قبل أن تدقَّ ناقوس الخطر، إليك خمسة دلالاتٍ للتجاعيد، غير متعلقة بالتَّقدم بالعمر.
الذُّعر، هو غالباً الشعور الأول الذي يصفه الناس عندما يتكلمون عن تجاعيد الجبهة، ووفقاً للباحث يولاند اسكويرول” Yolande Esquirol “، فقد يكون هنالك سببٌ وجيهٌ لأخذ موعدٍ مع الطبيب، ففي دراسته الأخير، الغير منشورة، اقترح الدكتور اسكويرول أنه كلما كانت تجاعيد الجبهة أعمق، كلما ارتفع خطر الإصابة بمرضٍ قلبيٍّ وعائيٍّ.
الدراسة التي تابعت نساءً تتراوح أعمارهن بين 30 إلى 60 عاما،ً على مدى عشرين سنة، وجدت أن النساء ذوات البشرة التي نالت درجة “صفر” على نسبة التجاعيد فيها ( أي اللواتي لديهن تجاعيد تتراوح نسبتها من القليلة إلى المعدومة ) كانت نسبة خطر إصابتهن هي الأدنى.
لكن النساء ذوات البشرة التي نالت درجة ” ثلاثة”، كانت نسبة خطر إصابتهن بمرضٍ قلبيٍّ وعائيٍّ أكبر بعشرة أضعاف، وتستند هذه النَّظرية على أنَّ الأوعية الدَّموية حول الجبهة تحتوي على لويحاتٍ متراكمةٍ، تُسبِّب التجاعيد البارزة والعميقة.
ولكن قبل أن تدقَّ ناقوس الخطر، يجب أن تعرف أن العلم لم يُثبت بعد صحة تلك النظرية، كما أنَّ إزالة التجاعيد ليست حلاً لمنع الإصابة بالأمراض القلبية. (نتمنى لو كان الأمر بهذه السهولة.)
تُشير حالياً الأدلة المروية إلى أن العلاقة الأكثر احتمالاً بين التجاعيد وأمراض القلب هي التالية: تجاعيد الجبهة العميقة هي بمثابة انعكاسٍ للعوامل الحياتية (كالعمر، والنظام الغذائي الغير صحي، والضَّغط النفسي، إلخ.) التي تساهم في رفع خطر الإصابة بمرضٍ قلبيٍّ وعائيٍّ.
يُوجد أيضاً العديد من الأسباب الأخرى لظهور التجاعيد، والعديد من الطُّرق التي تمنعها من أن تصبح أعمق.
(دعونا كذلك نتوقَّف لحظة، ونقرُّ بما وجدته الدراسة التي أجريت على الجثث – فالموتى لا يكذبون – فقد وجدت تلك الدراسة أنه لا يوجد علاقة بين عمق التجاعيد وبين الأعمار التي تتراوح بين ال 35 و93 عاماً.)
إليكم ما الذي غالباً تعنيه التجاعيد، لكل حقبة عمرية على حدة.
الأعمار من 20 إلى 30 عاماً
ابتعد حالاً عن الريتينُول (فحين تبدأ باستخدامه بنسبٍ عاليةٍ، سيصبح من الصَّعب تقليل النسبة)، وألقي نظرةً على وضعك بشكلٍ عامٍ، واسأل نفسك الأسئلة التالية: هل أستخدم واقي الشمس؟ هل أُرطِّب بشرتي بما فيه الكفاية؟ هل أُقشِّر بشرتي مرَّة في الأسبوع؟ كيف تسير حياتي؟
لقد وجدت الأبحاث أن التوتر الخارجي والداخلي يمكن أن يسببا ” تشكيلاتٍ” مزعجة في البشرة، ويشمل ذلك كل شيءٍ مُسبِّبٍ للتوتر، من الضَّغط الذي يترافق مع الإصرار على إجراء مقابلة عمل ناجحة، إلى تلوث المدن الذي يُلحق ضرراً كبيراً ببشرتك يتمثَّل بظهور حب الشباب أو بتشكل تجاعيدٍ طفيفةٍ.
جرِّب التَّالي:
كما يقول المثل البريطاني الشَّهير ” حافظ على هدوئك وامضي قدماً. ” عليك أن تُدخل الوسائل المضادة للتوتر إلى عاداتك اليومية، كالتأمل اليومي صباحاً وممارسة التمارين المُقوِّمة للجسد (لأن التوتر يمكنه أن يُغيِّر وضعية الجسد)، أو تغيير نظامك الغذائي، وتشمل النَّصائح الأخرى تحضير المشروبات المغذية منزلياً، واتباع روتينٍ بسيطٍ للعناية بالبشرة.
الأعمار من 30 إلى 40 عاماً
تُعتبر مرحلة أوائل الثلاثينيات بأنها لا تزال مبكرة على استخدام المواد الكيميائية ذات المفعول القوي على البشرة، لذا وفِّر أموالك ولا تنفقها على منتجات الرتينول والريتنA ، واعتمد التَّقشير الكيميائي للجلد بالأحماض المناسبة لبشرة الوجه، لأن خلايا الجلد الميتة يمكنها أن تتراكم وتزيد من اغمقاق مظهر التجاعيد، وعليك أيضاً أن تبدأ باستخدام سيرومات فيتامين C المغذية للبشرة، إن كنت لم تبدأ بعد باستخدامها.
إن البشرة التي تقترب من الأربعينيات تكون بالتأكيد أقل ترطيباً بشكلٍ ملحوظٍ، لذا فبالإضافة للتَّقشير، احرص على ترطيبها بكريم الليل واشرب الكثير من الماء كل يوم حتى بقية حياتك، فكلاهما يُساهمان في إعادة مرونة الجلد وتقليل التجاعيد.
جرِّب التَّالي:
احرص على شرب 8 كؤوسٍ من الماء النَّقي كل يوم، وتذكَّر أنه بعد استخدام واقي الشمس، فإن خطوة الترطيب التي تليه تُعتبر أهم خطوة في تنعيم البشرة وجعلها ملساء.
أما بالنسبة للأحماض التي تُستخدم على الوجه، فألقي نظرة على الدَّليل المفيد أدناه. بعض الأحماض، كحَمْضُ اللَّاكتيك، تمتاز بتأثيرها المرطِّب للبشرة، أو تأكَّد من شرائك لمنتجاتٍ تحتوي على حَمْضُ الهيالورونيك.
الحمض | الحالات التي يفضل استخدامه بها |
حمض الأزيلايك، حمض الساليسيليك، حمض الجليكوليك، حمض اللبنيك، حَمْضُ المندليك |
البشرة العرضة للإصابة بحبِّ الشباب |
حمض الجليكوليك، حمض اللبنيك، حَمْضُ الأسكوربيك، حمض الفريوليك | بشرة غير فتية |
حمض الكوجيك، حمض الأزيلايك، حمض الجليكوليك، حمض اللبنيك، حمض اللينولييك، حَمْضُ الأسكوربيك، حمض الفريوليك | التَّصبغات الباهتة |
الأعمار من 30 إلى 40 عاماً، وما فوق
هذا هو الوقت المناسب لزيارة طبيب الجلدية، والبدء باستخدام الريتينوئيد الذي لطالما سمعت عنه (ابدأ بتركيز منخفض!)، وخاصة بعد الانتهاء من مراجعة الأطباء لعلاج كل ما يتعلق بصحتك النَّفسية والجسدية.
يجب أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار عامل التغيُّر في البيئة أو في العادات اليومية، فمثلاً هل تغيَّر الطَّقس، هل جودة نظام التَّهوية في مكتبك جيدة؟ هل أصبحت تُسافر أكثر على متن الطائرة؟
تصبح البشرة في الأربعينيات وحتى الخمسينيات من العمر أقل ترطيباً بشكلٍ ملحوظٍ، كما أن إفرازات الغدد الدهنية فيها تقلُّ أيضاً، ما يعني أنَّها ستصبح أكثر تفاعلاً مع التَّغيرات البيئية والضغط النفسي.
إن العمر الممتد من الأربعينيات إلى الخمسينيات، هو أيضاً العمر الذي يُصبح فيه معظم الناس يشعرون حقاً بالتأثير السلبي الكبير للتَّغير الهرموني على أجسادهم، فيمكن ملاحظة اكتساب الوزن أو محدودية المرونة في الحركة، كما أن مرحلة الخمسينيات، هي المرحلة العمرية التي يجب فيها إعادة تقييم العادات المتعلقة بالتَّمارين الرياضية والنظام الغذائي، لأن الإنسان يُصبح أيضاً في هذا العمر عرضة أكثر لخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
جرِّب التَّالي:
فكِّر بما إذا كان هناك أي تغييرات يمكنك القيام بها لإعانة جسدك، فمثلاً عليك بالإكثار من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، وشراء الكريمات المرطبة القوية الفعالية، وبخاخ ماء الورد الصغير الحجم ليَسهُل عليك أخذه معك أينما ذهبت.
ننصحك أيضاً باستخدام جهاز الديرما رولر لتحفيز إنتاج الكولاجين، وفي حال كنت لا تزال لا ترى التغييرات، وتودُّ أن تُجرِّب حلولاً ذات فعالية أعمق وأكبر، فإذاً عليك أن تسأل طبيب الجلدية عن طرق العلاج بالليزر كالفراكسيل.
الأعمار من 50 إلى 60 عاماً
الأشخاص الذين ينتمون لهذه الفئة العمرية عليهم أن يزوروا الطبيب بصورة أكثر انتظاماً للتأكد من صحة قلوبهم، وبالإضافة لزيارة الطبيب دورياً، يمكن الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية من خلال اعتماد العادات الحياتية الصحية: كاتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ، واتباع أسلوب حياة يتَّسم بالنشاط، والسيطرة على ضغط الدَّم، والأخذ بالحسبان تاريخ العائلة الطُّبي.
جرِّب التَّالي: إن كانت التَّجاعيد تقلقك حقاً، فاعلم بأنها ليست حالة صحية قلبية، وبإمكانك التَّخلص منها!، وفي حين أن المنتجات الموضعية قد لا تكون فعالة بالقدر الذي كانت عليه عندما كنت في العشرينيات، ولكن الطبيب يمكنه أن ينصحك بوسائلٍ أكثر تقدماً من النَّاحية التكنولوجية (كالليزر، والمواد المالئة، ووصفات طبية ذات فعالية أقوى).
القائمة المرجعية لتجاعيد الجبهة:
الصحة النفسية: هل تشعر بضغطٍ نفسيٍّ أو بتوترٍ أو بقلقٍ زائدٍ عن الحدِّ الطَّبيعي؟
نظافة البشرة: هل تنظِّف بشرتك وتقشرها وتحميها بواقي الشمس كما يجب؟
ترطيب البشرة: هل تشرب كمية كافية من المياه، وهل تحافظ على ترطيب بشرتك؟
التَّغير في الطقس: هل تأخذ في الحسبان نسبة الرطوبة أو الجفاف في الهواء؟
العوامل المتعلقة بنمط الحياة: هل تتبع نظاماً غذائياً صحياً، وهل تمارس الرياضة بانتظامٍ وتقوم بفحوصاتٍ دورية؟
بالرغم من أن عدد التجاعيد يمكن أن يجعل الآخرين يظنُّون بأنك قد تقدمت أكثر بالعمر، ولكن تذكَّر بأنه لا يوجد سبب لإزالتهم إلا في حال أردت أنت ذلك، فالعلم يقول بأنك كلما تقدَّمت بالعمر كلما أصبحت أكثر سعادة.