ربطت دراسة جديدة الأرق المزمن مع ضعف وفشل الكلى، وكذلك مع خطر الموت المبكر في حالة قدامى المحاربين في الولايات المتحدة.
معالجة قلة النوم على المدى الطويل قد يساعد على درء هذه النتائج الصحية السلبية، كما يفترض الباحثون. وقد حددت الأبحاث أنّ الأرق هو اضطراب النوم الأكثر شيوعا، حيث أن حوالي 35.2 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة ينامون لفترة قصيرة في الليل، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (.(DCD كما ترتبط قلة النوم أيضا بعدد كبير من الحالات الصحية، بما في ذلك أعراض الاكتئاب، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، ومرض الزهايمر، على سبيل المثال لا الحصر. على الجانب الآخر، قد أكدت الدراسات الحديثة أنّ النوم الجيد ليلاً من الطرق الواقية عندما يتعلق الأمر بالآثار المزمنة للإجهاد. دراسة حديثة من جامعة العلوم تينيسي مركز العلوم الصحية في ممفيس ، تربط الأرق بضعف وظائف الكلى والفشل الكلوي، وزيادة خطر الوفيات. حيث ركز كل من سابا كوفيسدي وجون لينغ لو، طبيبان والباحثان الرئيسيان المشاركان في الدراسة، على المخاطر التي يشكلها الأرق المزمن على صحة الكلى، ولذا عملوا مع مجموعة كبيرة من قدامى المحاربين الأمريكيين.
وقد درس الباحثون صحة الكلى وجميع الأسباب المؤدية للوفاة لمجموعة وطنية من قدامى المحاربين مع عدم وجود عوارض صحية ذات صلة بالكلى في الأساس. ومن بين هؤلاء، كان هناك 41,928 شخصا يعانون من أرق مزمن. ولضمان تناسق النتائج، أجريت تعديلات على العوامل المؤثرة ذات الصلة، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم، وضغط الدم، والحالات المرضية، والوضع الاجتماعي والاقتصادي. وخلال فترة متابعة متوسطة بلغت 6.1 سنوات، توفي 23.1 في المئة من المشاركين في الدراسة، في حين أظهر 2.7 في المئة انخفاضا متسارعا في وظائف الكلى. كما أن 0.2٪ من المشاركين أصبحوا يعانون من الفشل الكلوي. وأشار الباحثون إلى أن الأرق المزمن كان مرتبطا بمخاطر أعلى بمقدار 1.4 مرة من الوفيات لأي سبب، فضلا عن 1.5 مرة أعلى من خطر انخفاض وظائف الكلى، وزيادة أكثر حدة في خطر الفشل الكلوي 2.4 مرة. وتشير هذه النتائج إلى أن قلة النوم المستمرة يمكن أن تلعب دوراً في تطور مرض الكلى المزمن، وكذلك تقصير العمر المتوقع بشكل عام.
آثار إيجابية على المدى الطويل” للنوم:
ووفقاً للبيانات الصادرة عن المعهد الوطني لمرض السكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، فإن انتشار أمراض الكلى المزمنة في إجمالي سكان الولايات المتحدة هو حوالي 14 في المئة. ومن بين عوامل الخطر المعروفة لأمراض الكلى المزمنة ، السمنة، وعادات التدخين، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم. إذا تقدم المرض، فإن ذلك يتطلب غسيل الكلى أو حتى زرع الكلى.
يشير الدكتور كوفيسدي وفريق العمل إلى أنّ نتائج دراستهم ينبغي أن تؤدي العمل على الحدّ من الأرق، لأنّ هذا قد يكون له فوائد أوسع نطاقاً على المدى الطويل، وتساعد على منع تطور الحالات الصحية المزمنة الأخرى، مثل أمراض الكلى المزمنة. ويقول الطبيب سابا كوفيسدي “الأرق المزمن هو حالة هامة وشائعة نسبياً بين المرضى الذين يعانون من وظائف الكلى العادية، والعمل على الحدّ منها يمكن أن يكون له آثاراً إيجابيةً طويلة المدى.” ومع ذلك، يقر الباحثون بأنّ هناك حاجة للمزيد من الدراسات المتعمقة لتأكيد من مدى فعالية الإجراءات التي تستهدف الأرق المزمن للحفاظ على الظروف الصحية الأخرى. كما يقول الدكتور كوفيسدي: “هذه الفرضية تحتاج إلى التحقق منها في دراسات مستقبلية مخصصة، وأن تتضمن التجارب السريرية”.