كيف تحمي نفسك من اللسعات المُؤذية في الصَّيف
الملاريا هي من الأمراض القديمة المنقولة بالبعوض، ولكنها مازالت تُصيب ملايين النَّاس حول العالم كل سنة، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وفي الواقع يوجد ما يُقدر ب 216 مليون حالة حدثت على نطاقٍ عالميٍّ في عام 2016، حيث واجهت 15 دولة فقط غالبية تلك الحالات.
تخلَّصت معظم الدول من مرض الملاريا بنجاح، في حين تقترب الدول الأخرى من النَّجاح في تحقيق ذلك، ولكن مرض الملاريا مازال منتشراً بقوة في مناطق معينة، وبالأخص في أفريقيا الجنوبية، فمازالت الكثير من التَّحديات تمثل أمام سعي العالم تجاه استئصال المرض بشكلٍ كاملٍ، وفي يوم الملاريا العالميّ الذي يُصادف في 25 نيسان من كل سنة يمكننا الاطلاع على التَّقدم المُحرز، والعمل الذي لا يزال يتعيَّن انجازه.
عندما تُفكر بالأمراض المنقولة بالبعوض، فلعلَّ أول ما تُفكر به هو فيروس زيكا Zika وفيروسات غرب النيل، لذا قد تتساءل عن ماهية مرض الملاريا، وهل فعلاً علينا القلق منه عند السَّفر لدولة جديدة؟، لمعرفة الإجابة تابع القراءة لتتعرَّف على جميع جوانب هذا المرض ومدى انتشاره، وكيف تحمي نفسك منه إذا ذهبت في رحلة استوائية.
ما هو مرض الملاريا؟
وفقاً لمراكز السَّيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن مرض الملاريا يسببه طفيلي يحمله نوعٌ معينٌ من البعوض الذي ينتقل من شخصٍ لآخر، وهذا الطفيلي يُصيب خلايا الدَّم بالعدوى وينشر فيها الفضلات والسُّموم، ومن ثم تتوزَّع تلك السُّموم إلى أنحاء الجسم عبر مجرى الدَّم، كما يمكن للملاريا أن تنتقل أيضاً من خلال عملية نقل الدَّم، ولكن ذلك نادرٌ للغاية. إن مرض الملاريا غير معدٍ، لذا فمن غير الممكن أن تُصاب به بمجرد لمسك لشخصٍ مصابٍ أو الجلوس بجانبه.
تظهر الأعراض في العادة بعد الإصابة بالعدوى بسبعة أيام إلى ثلاثين يوماً، مما قد يؤدي غالباً لتشخيصٍ متأخرٍ أو خاطئ، وهذه مشكلة، لأن بعض أنواع اليرقات يمكنها أن تستوطن في الكبد، وتُعيد تنشيط المرض بعد أشهرٍ أو حتى سنواتٍ من التَّعرض للعضة المُمرضة، وذلك وفقاً لمراكز السَّيطرة على الأمراض والوقاية منها.
إن أعراض الملاريا شبيهة بأعراض الإنفلونزا، وغالباً ما تشمل: القشعريرة والصُّداع والتَّعب وآلام العضلات والغثيان والتَّقيؤ، وبسبب حدوث خسارة بخلايا الدَّم، فقد يتعرَّض المريض لفقر الدَّم واليرقان (اصفرار الجلد والعينين).
إذا تُرك المرض دون علاج، فقد تظهر الأعراض الأكثر شدَّة، والتي تشمل الفشل الكلوي والنَّوبة والاضطراب الذهني أو حتى الغيبوبة والموت، ولكن هذا النَّوع من الملاريا نادرٌ للغاية في الولايات المتحدة، وغالباً ما يظهر في أفريقيا جنوب الصَّحراء الكبرى.
كيف تُعالج الملاريا؟
بعد إجراء التَّشخيص الصَّحيح، يمكن معالجة الملاريا بالأدوية الطُّبية، إذ يعتمد نوع الأدوية ومدَّة العلاج على نوع الملاريا، وعلى المكان الذي أُصيب الشَّخص فيه بالعدوى، وعلى التَّاريخ المرضي للمريض، ومدى شدَّة مرضه، وما إذا كانت المريضة حاملاً أم لا، بالإضافة للأدوية الأخرى التي قد يكون المريض يتناولها.
ما مدى انتشار مرض الملاريا حول العالم؟
يُبلَّغ تقريباً في كل سنة عن 1.700 حالة من الملاريا في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك وفقاً لمراكز السَّيطرة على الأمراض والوقاية منها، ولكن معظم تلك الحالات تحدث للناس الذين يسافرون للخارج.
تحدث الملاريا في أكثر من 100 بلد، ويزداد خطر انتقالها في المناخ الدافئ والاستوائي، كما في إفريقيا، وجنوب آسيا، وأجزاء من أميركا الوسطى والجنوبية، ومنطقة البحر الكاريبي، والشَّرق الأوسط.
كيف تحمي نفسك من الملاريا عندما تسافر؟
تُشير مراكز السَّيطرة على الأمراض والوقاية منها لوجود بعض الأمور التي يُمكنها أن تحول دون إصابتك بالملاريا، فلإبعاد البعوض، يمكنك أخذ الدَّواء المُضاد للملاريا، من خلال وصفةٍ طبية، إذ يجب عليك أخذه قبل 4 إلى 6 أسابيعٍ من سفرك للبلد الذي ينتشر فيه هذا المرض.
لحماية نفسك من كل الأمراض المنقولة بالبعوض، ننصحك باتباع ما يلي لتقليل فرص تعرضك لعضة:
- عندما تكون في الهواء الطَّلق ارتدي الملابس الحامية، كالقمصان ذات الأكمام الطَّويلة، والبناطيل الطَّويلة، والقبَّعات.
- استخدم طارد الحشرات على الجلد المكشوف، وابحث عن منتجٍ يحتوي على الأقل من 7 إلى 10 بالمئة من ثنائي أثيل تولواميد “DEET”.
- إن كنت داخل غرفة غير محجوبة جيداً عن الوسط الخارجي، فنم تحت ناموسية عُولجَت بالمبيدات الحشرية.