عندما تصبح العينان لامعتان أو براقتان وتبدوان بأنهما تحدقان بثبات وفتور فعادة ما توصفان بأنهما كامدتان، وهذا المظهر يُعتبر اعتيادياً ويوصف أحياناً بأنه مزعجٌ أكثر من أنه يشكل داعياً للقلق، ولكن يمكن للعينين الكامدتين أن تشيرا إلى الإصابة بحالة أكثر خطورة، ويعتمد علاج عارض العين الكامدة على السبب الكامن وراء حدوثه، وبعد تحديد السبب وعلاجه يمكن للشخص أن يتخذ الخطوات اللازمة لمنع حدوث ذلك العارض مجدداً.
ماهي مسببات عارض العين الكامدة؟
جفاف العين
غالباً ما تكون حالة العين الكامدة ناتجة عن الإرهاق
بما أن الدموع تعمل على ترطيب العين فإن انعدام أو نقصان إنتاج الدموع سيتسبب بجفاف العين، ويمكن أن تظهر العين الجافة بمظهرٍ كامدٍ، ويكون ذلك غالباً نتيجة التحديق بشاشة الكمبيوتر لوقتٍ طويلٍ، أو يمكن أن ينجم أيضاً عن إجراءٍ جراحي للعين، ولعلاج جفاف العين فإن قطرات العين يمكنها أن تحل مشكلة قلَّة الدموع، وهي متوفرة في الصيدلية دون الحاجة لوصفة طبية.
الحساسية
يمكن للحساسية أن تؤثر على الجيوب والعينين، وغالباً ما تتهيج العين وتُثير الحكة مما يجعلها تبدو حمراء وكامدة.
تشمل أنواع الحساسية الشائعة التي تؤثر على العين ما يلي:
- الغبار
- غبار الطلع
- المكياج والمواد الأخرى التي تستخدم للعين أو لمنطقة الجلد المحيطة بها.
- وبر الحيوانات الأليفة.
يمكن لقطرات العين أو للأدوية التي تحتوي على اللوراتادين أو الديفينهيدرامين أن تخفف من الأعراض المقترنة بالحساسيات، وهي متوفرة في الصيدليات ويمكن شرائها دون الحاجة لوصفة طبية.
التسمم
إن استهلاك الكحول أو استخدام أي نوع من أنواع المخدرات يجعل العيون برَّاقة، وهذه الحالة شائعة بين متعاطي الماريجوانا أو الذين يفرطون بشرب الكحول.
تؤثر هذه المواد على الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكم بردّات الفعل اللاواعية كرفّة العين، ففي حال تباطأت أو توقفت حركة رفّة العين ستصبح العين جافة وستبدو بالنتيجة بأنها كامدة.
غالباً ما يعاني المتسمم مما يلي:
- التلعثم بالكلام
- النعاس
- الانفعالية
- فقدان التوازن
يمكن للطبيب أن يفحص كلاً من الدم والنفس والبول ليتأكد من علامات التسمم، وغالباً ما تستغرق عملية التخلص من السموم عدة ساعات ومن بعدها تعود العينان لوضعهما الطبيعي ويفقدان مظهرهما الكامد.
أنواع معينة من الأدوية
يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على العينين وتتسبب لهما بالمظهر الكامد، فبطريقة مشابهة لتأثير المخدرات والكحول فإن تلك الأدوية تكبح الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى تقليل حركة رفة العين وبالتالي جفافها.
الجفاف
يمكن أن يكون مظهر العينين الجافتين والكامدتين أحد أعراض إصابة الجسم بالجفاف، وخاصة عند الأطفال.
يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- دوار
- جفاف بالفم
- العطش المفرط
يمكن لشرب الماء أن يعكس آثار حالات الجفاف المتوسطة، ولكن علاج حالات الجفاف الحادة يمكن أن يستدعي زيارة المشفى وأخذ علاج السوائل الوريدية.
تشمل دلالات الإصابة بالجفاف الحاد ما يلي:
- نقص اللعاب
- عدم التبول لست ساعات أو لمدة أطول.
- جفاف شديد في الفم.
- تعب
إن عانيت من أيّ من الأعراض السابقة فعليك استشارة الطبيب.
التهاب الملتحمة
يمكن للبكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أن تسبب الإصابة بالتهاب ملتحمة العين أو ما يعرف أيضاً بالعين الوردية، وتعد هذه الحالة بأنها من الأمراض الشديدة العدوى، وعند الإصابة بالتهاب الملتحمة تحمر العين وتصبح كامدة، كما يمكن أن تتشكل القشور حول الحواف، لذا قم بزيارة الطبيب ليحدد المسبب والعلاج المناسب، وعادة ما يشمل العلاج استخدام قطرات العين الطبية.
الهربِس
يمكن أن يسبب الهربس ظهور البثور على الجفن وجعل العين تبدو كامدة.
الهربس هو أحد الأمراض التي تنتقل جنسياً وعادة ما يصيب الفم والأعضاء التناسلية، ويمكن للعنصر نفسه الذي يسبب الأعراض الفموية أن يسبب مشاكلاً في العينين.
وتشمل الأعراض المقترنة بالعينين ما يلي:
- حساسية تجاه الضوء
- احمرار
- كمود
- فرط إفراز الدمع
- بثور على الجفنين
داء غريفز
ينتمي داء غريفز لأمراض المناعة الذاتية ويتسبب في تراجع الجفن أكثر من المعتاد، كما يمكن لهذا المرض أن يتسبب بجفاف العينين وجعلهما تبدوان كامدتين وكبيرتين بشكل استثنائي.
يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
نقص السكر بالدم
نقص السكر بالدم هو حالة تتميز بانخفاض مستوى السكر في الدم، وعادة ما يرتبط بحالات مرض السكري، وبالإضافة لتسببه بمظهر العينين الكامدتين فإن الأعراض الأخرى لنقص السكر بالدم تشمل ما يلي:
يمكن أن يكون لنقص السكر بالدم مضاعفات خطرة في حال لم يُعالج، فيمكن لاستهلاك الكربوهيدرات والمشروبات السكرية أن يُعالج الأعراض المتوسطة الشدة، ولكن المريض بنقص حاد للسكر في الدم يجب أن يتلقى العلاج الطبي المناسب.
الكوليرا
مرض الكوليرا هو عبارة عن عدوى بكتيرية وينتشر عادة عبر المياه الملوثة، وغالباً ما يحدث انتشار وباء الكوليرا في أجزاء من المناطق التالية:
- منطقة البحر الكاريبي
- أفريقيا
- آسيا وخاصة في الهند وباكستان
تشمل بعض أعراض الكوليرا ما يلي:
- الإسهال
- الجفاف
- التقيؤ
يمكن أن يكون مرض الكوليرا قاتلاً في حال لم تتم معالجته، وغالباً ما يتضمن العلاج إعادة الترطيب للجسم وتناول المضادات الحيوية.
طرق الوقاية من عارض العين الكامدة
يجب على الشخص أن يتبع النصائح التالية:
إبقاء الجسم مرطباً
أسهل طريقة لمنع الإصابة بالجفاف هي الإكثار من شرب الماء خلال اليوم، فعندما يبقى الجسم مرطباً كما ينبغي فمن المستبعد أن تصبح العينان كامدتان.
التقليل من الوقت الذي يُقضى أمام الشاشة
إن إراحة العين بعد قضاء وقت طويل أمام الشاشة يمكن أن يمنع الإصابة بالعديد من مشاكل العين.
إن التحديق بالشاشة لوقت طويل يمكن أن يرهق العينين ويتسبب في جفافهما، لذا تنصح الجمعية الأمريكية للبصريات بما يلي:
- يجب أن يكون مَوضِع الشاشة أدنى من مستوى النظر بمسافة تتراوح من 4 إلى 5 بوصات.
- عند الجلوس أمام الشاشة يجب أن تكون مسافة بُعدها عن العين تتراوح من 20 إلى 28 بوصة.
- يجب إراحة العين ل15 دقيقة بعد قضاء ساعتين أمام الشاشة.
زيارة طبيب العيون بانتظام
يجب زيارة طبيب العيون مرة في السنة، فالفحص المنتظم للعيون يُمكِّن الطبيب المختص من تحديد الحالات المرضية مبكراً، كما يُمكن للطبيب أن ينصح مريضه باتباع عاداتٍ صحية قادرة على وقايته من الإصابة بالأعراض المختلفة كعارض العين الكامدة.
تجنب مشاركة المواد المخصصة للعين مع الآخرين
يحذر المعهد الوطني للعيون من مشاركة المواد أو الأدوات التي تلامس العين مع الآخرين، وذلك لمنع انتشار أنواع العدوى المختلفة كعدوى العين الوردية.
المحافظة على نظافة الأيدي
يجب تجنب اللمس المباشر للعين، والتأكد من نظافة الأيدي قبل لمس المنطقة المحيطة، كما يجب غسل اليدين جيداً قبل تغيير العدسات اللاصقة.
تجنب تعاطي الكحول
يوجد العديد من نُظم الدَّعم المتاحة للذين يريدون تخفيف كمية الكحول التي يستهلكونها.
الخلاصة
سيشفى عارض العين الكامدة عند علاج السبب الكامن وراء ظهوره، ومن المهم أن يُخبر الشخص المصاب طبيبه بأية أعراضٍ مرافقة لأنها من المحتمل أن تشير إلى حالة مرضية خطيرة، ولكن من السهل في العديد من الحالات معالجة المسببات المسؤولة عن عارض العين الكامدة.