إن كنت تتفادى المشروبات السَّاخنة أو الباردة لمعرفتك بأنَّها ستؤلم أسنانك، فقد آن الأوان للتحدُّث إلى الطبيب حول مشكلة حساسية أسنانك.
يمكن في بعض الأحيان أن تُساهم عوامل أخرى في زيادة الألم، كالأطعمة ذات المذاق الحامض أو الحلو أو حتى الهواء البارد. من المفيد أن تعرف السبب الكامن وراء الوخز المؤلم في الأسنان، فعند معرفة السبب ستتمكن من إيجاد الحل.
اهتم بصحة ميناء السِّن
ميناء السِّن هو عبارة عن طبقة سميكة تحمي السِّن من جميع العوامل التي يتعرَّض لها، وعند تلاشيه ستنكشف النهايات العصبية المُسبِّبة للألم، فإذا كنت تعاني من حساسيةٍ في الأسنان، فمن المحتمل أن بعضاً من طبقة المينا قد تلاشى.
لمنع هذا التضرُّر في المينا أو للحدِّ من تفاقم حالته، اتبع النصائح التالية:
لا تُبالغ بتنظيف أسنانك بالفرشاة.
إنَّ الشد المبالغ به أثناء فرك الأسنان بالفرشاة، لن يساهم فقط في إزالة اللويحات الجرثومية (البلاك)، بل سيزيل طبقة المينا أيضاً. إنَّ الفرك من جانبٍ إلى آخر على محاذاة خط اللثة، يمكن أن يجعل طبقة المينا تتلاشى بشكلٍ أسرع. يجب أن تستخدم فرشاة ذات شعيرات ناعمة، وأن تبدأ بالتنظيف بزاويةٍ تبلغ ٤٥ درجة مع خط اللثة لتحافظ على نظافة وقوة طبقة المينا.
تجنَّب الأطعمة والمشروبات الحامضية.
إنَّ الصودا والحلويات الدَّبقة والنَّشويات الغنية بالسكر تهُاجم طبقة المينا، لذا ننصحك باستبدالها بالأطعمة التالية:
- الفواكه والخضار الغنية بالألياف
- الجبن
- الحليب
- اللبن الصافي
فهذه المأكولات سترطِّب فمك، وستساعدك على مكافحة الحمض والبكتيريا اللذان يؤذيان الأسنان، مع العلم أنَّ اللعاب المرطِّب للفم هو أحد الوسائل التي يُكافح بها الفم هذه العوامل المُؤذية.
يمكنك أيضاً أن تشرب الشاي الأخضر أو الأسود أو تمضغ علكة خالية من السكر، وفي حال تناولت شيئاً حِمضياً، فلا تستعجل في تنظيف أسنانك بالفرشاة، بل انتظر ما يقارب السَّاعة من الوقت لتستعيد الأسنان قوتها قبل فركها بالفرشاة.
رخِّي أسنانك.
مع مرور الوقت يمكن لصرير الأسنان أن يزيل طبقة المينا، وفي بعض الأحيان يمكن لعلاج الضَّغط النفسي أن يُوقف مشكلة الصَّرير، ولكن إن لم ينفع ذلك، فمن المحتمل أن يصف لك الطبيب جبيرة بلاستيكية أو حامي للأسنان.
إذا كانت المشكلة حادَّة، فقد تحتاج للخضوع لإجراءٍ طبي يُغير موضع أسنانك، أو لمرخٍ للعضلات.
خذ استراحةً من تبييض الأسنان.
إنَّ تبييض الأسنان قد يُسبب لك الألم، ولكن الحساسيَّة الناتجة عن تبييض الأسنان عادةً ما تكون مؤقتة، لذا تحدَّث مع طبيبك عن مدى تأثير العلاج على أسنانك الحساسة، وما إذا كان بإمكانك الاستمرار به.
عالج المشكلة من جذورها
يمكن أحياناً أن تكون حساسية الأسنان مؤشراً على وجود مشاكل أخرى، مثل:
التَّراجع الطبيعي للثة.
إذا كنت قد تجاوزت عمر الأربعين، فمن المحتمل أن يكون تراجع اللثة عن الأسنان وكشف جذورها هو إشارة طبيعية لتلف اللثة. إنَّ الجذور المكشوفة لا تمتلك طبقة مينا تحميها، فلهذا تكون أكثر حساسية من باقي أجزاء السِّن.
اذهب للطبيب إذا لاحظت أن لثَّتك تتراجع عن موضعها، فقد يكون ذلك مؤشراً لوجود مشاكل أخرى، كالتهاب اللثة.
قد تستلزم الحالات الخطرة اللجوء إلى علاج الطُّعوم اللّثوية، الذي يعتمد على نقل الأنسجة من مكانٍ آخر لتغطية المنطقة المكشوفة.
التهاب اللثة.
إنَّ تراكم اللويحات الجرثومية (طبقة البلاك) وطبقة القلح يمكن أن يؤدي لتراجع اللثة، وفي بعض الأحيان يتسبَّب أيضاً بالتهاب اللثة، ويمكن أن يُدمِّر الدعائم العظمية للأسنان.
لا تُدخِّن، فالتدخين يؤدِّي لالتهاب اللثة، ولعلاج التهاب اللثة يمكن أن يلجأ الطبيب لإجراء تنظيفٍ عميقٍ للأسنان، يُعرف بتقليح الأسنان وكشط الجذر، ويعتمد على كشط طبقتي القلح والبلاك الموجودتان تحت خط اللثة، وقد تحتاج أيضاً لأدويةٍ أو لعملٍ جراحي لعلاج المشكلة.
سن مكسور أو حشوة سنية.
عندما ينكسر أحد أسنانك، يمكن أن يصل الشق إلى الجذر، وستشعر بالألم عندما يبرد السِّن.
يعتمد علاج الشق على عمقه، فإن كان صغيراً وينتهي قبل بداية اللثة، فيمكن للطبيب أن يملأه بحشوةٍ سنيةٍ، أمَّا إذا كان تحت خط اللثة، فعندئذٍ لابدَّ من اقتلاع السِّن.
العلاج
عند تحديد المشكلة سيتمكن الطبيب من تقديم عدَّة خياراتٍ لمساعدتك على تخفيف الألم، بما فيها:
- معجون أسنان مُخصَّص للأسنان الحسَّاسة
- جل الفلورايد
- الحشوات التي تُغطِّي الجذور المكشوفة
- الختام السِّني
- عجينة مزيلة للتَّحسُّس (لا تُستخدم بواسطة فرشاة الأسنان) يُحصل عليها من قبل طبيب الأسنان.
- واقي للأسنان يحميهم من الصَّرير
إذا كانت حالتك خطرة، فمن المحتمل أن يقترح الطبيب علاج نفق الجذر.
يجب ألا تتردَّد في الذَّهاب إلى طبيب الأسنان لعلاج ألم السِّن، فإنَّ تجاهل المشكلة سيزيد الأمر سوءاً. نظِّف أسنانك بالفرشاة والخيط مرتين يومياً لتحافظ على ابتسامةٍ مشرقة وخالية من الألم، وراجع الطَّبيب مرتين في السِّنة.