إن أعراض التسمُّم الشَّمسي تشبه كثيراً أعراض الإنفلونزا.
إنَّ عدم إعادة دهن الواقي الشَّمسيِّ كل ساعتين، قد يؤدي للإصابة بالحرق الشَّمسيّ، الذي يتميَّز باحمرار الجلد وتقشُّره، وإن أصبت به، فقد لا يكون بوسعك أن تفعل شيئاً لعلاجه سوى دهن الحرق بجل الألوفيرا، وانتظاره حتى يُشفى، أما في حال ترافقت أعراض الحرق الشَّمسيّ بآثارٍ جانبية أشد حدة، كظهور البثور والحمَّة، فمن المحتمل أن تكون إصابتك عبارة عن تسمُّمٍ شمسيٍّ، وفي هذه الحالة يجب أن تتخذ بعض الخطوات لتشعر بالتَّحسن ولتعالج بشرتك.
ما هو التسمُّم الشَّمسيّ؟
التسمُّم الشَّمسيّ هو مصطلحٌ يستخدم للإشارة إلى حرقٍ شمسيٍّ حاد، ينجم عن التَّعرض للأشعة فوق البنفسجية لفتراتٍ طويلة، ولكن هذه المشكلة قد لا يشخصها لك الطَّبيب إن ذهبت لزيارته.
يقول الدكتور جون زامبيلا “John Zampella”، وهو طبيب أمراض الجلد في جامعة نيويورك لانغون: ” إنه مصطلحٌ عاميٌّ نوعاً ما، فإن فتحت كتاب الأمراض الجلدية، فلن تجد فصلاً مخصَّصاً للتسمُّم الشَّمسيّ. فنحن نطلق مصطلح التسمُّم الشَّمسيّ في حال التَّعرض المكثَّف للشَّمس، أو عندما يُبدي الشَّخص عند تعرضه للشَّمس ردة فعلٍ قويةٍ تُثير استجابة مماثلة لاستجابة الجسم للإنفلونزا”.
لربما لن تستطيع أن تُميِّز التسمُّم الشَّمسيّ في الحال، لأن أعراضه يمكن أن تظهر بعد مدةٍ تصل إلى 72 ساعة من الإصابة بحرقٍ شمسيٍّ حاد، ولكي نفهم جيداً الفرق بين التسمُّم الشَّمسي والحرق الشمسي، يجب أن نتعرَّف أولاً على أعراض كل منهما، وتذكَّر أنَّه لا يمكن أن تُصاب بالتسمُّم الشَّمسيّ دون الإصابة بحرقٍ شمسيٍّ.
الفرق بين أعراض الحرق الشَّمسيِّ وأعراض التسمُّم الشَّمسيِّ
الحرق الشَّمسيّ العادي
بشرة مُحمرَّة ومُلتهبة وحسَّاسة، بعد مدةٍ تتراوح من 30 دقيقة إلى 24 ساعة من التَّعرض للشَّمس.
الحرق الشَّمسيّ الحاد
ظهور البثور بعد مدةٍ تتراوح من 24 إلى 48 ساعة من التَّعرض للشَّمس.
التسمُّم الشَّمسي
كل أعراض الحرق الشَّمسيّ المذكورة أعلاه، بالإضافة لأعراضٍ تُعرف بردود الفعل الشَّاملة، وتشمل:
- الحمَّة
- القشعريرة
- وجع المفاصل
- ألمٌ في العضلات
- صداع
- توعُّك
- جفاف
هل هنالك أناس أكثر عرضة للإصابة بالتسمُّم الشَّمسيّ من غيرهم؟
يقول الدكتور براين بروسنان “Brian Brosnan”، رئيس قسم الأمراض الجلدية في مركز كايزر بيرماننتي بانوراما سيتي الطُّبي في جنوب كاليفورنيا: ” نعم، إن ذوو البشرة الفاتحة، والأعين الفاتحة اللون ممن يصابوا بالحرق الشَّمسيّ بسهولة، هم أكثر عرضة للإصابة بالتسمُّم الشمسي”، ويضيف: ” كما أن الذين يوجد في تاريخ عائلتهم الطُّبي سرطان الجلد، هم أيضاً أكثر عرضة للتسمُّم الشَّمسيّ، والذين يتناولون الأدوية، بما فيها المضادات الحيوية، وموانع الحمل الفموية، هم أكثر عرضة أيضاً لأن بعض الأدوية تزيد من الحساسية تجاه الشَّمس”.
عندما لا ينتج التسمُّم الشَّمسيّ عن عاملٍ كالأدوية، فإن زيادة الحساسية تجاه الشمس، والتي تُدعى بالحساسية للضوء، تشمل بضع حالاتٍ يتمُّ غالباً الخلط بينها وبين التسمُّم الشَّمسيّ، وبالرغم أن هذه الحالات ترفع من فرص إصابتك بالتسمُّم الشَّمسيّ إن قضيت وقتاً طويلاً في الشَّمس، إلا أنها لا تُعدُّ أنواعاً مختلفة من التسمُّم الشمسي:
طفحٌ ضوئيٌّ مُتعدِّد الأَشكال Polymorphous light eruption
يوصف هذا الطَّفح بأنه وعرٌ ومثيرٌ للحكَّة، وينتج عند الحسَّاسين للضوء عند تعرضهم للشَّمس، ويُعد بأنه أكثر شيوعاً عند النساء، وعند الذين يوجد في تاريخ عائلتهم الطُّبي حالة الطفحٌ الضوئيٌّ المُتعدِّد الأَشكال، ويقول الدكتور بروسنان: ” عادة ما يحدث الطفحٌ الضوئيٌّ المُتعدِّد الأَشكال بأسوأ حالاته في بداية فصل الصَّيف، وبعد ذلك تخفُّ شدَّته خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع”.
شَرَى شمسيٌّ
الشَرَى الشَّمسيّ هو حالةٌ تنتج عن حساسيةٍ شمسية، وتتسبَّبُ بطفحٍ جلديٍّ يظهر عادةً خلال دقائق من التَّعرض للشَّمس، ويُشير الدكتور إلى أن حدوثه أندر بكثيرٍ من حدوث الطَّفحٌ الضوئيٌّ المُتعدِّد الأَشكال.
توجد فكرة سائدة مفادها أن الطفحٌ الضوئيٌّ المُتعدِّد الأَشكال والشَرَى الشَّمسيّ هما نفس حالة التسمُّم الشَّمسيّ، ولكن ذلك غير صحيح، فيقول الدكتور زامبيلا : ” ينبغي التَّفكير بالتسمُّم الشَّمسيّ على أنه عارض، فالإصابة به يمكن أن تحدث ببساطةٍ جراء التَّعرض الكثيف للشَّمس، أو قد تحدث نتيجة أحد ردات الفعل التَّحسسية تجاه الشمس، وتتجلى النتيجة النهائية بظهور حرقٍ جلديٍّ، ولكن إن كنت تُعاني من حالةٍ مثل الطَّفحٌ الضوئيٌّ المُتعدِّد الأَشكال، الذي يجعلك أكثر حساسية للشمس، فمن المحتمل أن تصاب بالتسمُّم الشَّمسيّ بسهولةٍ أكبر، وحتى لو لم تتعرَّض لها لمدةٍ طويلة”.
ماذا يجب أن تفعل في حال أُصبت بالتسمُّم الشَّمسيّ؟
يمكن علاج معظم أعراض التسمُّم الشَّمسيّ بواسطة العلاجات المنزلية:
- انقع المنطقة المُصابة بماءٍ باردٍ، أو استخدم الكمادات الباردة، فذلك سيُشعرك بالرَّاحة.
- ادهن جل الألوفيرا أو أي مرطبٍ ذو قوام سميكٍ، لتهدئة الجلد والحفاظ على الرُّطوبة.
- اشرب الكثير من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم.
- استخدم مضادَّ التهابٍ كالإيبوبروفين ليُساعدك على تخفيف الانزعاج والحساسية الزَّائدة، ورغم أن التايلينول Tylenol ليس مضاداً للالتهاب إلا أن الدكتور زامبيلا ينصح به.
في حال اشتداد أعراض التسمُّم الشَّمسيّ إلى ردات فعلٍ حادةٍ جداً، كانخفاض ضغط الدَّم، أو خفقان القلب، أو الدُّوار والغيبوبة، أو في حال أصبحت مشكلة الجفاف والبثور حادَّة، فإن كل من الدكتور زامبيلا والدكتور بروسنان يؤكدان على ضرورة زيارة الطبيب، فهو قادرٌ على وصف بضعة أنواعٍ مختلفةٍ من العلاج:
- وصفة دوائية لمنع إصابة البثور الجلدية بالعدوى.
- السوائل الوريدية لترطيب الجسم، وإعادة مستوى الكَهارِل (الشوارد) إلى وضعه الطَّبيعي.
كيف يُمكن أن نتَّقي الإصابة بالتسمُّم الشَّمسيّ؟
لا شكَّ من أنَّ الحدَّ من التَعرض للشَّمس يمكن أن يقي من التسمُّم الشمسي، وخاصةً في حال وجود أيَّة حساسية تجاه الشَّمس، كما تنصح إدارة الغذاء والدَّواء بالحدِّ من التَّعرض للشَّمس بين السَّاعة العاشرة صباحاً، والسَّاعة الثانية ظهراً، لأن أشعة الشَّمس تكون في تلك المدة قد بلغت أشدَّها، ولكن قبل كلِّ شيءٍ، يُؤكِّد الدكتور زامبيلا على أهمية استخدام الواقي الشَّمسيّ المناسب مع عامل الحماية الصَّحيح.
يقول الدكتور:” في حال كنت تعاني من أي حساسية تجاه الشَّمس، فإنَّ أفضل شيءٍ يمكنك القيام به هو استخدام واقي الشَّمس، وتأكد من أنَّه واسع الطَّيف، أي أنَّه يحمي من ال” UVA “و “UVB “، فالتَّحسس الضَّوئي ينجم عن ال UVA ، وعامل الحماية في الواقي الشَّمسيّ هو مقياسٌ لل UVB فقط، وتذكَّر أنَّه يجب إعادة دهن الواقي الشَّمسيّ كلَّ ساعتين”.