ما، فلا تستخف برحلة الشريك وتستهزئ بها لمجرد أنك لا تملك كمية النقود الكافية، بإمكانك القول والتعبير عن مشاعرك بالقول ” هذا ما استطعت جنية من النقود بغرض رحلتنا”.
تجنب ممارسة الحميمية بلطف
غالباً ما يعتذر كلا الشركين من بعضهما في نهاية كل جدال، ويبدأن بالتفكير بالطرق التي تقربهما من بعضهما، يقول سوسمان ” إن معظم الرجال يرغبون بممارسة الحميمة مع شركاتهم وذلك لسببين الأول هو رغبتهم بفعل ذلك والثاني هو شعورهم بأن الحميمة تقرب منه شريكته”، وعليه ينصح سوسمان الشريكه التي تكون في نهاية أي جدال بعيدة كل البعد عن الرغبة في ممارسة الحميمة، بأن تتقبل الموضوع بلطف وتستخدم تعابير رقيقة فبإمكانها القول ” شكراً حبيبي على شعورك الجميل ومحاولتك لنكون متقاربين أكثر، فما رأيك بممارسة الحميمة غداً”. فلا حاجة لرفض ممارسة الحميمة بطريقة مباشرة قد تؤدي إلى جرح مشاعر الشريك.
لا تركز على مسببات الجدال الرئيسية
إن ما يجب عليه التركيز من قبل الشريكين هو حل المشكلات بدلاً من الجدال، تخبرنا الدكتوره بوهان بمثال غالباً ما يسبب الجدال بين الشركين وبشكل متكرر وكيف يمكن تجنبه، وهو نسيان أحد الشريكين إحضار النقود في كل مرة، حل المشكلة تبعاً للدكتوره بوهان هو الذهاب إلى الصرافي الآلي وسحب المبلغ المطلوب، كما ينصح بعدم تذكير الشريك بأنه ينسى في كل مرة فهذا الأمر قد يوتر الشريك ويضعه في موقف حرج، وفي حال تكرار نسيان النقود من قبل الشريك فبالإمكان القول له ” لاحظت بأنك لا تحمل نقوداً كافية هذا الأيام، هل بإمكاني مساعدتك”.
بهذه الطريقة تجد الدكتوره بوهان بأن الكثير من الجدال بين الشريكين من الممكن تجنبه بطرق بسيطة.
تجنب عبارة “لم أقصد ذلك”
تنصح الدكتورة بوهان بتجنب استخدام عبارة ” لم أقصد ذلك ” فهذه العبارة تجعل الشريك يشعر بأنه فعله دائم أو يتكرر باستمرار، والأمر مماثل لعبارات أخرى مثل” قلت ذلك، لم تقل ذلك …” وهذا يدفع الشريكين لتركيز على الماضي بدلأ من التركيز على المستقبل وإيجاد حل للمشكلة.
تجنب الجدال قدر الإمكان
يأمل الشريكان دائماً بالاستقرار، وقد يكون الجدال ذو دلالة إيجابية بين الشريكين وخاصة عندما يسعيان لإيجاد الحلول، تقول الدكتورة بوهان بعض الأزواج أصبح الجدال جزءً من حياتهما، ورغم ذلك تستمر حياتهما وعلاقتهما بشكل جيد عبر تجنب ومحاولة نسيان الجدال واسبابه، هذا التفاهم بين الزوجين كافي للوصول لحل لجميع المشكلات تبعاً لدكتورة بوهان.