يعد الترطيب أفضل طريقة لمنع الجلد من الجفاف والحكة.
هل يوجد رابط بين الجلد الجاف وبعض الأمراض المرتبطة بالعمر؟
خلص باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (UCSF) إلى أن تلف الجلد يحدث نتيجة التقدم بالعمر، وجفاف البشرة يمكن أن يكون عاملاً مساهماً للإصابة في عدد من الحالات المرتبطة بالعمر مثل أمراض القلب ومرض الزهايمر.
في بحث نُشر في وقت سابق من هذا الشهر في مجلة الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية،قام العلماء بوضع ملاحظاتهم بعد تطبيق دراسة على كبار السن في نظام سان فرانسيسكو للمحاربين القدماء.
“يُظهر لدى البشر المسنون التهاباً نظامياً مزمناً وتحت إكلينيكي (ubclinical systemic inflammation) ، يُطلق عليه عادة” الشيخوخة الالتهابية “(‘inflamm-aging’,)، والتي يرتبط ظهورها أيضاً بظهور مجموعة متنوعة من الاضطرابات المزمنة المرتبطة بالعمر، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع 2 وهشاشة العظام ومرض الزهايمر، هذا بحسب شرح الدكتور ماو تشيانغ مان كبير مؤلفي الدراسة وأخصائي الأمراض الجلدية في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو.
لفهم هذا يجب أولاً فهم ما هي السيتوكينات.
السيتوكينات
عبارة عن مجموعة من البروتينات الصغيرة، تُطلق في الجسم بواسطة الجهاز المناعي كإشارة إلى وجود التهاب في مناطق تلف الجلد.
عند دخول عدد كافٍ من السيتوكينات إلى نظام الدورة الدموية، تبدأ عملية “الشيخوخة الالتهابية”، علماً أن كبار السن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة كون بشرتهم أكثر عرضة للتلف.
من جهة أخرى وجد الباحثون أن كبار السن الذين استخدموا ثلاثة ملليلتر من كريم ترطيب الجلد، مرتين في اليوم كان لديهم عدد قليل جداً من السيتوكينات المرتبطة بأمراض مزمنة.
تؤكد الدكتورة غاياتري ديفي اختصاصية الأعصاب في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك ومؤلفة كتاب مرض الزهايمر أن ظهور علامات الالتهابات ناتج عن التغيرات المرضية المرتبطة بالشيخوخة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الزهايمر وهذا معروف منذ فترة طويلة.
وأضافت قائلة : “إن فكرة استخدام علاج بسيط مثل المطريات الجلدية للحد من الالتهاب المرتبط بالعمر فكرة رائعة وجذابة وتستحق المزيد من التقييم”.
يقول خبير آخر إن هذا البحث يسلط الضوء على أهمية ترطيب البشرة بشكل مناسب – خاصة بالنسبة للبالغين الأكبر سناً.
سُمّك الجلد والشيخوخة
الجلد أكبر عضو لدينا ويلعب دور الحاجز الرئيسي بين جسم الإنسان والعالم الخارجي، لكن صحة الجلد لا تكون دائماً على رأس القائمة عندما يحين الوقت لزيارة الطبيب.
يعد الحفاظ على ترطيب الجلد أحد أفضل الطرق للحفاظ على صحته ونضارته.
“من وجهة نظر الأطباء من المهم للغاية بالنسبة للمرضى – سواء كانوا أصغر أو كبار – أن يحاولوا ترطيب بشرتهم”، أوضحت الدكتورة سوزان ماسيك طبيبة الأمراض الجلدية في مركز جامعة ولاية أوهاسن الطبي في وكسنر. “يساعد الترطيب الأساسي في الحفاظ على صحة الجلد كي يؤدي عمله بشكل صحيح كحاجز أمام العالم الخارجي، وهذا ضروري خاصة بالنسبة للأشخاص الأكبر سناً الذين يعانون أكثر فيما يتعلق بصحة البشرة والحفاظ على رطوبتها.”
فما الذي يحدث بالضبط لبشرتنا مع تقدمنا في العمر؟
في بداية الأمر تميل الجاذبية إلى السيطرة على الجلد مما يفقده مرونته، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقشير الجلد وإعاقة قدرته على الحفاظ على الترطيب المناسب.
هناك حقيقة أنه مجرد تعريض بشرتنا للعالم الخارجي له آثار سلبية طويلة الأجل.
” سترى مع تقدمنا في العمر المزيد من القضايا فيما يتعلق بالآثار الطويلة الأجل للأشعة فوق البنفسجية على الجلد”، قال ماسيك. “يظهر ترقق في الجلد، وبطء شفاءه، وسهولة الإصابة بالكدمات، ولكن الأهم من ذلك هو المخاوف بشأن سرطان الجلد والأورام الميلانينية. هناك أيضاً حالات التهابية مزمنة مثل الأكزيما والصدفية التي تستمر في أي فئة عمرية، ولكن من المؤكد أنها قد تكون أكثر شدةً مع التقدم في السن “.
كيف يتم ترطيب الجلد بطريقة صحيحة؟
شملت دراسة UCSF مجموعة صغيرة نسبياً، إلا أن نتائجها تؤكد على معلومة مهمة وقيمة ألا وهي: الترطيب ضروري، خاصة لكبار السن.
وضع للمشاركون في الدراسة تعليمات ترطيب محددة للغاية، أما بشأن الممارسات اليومية ليس من الضروري أن تطبق بشكل صارم.
بالنسبة للمبتدئين يقول ماسيك: من الأفضل تنظيف الجسم باستخدام صابون غير معطر وغسول الجسم، حيث أن المنتجات ذات العطور تحتوي على مهيجات يمكن أن تؤثر سلباً على البشرة. عندما يتعلق الأمر باستخدام منتجات الترطيب، فمن الأفضل استخدام العناصر محددة السمات.
وقال ماسيك: “تميل الكريمات إلى أن تكون ذات أثر مرطب عالي بالمقارنة مع المستحضرات الأخرى ذلك كونها تحتوي على المزيد من الدهون والزيوت فيها، وبالتالي فهي توفر المزيد من الترطيب للبشرة”.
بالنسبة إلى أفضل وقت للترطيب، توصي ماسيك بالقيام بذلك مباشرة بعد الخروج من الحمام أو الاستحمام لأنها تساعد في الحفاظ على الرطوبة الموجودة بالفعل في البشرة بعد نقعها جيداً.
أخيراً
من المهم تذكر أن الحرارة الزائدة يمكن أن تتسبب بجفاف الجسم.
“اثناء الاستحمام يُنصح بتجنب استعمال الماء الحار كونه يميل إلى تجفيف الجسم، وهذا ما يجعل المرضى يواجهون صعوبة كبيرة في معالجة جفاف الجلد الجاف الذي غالباً ما يحدث في فصل الشتاء كونهم يشعرون بالحاجة الى الحرارة و للاستحمام بالماء الساخن. ”
بحسب (مان) كبير مؤلفي الدراسة إن الترطيب المناسب أحد أهم النصائح التي خلصت إليها هذه الدراسة.
ويضيف قائلاً “استخدام منتجات آمنة وفعالة للعناية ببشرتك يفيد الصحة، خاصة بالنسبة للمسنين والأشخاص الذين يعانون من حالات معينة مثل الصدفية والتهاب الجلد التأتبي”.
الخلاصة
تؤثر الشيخوخة سلباً على الجلد ومن جميع النواحي.
يمكن للبشرة شديدة الجفاف والملتهبة (irritated) أن تخلق ظروفاً تساهم في تطور أمراض معينة.
يجب على المرضى الذين يرغبون في الحفاظ على بشرة رطبة بشكل صحيح اتخاذ خطوات جادة لتطبيق كريم مرطب بانتظام وزيارة طبيب الأمراض الجلدية إذا كانت هناك مخاوف بشأنها.